بصراحة !...

﴿ الحلقة السابعة ﴾

 
 

شبكة المنصور

الهادي حامد / تونس

قرأت في موقع من المواقع المقاومة رسالة احمد الدليمي إلى الإعلامي والوطني عبد الباري عطوان يعاتبه فيها على وصف الحكيم المتوفى بالمجاهد...وعودا إلى هذا الموضوع الذي شغل قطاع مهم من الكتاب في الآونة الأخيرة: لا اختلاف في أن الراحل عبد العزيز خائن للعراق وقد غرس في خاصرة المجتمع العراقي والوطنية العراقية خنجرا غائرا يعسر محو أثره على مدى الأيام والسنون...تماما مثل اليورانيوم...وابتكارات إبادة الحياة على الأرض وروابطها الإنسانية!... لاخلاف على انه كرس نموذجا غريبا لم يعهده العرب من العراقيين ولم يعهده العراقيون أنفسهم وهو نموذج العمالة للأجنبي والتمسح على أعتابه والتودد والتملق والتمدد أمام نعاله!... لا خلاف على انه عمل لمصلحة إيران رأسا وما بقي من مصلحة أو مااتفق معها فهو للصهيونية ولأمريكا!...هذا لاينكره عاقل...حتى الراحل نفسه!... لااراه ينفي على نفسه تهمة التواطؤ ضد العراق والعرب والمسلمين ولصالح الفرس والأمريكان!!...حقيقة لا أراه يتجرأ على إنكار هذا!...

 
لكن وكما بادرت بالتعليق على حدث وفاته ، فالرجل والكثيرين من الخونة والعملاء ، الذين رحلوا قبل أن ينالوا من الشعب جزاء ماغدروا وما ذبحوا وما نهبوا...حسابهم عند الله ،إن شاء غفر وان شاء أذاقهم سوء العذاب ،وارى أن الأمر يجب أن يتوقف عند هذا...رغم تفهمي العميق لمشاعر الضحايا...أما الأحياء من الأعداء فليس بيننا و بينهم إلا ضرب الرقاب!. هذا الموقف الأخير لايبرر في المقابل وصف الراحل  "بالمجاهد "... ولا يستحق هذا اللقب...بل أراه تزلفا من إيران ومن معسكرها في الساحة السياسية العربية ، فيما لو صدر عن كاتب آخر غير عبد الباري عطوان!..

 
لكن هل يبدو عطوان متزلفا من خلال هذا الوصف..؟؟!!...هذا الرجل زارنا في إحدى المدن التونسية وكانت عيناه تموج بالدمع لما وجد الفضاء طافحا بالهتافات فداءا لصدام وطلبا للثار من أمريكا !...كاد يجهش بالبكاء لو لا التحكم القوي لعضلات الوجه في فورية الانفعال وتدفقه ،وقال : كم أتمنى أن يشاهد بوش هذه الجموع  وهذه الإرادات...ليعرف كنه الأمة التي يواجه!...وقد غادر الفضاء بصعوبة كما دخله بصعوبة...وسط هبة شعبية لم يشهدها الفضاء النقابي الجهوي من قبل!...  

 
عبد الباري عطوان رجل وطني خالص ،معدنه سليم وأصيل ،روحه عربية خالصة وعقله وقلبه يخفقان وفاءا للأمة وطموحا لإحياء أمجادها ...ومهما جانب الصواب في ما أطلقه من وصف للحكيم المتوفى ،فلا شك أن له أسبابه هو اعلم بها واقدر على تقدير شكل التكيف معها... ورغم أن الأخ الدليمي كان حذقا ولطيفا في نقده  إلا انه علينا التنبيه إلى الحفاظ على صورة بعض الشرفاء الخلص وعدم التشكيك في وطنيتهم وقوميتهم وولائهم لامتهم ...حتى لانكون الأمة التي تأكل ابناءها...!

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة  / ١٤ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٤ / أيلول / ٢٠٠٩ م