تحياتي الحارة للاستاذ عبد الباري عطوان

 
 
 

شبكة المنصور

د. صباح محمد سعيد الراوي / كييف – أوكرانيا

أن تتخاطب مع رجل أشاد به سيدي شهيد العراق الأول، الإمام صدام، رضوان الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى باقي إخوانه الشهداء، فهذا أمر مشرف، ما بالك حين تأتيك رسالة شخصية منه ؟؟ الشهيد رحمة الله عليه وصف العراقين بالكبار.... لذلك فإن العراقي الأصيل لا يتصادق إلا مع الكبار ولا يتخاطب إلا مع الكبار ولا يعتب إلا على الكبار وفي لغتنا مثلين عاميين : العتب على قدر المحبة... ومن عاتبته وجبته...

 

أقول للاستاذ المكرم عبد الباري...

 

حين نتعاتب معكم يا استاذ فلأننا نحبكم في الله ونحب مقالاتكم المدافعة عن العروبة والعراق وعن شهيد العراق ورجالاته المخلصين... واسمح لي بأن أذكر لكم بأنني من المتابعين لكم ولمقالاتكم وخاصة تلك المتعلقة بالعراق... ولن أنسى مقالات قيمة سطرت بقلم مخلص غيور مشبع بالعروبة والقومية العربية، فمثلا لن ينسى العراقي مقالات: عشر سنوات من الحصار والعراق لايزال كبيرا... إنهم العراة من الأخلاق ....كبير في حياته وكبير في استشهاده.... خافوه حيا وسيخافونه وهو في قبره.... صدام حسين في ذكرى رحيله.... طارق عزيز أسير حتى استشهاده....  وغيرها الكثير الكثير التي وإن غابت عناوينها عن الذاكرة، إلا أن مكنوناتها في القلب ولن ننساها... بل ليست في القلب وحسب، بل هي محفوظة ضمن ملف خاص اسمه ملف القدس العربي وعبد الباري عطوان بالإسم...

 

ولأننا ما تعودنا أبدا على نكران جميل من وقف ويقف معنا، فلن ننكر أبدا أن الاستاذ عبد الباري كان من المدافعين بشراسة عن العراق العظيم سواء أيام الحصار أو في أيام الاحتلال البغيض... ولن يغيب عن بالنا أن شخصا قوميا مثل عبد الباري وقف مع العراق بصحيفته المشهورة حين تخلى عنه أقرب المقربين.... وكان من نتيجة هذا الوقوف أن صب عرب النفط جام غضبهم عليه وراحوا يتهمونه اتهامات شتى... وينعتونه بأوصاف وألقاب يخجل المرء منها...

 

على أية حال لن يضير السحاب نبح الكلاب...

 

استاذ عبد الباري:-

 

لقد قرأنا في الماضي الكثير من المقالات التي تطاولت على الشهيد وأساءت إليه وللعراق ورجالاته، لكننا لم نعر تلك المقالات أية أهمية لأنها كتبت من قبل صغار مأجورين، عملاء للبترودولار، ونحن كبار، لا نلتفت للصغار.... لكن... حين يأتي نقد في غير محله من قبل كبير نحترمه عندئذ نعتب ونرى أنه من الواجب توضيح بعض الأمور... أنا من قبل، أرسلت لكم رسالة أعتب فيها عليكم استخدامكم لمصطلحات بحق الشهيد لم يستخدمها إلا أعداءنا... مثل وصفه بالديكتاتور وكذبة حلبجة والمقابر الجماعية وغيرها.... وقد أرفقت مع رسالتي هذه تلك الرسالة... التي كان تاريخها يوم الثاني والعشرين من ديسمبر عام 2007...

 

أن يكون الحاكم حازما وصارما غير أن يكون ديكتاتورا كما زعمت الصهيونية العالمية وشقيقتها الصفوية عن الشهيد رحمة الله عليه... والشهيد كان حازما وصارما ولم يكن ديكتاتورا... ربما ظروف العراق والشعب العراقي والدولة المجاورة لنا التي كانت ترسل مخربيها ليعيثوا فسادا في الأرض فرضت على الدولة العراقية ككل أن تكون دولة قاسية بعض الشيء بحق البعض وليس الكل، يعني كان هناك قسوة لاشك ضد المخربين من أصول فارسية والمتعاونين معهم من العراقيين، وأعتقد أن هذا من حق أي دولة وليس حكرا على الدولة العراقية وحدها...

 

أما أن يكون هناك أخطاء وقصور وبعض الجوانب السلبية من جانب الحاكم في العراق أو أي من أعضاء حكومته فهذا أمر طبيعي، فهي بالنهاية حكومة بشر وليس ملائكة... وأنا شخصيا قلت يوما ما عن سيدي الشهيد رحمة الله عليه إنه لم يكن ملاكا طاهرا أو قديسا يمشي على الأرض، لكن بنفس الوقت لم يكن، وحاشاه، شيطانا رجيما كما صورته وسائل الاعلام المستعربة المتأمركة...

 

أباخالد...

 

هناك موضوع هام جدا يؤرق كل عراقي مخلص غيور على وطنه ومحب له، وهو موضوع صراعنا مع الفرس... أنا فقط أضع بين أيديكم مع رسالتي هذه دراسة قيمة قام بها أخ عراقي مخلص اسمه سعد داود قرياقوس... هذه الدراسة تتحدث بالوقائع والتواريخ والأحداث عن من الذي بدأ الحرب في عام 1980؟ العراق أم ايران ؟ وهي تبين بالتاريخ الاعتداءات الايرانية على بلادنا واضطرار العراق للدفاع عن نفسه بوجه من يريدون تصدير ثورتهم البائسة الينا ومن ظنوا يوما ما انهم سيعلموننا أصول ديننا...

 

في قلب كل عراقي لوعة وألم وحسرة مما يراه أمام عينيه من محاولات تزوير التاريخ الذي يقوم به بعض العرب من حيث استخدامهم لعبارات مسمومة قاتلة سواء بحق بلادنا وصراعها الأزلي مع الجارة المسمومة الكسروية الصفوية أو تلك العبارات التي تستخدم ولا زالت بحق شهيدنا الغالي رحمة الله عليه وكذلك رجالات العهد الوطني...

 

أما اللوعة الاكبر والحسرة الأعظم فهي هذه التي حلت بالعراق...كان لنا قيادة وطنية مخلصة للوطن... هي منا وفينا ونبت رجالها على أرضنا الطاهرة... سواء كانت هذه القيادة ديكتاتورية أو قاسية أو طاغوتية سمها ما شئت... المهم أن الشعب العراقي كان راضيا بها... وإذا لم يكن كل الشعب راضي بها، فعلى الاقل نسبة الرضا تجاوزت النصف بكثير... معنى هذا اننا لازلنا في بلد ديمقراطي رغم كل ما قيل ويقال....

 

ما الذي حصل....

 

اتهموها زورا بأنها تهدد جيرانها وبأنها تسعى لامتلاك أسلحة دمار شامل وبأنها كذا وبأنها كذا... فحصل ما حصل واحتلوا البلد ودمروه وقتلوا قيادته وسرقوه ونهبوه وجاؤوا بأشخاص حثالة أغراب عن العراق لاهم منه ولا يعرفون شيء عنه... جاؤوا بهم من مزابل تل أبيب وقم وطهران ونيويورك ليتسلطوا على البلد ويعيثوا به خرابا وفسادا وتقتيلا... والباقي أنتم أعلم به....

 

أباخالد لن أطيل عليكم...

 

لكن رجائي بالله ثم بالله ثم بالله ثم بكم... إذا كان هناك أمكانية لنشر دراسة أخونا العراقي الاصيل سعد داود قرياقوس على صفحات القدس العربي فسنكون لك من الشاكرين... أو على أضعف الايمان نشر بعض منها أو الاشارة اليها بأية وسيلة تريدون... إن كان في مقالاتكم أو في أي عمود آخر... المهم نريد لصوتنا أن يصل عبر صحيفة عربية مشهورة يطالعها الملايين من العرب يوميا وفي كل أنحاء العالم....

 

لانريد أن نثقل عليكم... ولايكلف الله نفسا إلا وسعها...

 

آخر شيء أود ذكره هنا... هو نشر مقتطفات من هذه الدراسة القيمة... علها تقنع من لايزال لا يريد الاقتناع بأن إيران هي التي اعتدت علينا ولسنا نحن من اعتدينا عليها.... فالعراق ليس من شيمته العدوان على أحد.... العراق جبل على صد العدوان عنه وليس المبادئة بالاعتداء...

 

انــا  لـقوم ابـت اخـلاقنا شـرفا ***     أن نـبتدي بـالاذى مـن ليس يؤذينا

 

بـيـض  صـنائعنا سـود وقـائعنا  ***    خـضر  مـرابعنا حـمر مـواضينـــا

 

يقول جانب من دراسة الاخ العراقي الاصيل سعد داود قرياقوس ما يلي:

 

 

عندما توفي الشاه رضا خان، كتب في وصيته التي تركها لابنه محمد رضا (الشاه الأخير لايران) مطالبا إياه قائلا "لقد حررت الشاطىء الشرقي من العرب وعليك أن تحرر الشاطىء الغربي". جوهر الوصية التحريضي في الاستمرار على معادة العراق والأمة العربية واضح.

 

إن الوقائع تشير إلى أن القيادة الايرانية بدأت إطلاق تصريحاتها المعادية لشعب العراق وقيادته منذ الساعات الأولى لوصولها إلى طهران، إلا أن الحملة المعادية للعراق بدأت تأخذ طابعا أكثر حدة ووضوحا إثر قيام الإذاعة الايرانية بالتحريض على إسقاط الحكومة العراقية، وبعد قيام المتظاهرين الايرانيين في مهاجمة مبنى السفارة العراقية والقنصليات العراقية وكوادرها.

 

أدناه، استعراضا لأهم تلك التجاوزات والتهديدات الاستفزازية التي شكلت انتهاكا صريحا للسيادة العراقية، وتهديدا جديا لأمن العراق واستقلال شعبه واستقرار نظامه السياسي.

 

* تعرض مبنى السفارة العراقية في طهران إلى العديد من الاعتداءات والاستفزازات، كما تعرض منتسبيها إلى الإهانات والاعتداءات الجسدية وإلى تهديدات مباشرة بالقتل.

 

* تعرضت القنصلية العراقية في المحمرة إلى أربع اعتداءات خلال الفترة من 11 إلى 26 تشرين الأول/أكتوبر 1979. حيث حطمت أبواب ونوافذ بناية القنصلية وأحرقت سجلاتها، واعتدي على موظفيها بالضرب. وفي 11 كانون الثاني 1980 هاجمت عصابات الأمن الايرانية بناية القنصلية مجددا، فتم مصادرة وثائق القنصلية وإنزال العلم العراقي وتمزيقه!!! هذا الانتهاك الواضح لحرمة مؤسسة سيادية يشكل مخالفة صريحة للأعراف الدبلوماسية، وخرقا واضحا لميثاق الأمم المتحدة وبروتوكولات جنيف.

 

* في 22-6-1979 نشرت مجلة "الحوادث" البيروتية خبرا مفاده أن وزير خارجية ايران أبلغ السفير العراقي في طهران بأن حكومته ليست راضية عن اتفاقية 1975، وقال "من قال لكم أننا راضون على ذلك الاتفاق، فما زال الحساب بيننا وبينكم مفتوحا وهنالك أمور كثيرة سنطالبكم بها".

 

* في الثامن من نيسان 1980 صرح وزير خارجية ايران بأن "عدن وبغداد يتبعان بلاد فارس". ((حاشية... تذكروا من الذي يدعم المتمردين الانفصاليين الحوثيين في اليمن الشقيق))

 

* في التاسع من نيسان صرح صادق قطب زادة بان حكومته قد قررت إسقاط النظام العراقي، وأن الحكومة الايرانية لا تتمسك باتفاقية الجزائر.

 

* في 17 نيسان ألقى الخميني خطابا قال فيه "إن النظام العراقي الذي يهاجم ايران إنما يهاجم القرآن والإسلام وأن ايران ستأخذ العراق وسنتقدم إلى بغداد".

 

* في 19 نيسان 1980 نشرت صحيفة "جمهوري إسلامي" تصريحا للخميني جاء فيه "إن واجب العراقيين والشعب العراقي الإطاحة بهذا الحزب البعثي".

 

* في مقابلة أجرتها الإذاعة الايرانية باللغة العربية في 23 نيسان 1980، أعلن صادق قطب زادة "أن الشعب الايراني أصبح مهيئا لمناصرة الشعب العراقي، وأضاف أن بلاده لن تعرف طعم الراحة والطمأنينة والاستقرار ما لم تعمل على إسقاط نظام صدام حسين".

 

* في نفس اليوم، صرح رئيس أركان القوات الايرانية تصريحا فضح فيه نوايا ايران على احتلال العراق، حيث قال "أن الجيش الايراني قادر على كل شي، وهو ينتظر الأوامر لاحتلال العراق، وأن العراقيين سيفتحون أذرعهم لاستقبال الجيوش الايرانية".

 

* في 23 نيسان 1980 أصدر "آية الله الشيرازي" بيانا وزع في شوارع طهران والمدن الايرانية الأخرى ورد فيه " ننبه الأمة كلها بأن الوقت قد حان لمعرفة واجبها الأول وهو القضاء على تلك الزمرة البعثية باستخدام جميع الوسائل المتيسرة".

 

* في مقابلة مع صحيفة "الخليج" في 1-5-1980 سئل أبو الحسن بني صدر "ألا تعتقد أن تصريح الخميني أنه إذا استمر العراق بنهجه وواصل اعتداءاته على ايران، فأن الجيش الايراني سيذهب إلى بغداد لتحرير الشعب العراقي هو تدخل في شؤون العراق"!؟. أجاب بني صدر "إن هذا لا يعتبر تدخلا في شؤون العراق لأننا نعتبر أمة الإسلام أمة واحدة، وأن الإمام قائدها وهو لذلك قائدا لشعب العراق".

 

* في 14-9- 1980 أعلن الجنرال فلاحي نائب رئيس قيادة الأركان المشتركة لجيش "الجمهورية الإيرانية" في حديث لشبكتي الإذاعة والتلفزيون الايرانية بأن ايران لا تعترف باتفاقية الجزائر الموقعة مع العراق في آذار عام 1975، ولا بالحدود البحرية مع العراق".

 

الاعتداءات العسكرية الايرانية قبل 22 أيلول 1980

 

لم تقتصر الاعتداءات والتجاوزات الايرانية على شعب العراق وسيادته على مهاجمة المنشآت الدبلوماسية، وإطلاق التصريحات الاستفزازية، والتهديد في استخدام القوة المسلحة، بل رافقها اعتداءات عسكرية مباشرة على الأراضي والمرافق والممتلكات العراقية.

 

هذه الممارسات اتخذت صيغ قصف المخافر الحدودية، أسر عسكريين من قوات الحدود، التعرض للطائرات المدنية، إطلاق النار على السفن والبواخر العراقية والأجنبية المارة بشط العرب، غلق الممرات المائية، قصف المدن والمرافق الاقتصادية بالمدفعية الثقيلة والطائرات.

 

هذه الاعتداءات موثقة ومسجلة في (240) مذكرة رسمية قدمت إلى وزارة الخارجية الايرانية ومودع نسخ منها لدى سكرتارية الأمانة العامة للأمم المتحدة، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، و"منظمة المؤتمر الإسلامي" وبشكل مفصل.

 

ففي خلال الفترة الواقعة بين شباط 1979 وأيلول 1980 قام سلاح الجو الايراني بـ (249) اعتداء على الأجواء والأراضي العراقية، وشنت القوات المسلحة الايرانية (244) عدوانا على المخافر الحدودية والأهداف المدنية والمنشات الاقتصادية العراقية. أدناه نماذج للاعتداءات الايرانية المسلحة على الأهداف العراقية خلال الفترة ما بين 4/7/1980 و22/9/1980، هذه الاعتداءات موثقة بشكل لا يقبل الخلاف والجدل.

 

* في 28 تموز/1980 قصفت المدفعية الايرانية الثقيلة مخفر الشيب العراقي بالمدفعية الثقيلة.

 

* في 27 آب/أغسطس أعلنت إذاعة طهران، وفقا لما نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية في 29 آب 1980، بأن المعارك قد أخذت حجما أكثر خطورة بعد اندلاع المعارك في منطقة قصر شيرين وامتداتها إلى معظم المراكز الحدودية. وأعلنت أن القوات المسلحة الايرانية قد استخدمت في عملياتها لأول مرة صواريخ أرض- أرض.

 

* في 4/9/1980 احتلت القوات الايرانية مناطق زين القوس وسيف سعد وهي أراض عراقية منزوعة السلاح، اعترفت الحكومة الايرانية في ملكيتها العراقية في "اتفاقية الجزائر" عام 1975، واستخدموها في قصف مناطق مندلي وخانقين وزرباطية بالمدفعية الثقيلة.

 

* في 4/9/1980 فتحت القوات الايرانية نيران المدفعية الثقيلة من عيار 175 ملم مجددا على مدن خانقين وزرباطية والمنذرية، وكذلك على قاطع مندلي ومصفى الوند والمنشآت النفطية في نفط خانة مسببة خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

 

* عاودت القوات الايرانية قصفها للمدن والمواقع العراقية يومي 5 و6/أيلول مستهدفة المنشآت الاقتصادية والمخافر الحدودية، فردت القوات العراقية على الاعتداءات بقصفها مدينتي قصر شيرين ومهران.

 

* في يوم 7 أيلول 1980 تكرر القصف الايراني على المدن والمنشات الاقتصادية العراقية وخاصة النفطية منها.

* في الثامن من أيلول اضطرت القوات العراقية إلى إزاحة قوات الاحتلال الايراني من منطقة زين القوس. في اليوم ذاته سلمت الحكومة العراقية القائم بالأعمال الايراني مذكرة بهذا الخصوص، وأبلغته رسميا بعدم وجود أطماع عراقية في الأراضي الايرانية.

 

* في العاشر من أيلول حررت القوات العراقية منطقة "سيف سعد" العراقية من سيطرة القوات الايرانية.

 

* في 12 أيلول فتحت القوات الايرانية نيران مدافعها وأسلحتها الخفيفة على سفينة التدريب العراقية "ماجد" أثناء مرورها قرب جزيرة أم الرصاص في شط العرب، ودمرت كذلك عدد آخر من السفن الأجنبية والعراقية الراسية والمارة في شط العرب.

 

* في 12 أيلول نشرت الصحف العالمية تصريحات ايرانية تشير إلى قيام القوات الايرانية بقصف أهداف عسكرية في العراق، في ضمنها قصف 6 مطارات ومنشات عسكرية وتبجحت في قتل 47 عراقيا.

 

* في يوم 16 أيلول أعلنت الحكومة الايرانية إغلاق أجوائها في وجه الملاحة الأجنبية، وباشرت قصفا مكثفا لمنطقة لشط العرب والموانيء العراقية دمرت فيها سفن ومراكب عراقية وأجنبية. تفاصيل الخسائر موثقة لدى وكالة التأمين الدولية "لويدز".

 

* في يوم 16/9 فتحت القوات المسلحة الايرانية نيران مدافعها على منطقة أم الرصاص، وقصفت آبار النفط المرقمة (4) و(5) في قاطع ميسان، وكذلك قصف محطة عزل الغاز.

 

* في 18 أيلول بدأت القيادة المشتركة لجيش "الجمهورية الايرانية" بإصدار بيانات عسكرية أذيعت من إذاعة طهران.... حيث أصدرت القيادة الايرانية ثمان بيانات جاء في الأول منها الصادر في18 أيلول "أن القوات الايرانية دمرت منشآت نفطية داخل الحدود العراقية". وورد في البيان الثالث، الصادر يوم 19 أيلول "أن القوات الايرانية المسلحة استخدمت السلاح الجوي في العمليات العسكرية"، وفي البيان الرابع الصادر يوم 19 أيلول تبجحت القيادة العسكرية الايرانية في إشعال النيران في حقول نفط خانة العراقية. وفي البيان السابع الصادر يوم 12 أيلول أعلنت القيادة الايرانية النفير العام تنفيذا لأوامر رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة.

 

بالرغم من أن جميع هذه الاعتداءات الموثقة وقعت أحداثها قبل الرد العراقي الوقائي الشامل في يوم 22 أيلول، إلا أن النظام الايراني المتغطرس مازال مصرا على أن العراق هو الطرف البادىء بالحرب، وأن الحرب قد بدأت يوم 22 أيلول.

 

إلى جانب الأدلة المقدمة أعلاه، فأن مسؤولية الطرف الايراني في شن الحرب يمكن حسمها قانونيا إذا ما أخضعنا ممارسات النظام الايراني خلال الفترة التي سبقت 22/9/1980 إلى مبادىء القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة وخاصة القرار المعرف للعدوان.

 

هل تنطبق صفات العدوان الأربع أعلاه على ممارسات النظام الايراني تجاه شعب العراق قبل الثاني والعشرين من أيلول 1980؟

 

أولا: لقد سبق للحكومة الايرانية أن احتلت بتاريخ 4/9/1980 أراض منزوعة السلاح سبق للحكومة الايرانية أن اعترفت بعائديتها للعراق في "اتفاقية الجزائر" 1975 (منطقتي سيف سعد وزين القوس). وعلى الرغم من أن الاتفاقية المذكورة نصت على إعادة الأراضي المذكورة إلى العراق، إلا أن ايران لم تنفذ التزاماتها. بعد زحف القوات الايرانية واحتلال تلك المناطق في الرابع من أيلول، تم استخدامها لتدمير المدن والمرافق الحدودية العراقية. من الواضح أن هذه الممارسات تنطبق عليها أحكام الفقرة (1) من وصف الأمم المتحدة لحالة العدوان.

ثانيا: في الرابع من أيلول والأيام التالية فتحت القوات الايرانية مدفعيتها الثقيلة من عيار 175 ملم على مدن خانقين ومندلي وزرباطية والنفط خانة مما أدى إلى إلحاق أضرار مادية وبشرية جسيمة بتلك المدن والمنشآت العراقية. هذا الممارسات العدوانية تنطبق عليها الفقرة (2) من تعريف العدوان المعتمد من قبل الهيئة الدولية، وبالتالي فأن ايران هي الطرف المعتدي وأن للعراق الحق المشروع في رد العدوان على شعبه.

 

ثالثا: ابتداء من 19/9/1980 شرعت ايران في توسيع نطاق الأزمة من خلال غلقها لمضيق هرمز وشط العرب بوجه الملاحة العراقية. هذا التصرف الاستفزازي شكل تهديدا جديا للأمن الاقتصادي العراقي، لكون شط العرب يمثل المنفذ المائي الوحيد للعراق إلى البحر. هذا التوسيع تنطبق عليه الفقرة (3) من قرار الجمعية العامة في وصف العدوان.

 

رابعا: خلال الفترة التي سبقت الثاني والعشرين من أيلول، قامت القوات الايرانية في مهاجمة الطائرات المدنية العراقية، وأجبر سلاح الجو الايراني أحدها إلى الهبوط داخل الأراضي الايرانية. كما قامت القوات المسلحة الايرانية في ضرب السفن التجارية المدنية العراقية بالمدفعية وسلاح الطيران. تفاصيل هذه التصرفات العدوانية موثقة في بيانات ايرانية رسمية صدرت يومي 18 و19 أيلول، لا غبار في أن هذه الممارسات ينطبق عليها الوصف الوارد في الفقرة (4) من قرار الجمعية العامة.

 

بالإضافة إلى كل ما سبق عرضه من قرائن وأدلة على مسؤولية ايران في اندلاع النزاع المسلح بين البلدين، وأن هذا النزاع قد بداء في الرابع من أيلول وليس في 22 أيلول، هنالك دليل آخر يضاف إلى ما سبق استنتاجه عن مسؤولية ايران. فلقد سبق للسلطات العراقية أن أسرت الطيار الايراني (لشكري) بعد إسقاط طائرته فوق الأراضي العراقية، بالقرب من مدينة كركوك قبل 22/9/1980، وهذا الطيار الأسير كان آخر أسير حرب يسلم إلى الحكومة الايرانية. ولا شك في أن تاريخ أسره يمثل دليلا دامغا على قيام ايران في الاعتداء على المدن العراقية قبل 22 أيلول.

 

 استنادا إلى الأدلة والقرائن المقدمة أعلاه فان الحكومة الايرانية تتحمل المسؤولية الكاملة لاندلاع الحرب، وأن القوات الايرانية هي الطرف البادىء بالحرب في الرابع من أيلول 1980.

 

في 28/9/1980، وبعد ستة أيام من الرد العراقي الكبير على الاعتداءات الايرانية، عرض العراق رسميا على ايران السلام. وأعربت القيادة العراقية استعداها التام للانسحاب من الأراضي الايرانية، وإقامة علاقات طبيعية مع ايران، وأكدت أن مطالب العراق لا تتجاوز استعادة حقوقه الوطنية المشروعة.

 

* في الأول من تشرين الأول/أكتوبر اقترح العراق وقف إطلاق النار خلال الفترة من 5 إلى 8 تشرين الأول 1980.

 

* في المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس صدام حسين بتاريخ 10/11/1980 أكد السيد الرئيس "أن في الوقت الذي يكون فيه المسؤولون الايرانيون في وضع يمكنهم من أن يعترفوا بحقوقنا سوف ننسحب من أراضيهم". وأضاف" نحن نحترم الطريق الذي اختاروه وعليهم أن يحترموا الطريق الذي اخترناه في الحياة".

 

* في خطاب للرئيس صدام حسين في الذكرى الستين لتأسيس الجيش العراقي في 6/1/1981 أكد السيد الرئيس "أن العراق مستعد أتم الاستعداد للانسحاب من الأراضي الايرانية، وإقامة علاقات طبيعية مع ايران تقوم على أساس احترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".

 

* في الخطاب الذي ألقاه الرئيس صدام حسين في الجلسة المغلقة لمؤتمر القمة الإسلامي الذي انعقد في الطائف في كانون الثاني 1981، أكد مواقف العراق السابقة من إنهاء الحرب، وجدد بأن "العراق على أتم الاستعداد لإعادة الأراضي الايرانية التي احتلت في الحرب".

 

* في حديث للرئيس صدام حسن مع مقاتلي الجيش الشعبي في 14/9/1981، أكد "إننا حاضرون فورا لإيقاف الحرب".

 

* لدى استقباله الوفود النسوية المشاركة في مؤتمر الاتحاد النسائي العربي في 5/11/1981 أكد الرئيس صدام حسين حب العراق للسلام واستعداد القيادة العراقية لإيقاف القتال وإقامة علاقات حسن الجوار".

 

* خلال جلسات مؤتمر قمة دول عدم الانحياز المنعقد في نيودلهي عام 1983 قدم العراق اقتراحا لتشكيل لجنة دولية للتحكيم تتولى مهمة تحديد مسؤولية الطرف البادىء بالحرب، وتحديد الجانب المسؤول عن استمرارها. وقد جدد العراق الدعوة في مؤتمر القمة الإسلامي الرابع في الدار البيضاء بالمغرب سنة 1984.

 

* في 16/2/1983 أعلن الرئيس صدام حسين "أنني مستعد للتفاوض في أي وقت يراه الخميني، ومستعد للالتقاء به في أي مكان يشاء حتى ولو كان المكان في طهران" تبعا لما أوردته صحيفة (الأهرام) في عددها الصادر يوم 17/2/1983.

 

* أرسل الرئيس صدام حسين عدة رسائل مفتوحة للشعوب الايرانية أكد فيها رغبة العراق الحقيقية في السلام. وناشد القيادة الايرانية فيها بالتوقف عن اعتداءاتهم وأن يجنحوا للسلام. الرسالة الأولى أرسلت في 15/2/1983 والثانية في 4/3/1983 وتم توجيه الرسالة الثالثة في 7/5/1983.

 

مرة ثانية تحية لك يا استاذ عبد الباري، وجزاك الله كل خير على ما تخطه يمينك دفاعا عن العراق والعرب والعروبة وكل عام وأنتم والعائلة الكريمة بألف خير وعافية بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك....

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٢٥ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٤ / أيلول / ٢٠٠٩ م