اراء وافكار – المخدرات في كربـلاء ظربـ من الخيال

 
 
 

شبـكة المنصور

ابـو مريم – كربـلاء

نعم كان لبـد قبـل ان اغادر وطني العراق المحتل ان ازور كربـلاء المقدسه لاعانق شبـاك الحسين غليه السلام واقبـل شبـاك العبـاس فاتبـارك بـبـركات بـناء رسول الله . ولا اخفيكم ان تغيرا واسعا حصل في البـاحه الرئيسيه للامامين مما زاد من انشراح قلبـي وجعلني استنشق الصعداء في ظل الرهبـه في حضره سيد الائمه  الاطهار الحسين عليه السلام .


بـعد انتهاء زيارتي في حضره الامامين قررت ان اتناول الطعام بـالقربـ من  الصحن في احد مطاعم كربـلاء ولا احبـ ذكر اسمه كي لا اكون سبـبـا  في قطع رزقه ...حال دخولي المطعم تفاجئت ان معظم الجالسين في المطعم هم من الايرانيين وخلال تناولي الطعام تحدث معي احد الجالسين معي على نفس الطاوله عن الاوضاع في الحله بـعد ان دار بـيننا حديث تعارف فقلت له اني سويدي الجنسيه عراقي الولاده وقد غادرت العراق منذ خمسه وعشرون سنه كي لا اشارك في الحربـ ضدكم وقد عدت قبـل شهرين او اقل وساغادر خلال الايام القادمه فقال لي مبـتسما ممكن نعمل معا اذا في السويد وسافيدك كثيرا ... فقلت له وكيف هذا وانا في السويد وانت في ايران فقال لي وهو يقدم لي بـيده ضرفا صغيرا سالته عما في داخله فقال لي انها هيرويين وانه يعمل بـتجارتها في وسط وجنوبـ العراق وان الجامعات ومساطبـ العمال التي تعاني من البـطاله هي افضل الاسواق لديهم وقال لي بـكل فخر ان جامعه البـصره هي افضل الاسواق التي تروج فيها بـضاعته كونها الاكفئ بـين الانواع التي تدخل العراق منذ عمله في اعراق عام 2006 ...فقت له يا رجل ماذا تقول كيف يمكن ان تصل المخدرات الى العراق ... فبـتسم وقال لقد مات صدام الذي كان قافل بـوبـ العراق عن العالم الخارجي والحمد لله الان يوجد في كربـلاء افضل انواع المخدرات وافضل الخمور واننا نشكر الله اننا نشا رك في ان ينسى العراقييون مشاكلهم من خلالنا ..فقلت له انه لا يمكن ان اتعاون معه او مع أي من امثاله وبـينما اتحدث معه اذ بـشرطي يدخل متجها الينا فيسلم على الايراني المعروف لياخذ كيسا صغير جدا ويدفع عشرون الف دينار له ..وحال مغادره الشرطي تبـسم الايراني ليقول تاكد انها لمديره وان الكثير من المسوؤلين يتعاطون المخدرات وهذا سبـبـ رواج تجارتها في كربـلاء والعماره ومعظم جنوبـ العراق واسترسل قائلا ان الكثير من رجال الدين في ايران قد افتوا سامحيين لتناول المخدرات في العراق ليتناسى الناس مشاكلهم الصعبـه والبـطاله المنتشره ..


الحقيقه شعرت بـالخوف والرعبـ واعتقدت انه احد رجال الامن الذي يحاول ان يسقطني ويجعلني فريسه سهله .. اعتذرت له محاولا الخروج ولم اصدق اني كنت احد الجالسين في سياره الاجره عائدا الى الحله وبـينما كنت ادردم بـيني وبـين نفسي سالني من يجاورني الجلوس في السياره عن سبـبـ قلقي وعدم استقراري فحكيت له ما حصل لي ليبـتسم ويقول لي هذه الامور اصبـحت عاديه بـين شبـبـنا وخصوصا في بـغداد والبـصره وكربـلاء والكثير من المدن وقال ان مدير شرطه احد الاقضيه كان يتعاطى المخدرات بـل ان الترقيات في دوائر الداخليه ومنح الرتبـ تتسارع عندما يكون مع الرشوه كيسا صغيرا من الهيرويين  فهي تدخل بـنايه وزاره الداخليه ويكون تاثيرها اقوى من تاثير القوادات المنتشرين في بـاحات وزاره الداخليه ... والحقيقه بـين ان اصدق او لا اصدق شعرت بـتقصيري وتالمت اني كنت احد معارضي النظام البـعثي السابق وشعرت اني سبـبـا في تدهور احوال العراق وبـدئت العن الجلبـي والمالكي وكيف ورطونا ونحن نسمع لكلامهم في ارض الغربـه ...

 
 
 
كيفية طبـاعة المقال
 
 

شبـكة المنصور

الثلاثاء  / ٢٧ شعبـــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٨ / بـ / ٢٠٠٩ م