إلى جهنم وبئس المصير
خرجت من الزبالة وعدت إليها

بلال الحبشي

لقد كنت سيئا شريرا كاذبا ومخادعا طيلة حياتك , عميلا مزدوجا لإيران الصفوية وأمريكا وبريطانيا وإسرائيل أنت وأخوك المقبور وأولادك وكل عائلتك , جندت من اجل إيذاء العراق وشعب العراق والأمة العربية , اجتمعت فيك كل الصفات السيئة الرذيلة المنافقة , نعم انك شعبة من شعب النفاق والدجل , لم تكن عراقيا في يوم ما , لا في الانتماء ولا بالمواقف , لقد عملت جاهدا خلال فترة وجودك في العراق من اجل التأمر على البلد الذي عشت في كنفه أنت واهلك وعائلتك , ولكنك كنت تنفذ أوامر وتوجيهات سادتك في إيران وتل أبيب والمخابرات الأمريكي والبريطانية , وشكلت تنظيمات سرية إرهابية من أسوء خلق الله لقتل شعب العراق وجيش العراق وزرعتهم في كل مكان في مفاصل الدولة الرئيسية ليخربوا من الداخل , بل أوعزت للبعض منهم أن ينتموا إلى حزب البعث العربي الاشتراكي ليكون التخريب من الداخل مستغلا الدين والانتماء إلى البيت الشريف وهذا البيت العظيم بريء منك ومن أمثالك , كنت تقبض الدولارات من أسيادك وتوزعها على عملائك ومن والاك من اجل إسقاط نظام ثورة 17-30 تموز المجيدة وإيقاف عجلة تقدمها وتطورها , وعندما اندلعت الحرب بين العراق وإيران الصفوية حركت خلاياك الصفراء داخل الجيش والمؤسسات الحيوية للتخريب متعاونا مع العدو ومن اجل احتلال العراق , لكن خسئت وخسا أسيادك , وعشت خادما وكلبا للاستعمار ومخابراته وتابعا لإيران المجوسية الصفوية وكنت تحارب معهم ضد بلدك وشعبك وجيشك وأمتك , وهؤلاء براء منك أيها اللئيم القذر وكنت العصا بوجه أسرى العراق في إيران وذاقوا منك اشد العذاب لترضي المخابرات الإيرانية وكنت السبب في إعدام الكثير من الأسرى العراقيين والعرب . ويوم احتل العراق كنت احد إدلاء الخيانة لإدخال جيش الاحتلال إلى العراق من البصرة وبقية المناطق الأخرى مع المقبور أخوك وأولادك وعائلتك الوسخة القذرة , وما أن أصبحت من الجلاوزة الحاكمين الجدد وتنظيمك القذر بادرت بإجراء محكمة تطهير عرقية وعنصرية وشوفينية فقتلت على الهوية كثير من شعب العراق وسرقت أموال العراق ودمرت بنيته التحتية وزرعت الرعب مع بقية العملاء في قلوب الشعب العراقي فهاجر من هاجر وقتل من قتل وسجن من سجن على يدك بحجة اجتثاث البعث وغيرها من الأسباب والحجج الواهية التي جاء بها الاستعمار وكنتم انتم يا زبالة البلد ( عبد العزيز الحكيم ) ومعك كل العملاء الوسخين أداة لها . حقدكم على العروبة والإسلام والعراق وقيادة العراق وحزب البعث العربي الاشتراكي وجيش العراق دفعكم لارتكاب أبشع الجرائم وأشدها قسوة وظلم وتعسف باسم الديمقراطية الزائفة ( ديمقراطية بوش وإيران وإسرائيل ) ولكن شعب العراق اكبر من كل هذه الوساخة وهذا الانحطاط الخلقي والسياسي , فكان رده يوم عاقب المقبور أخوك وراح يكيل لكم الضربات ولأسيادكم حتى ضاقت بكم الأرض بما وسعت وبدئتم تبحثون عن وسيلة للخلاص والهرب , فكان الله بالمرصاد جل وعلا للشر ولأمثالك كما كان شعب العراق وألبسك الله الخزي في الدنيا الايدز والسرطان لما اقترفته يدك من جرائم وآثام بحق الله والشعب والوطن والأمة , وهنا جاءت إرادة الله العلي القدير ويشهد الله إننا لن نشمت بالموت , ولكن موتك وأمثالك رحمة وحياة للشعب العراقي والأمة العربية والإسلامية .
حاول أسيادك أن ينقذوك من عقاب الله ولكن أمر الله واقع بل عقوبة الله نافذة على كل قذر ومجرم وظالم وكافر ومشرك بالله .

هكذا أيها الخسيس لقد عشت بالقمامة والزبالة والوساخة عميلا مأجورا (قوادا) لأسيادك , لقد خرجت من الزبالة وعدت إليها كإسلافك العملاء خميني وغيره من العملاء , كما عاقبك الله في الدنيا كما عاقبت الشعب العراقي , وستكون عقوبة الله اكبر واشد وأقسى في الاخره , سيكون مصيرك جهنم النار التي أعدها الله لك ولأمثالك , وستذكر يومها ما فعلته بالعراق بلدك الذي شربت من نهريه دجلة والفرات , ماذا فعلت لشعب العراق وكيف تطاولت على الله ورسوله محمد ( ص) والصحابة الأجلاء الكرام أبو بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي ( رض ) .

سيلعنك التاريخ إلى الأبد إلى أن تقوم الساعة سيتبعك كل من ولاك ومنهم عمار الحكيم وسيرحلون دون رجعة , وسيبقى العراق وشعب العراق وينتصر ويتوحد العراق ويهزم الاحتلال ويولي دبره ومعه كل العملاء , وتعلو راية الله اكبر خفاقة عالية في سماء العراق وتنتصر المقاومة العراقية بكل فصائلها وأطيافها الوطنية والقومية والإسلامية ويهزم الشر بقيادة الشيخ المؤمن الجليل خادم الجهاد والمجاهدين المهيب الركن عزة إبراهيم الدوري القائد العام للقيادة العليا للجهاد والتحرير .

فإلى جهنم وبئس المصير أيها العميل الخسيس وسيلحق بك بقية العملاء قريبا انشالله ... وسينتصر ويبقى العراق .

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

الصحابي الجليل بلال الحبشي

أنه ذاك الرجل الأسود الذي تعود جذوره إلى منطقة تمتلك علاقات قديمة مع مكة تلك البلاد التي هاجم منها أبرهة الحبشي الكعبة المشرفة ، أنها بلاد الحبشة التي وصل منها وعلى مر الزمن الكثير من الأحباش ليعملوا ثم ليستقروا بمكة بما تمتلكه من مكانة في المنطقة سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي .

ذلك الرجل الأسود هو بلال بن رباح وكنيته أبو عمرو الذي كان كأغلب الأحباش عبداً لدى أحد علية القوم وقادة مكة إلا وهو أمية بن خلف والذي أشتهر بكثرة عدائه للمسلمين وكان يتولى تعذيب من كان يدخل الإسلام ويكتشف أمره ، وهو صاحب فكرة إرغام من دخل الإسلام من الفقراء والعبيد على تركه من خلال التعذيب ، وبينما يتولى أمية تنفيذ تلك الفكرة على الواقع ولاسيما حينما انكشف أمر إسلام عمار بن ياسر وأمه وأبيه ، تلك الحادثة التي أمر فيها أمية بلال بن رباح بجلد عمار بن ياسر إلا أن بلال رفض تنفيذ الأمر بسبب تغلغل نور الإسلام بداخله فما كان من أمية إلا أن يأمر بتعذيب بلال مع بقية المعذبين من المسلمين ، ولكونه عبداً لدى أمية فقد كان تعذيبه متميزاً ويحمل كل عناصر القسوة المتمثلة بالضرب بالسياط ووضع الحجر على بطنه تحت أشعة الشمس المحرقة ظناً من المشركين أن ذلك سيدفع ببلال وبقية المسلمين للعودة إلى دين أجدادهم .

وفي تلك الأثناء كان المسلمون وفي مقدمتهم الرسول محمد ( ص )  يعملون كل ما في وسعهم لإنقاذ المسلمين الواقعين تحت التعذيب ، وحاولوا إيجاد أي وسيلة لإنقاذهم ومنها تلك الفكرة التي نفذها أبو بكر الصديق t وعرض على أمية بن خلف شراء بلال بن رباح بثمن كبير كان ثمناً لنيل بلال حريته وإلى الأبد وليتحول من عبد لدى المشركين إلى حر وأخ للمسلمين جميعاً الأغنياء منهم والفقراء ، ولم يكن شراء أبو بكر الصديق t لبلال قد جاء دون معرفة به ، فقد كان بلال يتقرب من أبو بكر ويسمع منه عن الإسلام ونبيه محمد ( ص ) ولأن أبو بكر الصديق t عنه كان السبب في إسلام بلال ودعوته لمقابلة الرسول محمد ( ص ) وإعلان إسلامه أمامه ، كما أن رفض بلال لضرب عمار بن ياسر إشفاقا عليه من الضرب فقط بل هي نتيجة طبيعية لدفاع المسلمين بعضهم عن بعض .

 ليبدأ رحلته مع الإسلام ويكون مقرباً كبقية الصحابة من الرسول محمد ( ص ) ومن أشد المدافعين عن الإسلام حتى هاجر المسلمين إلى المدينة المنورة التي بنى فيها المسلمون مسجدهم ، وحينما أرادوا أن يؤذن فيهم من يؤذن للصلاة أختار الرسول محمد ( ص ) بلال بن رباح ليؤذن فيهم .

أن المتتبع لتلك الحقبة من تاريخ ذلك الصحابي يلاحظ أن في شرائه وتحريره وفي اختياره كمؤذن دون بقية الصحابة ممن هم من أشراف مكة وسادتها حكمة كبيرة جاءت مطابقة لما جاء في القرآن الكريم من تأكيد على عدم التفرقة بين الناس وأن المعيار هو التقوى كما في قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ   شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) صدق الله العظيم .

لقد وقف بلال الحبشي موقف الأبطال لنصرة الإسلام خلال المدة التي سبقت فتح مكة وليصدح صوته من على أستار الكعبة المشرفة يوم الفتح المبين ويستمر كذلك حتى وفاة الرسول محمد ( ص ) ، إلا أنه رفض أن يؤذن بعدها مجيباً أبو بكر الصديق حين دعاه للأذان أني لن أؤذن لغير رسول الله ( ص ) فأحترم خليفة رسول الله رأي بلال وتركه .
ومثلما شهدت ساحات الحرب في معركة بدر لبلال الحبشي بالقوة والشجاعة والقضاء على أمية بن خلف ، فقد شهدت ساحات الحرب في العراق له بالشجاعة بعد أن أذن له الخليفة أبو بكر الصديق t بالخروج للقتال ففتحت على يديه وأيدي المسلمين الكثير من البلاد حتى استقر بلال بعد زواجه في بلاد الشام ، إلا أن ابتعاده عن مكة لم يجعله ينسى مكة والمدينة المنورة بالذات حيث قبر الرسول محمد ( ص ) والذي قرر زيارته في يوم من الأيام والسلام على صاحبه وزيارة بقية الصحابة ، تلك الزيارة التي جعلته يعود إلى الشام فرحاً مسروراً حتى داهمته المنية وتوفي في فراشه لتنتهي رحلة صحابي جليل دافع عن الإسلام بكل ما يملك .

من خلال كل هذه المآثر العظيمة لهذا الصحابي الجليل أخذ أسمه ليقترن باسم جيش بلال الحبشي الجهادي أحد فصائل المقاومة العراقية الباسلة . جيش من جيوش القيادة العليا للجهاد والتحرير التي يقودها القائد المجاهد شيخ المجاهدين الشيخ الجليل المهيب الركن عزة إبراهيم الدوري . فهنيئاً لجيش بلال الحبشي بهذا الاسم المبارك ومرحى لكل مجاهدي جيش بلال الحبشي أن يحدو حدو هذا الصحابي من أجل تحرير العراق العظيم .

 
                                                  المؤمن بالله

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

العراق والمأزق الأمريكي

ا.د. حارث الطائي
أستاذ الجغرافية السياسية

يجتاز العراق ومنذ ما يقارب ستة أعوام منذ احتلال بغداد في 19 نيسان 2003 ولحد ألان تطورات سلبية أثرت على الوضع الداخلي والعربي والإقليمي والدولي منها .

إن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق قامت على أساس فرق تسد فكانت المحاصصة الطائفية أساس العملية السياسية في العراق إضافة إلى تحقيق امن الكيان الصهيوني فتم حل الجيش العراقي وكافة المؤسسات الأخرى يضاف إلى خلق حالة من عدم الاستقرار في منطقة الخليج العربي ويبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية في احتلالها للعراق تهدف إلى تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ في الوطن العربي , فحكومات الاحتلال منذ بدا مجلس الحكم ولحد ألان حكومات طائفية وذا محاصصة في المناصب والمواقع العليا للدولة ولم تتمكن هذه الحكومات من تقديم أي خدمة ضرورية للمواطن ( ماء –كهرباء –خدمات صحية وتعليمية ) وإنما انصب اهتمام هذه الحكومات على كيفية سرقة أموال الشعب ونهب خيرات البلاد فانتشرت ظواهر الفساد المالي والإداري في البلد . بحيث أصبح البلد الأول في الظواهر السلبية من بين بلدان العالم فكل إحصاءات المنظمات العالمية تؤكد أن العراق الآن أخذ الرقم الأول في الفساد السياسي والمالي والإداري .

وان الحديث عن حكومة وحدة وطنية ومصالحة وطنية هي مجرد إعلام كاذب فالتساؤل المطروح دائما المصالحة مع من ؟ فهل المقصود بالمصالحة الوطنية التصالح بين الأحزاب السياسية الحاكمة والتي أتت مع الدبابة الأمريكية بغية تقاسم ثروات العراق أم أن المصالحة تعني المصالحة بين القوى الرافضة للاحتلال وللعملية السياسية وبين القوى الحاكمة ألان .

إن قراءة دقيقة للواقع العراقي منذ 9/4/2003 يتضح لنا ما يلي :

1- عملية سياسية هشة يتصارع فيها الأحزاب السياسية العميلة على تقاسم المناصب ونهب ثروات الشعب .

2- تردي في الخدمات بل انهيار كامل في بعض المفاصل الخدمية فلا ماء ولا كهرباء ولا خدمات صحية وتعليمية في بعض مناطق العراق .

3- تراجع وانهيار في الوضع الأمني في البلد والدليل على ذلك ارتفاع مؤشر عدد الضحايا بعد انسحاب القوات المحتلة من المدن .

4- تدهور واضح في الجوانب التربوية والتعليمية في البلاد وتشير الدراسات إلى أن هناك انهيار كامل في النظام التربوي والعلمي في البلاد .

5- ظهور طبقات تمتلك رؤوس أموال ضخمة ناجم عن نهب وسرقة أموال الشعب متحكم في صنع القرار السياسي .

6- تفشي ظاهرة الفساد الإداري والمالي وما تعلنه هيئة النزاهة بين الحين والأخر خير دليل على ذلك ولعل ظاهرة الشهادات المزورة ظاهرة فريدة من نوعها فقد أعلن مسؤول في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في البلد أن هناك 3500 شهادة مزورة لأشخاص يحملون مواقع مهمة في البلد .

7- ارتباط الأحزاب السياسية الحاكمة بأحزاب خارجية وخاصة مع دول الجوار الجغرافي وفي مقدمة تلك دولة إيران .

8- تدخل إيران السافر في شؤون العراق الداخلية في عملية صنع القرار السياسي أو في الحياة الداخلية للشعب في المناطق الوسطى والجنوبية من العراق خاضع لسيطرة إيران بشكل مباشر أو غير مباشر فاللهجة الإيرانية هي السائدة والعملة الإيرانية ( التومان ) بدلا من العملة العراقية .

9- تفكيك العراق إلى دويلات استنادا إلى بعض طروحات الأحزاب السياسية ووفقا لنظرية بايدن ( نائب الرئيس الأمريكي ) , فإقليم كردستان في الشمال وإقليم بغداد وإقليم الوسط والجنوب .

10- بروز مشاكل سياسية نتيجة للصراع بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان أو الحكومات المحلية فقضية كركوك والمناطق المتنازعة عليها والمادة (140) من الدستور كلها تشكل قنابل موقوعة من الممكن أن تسبب انفجارا في أية لحظة .

11- ضعف في الدور الذي ( الحكومات العربية وجامعة الدول العربية ) في الشأن العراقي .

12- أما في المجال الصناعي والزراعي فقد تدهور الوضع كثيرا فتوقفت المعامل عن الإنتاج وأصيبت العملية الزراعية بالشلل التام حيث يستورد العراق كل ما يحتاجه زراعيا وصناعيا من الخارج .

13- نتيجة لتزامن العامل الطبيعي مع العامل البشري فساد التصحر وبداء الزحف الصحراوي يهدد البلد .

14-إن أطماع الدول المجاورة للعراق قد يسبب كارثة مائية وبيئية للعراق وما تعانيه محافظة البصرة خير دليل على ذلك .

15- انتشار ظاهرة البطالة والبطالة المقنعة في البلاد مسببا ظواهر اجتماعية مدانة ( الخطف والسلب والنهب ) .

16- إن إحدى نتائج الصراع الطائفي ظاهرة الهجرة سواء كانت الهجرة إلى خارج العراق أو الهجرة الداخلية والتي تعتبر من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الخطيرة في البلد .

إزاء كل ما تقدم يتضح لنا بان الولايات المتحدة الأمريكية تعاني من مأزق خطير في العراق تتمثل بمحاولة الانسحاب من العراق مما يحفظ ماء الوجه وان عملية الانسحاب يجب أن لا يسبب فوضى سياسية في العراق لذا لجأت الولايات المتحدة الأمريكية إلى توقيع الاتفاقية الأمنية مع حكومة الاحتلال .

والتساؤل المطروح هل تتمكن الولايات المتحدة من تحقيق أهدافها بعد عام 2011 في العراق والمنطقة ؟
إن الإجابة على هذا التساؤل ستتحدد على ضوء المتغيرات المحلية في العراق ( انتخابات المجلس النيابي في بداية عام 2010 ) والمتغيرات الإقليمية والعربية والدولية .

إن الحل الأمثل للمشاكل العراقية يكمن في إعادة حكومة وطنية حقيقية قادرة على انجاز الكثير من المهمات الأساسية بدا من إنهاء الاحتلال وإجراء انتخابات حرة نزيهة تشكيل مجلس نيابي وإلغاء كافة القوانين التي صدرت بعد الاحتلال وخاصة قانون المسالة والعدالة وتشكيل حكومة عراقية وطنية وعودة كافة النازحين والمهجرين إلى مساكنهم ووضع دستور جديد للبلاد وتحريم الممارسة الطائفية والمذهبية والعرقية من اجل بناء عراق موحد معافى يأخذ موقعه العربي وإلا فان الأوضاع ستزداد سوءا مع الوقت وقد تنهار العملية السياسية برمتها وينهار الوضع الأمني مسببا حالة من الفوضى السياسية والأمنية لا يحمد عقباه .

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

أمريكا الفاسدة , ومحاربة الفساد

د. سوسن آل خليل

أصبح الحد من أسلحة الدمار الشامل تعويذة تدور بها الدول العظمى للحد من حقوق الدول الأخرى وتقليم وطنيتهم ..بل أصبح أي تلويح بوجود الأسلحة في أية دولة لا تطير مع السرب الأمريكي مدعاة لمحاربتها والمجاهرة بمعاداتها واعتبارها راعية للإرهاب .وتحول الحق , كما تحولت الموازنة المطلوبة بين قوى , وتحول البحث عن مكان تحت الشمس إلى نقطة حمراء تحدد ابتعاد النظام أو الإطاحة به ..معادلة , ولدت مختلة وظلت كذلك بسبب الانحراف الكبير الموجود في عقول المنفردين بالقرار على مستوى العالم ..وبسبب هذه الحجة البالية , نقلت أمريكا وحلفائها ما لديهم من مرتزقة ومأجورين وعملاء إلى دول بعينها فاحتلتها جيوشهم وعاثت بها خرابا , ولعل درس أفغانستان والعراق كافيا للإشارة إلى هذا الأمر ..بينما حقيقة الأمر تعكس شيئا أخر , يتجسد فيه أن أمريكا وحدها هي التي استعملت أسلحة الدمار الشامل وهي الوحيدة التي اعتدت على شعوب العالم , وهي الوحيدة التي انتهكت حقوق الإنسان , وهي الوحيدة التي خرقت القانون الدولي وشطحت عن الوئام ولم تراع مشاعر الآخرين .. فلنعد بها إلى عهدها الأول لنرى أنها بدأت بإبادة السكان الأصليين للقارة الجديدة , قارة أمريكا التي اكتشفها كريستوفر كولومبس .

حيث امضي الأوربيون في قتل الهنود الحمر وإبادتهم وسحقهم متناسين إنهم يمثلون السكان الأصليون للقارة وأصحاب الأرض التي غزاها الوافد الأوربي الجديد , الذي ما أن وضع قدمه على ارض القارة الجديدة حتى نسي الأخلاق وابتكر أخلاقا جديدة يصح أن نسميها الأخلاق اللا أخلاق , وهي أخلاق رعاة البقر أو ما عرف بالكابوي صاحب المزاج الحاد والطباع القاسية وسواها .. ثم عمد الأمريكيون إلى استبعاد الأفارقة واضطهاد السود ووضعهم في الدرك الأسفل والاتجار بالرقيق ..

وعمد الأمريكيون إلى ضرب اليابان بالقنابل النووية حيث القوا قنبلتين نوويتين على هيدوشيما وناغازاكي من اجل إجبار اليابان على الاستسلام وكذلك ضربوا العراق بأسلحة محرمة دوليا , نووية وحادية على اليورانيوم المنضب وأسلحة أخرى كآم القنابل وسواها . وعمدوا إلى اعتقال نورييغا وغزو بنما وخلخلة الوئام في صربيا وكوسوفو وسواها ..فمن الذي ينبغي أن يخاف منه العالم ..

هذه الدول الضعيفة المغلوبة على أمرها أم أمريكا التي تستعمل الشر كل حين ؟ اغلب الظن أن أمريكا أجابت عن السؤال بنفسها فهي الوحيدة التي حاربت العالم وهي الوحيدة التي استخدمت الأسلحة ضد العالم ولا بد أن يستيقظ العالم ذات لحظة ويضع لها حدا , وان موعدهم الصبح , أليس الصبح قريب ؟!

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

في ذكرى الرد العراقي الحاسم على العدوان الإيراني

محمد بلال

عندما جاء نظام الملا لي في طهران على اثر سقوط نظام الشاه في عام 1979 أعرب العراق عن ابتهاجه لما حققته الشعوب الإيرانية وذلك لتوجيه مذكرة للحكومة الإيرانية الجديدة لإقامة علاقات ودية خاصة وان العراق كان قد احتضن الكثير من الشخصيات السياسية والدينية المعارضة لنظام الشاه , وبدلا من كل ذلك بادر الخميني وأتباعه إلى التنديد بالحكومة العراقية وتحريض الشعب والجيش لقلب نظام الحكم وإثارة الفتن والنعرات الطائفية تحت شعار (تصدير الثورة ) وكذلك ازداد تمسك النظام الجديد بالأراضي العراقية المحتلة من قبل شاه إيران وبدا يهدد أن الخليج العربي والدول العربية المجاورة بحجة أن تحرير فلسطين كما يدعي يمر بالعراق .

في يوم 4/ أيلول /1980 قصفت المدفعية الإيرانية الثقيلة والبعيدة المدى المدن العراقية الحدودية وبدأت تعزيز حشودها العسكرية على حدود العراق وداخل الأراضي العراقية , أي أن ذلك يعني إعلانا للحرب وبدأت الانتهاكات الإيرانية للحدود والأجواء والمياه العراقية وقام مرتزقة إيران من حزب الدعوة العميل باستهداف المواطنين الأبرياء والقيام بأعمال تخريبية , ثم أعلن النظام الإيراني التنصل من اتفاقية آذار 1975 , ورغم محاولات القيادة العراقية ورغبتها الابتعاد عن الحرب واللجوء إلى الطرق السلمية لحل المنازعات بين الدولتين إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل بسبب تعند النظام الإيراني وعنجهيته وغطرسته محاولا احتلال العراق كبداية للتوغل واحتلال بقية الدول العربية , لذلك جاء الرد العراقي الحاسم لتحرير أراضيه المحتلة في زين القوس وسيف سعد في 11 أيلول 1980 ومن ثم استعادة كل الأراضي العراقية المحتلة إلى السيادة العراقية , وهكذا بدأت الحرب العراقية الإيرانية في قادسية العرب الثانية قادسية صدام وبالرغم من إعلان العراق رغبته قبول وقف إطلاق النار بمبادرة أعلنها الرئيس الشهيد صدام حسين (رحمه الله ) في 28/9 /1980 للوصول إلى تسوية سلمية عادلة وتجاوب العراق مع مساعي المؤتمر الإسلامي ومبادرة الرئيس الكوبي فيدل كاسترو ووزراء خارجية دول عدم الانحياز ومبادرات الأمم المتحدة وجلس الآمن , إلا أن النظام الإيراني كشف عن نزعة إيرانية متعصبة تجاه العراق والعروبة باسم الدين بعد تشويهه وتحريفه من قبلهم وهكذا استمرت المعارك تلو المعارك لمدة 8 سنوات قدم العراقيون خلالها الآلاف الشهداء دفاعا عن أرضهم وعبروا خلالها عن التفافهم حول قيادتهم التاريخية , إلى أن تكلل ذلك بانتصار العراق على إيران المجوسية في يوم الأيام 8/8/1988 بعد أن تجرع الخميني وأذنابه السم .

إلا أن تنامي قدرة العراق العسكرية والاقتصاديون والعلمية وانتصاره الرائع على قوة البغي والعدوان الإيراني دفع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا للقيام بحملة إعلامية واسعة للنيل من سمعة العراق الدولية ومكانته التي احتلها على الصعيدين العربي والعالمي , فكان العدوان الثلاثيني على العراق في 17 /1/1991 , وبالرغم من التفوق في الأسلحة والمعدات وأعداد الجيوش إلا أن العراق بقيادة البعث العظيم والتفاف الشعب حول قيادته استطاع أن يدحر العدوان ويفشل مخططاته مما جعل أمريكا تفكر في غزو العراق واحتلاله بعد حصار اقتصادي وعسكري وعلمي وثقافي لمدة 12 عام فجاء العدوان الأمريكي الإيراني الإسرائيلي البريطاني وكان احتلال العراق في 9/4/2003 حيث دمرت منشاة العراق الحيوية وبنيته التحتية وأشعل الاحتلال وأعوانه فتيل الحرب الطائفية والمذهبية والعرقية بين أبناء الوطن الواحد راح ضحيتها مئات الألف من الشهداء وهجرت الملايين , إلا أن الشعب العراقي أحبط مخططات العدوان والتف حول القيادة الشرعية للعراق المتمثلة بالبعث والمقاومة العراقية الباسلة التي يقودها الرفيق القائد المجاهد عزة إبراهيم الدوري القائد الأعلى للقيادة العليا للجهاد والتحرير , وان يوم النصر قادم وقريب إنشاء الله ..