إيران تبيع الشيعة ... في المزاد النووي

 
 

شبكة المنصور

أبو محمد العبيدي

لم نأتي بجديد عندما نقول وقلنا وقال قبلنا وبعدنا الكثير, بان إيران تلعب وتستغل الشيعة العرب بل عموم الشيعة في العالم الإسلامي للإغراض القومية ولمصلحة الإمبراطورية الفارسية وبطريقة قذرة جدا,وهذا الأسلوب ابتدأ منذ بداية وصول خميني إلى السلطة ومناداته بنظرية ولاية الفقيه ,ودعوته إلى وحدة المسلمين الشيعة تحت قيادته وتحت قيادة إيران لتنفيذ المصالح العليا لإيران وجعل عموم الشيعة كأداة لتنفيذ هذه السياسة بغض النظر عن نتائجها والتي لا بد أن تكون على حساب ولائهم الوطني والقومي بل وحتى الديني ,وبالرغم من تقديم إيران الكثير من الشواهد على صحة هذا الرأي ,إلا إن البعض ما زال يصر على إن إيران تمثل الدولة الشيعية الإسلامية التي تهدف إلى توحيد الشيعة المسلمين وإنها تمثل القلعة الحصينة التي تدافع عن طموحات المسلمين عموما.


وفي هذا الخضم من التنازع قدمت إيران مؤخرا دليلا قاطعا لتضيفه إلى العشرات من الأدلة على توجهاتها القومية الصفوية واستغلالها للشيعة وللمذهب الشيعي لمصالحها القومية عندما قدمت مقترحها الأخير إلى دول مجموعة 5 + 1 ردا على مقترح هذه الدول , والذي تضمن تقديم ضمانات بعدم التدخل في كل من العراق وأفغانستان ومساعدة أمريكا في حربها ضد ما يسمى بالإرهاب (المقاومة ) مقابل الاستمرار في تخصيب اليورانيوم ,بل الأكثر من ذلك هي طرحها كافة القضايا الإسلامية التي تنادي بها للمساومة وخاصة قضية فلسطين ودعم حماس والجهاد وغيرها من القضايا التي كانت تنادي بها ,أي طرح كل المبادئ التي تنادي بها في المزاد العلني وليتقدم من يدفع أكثر ويشيل كما يقولون .


أين أصبحت مبادئ الدين ؟  أين أصبحت مبادئ أهل البيت ؟ أين أصبحت المبادئ الإنسانية ؟
وهنا لا بد من التساؤل لماذا الآن ؟


1 _ انحسار التأثير الإيراني في المنطقة العربية بعد الدور القذر الذي مارسته في العراق والذي وضح عمق العلاقة الاستراتيجي ما بين المخطط الأمريكي الصهيوني وبينها.


2_ انكشاف الدور الإيراني ألصفوي للشيعة العرب من خلال استغلال قيم ومبادئ أهل البيت وتوظيفها لمصلحة الإمبراطورية الفارسية وما يخدم إيران وعلى حساب القومية العربية والمذهب الشيعي.


3_ المشاكل الداخلية التي طافت على السطح بعد الانتخابات الإيرانية والتي بدأت تهدد وحدة النظام الإيراني والتي استطاع النظام التستر عليها طيلة السنوات الماضية وبالتالي فان الإسراع بعقد صفقة نهائية مع الشيطان الأكبر أمريكا قد حان وقتها وان أي تأخير لن يكون في مصلحة إيران.


كل هذه الأسباب وأخرى فرضت على القيادة الإيرانية طرح الأمور جميعا على بساط البحث محاولة لتقاسم النفوذ مع الولايات المتحدة مع الإصرار على إبقاء المفاعل النووي الإيراني وتخصيب اليورانيوم ورقة ضغط أساسية بيدها تستعملها كقوة ردع في المنطقة لابتزازها,ومع الغرب وإسرائيل للحصول على اكبر ما يمكن من النفوذ والمصالح التي ستتنازل عليها أمريكا لصالحها. 


ولكن ما هو الثمن انه ببساطة بيع مبادئها التي استمرت لثلاثون عاما تنادي بها ,أي بيع الثورة الإسلامية وتصديرها ,والحصول على الثورة الإيرانية بدلا عنها ,أي التخلي عن الشيعة وعن إقامة الدولة الشيعية الإسلامية التي كانت تنادي بها,ولم لا ما دامت ستقبض الثمن بعد استنفذت كل شعاراتها ومبادئها وجاء يوم الحساب ,أي يوم قبض الثمن؟
فهل ستقبض الثمن ؟

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ١٢ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٢ / أيلول / ٢٠٠٩ م