التضحية هي المقياس الوحيد لاختبار الإيمان بمبادئ البعث

 
 
 

شبكة المنصور

 أبو محمد العبيدي

إن الفرق بين البعثي والحزبي هو إن البعثي هو ذالك الشخص المؤمن  بمبادئ البعث والمستعد للتضحية بالنفس والمال وكل ما هو عزيز من اجل هذه المبادئ,بينما الحزبي هو الشخص الذي يدعي الإيمان بهذه المبادئ ولكنه غير مستعد للتضحية في سبيلها,ومن الطبيعي أن تختلف نسب الاستعداد أو حدود التضحية ما بين شخص وآخر,وكلما زادت نسبة الاستعداد للتضحية كلما زادت نسبة الإيمان والمفروض انه كلما زادت نسبة الإيمان زادت نسبة الاستعداد للتضحية ,وبالرغم من إن لكل شيء حدود فان للتضحية حدود وهذه تختلف ما بين شخص وآخر ,ولكن لا يمكن وجود إيمان صحيح بدون الاستعداد الحقيقي للتضحية ,وقد حدد الباري عز وجل أغلى ما في الحياة للإنسان وهو المال والبنون بعد النفس طبعا وفي بعض الأحيان قبل النفس للبعض الآخر.


وهذا الموضوع يشغلني كثيرا وأنا أفكر بمصير وطننا وكيفية انجاز الصفحة الأخيرة من سفر التحرير ,وأحاول جاهدا أن أقارن المواصفات البعثية مع الكثير من النماذج التي ظهرت في الساحة بعد الاحتلال من البعثيين(الحزبيين ) تحديدا,وبالرغم من محاولتي إيجاد المبررات للكثير من التصرفات والأفعال التي تبتعد عن مواصفات ألبعثي الحقيقي إلا إن هنالك أفعال لا أتمكن من تبريرها,والأصح لا استسيغ تبريرها,ولا ادعي إنني بعثي متكامل وكذلك فانا لا أتمتع بصفة تؤهلني  لتقييم كل تصرفات الآخرين من البعثيين غير صفة واحدة وهي إنني كاتب بعثي أحاول أن أثير بعض الأمور والمسائل الفكرية التي قد تفيد الحزب في حالة اطلاع البعض من قيادي الحزب عليها .


فانا لا اعلم كيف يمكن أن يسمي نفسه بعثيا من ترك ساحة الجهاد وهاجر إلى أوربا أو غيرها هربا من واجبه كبعثي ,والمبرر هو الخوف من التصفية ,في حين أرى الكثير من البعثيين الآخرين ومن المعروفين ومن كادر الحزب سابقا ما زالوا يمارسون دورهم وواجبهم النضالي , كذلك فأنني أعجب لمن يدعي انه بعثي وقد استفاد من خلال سلطة الحزب ماديا إلى درجة كبيرة وأصبح يملك عدة دور أو غيرها ويصرف كل يوم مبالغ طائلة لمعيشته وعندما يصل الأمر إلى الاشتراك الشهري للحزب تراه يبكي وكأنه سيفقد كل ثروته,رغم إن الاشتراك الشهري لا يمثل ربع مصرفه اليومي في أحسن الأحوال,وعليه اقترح على أن يكون الحد الأدنى للاشتراك الشهري هو مصرف يوم من دخل الحزبي مع الأخذ بنظر الاعتبار ما يملكه من ثروة وغيرها, وعجبي لمن يدعي انه بعثي ويحاول أن يسفر ابنه إلى الخارج لكي يحافظ عليه ,وعجبي لمن يدعي انه بعثي ويبخل على الحزب بساعة من وقته أسبوعيا ,وعجبي على من يدعي انه بعثي ويخاف أن يفاتح من يأتمنه للانضمام للحزب وخاصة من لديه الاستعداد وعجبي على من لديه أولاد بسن الشباب ولم ينظموا للحزب رغم ادعائه بأنه بعثي وعجبي ...وعجبي .


ونعود إلى الإيمان والتضحية ,هل تعلمون إنني لا احقد على من ترك الحزب علانية وانضم إلى الأحزاب العميلة أو عمل مع المحتل ,مثلما احقد على من يدعي البعثية وهو ابعد ما يكون عنها ممن تنطبق عليه ما ذكرته أعلاه ,لان من ترك الحزب كان واضحا وأصبح في معسكر الأعداء أما من له تلك المواصفات وما زال في صفوف الحزب فخطورته الحالية والمستقبلية أكثر بكثير من هؤلاء الانتهازية ,لماذا لان هذا الخائن قد كشف أوراقه ,وانتهت خطورته ولكن الخوف كل الخوف ممن لم تتاح له فرصة الخيانة أو لأنه لم يحصل على الثمن الذي ينتظره ,مما فرض وضعه البقاء بين صفوف الحزب دون أن يؤدي أي من واجباته .


إن كل النقاط السلبية التي ذكرناها لا تدخل ضمن مفهوم التضحية بل هي الحد للأدنى من الواجبات المطلوب تنفيذها من قبل الحزبي ,ولا أقول البعثي ,فإذا لم يستطع تأديتها ,فهل ننتظر منه التضحية بالأغلى والاهم .

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٢٨ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٨ / أيلول / ٢٠٠٩ م