فرخ البط عوّام .. عمّار الحكيم نموذجا

 
 

شبكة المنصور

محمد العماري
رئيس ما يُسمى بالمجلس الاسلامي الأعلى في العراق, عماّر الحكيم, ورث كلّ مساوئ أبيه الذي لم تكن لديه محاسن على الاطلاق, إبتداءا من قلّة الذكاء والفطنة الى فقدان الحكمة وبعد النظر وإنتهاءا بعدم النزاهة والصدق. ففي خطبته العصماء جدا بمناسبة عيد الفطر, الذي بدأ بالنسبة لشيعة إيران الصفوية يوم الأثنين خلافا للغالبية العظمى من المسلمين, حذّر عمامته, عفوا سماحته, العراقيين من أن هناك جهات داخلية وخارجية تعمل على تمزيق الوحدة الوطنية قبيل إنطلاق الانتخابات العامة التي ستجري في العراق منتصف كانون الثاني )يناير( المقبل. وكأن العراق بعد إحتلاله لم يتحوّل, على يد آل الحكيم وأمثالهم من العملاء والخونة, الى كانتونات ومناطق نفوذ طائفية وحزبية وقبلية.


ومع أن هذا اللاحكيم المجوسي يشكّل جزءا أساسيا من تلك "الجهات" الداخلية والخارجية وما جلبته على العراقيين من موت ودمار وخراب ومآسي, لأنها تلعب على أكثر من حبل كجميع ساسة عراق اليوم, فهو غير واثق حتى من نفسه وكلامه ومصادر معلوماته. فيقول على سبيل المثال "نعتقد إن هناك أجندات يمارسها البعض داخل البيت العراقي وخارجه لتفتيت وحدتنا وتمزيق صفوفنا". وهذا الكلام الزائف يوحي للناس البسطاء والسذج, وهم معظم جمهور ومريدي وأتباع عمار اللاحكيم, بأن البيت العراقي, الذي ساهم اللاحكيم وصحبه بتهديم جميع أركانه, ما زال عامرا ومتماسكا وينعم أهله بالأمن والاستقرار والعيش الرغيد.


وبما أن فرخ البطّ عوام, كما يُقال, فان عمار اللاحكيم تفوّق على أبيه الغير مأسوف على رحيله, في القدرة على الرياء والنفاق والضحك على ذقون الأتباع, خصوصا عندما يقول" أحذّر من الوقوع في مثل هذه الاجندات ولا بدّ من الحفاظ على وحدتنا فهي ضرورة أساسية وعلى جميع القوى السياسية الألتزام بالتقوى السياسية ..". وبغض النظر عن"التقوى السياسية" التي إبتدعها "سماحة" عمار إبن أبيه والتي لا أفهم ما المقصود بها بالضبط فان مجمل ما قاله فاقد الحكمة هذا ليس أكثر من لف ودوران بلا طائل وكلام لا يُرجى منه خيرا. وقد سبق لمعجبي وأنصار حزب عمار اللاحكيم وأن سمعوه ألف مرّة.


من الواضح جدا إن خطبة عمار الطبطبائي اللاحكيم لا علاقة لها بمناسبة عيد الفطر. وكلّ ما تفوّه به, رغم ضحالته ولا جدواه, تركّز على أهداف ومطامع دنيوية زائلة يُفترض برجل دين يحترم نفسه والعمامة السوداء التي على رأسه, أن يكون بعيدا عنها. ألم يقل الأمام علي "ع" إن الدنيا دار فناء والآخرة دار بقاء. لكن يبدو أن"سماحة" عمار اللاحكيم لا يبكي على الحسين, أي العراق الذبيح, بل على صناديق الاقتراع وعدد الأصوات التي سوف تدخل الى مجلسه الغير إسلامي الأعلى. فهو يحثّ جميع العراقيين على "الاسراع في تحديث سجلات الناخبين للتأكد من وجود أسمائهم في سجلات المفوضية العليا المستقلّة للانتخابات". ولا ندري ما هي علاقة أهم مناسبة دينية في الاسلام, شهر رمضان المبارك وعيد الفطر, بما يُسمى بالمفوضية العليا "المستقلّة" وسجلات الناخبين؟


لكن المهزلة تصل الى ذروتها عندما يحثّ عمار اللاحكيم أتباعه ومريديه على"عدم التفريط بأصواتهم وعدم تكرار مشاهد الانتخابات الماضية والسعي الى تسريع إقرار قانون الانتخابات وحثّ البرلمان على متابعة عمل مفوضية الانتخابات باستقلالية وشفافية". وتجدر الاشارة الى أن حزب عمار الحكيم وشركاءه فازوا في الانتخابات الماضية وحصلوا على أكبر عدد من الأصوات بالضبط بسبب تلك "المشاهد" التي يُطالب بها عمار إبن أبيه اليوم أتباعه بعدم تكرارها.


وإذا كانت الأحزاب الشيعية, ومنها حزب آل الحكيم نفسه, تسيطر اليوم على ما يُسمى بمجلس النواب فالفضل يعود بطبيعة الحال الى جارة السوء إيران ودعمها اللامحدود ماديا وسياسيا وعسكريا وأمنيا, مضافا الى ذلك عمليات الغش والتزوير والبطاقات الانتخابية"الجاهزة" التي وصلت من وراء الحدود. وليس غريبا ولا بعيدا عن"ديمقراطية" المحاصصة الطائفية والعنصرية إذا ما تكرّرت نفس المسرحية "الانتخابية" في كانون الثاني )يناير( المقبل. طالما بقي المخرج والمنتتج والموزّع ومهندس الديكور هو نفسه؟ ويتلقى أوامره وتوجيهاته من سفارتي أمريكا وإيران في بغداد, من أجل الخروج بعمل مسرحي مميّز, يختلف كثيرا عمّا سبقه من أالأعمال المسرحية التي أُجبر العراقيون بشتى الوسائل "الديمقراطية"الكريهة على مشاهدتها.


إن عماراللاحكيم أكّد في أكثر من مناسبة وعلى الملأ على الطبيعة الطائفية المقيتة لحزبه المُسمى زورا وبهتانا بالاسلامي. وطالب متوسلا العميل نوري المالكي بالانضمام الى إئتلافهم"الوطني" الذي تشكّل حديثا من أجل "الحفاظ على وحدة البيت الشيعي" التابع والخاضع مباشرة لأرباب نعمتهم في قم وطهران, ولكي يباشروا في بتنفيذ مخططهم العدواني في تمزيق وتفكيك العراق ونهب خيراته وثرواته في الجنوب وإلحاقه بايران, وطنهم الأصلي. لأن عمار اللاحكيم ورفاقه في الائتلاف اللاوطني وضعوا مصلحة أسيادهم من ذوي العمائم الثقيلة أمام أعينهم بدليل أنه لا توجد في التاريخ الأسود لعائلة الحكيم هذا ذرّة واحدة من الوطنية او الانتماء للعراق.

 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الخميس / ٠٥ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٤ / أيلول / ٢٠٠٩ م