دجاج سوريا ( ما غزّر )  يا  ... المالكي

 
 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

رحمك الله  يا  "العكاشي"  .. إذ .. ففيما  الجيش العراقي البطل , وغالبيته من جنوب العراق , يوقف بكل ما أوتي  من قوّة  زحف  الأماني الحالمة والورديّة  التي تلوك  في  مقاصد  "الخميني"  بحق  العراق  الذي أراده  أن يكون  كالحالة التي  عليها  الآن وكما نشهده ويشهده العالم منذ أكثر من ست  سنوات  تحت  ضلّ  عمائم الدجل والنهب والسرقة والخطف والتفجيرات ومهاجمة العراق من سواحل الأهوار  والمفخخات والهاونات  والدريل و"النت ذو الأربع أسياخ حديديّة طويلة" والقتل والتنكيل والإقصاء والخطف والتهجير على الهويّة  و"تنّور الزهراء"  الخ  ,  فحرب الدفاع  التي خاضها أبناء العراق من شماله إلى جنوبه  قد  "أجّلت"  هذا الذي يحصل  الآن بالعراق , والتأجيل  كان من الممكن أن يكون حسم نهائي  في قبر طموحات الخميني  لولا  السقوط الدراماتيكي لمنظومة  الاتّحاد السوفييتي   الذي أتى سقوطه  في صالح قوى الظلام  رغم مساوئه ,  ففيما  كل شيء  في العراق  جميعه  بدأ  يدخل  العسكرة في مواجهة الشرّ  المعبّأ بقناني  ثوريّة  مسمومة , كان الشعراء العراقيّون , وهم  ذراع مهمّ  من ضمن أذرع  الإعلام  الحربي العراقي  المتواضع في تلك الحرب  ,  قد  اصطفّوا  مع  كافّة شرائح المجتمع العراقي  في  خضمّ تلك الحرب الإيرانيّة العدوانيّة على العراق , وبغالبيّتهم من الشعراء الشعبيّين ,  ومنهم  "العكاشي"  رحمه الله  , يواصلون تغذية معركة الثماني سنوات تلك  بما تجود  به قرائحهم العراقيّة  الأصيلة  يشحذون بها همم العراقيّين ويشحذون بها همم  إخوانهم  وأبنائهم  الأبطال على جبهات القتال في صراعهم العسكري الدموي  المرير  ضد جيوش الوليّ الفقيه الذي كان يريد نشر "إسلامه"  في المنطقة بالقوّة ! بخلاف منهج الإسلام ذاته ! ... العكاشي  رحمه الله  في قصيدته الشهيرة  التي ألقاها في إحدى المناسبات  الشعريّة الشعبيّة الحماسيّة   في ذلك الوقت ,   اختصر فيها  بكلمتين  "فقه" الخميني  الذي كان  يسعى   لتدمير المنطقة وجعلها  تحت قبضة   "غائب"  لا يُعرف أين ومتى وكيف ووفق أيّة آية قرآنيّة قد بشّرت  به  "من دون لف أو دوران"   الخميني  أعلن في  فقهه  بأنّه هو من ينوب عنه  ؛ بكلمة بسيطة  في قصيدته  تلك  والتي  لا زالت تردّدها ألسِنة العراقيين  لغاية اليوم  قائلاً  في مقطع منها  < دجاج العرب  ما غزّر > مخاطباً  بهذا  التسائل الساخر  وليّ الغائب , خميني , مذكّراً بها إيّاه  كيف  كان  يرتع  في العراق  ويمرع  ويهرع  ويلعب  ويهبر من خيرات  العراق  ويمنّي  نفسه  منطلقاً  من  العراق  ليحكم العالم  "الإسلامي"  من أقصاه إلى أقصاه  ,  ومذكّراً  خميني  كيف  جاءته  الظروف الدوليّة  عكس  ما اشتهاها  حين خرج من العراق  لأسباب تتعلّق بمصلحة العراق وليس شيء آخر  , وبعد أربعة  عشر عاماً  من زاد  وملح العراق , وأيّ  زاد  وملح ! ,  فكأنّ العكاشي  أراد  أن  يذكّر   الخميني الذي رفض جميع الوساطات  المحليّة والدوليّة  من أجل إقناعه أن  "يجنح للسلم!"   يذكّره عبر الدجاج  بغزارة  الطعام العراقي الشهي   خاصّة على طريقة "صفرطاس"  المصنوع من  النحاس الأحمر  نوع المرجعيّة ! .. المليء  بالدجالج المحمّر والمشمّر  وأفخاذ الخراف المقليّة أو المشويّة , وتمّن عنبر الشاميّة  الشهير والتمر البرحي وتمر "بيض الحمام"  ولبن الخاثر  وقيمر السدّة  و "الدبس أي أي  علامة السعفة !"  والفسنجون الإيراني والسكنجبيل و "العِرق  سوس"  وخبز التنور  وبرتقال بعقوبة الشهير  وتفاح  "أبو فسيوه"  الذي يعادل طعمه مذاق جميع  تفاح العالم  , و "ميوة" الصيف بأنواعها  و "الآلو بالو"  و "رقّي"   سامرّاء .. الخ .. نسيها الخميني  ونسي   "الصواني"  الطائرة  لـ"المفلطح"  ونسي  "قهوة  الناصريّة   بالتمر هندي المنقّعة بالهيل"  .. جميعها نسيها  ونسي كبّة الموصل  التي كانت تأتيه خصّيصاً  بحجم  "الطُبَك"  لآعتبارات  ثوريّة فقهيّة !  نسيها  ما أن وصل فرنسا  ليعلن من هناك  فدراليّة العراق الإيراني !  يعني   .. كما قالها  العكاشي  ( دجاج العرب  ما غزّر )  بآية الله ! ..  في إشارة  أيضاً  من الشاعر  رحمه الله  وجعل الجنة مثواه  إلى  النوعيّة الدسمة  المعافاة لهذا النوع من الدجاج الشهي  والذي  "تعتورت"   بغزارة  دِسَمِهِ  "علباة"   الخميني  واستغلظت  كالبرميل  بفعل  دِسَم  دجاج العرب  ذاك  وطراوته الشهيّة  وعطره الفوّاح ! ..


فليس مصادفة إذن  أن  يعلن  دولة أبو إسراء , وهو التابع الذليل  المحمّل  بتعاليم  نائب  الغائب  ذاك  ,  عداءه السافر لسوريا  , كما وليست مصادفة أو غريبة  أن يصل  بدولته  حدّ  إعلانه الحرب عليها   بل  وتجريمها ووصفها بأشنع  الأوصاف , لا لشيء  سوى لأنّها ابتلت  به  يوماً  ما  حين  آوته  واحتضنته  هو وأمثاله المظلومين , كما  احتضن العراق وشعب العراق  الخميني  عقود من السنين , يسرحون  ويمرحون  ويرعون  ويفجّرون  أينما يريدون ويهرّبون  ويبيعون الأوطان ويخونون مثلما يرغبون وبالطريقة التي   يعشقون  دون حسيب ولا رقيب  , وبالتالي فليس غريباً  أن يطعن  سعادته المشبّعة بتعاليم الإسلام التي  "توصي"  بعضّ  اليد التي  تمتد  للمساعدة ,  فـ"عضّ"  سعادته  كالمسعور  الجهة التي مدّت  يدها إليه  طيلة  فترة  "نضاله" التي قضاها يخطط  لغزو العراق   من سوريا    بالمفخخات أو بالشياطين جميعاً  , والعض  , بالمناسبة , صفة ملازمة   من لب  الفقه  المسطّر  في متون كراريس ورسائل   وليّ آخر زمان   وسبب من أسباب  دفع  الغائب عجّ  للظهور , خاصّة وأن الغيبة طال انتظارها كثيراً ! .. وهي أيضاً  صفة كانت  من أسبابها  السيطرة على عقول  خاوية  سوى من الجهل وذكريات طنطل  والتمسّح  بالوهم  وبالهواجس  وبالحجارة الصمّاء وبكل عناصر المعادن التي تتشكل منها عقد الوهم  والظنون  كان  من نتاجها هذه الثلّة  التي ساحت بين أزقة  دمشق وحواريها ...

 

من المؤكّد  أنّ السيّد  فقيه دولة القانون  يعي جيّداً أنّ  سوريا  احتضنته  وكسته وآوته  ووفّرت له الأمن والأمان طيلة  ثلاثة عقود  وأطعمته  كما تطعم  أبنائها  ولو بالفول  وبالحمّص  بطحينة  علاوةً على دجاج أرياف دمشق الدَسِم  والشهي!  , وهذا النوع من الأخلاق السوداء  يخطئ من يظنّ أنّ  المالكي اجتهد  بها  شخصيّاً   فهي تُحسب ضدّه وحده ,  بل  إنّ الأمر ليس كذلك ,  فهذا النوع من الممارسات  اللا أخلاقيّة  هي تربية  "تعويض"  تعوّد  عليها أتباع   التشيّع الصفوي  ويُعتبر من  لبّ  الأخلاق المجوسيّة التي تبطّنت بين دثار  الإسلام  الدافئ قرون طويلة  لتمدّ  رأسها  من بين  هذا الدثار  فتلدغ  عند اللزوم  وما أن  تجد الفرصة مناسبة والظلام  حالك من حولها  , فالـ"رجل"  من المؤكّد  قد استلم   إشارة  ما  مع التبريكات  من  "وليّ السراديب" عجّل الله  نضوحه ,   الذي هو الآخر  تنكّر  لدجاج  العراق  فلم  يغزّر به  دِسَمه  فأعلن  بتحريم  قتال أصدقائنا وأصدقاء شعوب العالم !  وأعلن  عن  مزايدة علنيّة  من سردابه  ببيع صكوك الجنّة والنأر  مقابل  الانتخابات !  ثمّ .. وهل  هي مصادفة أيضاً  أن  "دجاج العبّاسيين"   الدسم  لم يغزّر هو  الآخر  بضمير  "البرامكة"  ! .. وهل هي مصادفة أيضاً  أن  دجاج العرب  لم  يغزّر بابن العلقمي ! ...  بالتاكيد  جميعها تلك  بعيدة  كل البعد  عن المصادفة .. بل هي  تعطينا  دليل  قاطع  عن  طبيعة   غريزة  لا أخلاقيّة  يرضعها الفارسي المجوسي مع حليب أمّه ...


دجاج العراق ودجاج سوريا  وغيرهما  , دجاج  عرب  .. ودجاج العرب  لن يغزّر مطلقاً   بدماء الفرس .. وهل  غزّرت  رسالة الإسلام التي حملها  لهم العرب  وعرفوا  الله  بها ؛ حتّى  تغزّر بأبدانهم العفنة المليئة بالحقد   لحوم  دجاجهم ! .... بالتاكيد  لا .. والأدلةّ بين أيدينا  وعلى رأسها   نوري جواد الشهير بالمالكي ...

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٢٢ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٢ / أيلول / ٢٠٠٩ م