ستراتيجية امريكا الجديدة في حربها مع العراق

 
 

شبكة المنصور

محمد عبد الحياني

المقدمة

 

بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وانفراد امريكا كقطب اوحد في العالم , كان لابد لها ان تسعى  بشتى السُبُل والمبررات المفتعلة وغير المفتعلة ان تنزل بثقل كبير في وسط آسيا وبالاخص   في افغانستان لانها البلد الذي تتوفر فيه الشروط الاساسية التي تجعلها في " خواصر" كل من الصين والهند وروسيا والدول المنافسة لها كأقطاب عالمية و قريبة من  الجمهريات الاسلامية الغنية بالنفط في وسط آسيا , كما انها ستكون قريبة من نفط  الخليج العربي والعراق , عبر ايران التي جاءت امريكا نفسها بنظام الملالي فيها في نهاية السبعينات من القرن الماضي لهذا الغرض .....

 

فالقفزة الثانية لاحتلال العراق لم تكن هدفاً عارضا او بسبب احتلال الكويت او انتقاماً من نظام البعث لتأميمه النفط فحسب , بل ان ذلك كان جزأً من خطتها في السيطرة على العالم . وقد أعتمدت امريكا , كما هو ديدنها منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية ,على مبدأ الحرب بالنيابة فكلفت القاعدة في التصدي للنظام الشيوعي في افغانستان , الاّ ان النظام هناك اسقط من قبل طالبان " وهم من ابناء افغانستان الذين رفضوا استبدال الامريكان بدل السوفيت الذين طُردوا من بلادهم . وأما فيما يتعلق الامر بالعراق  فأن امريكا قد انابت نظام الملالي في ايران للعدوان عليه واسقاط نظام البعث فيه " ذلك النظام الذي امّم النفط واجبر الشركات الاجنبية التي أحتكرت نفط العراق , منذ قيام الحكم الوطني في العراق وحتى عام ( 1972 ) , للركوع لأرادة شعب العراق , واستثمر نظام البعث ثروات العراق الطبيعية الاخرى وفي مقدمتهما الفوسفات والكبريت استثماراَ مباشراَ, وهيء اسس ومباديء أكبر ثورة تنموية شهدها العالم في الدول النامية , بعد ان بنى العراق على الاسس العلمية , وخلق الانسان العراقي المتعلم وطرد الامية بكل اشكالها عنه , وخرّج آلاف العلماء بعشرات الجامعات التي أنشأها بكل كادرها ومقرراتها , وقام بأعداد الاطر الوسطى عن طريق التوسع في بناء المئات من المعاهد والمدارس المهنية ؛ التقنية منها والاقتصادية والادرية,  فبنى بذلك الصناعات العملاقة؛ الانتاجية منها والاستهلاكية والعسكرية , كما بنى الجسور وشبكات الطرق والمواصلات والسدود , ولم يكتفي بايصال الكهرباء المولد حرارياً الى المواطنين بل تجاوزوه الى توليد هذه الطاقة الكهربائية عن طريق مساقط المياه التي تولدت من السدود التي بناها العراقيون فيمابعد التأميم , وقد وصل الحد بفائض الكهرباء عن استهلاك المواطنين ان فكرت الحكومة بتصدير هذا الفائض الى الدول المجاورة " ....... وبعد ان اندحر حلفاء امريكا " ملالي طهران " بعد حرب ضروس خاضوها " معتدين " مع  جيش العراق الابي , ما كان من امريكا الاّ ان غّيرت  استراتيجيتها الى " الحرب المباشرة " مع العراق بعد توريط الدول الاستعمارية الاخرى ,مستغلة شراهتهم في عودة بعض من نفوذهم القديم في آسيا , كما استغلت ملالي ايران و الانظمة العميلة لها في المنطقة وكانت تبغي من توريط هذه الدول بأن تجعل من جيوشها دروعاً لقواته وهو يقاتل ابطال العراق  . وكانت خيبة امل امريكا كبيرة في حربها الثلاثينية مع العراق  عام " 1991 " من القرن الماضي , أذ تكبدت قواتها والقوات الحليفة لها افدح الخسائر , مما اضطرها ذلك ان توقف القتال من طرف واحد وتهيء نفسها الى حرب جديدة , عُدَتهاالامم المتحدة ومنظماتها ذات الاختصاص, ومجلس الامن ؛ " الذي اُنشأ بعد  الحرب العالمية الثانية ليخدم مصالح الدول الحليفة آنذاك وفي مقدمتها امريكا , بالاضافة الى خدمته للصهيونية العالمية , فقد بُني ميثاق هذا المجلس وقوانينه على هذا الاساس , كما كانت قراراته اشد وطئةً من جيوش الثلاثين دولة التي جندتهم امريكا في ام المعارك " ..... وكان الحصار  الذي فرضه هذا المجلس " الامريكي - الصهيوني " والذي دام "13" عاماً , اكبر جريمة انسانية عالمية شهدها التأريخ الانساني , فقد كان من نتائج هذا الحصار قتل مئات الآلاف من   اطفال العراق , بسبب منع العراق من استيراد حليب الاطفال والادوية و المستلزمات العلاجية الاخرى الخاصة بهم , ناهيكم عما سببه هذا الحصار من نتائج عوقت من استمرار التقدم والبناء؛ حيث لم يسمح للعراق من تصدير نفطه او استيراد المواد الاساسية للبناء كما لم يُسمح له استيراد المواد الغذائية الا عن طريق الامم المتحدة ...... وتصوروا كم هو الحقد الصهيوني الامريكي على شعوب العالم أن هي عارضت تطلعاتها في احتواء العالم وسرقة ثرواته , وكم هو لازم على هذه الشعوب ان تتصدى لهذا التحالف الامريكي - الصهيوني الذي يريد لها ان تكون خادمة لارادة ومشيئة هذا التحالف الخبيث.....!!!؟؟؟ .

 

غرور القوة في فهم أرادة الشعوب

 

رغم ما ذكرناه عن عجز امريكا في بلوغ  مسعاها في احتلال افغانستان , لكي يكون لها قواعد عسكرية في وسط آسيا , وفشلها في أسقاط النظام الوطني في العراق , فأن اصحاب القرار في امريكا قد صمموا على ان يأتوا برئيس متهور الى حد الجنون ؛ ليقوم بما قام به من هجوم متهور على كل من افغانستان والعراق بحجج مُختلقة عبر اكاذيب عملاءه في هذين البلدين وعملاءه الآخرين في المنظمات الدولية التي  يسيطرعليها ,هو والصهيونية العالمية ,من خلال تعيين اغلب مستشاري وسكرتيري وسكرتيرات كبار مسؤولي هذه المنظمات من اليهود والعناصرالصهيونية و تهديدها  بقطع المعونات المالية عنها , بالاضافة الى المنّة التي تمنُّ بها امريكا في اقامة مقري الامم المتحدة ومجلس الامن وكل المرافق الخاصة بهما على الارض الامريكية بلا اي مقابل نقدي ... وكما ترون فأن " زعل " امريكا على هاتين المنظمتين يعني الكارثة المحققة لهما , وان من احدى جوانب هذه الكارثة ؛ الاستغناء عن افواج من العاملين فيها , نتيجة ما سيحصل لها من عجز مالي قد يؤدي الى خراب منظمة الامم المتحدة الذي سيمتد بالطبع الى كافة فروعها المنتشرة في كل العالم ....... أنه الابتزاز الذي فرضته امريكا على هذه المنظمة العالمية وفروعها , وعلى كادرها ابتداءً من أمينها العام نزولاً الى اصغر موظف فيها ....... ولذلك فأننا حينما نتحدث عن الامم المتحدة ومنظماتها, وفي صورتها المذكورة اعلاه , فكأننا نتحدث عن امريكا , وان كادر وموظفو هذه المنظمة و فروعها اضحوا  وكأنهم  مجرد موظفين لدى امريكا ذاتها.

 

من كل ماتقدم فأن غرور امريكا ومن يوجه ادارتها " الصهيونية العالمية والشركات الاحتكارية العابرة القارات " قد بلغ حد الجنون في عهد رئيسها المجنون  بوش الصغير  الذي دبر انفجار برجي نيويورك ليتهم به تنظيم القاعدة " كذريعة " لغزو افغانستان . كخطوة اولى لقفزته الثانية التي تمثلت بغزو " العراق " , وليشبع غروره بأن يكون " البطل ......!!! " الذي يجعل من القرن الحادي والعشرين قرناً امريكياً , ولكن .....!!! ويا لخيبة امله , فقد مرغت مقاومة  ابطال الرافدين احلام امريكا ومجنونها الاهوج في التراب , وجعلت هذه المقاومة البطلة بداية القرن العشرين مقبرة احلام امريكا وعظمتها وانحدارها نحو هاوية الاضمحلال والتفسخ " ان شاء الله "  .

 

المبررات التي دفعت امريكا بتبدل ستراتيجيتها

 

مما لا شك فيه ان المقاومة العراقية كانت هي التي دفعت امريكا الى هذا التبديل , حيث ان الخسائر التي تكبدتها امريكا في المال و الرجال نتيجة ضربات هذه المقاومة قد اوصل "امريكا " الى حافة الانهيار الاقتصادي , الذي لم ينعكس على قدرتها على أدارة الحرب في بلدين في آن واحد , هما العراق وافغانستان  فحسب , بل تعداه الى مايشبه الانتفاضة الشعبية للمواطنين الامريكان , وكانت انتفاضة لم تشهدها اي ادارة امريكية سبقت ادارة المجنون بوش الصغير ... فمبررات تغيير امريكا لستراتيجيتها بعد كل ما تقدم يمكن تلخيصها بما يلي :

 

1 ) شعور شعوب الولايات الامريكية " والى ما يشبه اليقين " بأن حكومتهم لم تسرق جهودهم واتعابهم التي يدفعونها كضرائب لادامة الحرب فحسب , بل ان هذه الحكومة  قد استهلكت شبابهم  في اتون محرقة حربها مع العراق وافغانستان .

 

2 ) ما اصاب هذه " الدولة العظمى " من وهن اقتصادي انعكس على قدرتها عفي امداد هذه الحرب من ترليونات الدولارات وعلى توسيع عجزها في السيطرة على حركة اقتصادها الداخلي , الامر الذي زاد من نقمة شعوبها على استم رار حكومتهم بهذه الحرب .

 

3 ) سقوط هيبة هذه " الدولة العظمى " بنظر دول العالم وفي مقدمتهم حلفائها الذين انسحبوا من مشاركتهم اياها في العدوان على العراق الواحد تلو الآخر , رغم محاولة امريكا لأبقائهم مستمرين معها في العدوان , نتيجة للضربات القاتلة التي تلقتها من المقاومة العراقية البطلة . حيث ان هذه الدول قد ساهمت بقواتها العسكرية وهي تمني نفسها بالمكاسب التي ستنالها بعد حربها وانتصارها , كما صورته لهم امريكا  , ولكنهم سقطوا معها في الكذبة التي روجها لهم عملائهم الذين قالوا لهم بان احتلال العراق سيكون مجرد نزهة سيستقبلهم فيها العراقيون بالزهور والرياحين, ولكن تلك الاماني انقلبت الى حسرة في صدورهم ودعوة للهزيمة من جحيم العراق , بعد ان ثارت عليهم شعوبهم التي خدعوها على اساس هذه الكذبة ......!!!!

 

4 ) فشل كل التدابير التي ابتكرتها العقول الصهيونية والصفوية المجوسية في تفتيت وحدة شعب العراق , بعربه واكراده وتركمانه وبمختلف اديانه ( مسلمين ومسيحين وصابئة واديان اخرى ) . رغم ان هذه التدابير كلفت العراقيين ملايين المهجّرين والمهاجرين والشهداء , بسبب ما قامت به عصابات الاحزاب الصفوية والصهيونية التي مكّنها الاحتلال من السيطرة على مقدرات العراق من جرائم .

 

5 ) تحرك الشارع العربي من محيطه الى خليجه بجماهيره الواسعة وهي تشاهد وتسمع ما حلّ بالعراق وشعبه العربي المسلم الامر الذي احرج الحكام العرب الذين آزروا المحتل وناصروه وقدموا له التسهيلات وهو يتقدم لاحتلال العراق . كما ان تصاعد ضربات المقاومة فسحت المجال لنمو وتطور الرأي العام الدولي المناهض لهذه الحرب وبشاعتها وعدم المبرر لقيامها . كما ان هذا الرأي العام قد كشف زيف ما تدعيه امريكا من نقلها للديمقراطية الى العالم وكذبة العولمة التي كانت تسعى الى تعميمها على العالم وانكشف شكل هذه العولمة ومضمونها الذي ما هو إلا نشرللرعب والارهاب والقتل واستباحة النفس البشرية ونشر الفساد بكل اشكاله .

 

6)  اعادة حسابات الربح والخسارة بالنسبة لكسب امريكا وشركاتها الاحتكارية(عابرة القارات) في ثروات العراق , وكيفية اضفاء نوع من " السيادة الكاذبة " لحكومته العميلة بغية العودة من جديد لاحتكار نفط العراق بعد ان اممه النظام الوطني الذي لا زال يقاتلهم بالاشتراك مع باقي الفصائل الوطنية و القومية والاسلامية , وتوجيه حكومته العميلة بالترويج لسياسة الاستثمارات الاجنبية لكل ثروات العراق . وهنا يدخل في حسبان امريكا اللعب مع ملالي طهران ودخوله بمساومات معهم ضمن معادلة تكافئية ما بين ما يقدمه احدهما للآخر من مكاسب , وبديهي ان مكسبيهما المشترك في طرفي هذه المعادلة هو تقسيم العراق الى دويلات حقيرة ............

 

الاطار العام لستراتيجية امريكا الجديدة

في العراق

 

فيما تقدم عرضنا المبررات التي اجبرت امريكا على التخلّي عن عنجهيتها وعن  التمادي في استعمال لغة القوة ؛ فالمقاومة العراقية اثبتت بالفعل الملموس بان امريكا بكل عظمتها ما هي الا نمرٌ من ورق امام ارادة الشعوب ان هي " امريكا " ارادت الاعتداء عليها وعلى مقدراتها , وان نهاية عظمة هذه الدولة ستكون حتمية امام ارادة الشعوب التي تتصدى بحزم وقوة لاطماع هذه الدولة المارقة , فلا قوة بعد قوة الله (عز وجل ) الاّ قوة مقاومة الشعوب . ولذلك فقد اعتمدت ستراتيجية امريكا الجديدة في حربها مع العراق على الكذب والمراوغة المماطلة في المواعيد ووصلت بذلك الى حد الدجل ,  لتحقيق ما يلي :

 

1 ) الهروب من داخل المدن وترك المجال لعصابات القتل الجماعي المرتبطة بايران وبالصهيونية لتقوم بالقتل الجماعي والتخريب والقاء تبعات ذلك " عن طريق حكومتها العميلة في العراق ووسائل الاعلام المرتبطة بها وبالصهيونية العالمية وايران " على المقاومة العراقية ( التي اطلقت عليها اسم الصدامّيون والتكفيريون لتصور للناس وللرأي العام العربي والاسلامي والعالمي بان ليس في العراق من مقاومة تضم كل القوى الوطنية والقومية والاسلامية ومن بين هذه الفصائل المقاتلة  يتصدر جيشنا الباسل الذي حطم كبرياء ملالي طهران وسقى كبيرهم خميني السم الزعاف وكسر هيبة وعظمة امريكا قي ام المعارك ولازال يجرّعها هو وباقي فصائل المقاومة طعم الهزيمة والانهيار ) . ان خروج القوات المحتلة من المدن يهيء لها الفرصة الواسعة للانفراد بمحيطات هذه المدن لتقوم بحملات المداهمات والاعتقالات للابرياء من ابناء الشعب بالتعاون مع القوات التابعة لحكومة الاحتلال , تلك القوات التي بنيت ودربت على اساس التصدي للشعب وبان تكون درعاً لقواتها التي تحتل العراق  , ممنّية النفس بالعثور على افراد من ابطال المقاومة ....... ولكن هيهات لها ولتفكيرها السقيم هذا الذي تسعى ان تصل به  لما تريد , فالمقاومة البطلة قد حسبت لكل شيء حسابه , بالاضافة الى ان حاضنتها هو شعب العراق العظيم  .......

 

2 ) تسعى امريكا في الفترة القادمة ان تبني القواعد العسكرية لقواتها التي ستحمي مصالحها واحتكاراتها وخططها التقسيمية في العراق والمنطقة العربية , وتتصور ان هذه القواعد ستحميها من ضربات المقاومة العراقية البطلة , ولا تدري ان هذه القواعد ستتحول الى مقابر لجنودها المعتدين . وبهذا الصدد ؛ فقد تبرع عملائها فيما اسموها بالحكومات المحلية في المحافظات ببناء المطارات لهذه القواعد , حيث بدء اغلب هؤلاء بتخصيص الاموال اللازمة لهذا الغرض في موازناتهم السنوية , مقتطعةً ذلك من اموال الشعب . فموظة بناء المطارات في كل المحافظات لم تكن من ضروريات حاجات الشعب " فالشعب اليوم بحاجة الى الامان والخبز وأيجاد فرص العمل لكل العاطلين , وقبل كل هذا وذاك تحرير العراق من الاحتلال " ... ولابد لنا هنا ان نؤكد بان بناء هذه المطارت قد جائت بأمر من قوات الاحتلال , مستهدفة بذلك توفير حاجتها لقواعد انطلاق طائراتها المقاتلة التي تستهدف العراق والمنطقة .

 

3 ) ان ترقيق قطعات العدو الامريكي في العراق وانسحاب قسم منها الى الخارج لايعني الانسحاب الكامل من العراق , بل ان ذلك يقع ضمن اربعة اهداف توختها امريكا هي :-

 

أ ) الابقاء على قوات تستوعبها القاعدة التي تقوم امريكا ببنائها في العراق هذه الايام , لحماية مصالحها واحتكارات شركاتها التي عادت لتسرق وتستبيح العراق وثرواته بعد ان امم احتكاراتها وطردها نظام البعث في عام ( 1972 ) شر طردة .

 

ب ) ان من مهمات القوات المذكورة في ( أ ) اعلاه ؛ حماية النظام العميل لها من ضربات المقاومة العرقية , والتنسيق مع عصابات الاحزاب الصفوية الموجهة من نظام ولاية الفقيه في طهران للايغال بعمليات القتل الجماعي والتفجيرات في الاسواق والتجمعات الآهلة بالسكان لاتهام المقاومة العراقية بها .

 

ج ) اما ما تبقى من قواتها العدوة , فان امريكا ستسحبها الى قواعدها التي انطلقت منها في الكويت لغزو العراق عام (2003 ) . ان هذه القوات سوف تكون على أهبة الاستعداد للعودة الى العراق متى مااقتضى منها الامر ذلك . وبسبب الموقف السلبي لاغلب الدول المساهمة مع امريكا في العدوان على افغانستان , وبالاخص منها دول حلف شمال الاطلسي , وتقريرها الانسحاب , نتيجة لضغوط شعوبها عليها ,  بعد ان تأكدت بان هذه الحرب ماهي الا حرب عدوانية ظالمة لا ناقة لهم فيها ولا جمل , ولا تصب ألا في مصلحة اميركا التي تريد ان يكون القرن الحادي والعشرين قرناً امريكياً , بدماء الآخرين من شعوب العالم , مُمَنية اصحاب رؤس الاموال واغنياء هذه الدول بالفتات الذي ستحضى به امريكا ؛ فان بعضاً من قوات امريكا المنسحبة الى الكويت ستتجه لسد شواغر القوات التي شاركت في العدوان على افغانستان من الدول الاخرى ... وهنا لابد ان نشير الى ان امريكا استعاضت , وقد تستعيض عن قواتها المنسحبة من العراق الى الكويت بشركات  المرتزقة , التى تضم اعتى المجرمين في العالم , من مثل شركة بلاك وتر (والتي يُسمّيها اخواننا الليبيون , كعادتهم , بالماء الاسود ) , بحجة حماية المصالح والشركات الامريكية التي ستسحوذ وتحتكر كل ثروات ومقدرات العراق .

 

ح ) في السنتين القادمة لاحتلال العراق , وهي سنتي الكذب والمماطلة ,  سيتجه نشاط امريكا بتوجيه عملائها في العراق والمنطقة وفي مقدمتهم  حكومتهم العميلة التي نصبتها لتنفذ مخططاتها الرامية الى بيع ثروات العراق وفي مقدمتها النفط الى الاحتكارات الامريكية والاجنبية , وخلق المشاكل مع الاقطارالعربية بهدف سلخ العراق عن امته العربية , وتكريس سياسة تمزيق العراق الى دويلات صغيرة حقيرة , وفق ما يسعى اليه الكيان الصهيوني وجارة السوء ايران . وسوف لن يكون نظام الملالي في طهران والكيان الصهيوني ببعيدَين عن هذا السيناريو؛ فلكل منهما احزابهما ومليشياتهما الطائفية والعنصرية التي تنشر الارهاب والقتل الجماعي , وتنفيذ مشاريع العزل الطائفي والعنصري في المدن العراقية بهدف انضاج مشروع التقسيم .........

 

الخاتمة

 

ان ما ذكرته في اعلاه يمثل بعضاً من الاستنتاجات التي توصلت لها من خلال طبيعة التفكير الامبريالي بشكل عام , والتفكير الامريكي البركماتي الذي اجاد في خلق الذرائع للعدوان على الشعوب خصوصاً في الفترة ما بين ضرب قاعدة ( بول هاربر) في الحرب العالمية الثانية التي كان من نتائجها قصف مدينتي هورشيما ونكازاكي بقنبلتين ذريتين , وبين ( تفجير برجي التجارة في نيويورك ) في عام ( 2001 ) التي كان من نتيجتها احتلال كل من افغانستان والعراق , وكانت ( كلا الذريعتي ) من فعل دهاقنة التفكير الامبريالي والصهيوني العالمي .

 

كما ان ما ذكرته لم يخرج عن استنتاجات المقاومة العراقية البطلة التي قرَأَته منذ اللحظة  اللحظة التي تولى بها أوباما الادارة الامريكية , وكانت رسالة شيخ المجاهدين عزت ابراهيم الموجهة الى اوباما الذي يحذره فيها من نكوثه بوعوده للشعب الامريكي القاضية بالانسحاب من العراق , وهذه الرسالة فيها قراءة واضحة لتفكيراصحاب القرار الامريكي ...... ويبقى الامر في طرد الا حتلال الامريكي من العراق ؛ مرهوناً بادامة وتكثيف ضربات  المقاومةالعراقية البطلة لقوات الاحتلال بالطرق الصاعق على رؤوس جنوده , بحيث تصبح القواعد التي يلوذون بها مقابر تشهد لتأريخ العراق المنتصر بعون الله , انكسار اعظم قوة في العالم ... هنا على ارض العراق ..... وبضربات مجاهديه الابطال ..... والله اكبر .... وما النصر الا من عند الله  العزيزالجبار .......

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٠٩ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٨ / أيلول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور