السيادة ... وأنشاء أكبر سفارة  بالعالم ؟

 
 

شبكة المنصور

ابومهيمن الحديثي

عندما نقرأ التاريخ الحديث والتاريخ القديم نجد ان الاستعمار لا يختلف في توكويناته لعل الاستعمار الحديث اخطر من القديم ومن خلال معرفتنا بتاريخ امتنا العربية وما نتج عن استعمارها من قبل الدول السابقة وتفتيت اراضيها ومدنها وشعوبها وحتى تغيير اللبنه الاجتماعية من تماسك العائلة العربية ما بينها وانتمائها الروحي والقومي للوطن وانتمائها ايضا للقومية العربية نجد  الان اصابها التغيير وهذا نتيجته الاستعمار وبشتى تكويناته وأنتشاره الان في الوطن العربي وفي الشعوب العربية كلها لذلك  نجد ايضا غياب الروح الفكرية والعقائدية لدى شعبنا العربي وهذا ايضا جاء بمساعدة الحكام العرب؟ الاستعمار الحديث يدخل الان بطرق عديدة ونواياه تاتي على مسميات جديدة وحديثة وعندما بدأ الاحتلال الاميركي يعزف على احتلال العراق جاء بأسطوانه اسمها( أسطوانه الديمقراطية) وقبلها تناول احتلال العراق تحت طائلة اسلحة الدمار الشامل وعندما تحقق الهدف تغير جلد الاحتلال كحرباء تريد افتراس فريستها غيرت الالوان وغيرت كل ما جاءت به وكشفت عن نواياها العدوانية متسترة كما نشاهد الان ما يحصل لبلدنا العراق وما يحصل لافغانستان و للقضية الفلسطينية وما حصل لجميع الاراضي المحتلة بجميع الدول العربية كما بدأ المحتلون يطرحون عدد من القضايا التي تهم مصالحهم الاقتصادية والاستراتيجية؟فكثير من الدول الاستعمارية القوية تأتي لتحتل دول ضعيفة ولكون هذه الدول منحها الله سبحانه وتعالى من موقع على الارض او وفرة المعادن او وفرة النفط او وفرة الغاز فتبدأتلك الدول تعمل لمصالحها فتبتكر لها كثير من المشاكل وتحيدها من جميع الاتجاهات وتكيل بضرباتها كي تبدأبقضم كل ما موجود على تلك الارض وباطنها؟؟ فلودخلنا في  أدغال التاريخ السياسي للقوى الأستعمارية نجد تفاوتا هائلا بين الأهداف المعلنة والنوايا وبين المباديء والوقائع.وكلنا نعرف من وجد كيان صهيوني أنبت داخل الجسد العربي الكبير الا ان ترعرع هذا الزرع وأنكشف عن نواياه الاستعمارية وبدات القوة الاستعمارية كيف تسقي زرعها لتكبره وتنميه و بعدها تبدأ بالحصاد؟؟

 

وكثيراًهي الشواهد منه الاستعمار البريطاني والفرنسي والاميركي والتركي لبلداننا العربية واليوم ايضا بدأت نفس البلدان الاستعمارية القوية بتغيير الخريطة السياسية؟ والخريطة الجديدة تشير الى تقسيم المنطقة الى دويلات لكي تكون هذه الدول تحت الهيمنه الابدية وبجميع مفرداتها من هيمنة على الارض وهيمنه اقتصادية وهيمنة اجتماعية وتجارية وأستغلال كل شيئ وتحت مسميات مثلما ما قلنا جديدة وهنا يبرز دور الاعلام الجديد الاستعماري لكي يرسخ الاطروحات الجديدة و يخلق ازمات كبيرة لكي يسهل عملية الاستعمار والاستغلال لتلك الدول وتبدا بتغيير الجغرافية السياسية الجديدة ؟ ويتكرر المشهد عبر التاريخ وفي منطقتنا مثلما اوجدت اناس يساعدوهم على خلق سياسات جديدة لبلدانهم وبمساعدتهم بالذات فكما كافأت بريطانيا الشريف حسين لوقوفه معها ضد العثمانيين بتنصيب ابنائه ملوكا على الهلال الخصيب، تكافيء امريكا عملائها الأكراد والفا سدين من العراقيين .

 

وتكافئ ايضا ممن وقف معها في الحرب على العراق وتمنحهم الان المناصب والأمتيازات!فعندما نشاهد الاكراد والفاسدين هم الان على رأس هرم السلطة وكيف يحكمون العراق نجد هؤلاء الفاسدين هم اصلا وبصورهم لا حول ولا قوة بالنسبة للدولة المحتلة  التي جلبتهم, مهما كانو هؤلاء فاسدين الى درجة هم يصبحون ادوات لتنفيذ كل ما يطلب منهم من مهام ؟؟بنفس الوقت متى ما تريد تقول لهم (كش مللك) مثل كش طلباني كش برزاني كش مالكي والبقية تاتي على طاولة الشطرنج الذين هم لاعبيه هؤلاء مجرد بيادق هم يحركوها لكن هؤلاء بدأو يغيرون النسيج الاجتماعي العراقي بحكمهم وبدا يغيرون المنهج الوطني للشعب العراقي وفي نيتهم ايضا تقسيم البلد حسب ما يأتمرون وترتأي الصهيونية منهم؟؟فعندما احتلت امريكا افغانستان شاهدنا ما جرى لها كذلك عندما احتلت الصومال ايضا شاهدنا ماذا جرى لها وها بلدنا العراق ماذا يجري به ؟؟العملية الاحتلالية وبرمتها وحجمها الكارثي على شعبنا العراقي هم هؤلاء الفاسدون ونبدأبالاكراد ورغم كل محاولاتهم السابقة من قتل وخوض معارك مع الجيش الوطني العراقي السابق وتكبيد البلد كثير من الخسائر البشرية والاقتصادية لم يفلحوا ابداُ من تقدم شبراُ واحد من تغيرعلىالارض والشعب مطلقا لان كان هناك حكم وطني وكان هناك شرف وطني وكان هناك جيش قوي رغم كل ما فعله ملا مصطفى البرزاني من خيانة ووضع يده بيد الصهاينة لم يجد الارضية الصالحه لتكوين سلطته التي كان يحلم بها وتكوين دولة كردية؟؟

 

اما اليوم فنشاهد ان الاكراد الان اصبحوا اكثر صهيونيةً منذ قبل واصبحوا اكثر عدوانية منذي قبل واصبحوا ايضا ينادون بأرضي عراقية عربية صرفة منها كركوك والموصل ورسموا خارطتهم الاستعمارية كي يكبروا بها في المنطقة وهيئوا ارضية ومناخ كبير الى الموساد ليدخل شمال العراق ويبدأ بالتخطيط لهم والعبث بكل ما خلقه الله هناك ليدمروا كل شيئ جميل يقترن بالعراق؟والان اليهود من اصول كردية ينادون بالرجعة الى كردستان العراق طبعاٌهناك عدد بحدود 150 الف يهودي يريدون ان يزرعوهم في العراق ضمن خطة اعدها الموساد كي يتم غزو شمال العراق وبهذه العملية يكونوا قد حققوا حلمهم الكبير لان نجد بعض اليهود من اصول كردية وبمساعدة الاكراد الفاسدين في السلطة تم عن طريقهم شراء اراضاً كبيرة وشاسعة مجاورة الى سوريا وتركيا ومجاورة ايضا من الحدود الايرانية كل هذه الامور تعتبر بعد استراتيجي وعمق سوقي لهم وتعتبر قواعد متقدمة لهم لكل بلدان المنطقة .فهذا ايضا نوع من انواع الاستعمار الجديد.

 

هذه الديمقراطية التي جاءت بها امريكا للعراق تعني كم أفواه الأكثرية لصالح الأقلية وسلب حقوق واراضي وثروات الأكثرية ومنحها ظلما وعدوانا للأقلية بينما يصار الى وصف المقاومة الوطنية بالأرهاب؟لذلك عندما وضع بريمر نفسه حاكماُ على العراق وحل الجيش وحل كل المؤسسات الامنية وسلب كل ماهو يعتبر نواة لمؤسسات كانت تشكل منها الدولة العراقية وكانت هناك صناعة وزراعة وصحة وتعليم وعدل وكل ما يتكون لدولة وخاصة السيادة!! بل اين هي سيادته وارادته الوطنية واستقلاله .. وهل للعملاء والدمى ان يحققوا سيادة حقيقة وهم فاقدو الشرعية؟ وأي سيادة لوطن بلا إرادة سياسية وقرار مستقل؟ واخيرا نشاهد ونسأل ماوراء بناء القاعدة الأمريكية الجديدة في قلب بغداد ..سوى تقييد الأرادة السياسية وتعويق العراق عن دوره الوطني والقومي؟ ولكن ما واقع هذا الحصن الأجرامي وما الأدوار المناطة بالقتلة المتربصين فيه على الصعيدين الأقليمي والمستقبلي؟ وماسر أحاطتها بالسرية المطلقة!فعندما كان الحكم الوطني العراقي كانت احلام امريكا تريد انشاء هذه القواعد كي تصول وتجول على ارض العراق لكن بفعل احتلالهم للعراق بدءت تشيد الان اول قاعدة اعتبرتها سفارة ؟هذه السفارة هي عبارة عن دولة امريكية مصغرة انشأت على مساحة موهولة وفي قلب بغداد وهي تعتبر الان اكبر وكر للتجسس بالعالم  .

 

إلا أن ما حدث على ارض الواقع يتنافر مع الأعراف القانونية ومع العرف الدبلوماسي بل يتجافى مع المعقول..فالعراق، الذي تعرض لعدوان ظالم يمثل خيانة العالم لمباديء الأخلاق وابسط حقوق الأنسان اليس كانت كلمة العقيد معمر القذافي بمكانها عندما القاها في الجمعية العامة للامم المتحدة وعندما مزق ديباجة هذه الامم ؟اليس هو الاول من نادى بالعالم كله كيف يعدمون رئيس دولة عضو في هذه الهيئة الاممية وكيف يهتكون اعراض الرجال بسجن ابو غريب ؟هذا ما قامت به الولايات المتحدة، العراق ليس بحجم دول كبرى أخرى كالصين او الأتحاد السوفييتي أو فرنسا أو المانيا التي لاتتجاوز فيها حجوم سفارات الولايات المتحدة دونما او دونمين فيما تبلغ مساحة السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء 42 هكتار أي مايعادل 80 ملعب كرة قدم ويزيد على مساحة الفاتيكان ومجمع الأمم المتحدة في نيويورك وهو يمثل العالم كله هناك..فالعرق بلد لايتجاوز سكانه 25 مليونا مع المهجرين والمنفيين ومساحته 437.072 كيلومتر مربع وعندما كان للأمريكان سفارة في العراق قبل الغزوالعدواني لم يتجاوز عدد العاملين فيها 25 او 30 موظفا وبضمنهم المترجمين والحرس العراقيين والأستعلامات..ومقارنة بالبرازيل الأقرب الى الولايات المتحدة نجد ان مساحة الأخيرة 8.5 مليون كيلومتر مربع وفيها ثلاث مدن كبرى وسكانها اكثر من 188 مليون..

 

مع ذلك فأن عدد الموظفين في السفارة الأمريكية وقنصلياتها التابعة لايتجاوز 70 موظف مع مترجمين ومستخدين لايتجاوز عددهم 250 شخص..كما ان الشراكة التجارية في اي من المدن البرازيلية اكبر حجما من اية شراكة اخرى في الشرق الأوسط باكمله...وفي مصر الأقرب الى العراق من البرازيل يعمل في السفارة الأميركية 230 موظفا ومستخدما وكلنا يعلم ان مصر أكبر من العراق مساحة وسكانا بمساحة تبلغ مليون كيلومتر مربع و80 مليون نسمة وتسيطر على اهم ممر مائي عالمي هو قناة السويس؟اما في العراق فبلغ عدد الموظفون بحددود 5000 شخص اليس هذا الرقم مرعباُ!!!

 

مما يطرح بقوة التساؤل عن النوايا وراء بناء مثل هذا الصرح المشبوه في بلد لايتجاوز سكانه المعدمين والمذعورين في معظمهم 25 مليون نسمة فقط ؟ 

 

وقد تم اختيار موقع السفارة في قلب بغداد الى الشرق من قصر السجود وبالقرب من جزيرة ام الخنازير وعلى ضفة بحيرة السجود ...وقد تم افتتاحها في مطلع عام 2009 ...ويجهل العراقيون الكثير من اسرار هذه القاعدة التجسسية التي انشأت على ارض تنازلت عنها حكومة العملاء تضم قصر السجود والأراضي الممتدة الى الشرق والغرب من القصر...ووفق تقارير صحفية مختلفة لم يعرف العراقيون عنها الا من خلال الرافعات العملاقة التي وظفت في بنائها... وبلغت كلفة انشائها اكثر من بليون (1.3) دولار تقاسمتها شركات صهيونية وكويتية قامت حكومة المنطقة السوداء بتقديم نصف المبلغ بينما غطت امريكا النصف الباقي من الأموال التي سرقتها من العراق أصلا. فالسفارة بنيت على ارض عراقية بتواطؤ من حكومة العملاء وبأموال عراقية منتزعة من اعين فقراء العراق ومن دماء شهدائه وارامله واطفاله الذين عانوا من المستعمر ومن عملاء المستعمر الأمرين في الحصار وفي الحرب وفي الأرهاب الذي جلبته امريكا على العراق

 

. تحتضن القاعدة الأمريكية العاملة تحت قناع الدبلوماسية في بغداد على منظومة تكاملية من المباني والخدمات كدار اقامة السفير والموظفين الذين يتجاوز عددهم الف موظف وموظفة فضلا عن 380 اسرة ملحقة بهم من غير المستخدمين الذين يتجاوز عددهم الآلاف ..كما تحتضن مراكز تموين ومخازن تجارية وسينما وعدد من المطاعم والمتاجر لبيع السلع وحوانيت ميرة ومدارس ونوادي رياضية ودوائر بريد واتصالات ووحدات خدمات الكترونية متطورة ومنشئات معالجة مياه الفضلات ومنشآت لتوفير ماء الشرب وتصفيتها بمواصفات عالمية هي الأفضل في العالم ويحتوي المجمع على 21 بناية مسلحة بأسمنت خاص مضاد لقنابر الهاون هذا بالأضافة الى تزويدها بمطار لهبوط طائرات الهلكوبتر في سطح السفارة وآخر في خلفيتها.. فهل تحتاج الولايات المتحدة الى سفارة بهذا الحجم الهائل وبهذا التعقيد والتشابك بما يسهل عليها التدخل بالشؤون الداخلية للعراق وللمنطقة المجاورة ... إنها خطوة تدخل عدواني سافر آخر ورسالة للعراقيين والعرب مفادها: " جئنا لنبقى"...ولايخفى على أحد العامل الصهيوني البارز في هذا العدوان.

 

مما هذا يفسر قيام الموساد وعصابات البيشمركة بحملة اغتيالات واسعة شملت العلماء والمهندسين والمتخصصين بالعلوم العسكرية والأطباء بينما اسكتت اساتذة الجامعات بعد تراجع التعليم بالعراق بالمرتبات الضخمة على حساب مزيد من الأفقار والتجويع للشرائح العراقية الأخرى..وبذلك يدفن العراق الحقيقي وينشأ عراق وهمي مزيف بلا ارادة وطنية وبلا استقلال وبلا  سيادة وبلا هوية يحكمه اللصوص وقطاع الطرق وسوف نرى والايام القادمة ماذا تفرز الانتخابات التي يحضرون لها هل تغيير الوجوه ام تغيير المنهج ام تغيير العراق وهل المواطن العراقي سيكون منتبه لهذا كله بعد ان وضعوه بخانة الفقر والتجويع وعدم معرفة اي شيئ ببلده غير ان يوفر لقمة عيشه اليومية .لذلك نناشد مقاومتنا البطلة وبكل فصائلها العمل الجدي بتشكيل واحد وتحت قيادة واحدة وبقلب عراقي واحد ينبض بأسم العراق ونتوكل على الله لنكسر شوكة هؤلاء الذين يريدون تدمير العراق والعراقيين وما النصر الا من عند الله؟

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٠٧ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٦ / أيلول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية |دليل كتاب شبكة المنصور