افلونزا الخنازير ... حقا محنة هي والله ولكنها تزول

 
 

شبكة المنصور

امير محمود المر

نشأت على أرض العراق هذا البلد العظيم والجميل الذي يمر فيه نهرا دجلة والفرات من شماله إلى جنوبه. نشأت على أرضه وعلى امتداد 8000 سنة مجموعة من الحضارات على يد الاشوريين والبابليين والأكديين والسومريين الذين أول من اخترع الحرف والكتابة المسمارية واللغة السومرية ومختلف العلوم البشرية وهم اول من سنن القوانين.....

 
 السومريون سبقوا الحضارات البشرية بالإبداعات كالشعر والرسم والملحمة الأدبية والموسيقى والعلوم..... العراق بأستراتيجيـة موقعـه الجغرافي المهم و حضاراتـه العريقة و الوفيرة وخصوبـة ارضـه وما يتميز بـه مـن  روعة الفكر والمعرفة والعلوم وثقافات أنسانية هائلة .... اليس هذا العراق الذي نعرفه ويعرفه العالم ؟

 
 لكنـه اليوم وللاسف اقول يقف العراق كأضعف دولة بين دول المنطقـة كلها حتى اصبح فريستها مع ان اغلب هذه الدول كانت تقف فـي مؤخرة عربة التاريخ لكنها  اليوم قادرة بسبب ما حل بالعراق بفعل الاحتلال  على ابتزازه وفرض شروطها وسرقة اراضيه والتحكم في مياهه  تخترقه وتدنس ارضه و تعاقبـه وتتامر عليه تفرض عليـه غرامات وتعويضات كلفـة تدخلاتها السافرة في شأنه....اليس هذا هو العراق الجديد في ظل الاحتلال ؟..................


واليوم وبكل حزن واسى اصبح العراق في ظل الاحتلال  البلد الوحيد في المنطقـة الذي يجب ان يكون فيـه الرئيس والقائد موظفاً بائسا او وكيلاً ماجورا لدولـة مجاورة اودولة اعطته جنسيتها’ مهمتـه تمزيق النسيج الأجتماعي التاريخي لبلده وتدمير حاضره ومستقبله  واضعافـه والهيمنة على مقدراته ونهب ثرواته ....اليس هذا العراق الديمقراطي اليوم ؟

 
هذه الصورة المشوهه والمهشمة والبائسة رافقت العراق منذ احتلاله واصبحت فيـه ظاهرة وواقع مرير تراكمت على كاهلـه معاناة وعذابات الاحتلال  وهزائم وانتكاسات حتى اصيبت بالضعف والشلل كل  مباديء الوحـدة والولاء والعطاء والفداء للوطـن.... أن ما جرى ويجري ليس سوى لعبة عدوانية  قذرة وحقد اسود مميت وفلم وسيناريو مبرمج ابطاله عملاء  لا يبصرون ما يفعلون منهم ليسوا من العراقيين يعملون في الظلام والدسائس أنهم يدمرون أكثر ولا يبنون، العراق بحاجة إلى من يضمد جراحه ولملمت اضلاعه المبعثرة وليس بحاجة إلى شعارات رنانة وابواق  كاذبة والعراق لا يريد حكومة من ورق أوطين تنخر جسدها الخيانة والعمالة وتتربع على صدور ابناءها بالحديد والنار لتقطع كل من يتنفس حب الوطن والتضحية من اجل اعادة حريته المسلوبة ...............


 كان العراق بلد القوانين للاسف اصبح اليوم بلا قانون، كان العراق بلد الخيرات رغم مجاميع الكفر الذي حاصروه للاسف والالم اصبح اليوم بلا خيرات،اليوم الفقير العراقي الذي ظلل بشعارات الاحتلال  كان يحلم بالأمس بيوم جديد، أصبح اليوم أمام هاجس مخيف يحس به يهدد رزقه وقوته في زحمة الخونة والعملاء من عراقيين وغرباء الذين صادروا و نهبوا كل  ثروات العراق وباعوا ممتلكاته بالمزاد العلني والمخفي ...........


العراقي اليوم رغم ثرواته الهائلة فقيـر’ وعلى ترابـه المترامي الاطراف غريب وفي وطنه مريض وجاهل برغم حضاراته التي ملئت الدنيا ضياء ونور’ وتمزقت كل تقاليده الاصيلة وعاداته واعرافه النبيلة.... سجاياه تتمزق وتنهش فيها الكلاب والخنازير الذين كانوا اسباب الفرقة والتفريق والأحقاد المريضة والتصعيد والتجييش والكراهية والطائفية المقيتة والفتنة التي هدمت كل عنواين الحياة الجميلة..........اليس هذا هو حال العراق اليوم ؟

 

المثقفون في ظل الاحتلال عاشوا البؤس والمرار والذين كان معول عليهم لاستنهاض الهمم لبناء ما دمره العدوان والاحتلال ......الوطنيون الاشراف وهم يراودهم حلم العمل والبناء والسعادة في بلدهم الذي هو من أغنى بلاد الأرض ظلوا بلا عمل او عنوان مشردين حائرين يجرون اذيال الخيبه والحصرة.... ، كل هؤلاء يتطلعون اليوم إلى ما يجري لبلدهم العظيم الغني وقد تسابق عليه الخونة والمشعوذون  من خارجه وداخله ليأكلوا  ويهظموا حقهم المسلوب ورزقهم المنقوص، فتعقد الصفقات الوهمية وتكتب العقود بحبر ابيض مخفي ، والعراقيين المساكين ينتظرون ماذا سيقدم لهم من خيرات العراق الكثيرة الذي سرقها الاحتلال وازلامه ..فلم يكتفوا بل جرى استعبادهم والصعود على أكتافهم إلى قمة الثراء و الجاه..............

 
ايها العراقيين الطيبين في كل مكان داخل وخارج العراق لا تبالوا ولا تحزنوا هي حقا محنة والله ولكنها تزول باذن الله بايمانكم وصبركم وتعاونكم ومقاومتكم للاحتلال فكونوا عونا لمقاومتكم الشريفة الواعية ورصوا الصفوف ولا تبالوا وضعوا ايديكم بأيادي بعض واطردوا هؤلاء الخنازير اطردوا كل دخيل وعميل وخائن من الذين يبحثون عن أحلام مريضة في بلادكم ممن يسعون لإشعال الفتنة بينكم خدمة لأسيادهم أو لأفكارهم المريضة التي يحملونها ، وقولو لكل هؤلاء وبصوت عالي مسموع دون خوف او تردد من محتلين وعابري حدود  وغيرهم من الذين تسول له نفسه خدمة هؤلاء من أجل مصلحة أو غرض في نفسه ....قولوا لهم لامكان للخونة والعملاء بيننا  ، العراق لأهله  ولن نقبل بعد اليوم ان تذبحونا على قبلة  الاخرين..............


 نقول لكل العراقيين الشرفاء  استعيدوا  رشدهم وتعلموا من مآساتهم وواقعهم وانتبهوا لاسباب مآزقهم وارفضوا من يريد ان يفرقهم واتفقوا على رسم هويتهم العربية المشتركـة و تجنبوا الفتنة واحذروها ففيها خراب بلدكم وقتل ارادتكم وتمزيق نسيجكم الأجتماعي ’لماذا كل هذا الدم ؟ لماذا الحقد على بعضكم ؟ طوائف ومذاهب وقوميات متنازع عليها ’ ومدن واقضية ونواحي متصارع عليها وثروات متنازع عليها والشوارع والازقة متنازع عليها  ....الطائفة الفلانية تشتم الطائفة الاخرى والشعلة تشتم وتقتل ابناء العامرية والرصافـة والكرخ يتصارعا ’والاعظمية تقاتل الكاظمية والرشيد والكفاح يتخاصما .. والمنصور تقاتل الحارثية....  ملايين المساكين منكم ومن كل  مكونات المجتمع العراقي لا علاقـة لها بما يحدث ....القيادات الطائفية والقومية والمذهبية والحزبية  الجاثمة على صدوركم تتقاتل بكم وتتناحر وتحقد ثم تتصالح ثم تتقاسم المصالح فيما بينها كل ذلك على حساب مصالحكم....انهم لا يحقنوكم مصال لعلاج افلونزا الخنازير لانهم هم خنازير جائرة تفتك بكم  فاحذروهم انهم يحقنونكم  مصال الحقد والكراهية ويطعموكم ثقافة التصعيد والتجيش ...انتم بسطاء وطيبون لا تنحشروا مع  القتله والمجرمين لتعيشوا دوامة العنف والجهل وفقر الولاء للوطن مظللين ومتشرذمين ليستمـر المنتفعون على ظهـر معاناتهم وتذكوا على الدوام ان المنتفعون لا طائفة لهم ولا مذهب ولا دين ......والسلام عليكم  .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٠١ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٠ / أيلول / ٢٠٠٩ م