بصراحة ... ومرارة ..!

﴿ الحلقة السادسة

 
 

شبكة المنصور

الهادي حامد / تونس

وأنا أتصفح منشورات شبكة المنصور..لفت انتباهي عنوان مثير حول أسلوب جهاد الحزب الإسلامي بدون تعليق..فزرت الصفحة وهالني ما شاهدت : لافتة حائطية كتب عليها { لنجاهد الأمريكان بالتوبة في رمضان  *إمضاء الحزب الإسلامي العراقي-شعبة اليرموك }...وأشير إلى أن النضال السياسي من خلال المعلقات الحائطية ليس جديدا أو بدعة وهو أسلوب معتمد بكثافة من جميع القوى في العراق المحتل، سواء القوى العميلة أو المجاهدة...لكن مايستفز حقا هو أسلوب الجهاد الذي تقرره هذه المعلقة ، فمتى كانت التوبة جهادا يطرد المحتل من البلد الذي وقع احتلاله بالقوة الغاشمة وبالبطش الشاذ والاستثنائي ..؟؟!..وعن أي توبة يتحدث هذا الحزب الطائفي والعميل..؟؟..المزيد من الصلاة والتسبيح وذكر الله والصلاة على رسوله...السكن في الجوامع والثبات في العبادة والتسامي الروحي والابتعاد عن الثرثرة والنميمة والتجريح ومس الأعراض...التصدق للفقراء والمحتاجين والتواضع وحمد الله على كل حال.. قيام الليل والبكاء في العبادة والتضرع إلى الله سبحانه بان يخرج العراقيين من هذه المحنة..؟؟!!!...هذه مجاهدة للنفس وليس للامريكان حسب ثقافتي الدينية المتواضعة...

 

إني ابحث عن التقوى التي تخرج الأمريكان من العراق...والتي تتماشى مع سياسة الحزب الإسلامي بماهو حزب السلطة المنصبة في العراق المحتل وحزب  الديكور الديمقراطي في حكومة طائفية ، عميلة للفرس والامريكان والصهاينة..فلم أجد غير الأشكال التي أشرت إليها أعلاه!... وهي ، رغم طابعها الروحي الخالص ، لا معنى لها لدى من يقبل باحتلال بلده ويدعمه...فلا صلاته مقبولة ولا صومه ولا صدقته ولا شيء مما يخدع به ربه سبحانه وتعالى!...

 

أما التوبة التي افهمها والتي لها صلة بطرد الغزاة...لكن لا تتماشى مع سياسة الحزب الإسلامي العميل ، فهي التهيكل ضمن اقرب خلية مقاومة إلى الحي الذي اسكنه ، الالتزام الحركي الكامل بتوجيهات المسئول عنها ، التدرب على المهمات الجهادية التي أرى نفسي أتقنها أكثر( جمع المعلومات عن تحرك العدو ، الاشتباك المسلح ، القنص ، التفخيخ ، تهيئة الميدان العملياتي ، تنفيذ  الانسحاب الآمن ، تكوين عقائدي للمنتمين الجدد إلى المقاومة ، التعبئة الشعبية والاستقطاب ، الدفاع بالقلم عن حق العراق في المقاومة وجدارته بالنصر، مساعدة عوائل المجاهدين على  قضاء شؤونهم الحياتية...)...غير هذا...فلا يكون مجاهدة للأمريكان...وإنما كذبا ونفاقا و دجلا و تمويها ومواراة وخداعا ولصوصية...وفي الأخير مجاهدة من يجاهد الأمريكان!!!!!!...

 

كثيرا مانسمع عن المقاومة السلمية...والحقيقة  أني لا افهم كيف تقاوم سلميا من خرب بيتك وقتل أطفالك وشتت شمل أسرتك?!...كيف تمارس هذا ضد من بقر البطون وكدس الأجساد عراة فوق بعضها واغتصب الفتيات الصغيرات القاصرات وفجر جماجم الشيوخ بالرصاص أمام الكاميرا?!!...كيف تواجه هذا الوحش الفولاذي بالتوسل والتودد والمعاهدات حسب رغباته ومصالحه وبالسير في ركابه..؟؟!!!..

 

الاحتلال يلزمه رجال تنازله على مدار الساعة ودون انقطاع...إذا كانت هذه المطاولة على مدار الساعة موجودة ، يكون ثمة يقين بالتحرير فعلا... والجهاد هو هذا الذي أوصى به الله عباده حينما تدنس أراضيهم وعقائدهم ويجثو فوقهم الأجنبي...والعملاء إما يلتحقون بشعبهم ويعلنون التوبة  وإما يكنسون باعتبارهم عقبة في طريق التحرير...طريق التوبة أيها الأخوة هو طريق التحرير..فمن تاب إلى ربه قاوم المحتل الغازي بما يستطيع ومن قبل ربه توبته نقله إلى جواره شهيدا عزيزا وشفيعا لنا يوم لا ظل إلا ظل الرحمان الرحيم...

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس  / ١٣ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٣ / أيلول / ٢٠٠٩ م