شرطي القانون والمسدس كاتم الصوت

( مواقع الفتنة سارعت باتهام العرب ثم تبين ان الشرطي هو القاتل )

 
 

شبكة المنصور

د . ايمن الهاشمي

تناقلت وسائل الاعلام العراقية الحكومية ومواقع الاحزاب الطائفية يوم 13 سبتمبر الجاري خبرا عن جريمة بشعة هزت العراقيين جميعا، وأستغلتها مواقع الحكومة لتشن حملة اتهام ضد الارهابيين العرب وفلول النظام السابق وارهابيي القاعدة بأنهم يغتالون العراقيين في دورهم!، فقد كان الخبر تحت عنوان (إرهابيو القاعدة التكفيريون العرب يقتلون عائلة شرطي في كركوك!)، (إرهابيون يقتلون زوجة شرطي وأطفاله الثلاثة في مدينة كركوك في ابشع جريمة يقترفونها)، وبدأت مواقع الاحزاب الحاكمة تكيل الاتهام للدول العربية التي تسمح بإرسال أبنائها لقتال العراقيين وذبحهم!!! فقد أصدرت المواقع الطائفية حكمها المسبق في من ارتكب جريمة قتل افراد عائلة الشرطي الكركوكلي.

 

ونشرت احدى الصحف الرسمية الخبر نقلا عن مدير شرطة الاقضية في كركوك العميد سرحت قادر بأن ((أحد عناصر مديريتهم عاد الى منزله في حي القادسية بمدينة كركوك صباح اليوم، فوجد زوجته وأطفاله الثلاثة مقتولين داخل المنزل، وعليهم آثار إطلاقات نارية)). وأشار العميد قادر الى أن التحقيقات الأولية بدأت في الحادث، ومن المحتمل أنهم قتلوا بسلاح كاتم للصوت لأن أهالي المنطقة والجيران لم يسمعوا صوت إطلاقات نارية!! وانتبهوا هنا الى ان العملية تمت باستخدام كاتم الصوت!!.

 

موقع "براثا" الشهير الذي يسميه العراقيون موقع "خباثا" لما يبثه من سموم طائفية، وتكريس لمشاعر الأحتقان الطائفي، سارع لنشر الخبر مع تعليقات ساخنة منه ومن قراءه باتهام الدول العربية بالسعي الى ذبح العراقيين من خلال السماح بتجنيد ابنائهم في القاعدة، وانهال الموقع بالشتائم للدول العربية، ويصف الجريمة بأنها جريمة يندى لها جبين الانسانية, وانها لعار في ضمير العرب ومقاومتهم الحقيرة التي شوهت الدين الاسلامي الحنيف))  (( الثار من اولاد الزنا والكفار)).

 

ثم اتضح عقب 3 ايام من الفاجعة ان القاتل الحقيقي هو الشرطي ذاته، اذ صرح مدير شرطة كركوك ان شرطته توصلت الى الفاعل الحقيقي منفذ الجريمة، حيث اعترف بقيامه بالجريمة وتبين ان القاتل هو زوج المرأة ووالد الأطفال وهو الشرطي منتسب شرطة كركوك الذي قام بالابلاغ عن الواقعة، وانه استخدم سلاح كاتم الصوت, وانه اراد الصاق الجريمة بـ"الارهابيين" لسهولة تقبل ذلك!!

 

ترى أي ثقافة يتربى عليها شرطة النظام الديمقراطي الجديد في ظل ما يسمى (دولة القانون)؟ والذين يفترض فيهم انهم الحماة للناس الأبرياء، ثم من اين للشرطي هذا بجهاز كاتم الصوت ليقوم باخفاء معالم جريمته ولا يسمع بها احد؟، وهل باتت اليوم كاتمات الصوت جزءا من اسلحة الشرطة العراقية؟  وإذا كان مثل هذا الشرطي لايتورع عن قتل فلذات كبده فكيف لا يتورع عن قتل الآخرين؟ ولنتذكر أن المجرمين من حماية نائب رئيس الجمهورية عادل عبدالمهدي الذين سرقوا اموال المصرف وقتلوا افراد حراسة مصرف الزوية كانوا مسلحين بمسدسات كاتم للصوت؟

 

والمؤسف في الامر ان وسائل الاعلام الطائفية سارعت قبل ان تكمل اجهزة التحقيق تحرياتها، لالقاء التهمة على العرب، وشنت بسببها حملة شعواء ضد الدول العربية، ارضاء لولي نعمتهم النظام الايراني الدموي، ترى الا يؤكد هذا ان المئات من الجرائم المجهولة التي نُسبت لمتهمين عرب غير معروفين هي من امثال هذه الجريمة وجريمة مصرف الزوية؟

 

ثم لماذا خرست ابواق جلال الصغير وموقع براثا عن التهديد والوعيد والتهجم على البلدان العربية وازلام النظام السابق والتكفيريين بعد ان تبينت حقيقة جريمة كركوك؟

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٠٧ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٦ / أيلول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية |دليل كتاب شبكة المنصور