فكرة مدهشة الى مفوضية الأنتخابات

 
 

شبكة المنصور

علي السوداني

قال قائل من اهل بغداد المحتلة هو أدرى بشعابها وفجاجها وزواياها وتكاياها ومتكآتها وحاناتها وماناتها ، ان ثلث وزراء ووزيرات الحكومة هم من شيلة الجناسي المزدوجة ، وان خمس اعضاء وعضوات مجلس البرلمان هم من حملة جنسية مزدوجة ، واحدة بلدية عراقية والثانية افرنجية ومن امثالها ، انجليزية وامريكية وايرانية وتركية وقد يكون في عب احدهم كل تلك الجنسيات ، فأن قتل وخان وسرق ونهب مال الفقراء وجاءته الشرطة بليل ، طفر سياج الدار ويمم وجهه شطر سفارة الانجليز او احد اوكار الأمريكان او ابناء الخؤولة الايرانيين فهيأوا وجهزوا له طيارة وفيزا وكوشر دولارات وحطوا به وبها في مطار عمّان ومنه الى منفى المعارضة والشباب من جدة وجديد !!

 

سؤال : لماذا يحرن ويصر الوزراء والوزيرات والنواب والنائبات والحواشي التي منها الحامي القوي الذي يحمل رشاشة على ظهر سيارة يسميها العوام ليلى علوي وتسميها النخبة سيارة دفع رباعي ، الى السكرتيرة المذهلة المكتنزة ام العيون السود التي تلبس " ميني جوب " وتغلي قهوة الصبح ، على حمل هذه الأزدواجية ؟

 

جواب : ثمة ثلاثة احتمالات ، فأما اولهما فيكمن في شعور المزدوج بأنه لا يجلس على كرسي ثابت انما هو فوق ارض رخوة وقد تطيح برأسه اية هبّة وصحوة شعبية مؤجلة فيصير المطارد والمراكض في الأزقة التي لا تؤدي الى مهرب ، وثانيهما هو تلك الحصانة المنيعة التي توفرها له الجنسية الأفرنجية ولا توفرها له جنسية العراق التي قد يحتاجها فقط في يوم تسليم الحصة التموينية او ركوب طيارة الحج والعمرة ، اما ثالثها فهو في ذلك الخوف والقلق الجمعي الذي يدثر رعية وناس بلاد ما بين القهرين - كلهم - اذا ما نزلت الطيارة به وبعياله في واحد من مطارات او موانىء ابناء العمومة فقام شرطي منهم بجرّه الى غرفة مزروعة خلف كاونتر الفيزا وخنزر بوجهه وقال له : هل انت عراقي ؟  فأن اجاب بنعم فقد يحدث له وللأولاد ما لا يحب ولا يشتهي ، واما اذا كان جوابه : كلا انا انكليزي او ايراني او امريكي او فليبيني ، فأن الأمر سيختلف هذه المرة ، اذ سينفرج وجه الشرطي على ابتسامة طولها يبدأ من ارنبة الأذن اليمنى وينام على مبعدة اصبع من الأذن اليسرى ان كان الشرطي المبتسم قد اصيب مؤخرا بداء " الشرجي " الذي لا شفاء منه الا بلطمة محترفة تسقط على موضع العطب من نعال نايلون اصلي غير معاد !!

 

وبهاي المناسبة المفرحة المسعدة وعلى رنين كؤوس الأنتخابات وعزائمها وولائمها التي اشهرها الخرفان المشوية المحشية والاسماك المسكوفة المعروفة والدليمية المطورة ام اللوز والليّة ، اقترح انا العبد التعبان علّوكي من عشيرة السودان ، على المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات - هذا هو اسمها المعلن - ان تقوم بطبع ملصق موحد مرسومة فوقه اسماء وصور الكائنات اعلاه من حمّالي جنسية وولاء مزدوج مع ذكر الأحزاب والتيارات والقوائم والميليشيات التي ينتمون اليها ، مع تكبير اسم ورسم الشخص او الشخصة من الذين تحت أيمانهم مناصب وزارية ورئاسية او من الوجاهات والقداسات الدينية والقبائلية والمناطقية التي تقود العربة من المقعد الخلفي ويتم تعليق هذه البوسترت الملونة على جدر وبوابات ومراكز وصناديق الأقتراع الشفافة التي سيسقط بها الناس ضمائرهم واحلامهم وخياراتهم وربما خيباتهم .

 

بالمستطاع ايضا ، تطوير هذا المقترح حسن النية الى مقترح مجاور يستحلب انتاج ملصق آخر تتسخم فوقه صور واسماء وعنوانات واهواء قتلة وحرامية وسلابة ومزوري شهادات وحملة رتب عسكرية مشتراة من بسطة سوق الراحل مريدي ، ومروّجي طائفية وصنّاع تخلف وزرّاع كراهية والخ الخ الخ جرا !!

 

سيسألني سائل منكم : ايها المخبل ، لو طبقنا مقترحك هذا فمن سننتخب اذن ؟!

الجواب : ما ادري !!

 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ١٨ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٧ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور