المقاومة العراقية : تعليق على حديث السفيرة الاميريكية ديبورا جونز بما يخص دور القوادة العربية الكويت  في العالم

 
 
 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

تطرقت السفيرة الاميركية ديبورا جونز  في معرض محاضرتها لطلبة التاريخ في احدى الجامعات الاميريكية عن الدور التعاوني والتخريبي للمنطقة التي تضطلع به  القوادة العربية (الكويت) من خلال تعاونها مع الولايات المتحدة  لصالح انتشارها ومن ثم تخريبها للعالم وخاصة في منطقتنا العربية واسيا وافريقيا مستغلة في ذلك موقعها الجغرافي الستراتيجي وامكاناتها النفطية الهائلة اليوم.

 
ربما احد يقول يقول ما هي الكويت وما تأثيراتها السوقية واللوجستية بما يخص حركة الجيوش الاستعمارية الاميريكية التي تجوب البحار والمحيطات بل وتحتل اجواء العالم من خلال اسطولها الكبير من الاقمار الاصطناعية ووسائل التحسس عن بعد  في جمع المعلومات عن أي منطقة في العالم تريد غزوها أي تخريبها بشتى الذرائع اللااخلاقية التي تمارسها السياسة الاميريكية اليوم من خلال الاستهتار بابسط حقوق البشر في العيش بامان واطمئنان  بعيدا عن تدخل خنازيرها المتوحشة ارض العالم المسالم  السعيد بما هو فيه دون تدخل ولا خراب باسم العالم الجديد ونظرياته  المشروخة الفارغة والتي مجها العالم باسره بعد ان اكتشف زيفها وطغيانها وكراهيتها للشعوب  وللانسانية بشكل عام.
 
الكويت الجزء الجنوبي من العراق المحتل اليوم وكما تشهد به السفيرة الاميريكية تمتلك على حقول نفطية غزيرة أي بامكانها الحصول على كميات كبيرة من العملة الصعبة وهي الدولار وكذلك تزويد الة الحرب الاميريكية بالوقود وبثمن بخس او بالاحرى مجانا مقابل الاستحواذ على الدعم الاميريكي لها وحمايتها في المنطقة من أي خطر خارجي.

 
تقول السفيرة الاميريكية ان الكويت تنفق على القوات الاميريكية المحتلة للعراق مبلغا يناهز 1.2 مليا دولار سنويا وبالمجان وهذا الرقم يعتبر كبيرا بالنسبة للولايات المتحدة التي تعاني من تخبط اقتصادي رهيب بسبب الحروب التي اصطنعتها لنفسها ومن ثم ازمة العالم بها  وبالشكل الكارثي الذي تشهده البورصة العالمية وفي كل مكان.ترى ما الذي دعى الكويت لانفاق كل هذه المبالغ دفعة واحدة ولكل هذه السنين الطوال للجيش الاميريكي ومن اجل ماذا؟

 
اذا كانت القوادة الكويت تبغي من ذلك الثأر من العراق العظيم وهو ابوها ولا يمكن التملص وانكار الابوة الا من قبل ابناء الزنى  فالسبب يكون اخطر وامر اخلاقيا وشرعيا وقانونيا وعرفيا كون العراق هو اهل واب الكويت ومنذ الازل.هذا من ناحية ومن ناحية اخرى اذا كان الهدف هو الثأر والانتقام من العراق والعراقيين فكل الارث العربي  من عادات وتقاليد واعراف يقول ان الثأر يمكن ان يقوم بالمثل ولمرة واحدة اذا ثبت الاعتداء وعكس ذلك لا يمكن اخذ الثأر بما يوازيه عندما تقتنع جلسة (المشايخ )بأن سبب القتل او الهجوم او التدخل هو رد لبلاء وحماية ممتلكات وصد غوائل ممكن ان تحدث نتيجة فقدان رؤية الجاني على المجني عليه وهذا ما حصل فعلا من قبل الكويت ضد العراق واهله.لقد ارتكبت الكويت اكبر خطأ في تاريخ العرب وهو التامر على الاقتصاد العراقي في زمن حرب كان العراق يقودها ضد ايران  وما تبع ذلك بعد الحرب من حاجة العراق الى المال كي يعيد بناء ما دمرته او اخرته الحرب فكان لا بد من تصرف القيادة العراقية في ايقاف تلك المؤامرة الكويتية الموجهة تماما نحو العراق وبتخطيط مسبق ومتقن من قبل المخابرات والاستخبارات الاميريكية كجزء من تخطيطها لاحتلال العراق  وهو ذات المخطط بكل حلقاته التي رسمته القوى العالمية الكبرى لافشال ثورة التأميم العظمى التي اقدمت عليها ثورة السابع عشر من تموز في بغداد.

 
الكويت في هذا الحال المبرهن سياسيا واقتصاديا ولوجستيا كما خططت له دوائر الشركات العالمية الكبرى  قد لعبت دور القواد الممهد  لدخول حجر العراق الامن  كونها  تقف عند باب هذا الحجر ويمكن  لها تسهيل الدخول الاجنبي على خدر العراق المصون.هنا لا بد من التذكير ان الدور القوادي الكويتي جاء مكملا  لدور ايران الملالي في حربها ضد العراق وبتخطيط مسبق من قبل الدوائر العالمية التي تعاملت معها تلك الجارتين للعراق الضحية  وبالنتيجة وكما معروف عن دهاء وجرائم الدول الاستعمارية الكبرى  وكونها لا تعترف بالصداقات بل بالمصالح فقط  وبزمنها المحسوب فكل من ايران والكويت ستكونان  ضحيتين اجلا ام  عاجلا ولنا من التاريخ حكمة ...

 
ثم تذهب ابعد تلك السفيرة الاميريكية في تبريزها لدور الكويت حيث تردف قائلة ان للكويت اليوم شركات  مساندة  للقوات الاميريكية وذات خبرة لا يمكن الاستغناء عنها بعد انتهاء الحرب في العراق بل سوف تنسحب تلك الشركات الكويتية مع الجيش الاميريكي لمعاونته في حروبه في افغانستان وباكستان وافريقيا  ومناطق اخرى  بظمنها المنطقة العربية من العالم لتسهيل مهمة تلك الجيوش – بالطبع في احتلال تلك البلدان من العالم- .اذن هذا هو دور الكويت الموكل لها ومنذ بدايات السبعينات ودون الاعلان عنه.اذن هنا لا بد من الوقوف عند الدور التامري الكويتي العميل واللااخلاقي تجاه ليس فقط العراق بل مناطق اخرى من العالم بعد ان وضعت مالها وبشرها في خدمة  الجيش الاميريكي المحتل الاستعماري وهنا لا بد للعالم وخاصة منطقتنا من التنبه للدور الخطير الذي يلعبه هذا الكيان الجغرافي المسروق من ارض العراق في زمن الفراغ الوطني ايام استعمار بريطانيا للمنطقة والتي ما زالت تلعب دور الملهم  للثور الاميريكي في اغتصابه لخيرات المنطقة  من خلال خبراتها السابقة هنا.

 
ثم تقول السفيرة الاميريكية في محاظرتها ان الكويت وفرت للقوات الاميريكية مساحة من الحركة  اللوجستية لم تتوفر لها في مناطق اخرى من العالم أي بمعنى اخر ان الدور القوادي (لكويت العرب )قد فاق كل خبرات  الجلاوزة والعملاء  في العالم .ومن هنا تكرر السفيرة لتقول انه لا يمكن الاستغناء عن الصداقة المميزة بيننا وبين الكويت التي وفرت لنا ما كنا لا نحلم به وعليه وردا للجميل علينا ان نقوي علاقتنا بهذا الكيان (الكويت)ونستثمرها في خدمة مصالحنا التي لا رجوع عنها في اصقاع اخرى من العالم؟!

 
السؤوال هو لماذا اختارت السفيرة الاميريكية طلبة التاريخ في اميريكا لتلقي عليهم مثل تلك المحاظرة التي تخص العرب تماما وهل هي رسالة مقصودة لكتاب التاريخ ان العرب يمكن ان يخرج من ثناياهم من يتامر عليهم ويذهب ريحهم في زمن الخدر السياسي والسلطوي العربي حين ابتعدوا عن فكرة القومية العربية والوحدة  وحين تناسوا الطاقة الهائلة  التي يمكن ان يلهمها الاسلام  لصالح الوحدة ومن ثم المجد العربي؟الامر الاخر الذي يمكن استنتاجه من هذه السفيرة ومن محاظرتها للمؤرخين هي انهم أي الغرب قد نجحوا في خلق كيانات هزيلة لا ترقى الى مستوى دولة بتعريفها السياسي من خلال خلق امارات عربية قلقة وغير قادرة على حماية نفسها وبالتالي اصبحت قواعدا ثابتة لهم للتامر على ابناء جلدتهم من جهة ومن جهة اخرى  توظيف غنى تلك الكيانات لصالح الدول الامبريالية  وطموحاتها فضلا عن مجلبة العار للسمعة العربية من خلال الدور الخياني  التامري على دول اخرى من العالم من خلال تسهيل مهمات جيوش الاحتلال الكبرى في غزوها ونهب خيراتها وبالتالي تشويه التاريخ للانسان العربي امام العالم وبالنتيجة وهو هدف الدوائر الاستعمارية تشويه الدور الرسالي لامة العرب في خدمة البشرية؟

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الأربعاء / ٢٦ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٦ / أيلول / ٢٠٠٩ م