ماذا قدم البعث للمقاومة ....؟

 
 
 

شبكة المنصور

ابو محمد العبيدي
من يقرا العنوان يضن إن هنالك تباين ما بين البعث والمقاومة أو إن هنالك جهتان منفصلتان هما البعث والمقاومة,والحقيقة هي إن الجهتان هما وجهان لعملة واحدة فالعلاقة ما بين البعث والمقاومة العراقية لم تنشأ بعد الاحتلال بل سبقت ذلك بزمن طويل, كيف؟ سنذكر هنا الحقائق التي توضح ذلك والتي هي مجرد تأشير لوقائع تاريخية لتوضيح تأثيراتها المستقبلية على الأحداث التي جرت لاحقا والتي أنكرها الكثيرون عن قصد أو عن عدم فهم ,مما فرض علينا خدمة للحقيقة من تأشير ذلك عسى أن يطلع عليه هؤلاء ليعرفوا إن الله حق .


1_ من المعروف إن سلطة البعث ومنذ عام 1968 قد بدأت بتدريب الشعب العراقي على السلاح ,وابتدأت بالتنظيم الحزبي وأنا شخصيا كنت احد المتدربين في الدورات الأولى وكانت في مقر الفوج الأول لواء الحرس الجمهوري أي داخل القصر الجمهوري وكنت اصغر متدرب ,وأعقبتها دورة داخلية في كلية الشرطة,وهكذا تدرب اغلب أو جميع البعثيين وكانت الغاية تهيأت التنظيم البعثي عسكريا ليكون مستعدا للدفاع عن الثورة ,وقد تطور هذا المفهوم ليشمل الدفاع عن العراق مما فرض القيام بتدريب جميع أبناء الشعب لان العراق ملك للعراقيين جميعا بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية ,وان العراق هو ملك للعراقيين جميعا وليس للبعثيين فقط وعليه فالواجب على جميع العراقيين الدفاع عنه مما أوصل الشعب العراقي إلى حالة فريدة وهي إمكانية استخدام السلاح من قبل جميع أفراد الشعب بما فيهم قسم كبير من النساء ,وقد استمرت هذه الحالة لغاية الاحتلال .


2_قيام الحزب وسلطة الحزب ومنذ اليوم الأول لثورة تموز 1968 ولغاية الاحتلال بحملة توعية وتثقيف مستمر إضافة إلى مناهج تربوية وإعلامية للشعب تستند إلى الفكر الوطني والإسلامي والقومي والإنساني مما أدى إلى خلق أجيال واعية إلى الدور الامبريالي الأمريكي الصهيوني إضافة إلى الدور العنصري الفارسي الذي حاول استغلال الدين في الهجوم على الأرض العربية لتنفيذ مخططاته الاستيطانية في العراق تمهيدا للانطلاق إلى بقية الأراضي العربية ,بحيث أصبح أبناء الشعب العراقي في مستوى من الوعي يمكن الركون عليه في أي مواجهة مع أعداء الوطن والأمة والدين .


إن التهيئة العسكرية والفكرية والتي قام بها البعث طيلة خمس وثلاثون عام هي التي خلقت المقاومة العراقية ,حيث إن الإنسان العراقي قد تشبع بأخلاقيات وفكر المقاومة قبل قيامها وبغض النظر عن أرائه السياسية ومعتقداته بل ومواقفه السياسية وكل ما كان يحتاجه ليكون ضمن صفوف المقاومة هو تهيأت المستلزمات التنفيذية للقيام بالأعمال والواجبات الجهادية ,أي أن كافة الفصائل قد وجدت شباب جاهزون لا يحتاجون إلى أي جهد لإقناعهم بصحة طريق المقاومة ولا أي جهد لإعدادهم عسكريا لأنهم سبق وان تمت تهيئتهم وهذا ما اتضح من اليوم الأول للاحتلال الذي لم يكد يكمل احتلال العراق حتى فوجئ ببدء المقاومة والتي كان قسم كبير منها غير مخطط له وإنما بدئت اقرب إلى العفوية ثم تطورت لتصبح فصائل تمكنت بعض القوى الوطنية والإسلامية من السيطرة عليها وقيادتها وخاصة إن تمويل عمليات جهادية يحتاج إلى الكثير من الإمكانيات المادية وهذا غير متاح مما سهل على البعض السيطرة على قيادة فصائل جهادية حاولت صبغها بفكر معين أو بمواقف معينة أثرت على اسم وسمعة المقاومة أحيانا,بل وصل الأمر إلى محاولة إنكار أو التقليل من دور فصائل وتشكيلات المقاومة الأخرى,ومحاولة الانفراد بتمثيل فصائل المقاومة سياسيا في لعبة جر المحتل فيها هذه الفصائل إلى مذبحة لدورهم الذي لن يحافظوا عليه إلا إذا تعقلوا وأعادوا حساباتهم بموضوعية وحددوا حجمهم الحقيقي وتأثيرهم الحقيقي العسكري والسياسي والذي لا بد أن يفرض عليهم إضافة إلى كل المفاهيم الأخلاقية والدينية والوطنية ,يفرض عليهم فتح الأبواب جميعا أمام التوحيد والوحدة والعمل الجماعي الوطني,والذي لا بديل له وأي فصيل يحاول التفرد سيخسر كثيرا      


ولن يجني شيئا ,لأنه قد ترك أهم أركان الجهاد ألا وهو الجهاد في سبيل الله وانصرف إلى ما سيكسبه من هذا الجهاد ونذكره بالمسلمين في موقعة احد ,وعودة إلى من ينكر فضل الحزب وبغض النظر عن فصائله وتشكيلاته الجهادية ,فان دوره السياسي الحالي الذي يقوم به من خلال تنظيماته المنتشرة في كل قرية عراقية والتي كانت لها اليد الطولى في فضح المحتل وأساليبه وعملائه في العملية السياسية القذرة التي فرضها على العراق ,إضافة إلى ثقله السياسي العربي والدولي والإمكانيات البشرية المتاحة له إضافة إلى قيادة قل نظيرها تتمتع بتجربة وفكر ودين وأخلاق وشجاعة وأيمان,من الصعب إيجادها أو توفرها لدى الآخرين ,إضافة إلى ميزة قبوله من كافة العراقيين وليس من جزء من طائفة ,كل ذلك يجعل الحزب في الموقع المتقدم جهاديا,وما دعوة القائد إلى فصائل المقاومة ولمرات عديدة باللقاء والوحدة إلا محبة بهم واعتراف لدورهم في محاربة المحتل وعدم السماح لهم من خلال النصح بتشويه جهادهم في آخر الطريق ,فلا تعيقوا الوحدة ففيها النصر إن شاء الله .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢١ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٢ / أب / ٢٠٠٩ م