لا القتل ولا الاجتثاث ولا السجون قادرة على زعزعة البعث عن طريقه

 
 

شبكة المنصور

أبو محمد ألعبيدي

وأنا استمع إلى الاعتقالات التي تقوم بها دولة القانون في الاعظمية والدورة والجامعة والعدل والعامرية وبقية مناطق بغداد,هذه الأيام ,تذكرت كيف تم اعتقال تنظيم البعث بأكمله في أحداث 5/9 قبل 45 سنة عندما فشل خط حنين في تنفيذ ما أوكل إليه من عملية للسيطرة على الإذاعة تمهيدا لإعلان الثورة والتي فشلت بسبب اختلاف التوقيتات ,تلك العملية التي كانت تمهيدا لثورة 17 تموز المجيدة ,بعد أن تصور حكام تلك الفترة بأنهم استطاعوا أن ينهوا البعث بعد تلك الاعتقالات والتصفيات وما واكبها من فصل وتشريد لكل من تنفس هواء البعث,وتلك المشكلة ما زال يعاني منها كل أعداء البعث ,حيث إنهم يتصورون إن مجرد اعتقال أو فصل أو قتل أو تشريد بعض البعثيين ستكون نهاية للبعث,وهذا تفكير طبيعي لأناس يفكرون بالمنطق ,حيث إنهم يتصورون إن من تتخذ ضده مثل هذه الإجراءات لا بد أن يستسلم حيث سبق وان استسلم الكثير عند اتخاذ إجراءات اقل من هذه بكثير وبالمناسبة هذا نفس الخطأ الذي وقع به الأمريكي المحتل عند اتخاذه قرار اجتثاث البعث,وقد غاب عنهم أو بالأحرى إنهم لا يستطيعون ولا يصدقون ولا يمكنهم أن يستوعبوا إن هنالك حزب يمكن أن يبقى وبهذه القوة و الحيوية بل ويزداد قوة مع كل ضربة توجه له,فهذا اكبر منهم ومن تفكيرهم ولذلك تراهم يصرون على نفس النهج .


إن المسالة التي لا يريدون آن يفهموها ولا يقدرون على فهمها هي المبادئ التي تمثل البعث والتزام التنظيم البعثي بهذه المبادئ وهذا ما ينفرد به البعث العظيم من بين كل الأحزاب التي عرفوها ,كيف لا, وهم يرون أنفسهم قد هجروا أحزابهم عند أول عاصفة, إن لم يكن قبلها وهم بهذا يشبهون اللص والمرتشي والعاهرة الذين لا يريدون أن يقتنعوا بوجود الشرفاء لأنهم يتصورون الجميع على شاكلتهم ,وبالرغم من كل ما فعلوه ويفعلوه فسيبقى البعث كبير لأنه في قلوبنا وفي عقولنا لأنه الهواء الذي نستنشقه والماء الذي نشربه لأنه يسري في دماءنا ولا يمكننا العيش بدونه


وان اعتقال بعثي هنا أو هناك لن يزيدنا إلا تصميم على المضي قدما لتحقيق أهداف البعث الخالدة ,وسوف يموت أعداء البعث وفيهم حسرة وهي معرفة كيف صنعت مبادئ البعث هؤلاء الرجال,ولن يعرفوها لأنهم لا يعرفوا معنى الإيمان ولا معنى التضحية ولا معنى الإرادة ولا العزيمة,


فمن يفتقد الشيء لا يمكن أن يعطيه ,ومن لا يتمتع بهذه الخصال لا يمكن أن يفهمها ويفهم تأثيرها على الإنسان ,نحن أحفاد رجال بدر والقادسية واليرموك ولسنا أحفاد كسرى ,فليستمروا في طريقهم وان شاء الله سنستمر في طريقنا وسنرى من سيبقى الإيمان أم ....

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس  / ١٣ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٣ / أيلول / ٢٠٠٩ م