يسهل إستيعاب نهج وسلوك طلاب حزب المؤتمر الوطني ، في الإنتخابات الأخيرة لإتحاد طلاب جامعة الجزيرة (11/8/2009 م ) بالرجوع للهزيمة التي منى بها نهجهم في الإنتخابات الأخيرة لإتحاد طلاب جامعة الخرطوم ... حيث أدرك المؤتمر الوطني مقدار العزلة التي تطوقه وسط القطاع الطلابي ، والتي من أبرز مؤشراتها عجزه عن توفير النصاب القانوني ، لإجراء الإنتخابات العامة لمجلس الإتحاد ، حسب نص الدستور ( نصف عدد الطلاب المسجلين +1) في الجامعتين . تلك الحقيقة التي تبدد بجلائها غوغاء الإكتساح وضجيج الفوز المضمون لقائمتهم بكل السبل ( فايزين فايزين !!!) . وهي إحدى تجليات إيغال ( المؤتمر الوطني ) المفرط في غطرسته وأوهام النفوذ السلطوي ( الدعم المالي والإداري والسياسي اللامحدود ) . لقد عجز المؤتمر الوطني في توفير النصاب القانوني في إنتخابات جامعة الخرطوم إثر قرار المقاطعة الذي دعت إليه التنظيمات السياسية الطلابية فيها ، وأمام عجزه عن توفيره ( بشتى السبل ) حسب نص الدستور ظلت جامعة الخرطوم بدون إتحاد طلابي منتخب حتى الأن . أما في جامعة الجزيرة فقد تفتقت ( عبقرية ) المؤتمر الوطني وقبيل إنقضاء دورة الإتحاد (4/8/2009 م ) في الإعلان عن ما أسماها ( اللائحة الإنتخابية ) بواسطة لجنة الإنتخابات وفي تعدٍ صريح على الدستور الذي تنص مادته السابقة الفقرة (ج) ( ينبغي في أي إنتخابات للمجلس أن يكون عدد الذين يدلون بأصواتهم أكثر من نصف الأعضاء ) . فيما أشارت لائحة إنتخابات طلاب المؤتمر الوطني ( إذا لم يكتمل النصاب في عملية الإقتراع الأولى ، تعاد عملية الإقتراع مرة أخرى خلال 48 ساعة ، وبأي عدد !!) ، بأوضح عبارة يمكننا القول أنها لائحة إستبقاية ، في الوقت الذي تؤكد فيه عدم معرفة المؤتمر الوطني ( لقدر نفسه ) .

حيث العزلة والعجز عن النصاب القانوني والفوز في إطار منافسة ديمقراطية ونزيهة . 

ومثلما كان إجراء إنتخابات إتحاد جامعة الخرطوم في توقيت غير مناسب ( غياب طلاب العديد من الكليات وإستعداد المتواجد منهم للعطلة السنوية ) ، إختار المؤتمر الوطني في جامعة الجزيرة إجراء إنتخابات هو ولجنة إنتخاباتها بلائحة إستباقية ، تتضح أهدافها أكثر في تحديد موعد إجرائها الذي يتزامن مع حرمان طلاب مجمع كلية الزراعة والموارد الطبيعية ( أبوحراز ) ، حوالي الفان ومئتان من الطلاب ، وقبل ثلاثة أيام عن موعد الإجازة . ذلك ما دعى طلاب حزب البعث في جامعة الجزيرة للدعوة لمقاطعة الإنتخابات لعدم شرعية لجنتها ودستورية ( لائحة الإنتخابات ) وعدم شرعية إنتخابات تحرم أكثر من ألفي طالب وطالبة من المشاركة في إنتخاب إتحادهم . تبنت التنظيمات السياسية دعوة حزب البعث وإلتحقت بها مؤخراً تنظيمات ( الإتحادي الأصل – الوطني الإتحادي – الجبهة الديمقراطية – الطلاب الناصريين ) وبقائمة ( الوحدة الطلابية ) . وفيما لم تتخذ إدارة الجامعة موقفاً من الطعن الذي تقدمت به الوحدة الطلابية ، واصل المؤتمر الوطني الخطوة التكميلية لذلك الموقف بعقد جمعية عمومية دون نصاب وإجراء إقتراع يوم الثلاثاء 11/8/2009 م ، لم يكتمل فيه النصاب القانوني ، ليعن عن إجارء الجولة الثانية حسب ( اللائحة الإستباقية ) يوم الخميس 13/8/2009 م ، لتعلن أمانة المؤتمر الوطني في ولاية الجزيرة عن فوز حزبها في إنتخابات إتحاد طلاب جامعة الجزيرة ، صدم الطلاب المتواجدون بالجامعة يوم الأحد 16/8/2009 م .. بإعلان تشكيل ما سمى بالمجلس التنفيذي للإتحاد بتوقيع السيد / مدير الجامعة ، والذي لاذ بالصمت إزاء الطعن المقدم له من التنظيمات السياسية ( الوحدة الطلابية ) .

فيما غادر غالبية الطلاب كليات الجامعة إلى عطلة دراسية لما بعد عيد الفطر المبارك . 

إن الإعلان عن تكوين المجلس بتوقيع السيد مدير الجامعة لن يضفي مشروعية على ما جرى .. وهو ما يدفع بتنظيمات الوحدة الطلابية وطلاب الجامعة الذين ألتفوا حول ( المقاطعة و لا شرعية الإنتخابات ) إلى عدم الإعتراف بالنتيجة المعلنة ، كما دعى إلى ذلك طلاب حزب البعث والتمسك بهذا الموقف وتصعيده قانونياً وإعلامياً وسياسياً وإدارياً . والتأكيد على أن شرعية الإتحاد مستمدة من قاعدته الطلابية ومن إنسجام آليه إنتخابه وفقاً للدستور . ( وعي الطلبة ) تدعو جماهير الطلاب وتنظيماتهم وتجمعاتهم بالتنديد بشتى الوسائل السلمية على ما جرى في جامعة الجزيرة ، وتدعو إلى إعتبارها ( قضية طلابية عادلة وتحت المجهر ) في الوقت الذي تدعو فيه إدارة الجامعة إلى عدم الإنزلاق كطرف منحاز في الصراع السياسي والنضالي الدائر وسط الطلاب حول مشروعية إتحادتهم ، وألا تغادر مكانتها ودورها التربوي والدستوري . وتطلق ( وعي الطلبة ) دعوة لتقييم تجارب الإنتخابات الطلابية ونتائجها ومستقبلها ... وتشكيل إصطفاف طلابي من أجل إنبثاق إتحادات طلابية من إنتخابات شرعية ، وديمقراطية ونزيهة .

إعلام مكتب الطلاب
 حزب البعث العربي الإشتراكي
قطر السودان
٠٣ / أيلول / ٢٠٠٩ م

الخرطوم