أما آن الأوان لعودة البعثيين إلى الوطن ؟!!

 
 
 

شبكة المنصور

ابو محمد العبيدي
تذكرت اليوم احد المجاهدين الذين سمعت عنهم دون أن أتشرف بمعرفتهم وقصة هذا المجاهد سمعتها قبل أكثر من سنتين صدفة عندما أراد احد الأخوان مساعدته,حيث كان قد أصيب في إحدى المعارك مع قوات الاحتلال مما سببت عجزا مؤقتا,فرض عليه ترك العمل وقد كان في أمس الحاجة إلى معالجة ابنه الذي يشكو من مرض ولادي في قلبه ,وهو لا يحتكم على ما يسد به رمق أطفاله,هذا المجاهد كان قد باع بستان عائلته التي ورثها عن أبيه ليتبرع بثمنها إلى المقاومة إضافة إلى القيام بواجبه الجهادي والذي أدى إلى إصابته.


تذكرت هذا البطل المجاهد وأنا أهم بكتابة نداء إلى الرفاق البعثيين الذين هاجروا إلى خارج الوطن,بسبب خوفهم من بطش المحتل ومن عملائه فالبعض معذورين والأكثرية لا, لعدم وجود مبرر حقيقي ,ولم يكتفوا بهروبهم من المعركة بل اخذوا عوائلهم معهم وبالأخص أولادهم أي الشباب ,والمصيبة أنهم ينادون بتحرير الوطن من المحتل وعملائه والأكبر إنهم يحتفلون بذكرى المناسبات الوطنية في أوربا ,بل ويلقون الكلمات باسم الحزب التي تحيي المقاومة الباسلة التي تركوها ليحافظوا على أنفسهم وأولادهم وليبنوا مستقبلهم بعيدا عن الوطن وعن الجهاد عسى أن يعود الحزب إلى
السلطة ليعودوا ويشاركوا في الانتصار ,وان لم يتم ذلك لا سامح الله,فهم وعوائلهم في مأمن,وأنا هنا اسألهم إذا ذهبتم انتم وأولادكم إلى خارج الوطن فمن سيحرره,ولماذا بقي الآخرون من البعثيون يجاهدون في سبيل الوطن والمبادئ ولم يخافوا على أنفسهم وأولادهم,بل خافوا ولكن الوطن أهم منهم ومن أولادهم ,ولذلك ضحوا بأنفسهم وبأموالهم وبأبنائهم في سبيل الله والوطن,أن الوطن يحتاجكم أيها الرفاق إن كنتم ما تزالون على العهد فلقد مرت الأيام الصعبة ولم تبقى إلا العشرة الأخيرة من رمضان فسارعوا إلى العودة ,ومن لا يتمكن فليرسل أبنائه بدلا من الجهاد من ستوكهولم ودمشق وغيرها,وليتبرع بجزء من ما كسب من أموال العراق سابقا ليغسل خطاياه بحق هذا الوطن الجريح ولا اقصد التبرع بملاليم ؟


إن تهنئتكم للرفيق القائد وللقيادة وكلماتكم المنمقة لن تنفعكم في حجز منصب أو درجة حزبية حتى ولو تتقلدوها الآن ,فالوطن لا يحتاج اليوم إليها بل يحتاج إلى من يدافع عنه ضد المحتل وضد الهجمة الفارسية بدمه ,فساحة الجهاد في ارض العراق وليس دمشق ولا في أوربا.


إن عدم عودتكم بعد كل هذه السنوات تعني واحدة من اثنين _إما عدم إيمانكم بالنصر أو_خوفكم على حياتكم وعدم استعدادكم بالتضحية بأي شيء وأنكم تنتظرون نهاية المباراة لتقرروا مع أي فريق ستكونون , ولعلمكم فان من يظن انه قد ناضل طيلة الخمس والثلاثون سنة التي حكمها الحزب فهو واهم فتلك السنوات تحتاج إلى زكاة لتكون حلال وإلا فلن تقبل منكم فالقياس الحقيقي هو في العراق وقد بدا بعد سنة 2003,فكل يوم من الجهاد ضد المحتل يعادل تلك السنوات وهذه حقيقة ,فالحزب ملك للمجاهدين الذين ضحوا بدمائهم من اجل الوطن .


وملك للمجاهدين الذين يقدمون كل يوم الدليل على إيمانهم بالمبادئ,فلا تضيعوا ماضيكم ومستقبلكم فما زالت الفرصة أمامكم لتثبتوا لأنفسكم قبل غيركم ما تتمتعون به من إيمان حقيقي وليس ادعاء فان النضال والجهاد لا يكون إلا في ارض الوطن ومن يناضل عبر الأثير يشبه مشجع لمباراة حتى الموت أو النصر,انها بمثابة تسلية وليس نضال ولا جهاد رغم انه يتألم أو يغضب إذا خسر من يشجعه ,إلا انه لن يموت ولن يتلقى الضربات الموجعة ولن تكسر يده أو ضلعه ولن ينزف قطرة دم ولن يرتعب عند تنفيذه المهام الجهادية,ذالك الرعب المقدس على مهمته وعلى نفسه,لقد سبق وان ناداكم القائد عزة الحق وطلب عودتكم ,فمن لبى النداء فله ومن لا فعليه والسلام.

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة  / ١٦ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٧ / أب / ٢٠٠٩ م