المقاومة العراقية : أي شئ يحتاجه العراقيون اليوم – مجلس وزراء ام مجلس عقلاء ؟

 
 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

منذ فجر التاريخ والانسان تقوده الحكمة والموعظة الحسنة الى بر الامان وبدون ذلك لتحولت الحياة الى جحيم ولتحول الوجود البشري الي قطعان من الانعام يسوقها أي راع يجهل ابسط تفاصيل وحاجات تلك المجتمعات البشرية.بل بدون ذلك لا يمكن ان تتشكل حضارة وتتكون قوانين وتصاغ دساتير وبالتالي تخلق ما يسمى بالدولة في العصر الحديث.

 
البشرية ما زالت تعيش على بقايا الحكمة والموعظة الحسنة والا لانهارت صروح واختفت معالم وزلزلت سواري وانقصمت ظهور.ببساطة لانه لا ديمومة ولا وجود يذكر بغير هذين العاملين الذين يراقبان حركة الناس من اعلى الهرم الاجتماعي الى اسفله وبغيرهما لا يمكن لهذا الهرم ان يتوازن في حركته مع حركة التاريخ البشري وتطورها حسب ضروفها التي تمر بها على مر الايام.

 
ما ابشع صورة الحكم اليوم التي يمر بها العراق وما انصى القيمين عليه من مسؤولين فقدوا صوابهم بحكم طبيعة مجيئهم الى سدة الحكم وفي غفلة من الزمن .بلدنا اليوم تحكمه جوقة من السفلة الحرامية القتلة من قطاع الطرق ومقطوعي الذنب من أي ارث اخلاقي ومودة بينهم وبين الشعب الذي يحكمونه .جوقة لا يمكن تسميتها بحكام يقودون بلد بل بقطيع من الحيوانات المتوحشة الكاسرة النهمة التي تبتلع كل نعم الله على ارض الرافدين المعطاء.

 
يقول احد زبانية هؤلاء انه عندما وقع الاحتلال كان برتبة رائد في الجيش العراقي الاصيل ولا يمتلك سوى ما يسد الرمق ويقضي الضرورات من الحاجات لكنه بعد الاحتلال وبسنواته الست الماضية اصبح اليوم يمتلك ما يزيد على مليار دولار اميريكي؟؟؟!!!اي اصبحت ممتلكاته النقدية اربعة اضعاف ميزانية دولة افغانستان قبل احتلالها من قبل الوحش الاميريكي؟وهذا النفر الذي يسمى عراقي له من الاشباه ربما بالمليون من ملاكي هذا الكم من النقد العراقي الذي كان عليه ان يدخل جيوب العراقيين الغلابا...

 
هنا لا بد من التعريج الى ان اصحاب رؤوس الاموال المليارية في حكومة الاحتلال  تشمل على رئيس جمهورية الاحتلال العراقية مرورا برئيس وزرائه (الوطني جدا )نزولا الى وزرائهم واعضاء برلمانهم وحجابهم وقواديهم  بالاشتراك مع النصف الثاني من النهابين النهمين من جنود الاحتلال  الذين جاؤا لسرقة اموال العراق والعراقيين مقابل الديمقراطية التي وهبوها للشعب العراقي المكلوم.مقاولون امعاة لا احد يعرفهم ولا يمكن تحديد شخصياتهم الوهمية والمستوى الاجتماعي والثقافي والوطني الذي شبهوا به كونهم ابعد ما يكون عن هذا التوصيف المقدس في تاريخ الشعوب الحية التي تحترم نفسها وتثور لكرامتها وحقها المسلوب امام الانظار وفي وضح النهار؟؟؟

 
محافظة ما يبلغ ما انفق عليها اثناء سني الاحتلال البغيضة ترليون دينار عراقي وعندما تراقب وتتابع ما الذي تتطور وما الذي اضيف الى تلك المحافظة من تطور وعمران تجده عبارة عن بقايا الخراب الاحتلالي الغافي بين اضلاعها في ليلها الدامس تحت ضروف انقطاع الكهرباء وشحة المياه اللازمة للشرب البشري  كما موصوف في دفاتر منظمة الصحة العالمية الى غير ذلك من فقدان ابسط متطلبات العيش للانسان في  القرن العشرين؟؟؟!!!ترى اين ذهب التريليون وكيف صرف وعلى من وفي أي الجيوب  المريضة الغازية دخل؟؟؟اليس هذا المبلغ الخيالي من الدينار العراقي كافي لان يحول تلك المحافظة الى جنة عدن لو وقع بيد عقلاء  تصرفه بما يرضي الله والشعب على التطوير واعادة البناء لما خربته الة الحرب الاحتلالية المجرمة؟ ثم اليس هذا المبلغ العملاق قد جاء من النفط العراقي وتحول الى الجيوب المتخمة بدل ان يستغل في مشاريع تعيد الحياة الى هذا الوطن الخاوي بسبب بلاء الاحتلال البغيض؟

 
ثم ناحية اخرى في محافظة ما ينفق عليها من واردات الدولة من النفط العراقي اليتيم ما يناهز سبعون مليار دينار عراقي  خلال فترة الاحتلال وحسب ما تشهد له وتبينه سجلات صرف مجلس الوزراء بعيدا عن العقلاء...لكنك عندما تتفحص شكل  ولون الناحية العراقي لا تجد الا ما تركته الة الاحتلال من تشويه ودمار وخراب  ولا تدري الى اين ذهب هذا المبلغ الملياري السبعيني الذي لو كان قد وقع بأيدينا الوطنية ايام زمان لكنا جعلنا من الناحية تلك جنة عدن؟؟؟

 
البنك المركزي العراقي قد تحول اليوم الى جيوب اقذر واصغر وابشع ما خلق الله من اشباه البشر لان البشر السوي خلقة واخلاقا لا يمكن ان يقبل هذا الفعل الشائن الذي لا يليق بأنسانية البشر على الاقل ناهيك عن ابسط المشاعر بالانسانية من ناحية والنأي بالنفس عن المشوهات للفطرة البشرية السوية من ناحية اخرى.

 
من هنا يبقى السؤوال هو السؤوال في ذاكرة العراقيين المجنى عليهم ويبقى الهم في التفكير حد الارق المميت:
هل العراقيون بحاجة الى مجلس وزراء يأتيهم في الانتخابات القادمة وعلى شاكلة ما قبلهم ؟ام ان العراقيين بأمس الحاجة الى مجلس راقي من العقلاء المنتخب من قبل الشعب بعيدا عن تدخل الاحتلال والقوى الاجنبية بظمنها المجوسية  والذي يتفهم دوره في الحكم والرصد والرقابة لانه يرى الله  من خلال قوانينه ومن خلال توازنات الحياة والكون وضرورات ذلك من اجل اعادة الحياة الى الجسد العراقي المقارب من النفوق تحت حكم مجلس الوزراء ؟؟؟

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٢٤ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٤ / أيلول / ٢٠٠٩ م