بصراحة... ومرارة ..!

﴿ الحلقة الثامنة

 
 

شبكة المنصور

الهادي حامد / تونس

اليوم أيضا...أجد نفسي شبه مجبر على اقتناء جريدة " الصريح " التونسية وأنا أهم بالعودة إلى البيت ...بناءا على توصية حارة ومتأكدة من أم وائل...التي لاتمل مطالعة الأخبار الكاذبة والتقارير الصحفية الخيالية كما لوكانت تقتات بالأوهام...تحت تأثير الفراغ في شهر الصيام!. لكنني بادرت حال وصولي إلى تصفحها والذهاب رأسا إلى تفاصيل خبر يقول عنوانه : {العراق يحشد قواته على الحدود مع سوريا !} .. تعليقا على العنوان بالذات إليكم كلمات صريحة ومرة...

 

هل ثمة بلد اليوم اسمه العراق..؟؟!!!..العراق العربي الذي نعرفه احتل سنة 2003 ولا زال في تبعية للأمريكان أو لنقل لا يزال بضاعة للاغتصاب ملقاة في زاوية مظلمة وعرضة لنزوات الصهاينة والأمريكان والانجليز والفرس ولكل من هب ودب من حلفاء بني صهيون!!...خصوصا أن رئيسه شنقوه ورفاق دربه وخرب مجده وبناؤه الشاهق بالأكاذيب والمزاعم والتضليل والدسائس والتزوير!...العراق ماعاد عراقا منذ أن صار العراقي يسحله العراقي ويشقه ويسلخ صدره وفروة الرأس ويقتلع أسنانه وأظافره ويقطع لسانه ويثقبه بالمثقاب الكهربائي!!...لما يذهب عراقي إلى السيطرة الأمريكية ويشي بمقاوم شريف ويمكن العدو من عنوانه وهويته فيتم اصطياده أو اصطياد أسرته ليلا والعبث بشرفه...مبررا هذه القوادة الشنيعة بطبيعتها بما تقوله المرجعية من تعاون مع الصهاينةوالامريكان ضد العراقيين المقاومين والشرفاء وضد مايزعمون انه البعث الصدامي الديكتاتوري...ورغبة في التمتع بالديمقراطية الشربوشية  الحمراء!!!...لما يفعل احدهم هذا يكون ذلك مؤشرا على أن العراق لم يعد عراقا!!...

 

فأي عراق يتحدث عنه عنوان الخبر الصريح في جريدة الصريح..؟؟!!!..بالتأكيد ليس العراق، أي ليس العراق العراق!..إنه عراق العملاء وخدم الفرس والأمريكان...المجانين الذين تحمر عيونهم غيضا وغضبا وحقدا في مواجهة العرب فحسب!...هؤلاء يريدون تجريب فحولتهم وشهامتهم  وسيادتهم و أبهة رئاستهم للعراق في التحرش بسوريا!...والله لو قررت سوريا تأديبهم على تحديها والتطاول عليها لما بقوا فيها ولا ساعة واحدة!!...ولكنها تتبع حسابات جيوسياسية لاتتاثر ولا تنفعل  بخفشفة الخفافيش ونعيق الغربان...أما عن القوات التي يتحدث عنها عنوان الخبر ، بصفتها قوات عراقية، فهي ليست قوات عراقية بل قوات المجلس الإسلامي الأعلى وفيلق القدس وميليشيا البغل مقتدى وميليشيا الجلبي ، عصابات من المكبسلين واللوطيين والعاهرات والمجرمين المحترفين!!...بالنسبة للقوات العراقية الحقيقية فهي منتشرة بين فصائل المقاومة تدرب المجاهدين وتجاهد معهم وتقارع الغزاة بلا كلل أو ملل منذ 2003 ولا تزال تبني على خبراتها القديمة خبرات التحرير وتستثمر مكتسباتها العامة في تفعيل الفعل الجهادي المقاوم ، وأشير إلى أن الجمهور العربي يتطلع إلى جيش البطل صدام ليكون عماد تحرير العراق وهيكله وذراعه ، وهو محل ثقة واعتزاز من أمته رغم الأباطيل والسموم التي نفثت في جسده.. عموما نقول أن القوات المحتشدة على الحدود مع سوريا هي فئران مزارع أو حجل أحراش!!!!...لا قوات ولا هم يحزنون!... يسقطون مغشي عليهم من ظرطة احدهم!!...وبالتأكيد سيشتغلون في تهريب المقاومين لا حرصا على التحرير أو وعيا بالبعد القومي للمعركة بل رغبة في جني الدولار وفي التحصيل المالي كما يفعلون في السجون والمعتقلات!...فمن يدفع يطلق سراحه أو يتمكن من مقابلة ذويه!...واني أتطلع إلى استفادة المقاومة العراقية من تكفل عملاء الفرس والأمريكان بمسك ملف الحدود!!...عسى أن تتواصل مع عمقها القومي الذي هو ليس جريمة بل حقا مطلقا وقدرا...

 

أعود إلى مسالة مضحكة /مبكية ، وهي طلب الحالكي من بان كي مون أن يتكفل مجلس الأمن بالتحقيق في تفجيرات الأربعاء الأسود ، وان يتم التعامل مع الحدث باعتباره جريمة دولية يتكفل بها ويعاقب عليها القانون والمؤسسات الدولية!!!!...لكن  على مجلس الأمن أن يحقق في جرائم أشنع وأفدح ، إذا كان لابد أن يتدخل وان يفرض منطق العدالة في العراق..!!..أليس هكذا أم أنني مخطئ..؟؟!!..وأي جريمة أشنع من قتل عشرات الأبرياء يوم الأربعاء..؟!..إنها جريمة ابتدأت منذ بداية التسعينات من القرن الماضي وهي في تواصل إلى اليوم...جريمة الحصار والغزو...حيث رحل مجرمون وحلوا مجرمون بدائل عنهم وشعب العراق غارق في بحر من الدم...ألا يحتاج شرف الإنسانية المهدور في العراق إلى تحقيق قضائي دولي يعود إلى بدايات الجرح العراقي النازف ويتتبع مساراته إلى اللحظة الراهنة..؟؟!!!!!!!!! ..أليس الحكام الذين طالبوا بان كي مون بتبني تحقيق دولي في تفجيرات الأربعاء هم أنفسهم مجرمون وعنوان  الجريمة الكبرى التي اشرنا لها..؟؟!!..أليسوا منصبون من غزاة أشرار لايفقهون من الحياة إلا فن القتل ومن الدنيا إلا سفك الدم نكاية بالعروبة الأصيلة وبالإسلام الجهادي النقي..؟؟!!..هل أن حكومة الحالكي شرعية أم حكومة احتلال ؟..إذا كانت شرعية فمعناه أن الاحتلال شرعي، وان مابني في زمنه  شرعي...المعتقلات ، مراكز الإعدام السرية ، مراكز السلخ وقطع الأعضاء ونزع الجلود ، التمييز الطائفي ، المؤن الفاسدة و الستوردة من إيران ،الرشوة ، السرقة ، التمييز المناطقي والسياسي، العمالة للعدو الصهيوني والفارسي والأمريكي والقيام باتفاقيات إستراتيجية معهم...هذا كله حلو، خير وبركة ، فيما إذا كانت حكومة الحالكي شرعية!!!!!!!!.أما إذا كانت غير شرعية فهي حكومة احتلال، وهنا ليس من حقها أن تمسك بملفات السياسة الخارجية  او ان تتحرش بالجوار...فهي أمور تعود إلى القوة المحتلة.. بينما هي إجراء إداري تخيره المحتل وتكون بالضرورة ذات صلاحيات معدومة أو رمزية وذات دور مؤقت كما تلغى آليا بإلغاء حالة الاحتلال واستعادة الحكم الشرعي الأصلي مؤسساته وصلاحياته المعهودة..إن الطلب الذي تردد في الإعلام هذه الأيام يمثل مهزلة المهازل: مجرم يطلب محاسبة المجرمين، باستثناء شخصه طبعا...وكي مون الغبي والأبله بدل أن يفتتح محاكمة مؤسسات الاحتلال وأصحاب قرار الحصار والغزو...تغافل عن الحالكي وافترضه حاكما شرعيا كما افترض حكومته عراقية ومليشياته قوات عراقية!!!!!!!!...عجبا!...هذه دولة افتراضية!!... لابد أن تحدث انقلابا في فقه القانون وسيادة الدول!!...

 

أخيرا ، بالنسبة لصراحة صحيفة الصريح التونسية أقول : إن الحديث عن حكومة عراقية وعن قوات عراقية...هكذا ودون وضع المفردات بين هلالين على الأقل يثير شبهة  التعامل مع  الاحتلال الأمريكي على المستوى المعجمي ، دون أن نفترض وجود توافق سياسي أو إيديولوجي معه.رغم أن التأثير على الرأي العام العربي وإعادة صياغة فهمه للأشياء ولرؤاه يعد أولوية في حسابات المخابرات الأمريكية!.. كفاكم عفوية أيتها المؤسسات الإعلامية العربية...لاتتحدثوا لغة الأمريكان فتساهمون في ضياع هذا الجيل والقضية...انحازوا إلى شعبكم وأمتكم وتعاطوا مع خطاب يميز بين العميل والمقاوم ، بين الخسيس والشريف ، بين القواد والوطني الغيور...لا تستهينوا بشيء في معركة تاريخية عظيمة ومصيرية تخوضها الأمة بسواعد العراقيين النجباء! ...والله وعدنا بالنصر وهو على نصرنا لقدير.

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الأحد  / ١٦ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٦ / أيلول / ٢٠٠٩ م