القلنسوات المجوسية وكذبة يوم القدس

 
 

شبكة المنصور

د. صباح محمد سعيد الراوي - كييف – أوكرانيا

يعتبر الشيخ ابن تيمية العدو اللدود لأصحاب القلنسوات المجوسية المسترخية في قم، حيث اعتبروه المحرض الرئيس على كراهيتهم، والأول في فضح أكاذيبهم وزيف ما يؤمنون به، ولأن أهل السعودية يعتبرون الشيخ ابن تيمية أحد الاساتذة المهمين للمذهب الإسلامي السني الذي يتبعونه، وهو المذهب الحنبلي، فقد صارت كراهية الروافض للشيخ مضاعفة ومناصفة، ما بينه وبين أهل السعودية، الذين يطلق عليهم الصفويون لقب "نواصب الوهابية".... ما بالك إذن حين تعلم بأن الشيخ نشأ وتلقى تعليمه في بلاد الشام، وفي قلب عاصمة الأمويين، أي العدو اللدود لأبناء المتعة القابعين في قم وطهران؟؟ في هذه الحالة ستكون العداوة والكراهية لابن تيمية بالغة ذروتها.... بل إن مجرد ذكر اسم الشيخ أمام واحد من كهنتهم سيجعله يصاب بالجنون من الغضب...

 

وهذه الكراهية نبعت من الخط الديني الذي اشتهر به الشيخ... وهو الذي يفضح في كثير من كتبه وأحاديثه زيف المذهب الصفوي الكسروي الذي يؤمن به هؤلاء القوم ويدينون به، كيف لا وهو صاحب المقولة الاشهر عنهم: سبحان من خلق الكذب وأعطى تسعة أعشاره للروافض!!! والشيخ يقصد بكلمة روافض هم هؤلاء القوم الذين رفضوا بعضا من شيعة الاسلام الحق، لأنهم خرجوا عن مذهبهم وترضوا عن الشيخين الكريمين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وأرضاهما... وترضوا عن الصديقة ابنة الصديق، عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، فكل من ترضى عن أبي بكر وعمر من شيعة الاسلام صار بنظر هؤلاء الخوارج الكسرويين رافضي ينبغي النظر اليه على أنه خرج عن ملة الاسلام وصار مرفوضا من قبلهم....

 

وأنا كنت منذ فترة أتصفح موقع بن تيمية على الشبكة، فلفت نظري ما قاله عنهم....

 

يقول الشيخ ما يلي:

هم أعظم ذوي الأهواء جهلاً وظلماً ، يعادون خيار أولياء الله تعالى، من بعد النبيين ، من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان – رضي الله عنهم ورضوا عنه – ويوالون الكفار والمنافقين من اليهود والنصارى والمشركين وأصناف الملحدين ، وغيرهم من الضالين ...

 

انتبه أخي القاريء إلى أن الشيخ لم يعمم على اخواننا النصارى وأتباع سيدنا موسى، بل لاحظ كلمة من... أي وحسب تفسير آخر للشيخ، لايزال ضمن اليهود واخواننا النصارى من يؤمن بالحق ويتبعه....

 

ثم يقول:

فتجدهم، أو كثيرا منهم، إذا اختصم خصمان في ربهم من المؤمنين والكفار واختلف الناس فيما جاءت به الأنبياء فمنهم من آمن ومنهم من كفر سواء كان الاختلاف بقول أو عمل، كالحروب التي بين المسلمين وغيرهم، تجدهم يعاونون غير المسلمين على المسلمين أهل القرآن، كما قد جربه الناس منهم غير مرة في مثل إعانتهم للمشركين من الترك وغيرهم على أهل الإسلام بخراسان والعراق والجزيرة والشام وغير ذلك.... وإعانتهم للصليبيين على المسلمين بالشام ومصر وغير ذلك في وقائع متعددة، من أعظمها الحوادث التي كانت في الإسلام في المائة الرابعة والسابعة، فإنه لما قدم كفار المغول إلى بلاد الإسلام وقتل من المسلمين ما لا يحصى عدده إلا رب الأنام.... كانوا من أعظم الناس عداوة للمسلمين ومعاونة للكافرين..... وهكذا معاونتهم لليهود أمر شهير حتى جعلهم الناس لهم كالحمير.....

 

تذكرت كل هذا الكلام وأنا أستمع لخطاب حسن نصر الفرس فيما يسمى "يوم القدس"... سبحان الله... لا أدري من يخدع هذا الشخص هو وقومه ؟ وعلى من يضحكون وبعقول من يلعبون؟!!

 

هذا الذي يسمونه يوم القدس، وهو يوم الجمعة الأخيرة من رمضان هو من اختراع الدجال المقبور المنافق خميني، أراد به اللعب بعقول السذج من أبناء العروبة والإسلام.... تصرف خميني في هذا اليوم مثل الشرطي، الذي يدعي أنه يحمي هذا البيت ويقف بالمرصاد لكل لص يفكر بالسطو عليه، بينما من الطرف الآخر سمح لعشرات اللصوص بالسطو على قصر كبير فيه من النفائس والمجوهرات والأموال ما تنوء بحمله عصبة من الرجال!!!

 

تماما.... هذا حال الفرس مع ما يسمى يوم القدس.... مثل ادعاء حسن نصر والفرس تحرير الجنوب اللبناني...... حررنا من طرف قطعة أرض صغيرة، واعتدينا مع من اعتدى على العراق... على قطعة الأرض الكبيرة.... يعني أعدنا جزء صغير من الصهاينة بمقابل الحصول معهم على جزء أكبر...

 

كم هو مؤسف ومؤلم ومحزن أن نرى بعض من ينتمون إلى العروبة (بغض النظر عن ديانتهم) منساقين وراء شعارات يوم القدس الكاذبة المخادعة... ثلاثون عاما مضت على قيام الحركة المجوسية الخمينية الكسروية التي استولت على إيران وتسلطت على الشعب الايراني ولم تطلق خلال هذه الثلاثين عاما رصاصة واحدة تجاه من أسر القدس واستولى عليها وحفر الانفاق تحت الاقصى وأقام الجسور والطرقات وأخرج أهل القدس من القدس وحول القدس إلى مدينة غربية بامتياز وجعلها يهودية صرف.... فأي يوم قدس هذا الذي يهلل له بعض من ينتمون إلى العروبة وأين هي هذه القدس التي بح صوت حسن نصر وهو يقول: "يوم القدس هو يوم الفلسطينيين في القدس وفي الشتات... هويوم غزة هو يوم المقاومة الفلسطينية والعربية والاسلامية، يوم كل مقاوم وممانع بوجه مشروع اسرائيل وهو يوم تذكير الامة بمسؤولياتها الاسلامية والدينية والانسانية....

 

الغريب أن حسن نصر أشهد الله عز وجل: بشهرك وايامك ولياليك نحن لن نعترف باسرائيل ولن نطبع مع اسرائيل ولن نستسلم لاسرائيل حتى ولو اعترف بها كل العالم... سيبقى إيماننا واعتقادنا وإعلاننا أن إسرائيل غدة سرطانية ويجب أن تزول من الوجود... التعامل والتطبيع مع اسرائيل حرام، وهذا ما اجمع عليه المسلمون.... هذه المبادىء لا يغيرها الزمان ولا الظروف ولا الاحوال ولا القوة على الإطلاق...

 

ونحن بكل براءة نقول له: وكيف قومك ومرجعيتك في قم يعترفون بها من طرف خفي، ويتعاملون معها، وتعاملوا معها ومع ربيبتها أمريكا في الاعتداء على العراق واحتلاله ونهب ثرواته وخيراته ونفطه !!!

 

من الكذاب فيكم، أنت أم مرجعيتك في قم ؟؟ إذا كانت مرجعيتك في قم هي الكاذبة فليس لك الحق في اتخاذ مراجع كذابين!!!! وأنت آثم في هذه الحالة.... لأنك اتخذت أئمة الكفر والضلال أئمة لك.... وإذا كنت أنت الكاذب في يمينك الذي حلفته في شهر الصوم فحسابك يوم الحساب ولسنا نحن من نحاسب...

 

ثم يقول....

يوم القدس هو من أكثر القضايا التي تركها الامام الخميني الراحل من إرثه المبارك العظيم والجليل، لان يوم القدس بما فيها ومن فيها من مقدسات اسلامية ومسيحية مهددة...... فلسطين التاريخية هي لشعب فلسطين وللأمة، وانه لا يجوز لأحد، أي كان، فلسطيني أو عربي أو مسلم أو مسيحي ومهما ادعى من شرعية تمثيل، لا يحق لأحد ان يتنازل عن حبة تراب من فلسطين ولا عن حرف واحد من إسم فلسطين...

 

ونحن نقول...

طالما الأمر كذلك... وطالما تمثل فلسطين كل هذه الأهمية لكم ولإمامكم الراحل ولخلفاءه القابعين في قم، هيا.... شمروا على سواعدكم وأرونا كيف ستقومون أنتم بواجب تحريرها من ايدي الصهاينة.... واذهب جنابك الى ايران واقنع ملاليها بإرسال الفيلق الذي أطلقوا عليه مسمى فيلق القدس ليعبر إلى القدس وليس إلى بغداد.... وسنصفق لكم من أعماق قلوبنا....

 

وطالما أن أحمدي نجاد "ما فرقانة معو شي" .... وهو يحيي كلام الامام الخميني، لان ايران سند كبير للشعب العربي والفلسطيني وتتعرض للتشويه من الحكومات العربية والفضائيات العربية وذنبها انها تقف الى جانب حقوق الشعب الفلسطيني والمقاومة....

 

وطالما أن "إيران خرجت اليوم لتقول لكل العالم الذي كان ينتظر انهيارها، خرجت لتقول نحن مع القدس وفلسطين ولبنان وغزة ونحن مع "يجب أن تزول إسرائيل من الوجود"...

 

إذن هيا تفضلوا... تحملوا عبء هذا، وقوموا بما لم يقم به العرب، واثبتوا رجولتكم، وأزيلوا اسرائيل (الغدة السرطانية كما تقولون) من الوجود، وادعموا الشعب الفلسطيني بالسلاح، ووجهوا طاقاتكم ومدافعكم وطائراتكم كلها صوب فلسطين من جنوب لبنان، وليعبر الجيش الايراني الى القدس حتى لا تستيقظ أنت وملاليك في قم يوما ما فتجد قبة الصخرة قد انهارت وضاع الاقصى وضاعت فلسطين ككل!!!!

 

إن من يستمع لخطاب هذا الشخص، ومن يشاهد هذه المسيرات المنافقة كل عام، سيظن أن اسرائيل لازالت مترددة في الاستيلاء على القدس، وسيظن أن اسرائيل لم تقم بحفر ولا مترا واحدا من الانفاق تحت الاقصى، وسيظن أن الاحياء القديمة في القدس القديمة لازالت على حالها، وسيظن أن أهل القدس ينعمون في بيوتهم آمنين مطمئنين!!!!

 

دولة الفرس الكسروية الكاذبة المنافقة تمارس كل عام عهرا سياسيا ودجلا كسرويا خمينيا تضحك به على عقول السذج من العرب الذين يقبضون توماناتها (لكن بالدولار)... تخدع دولة الفرس العرب السذج بهذا اليوم المنافق... طوال ثلاثين عاما وهم يحتفلون بهذا اليوم؟ فما الجديد الذي استجد وما هو الشيء الذي تغير؟؟؟

طوال ثلاثين عاما واسرائيل لازالت هي اسرائيل، بل تمادت في غيها أكثر من ذي قبل، ولازالت تحفر الانفاق تلو الانفاق، وتقيم الاحياء الجديدة فوق الاحياء القديمة، واهل القدس تشردوا عنها وصاروا غرباء في وطنهم والجعجعة الفارسية الكسروية الخمينية المجوسية كل عام تنبح مثل الكلاب.... والمؤسف أن بعض العرب يصفقون لهذا النباح!!!!

 

يا أيها القراء....

شخص واحد فقط كان يدعم أهل فلسطين بالمال الذي يصل الى ايديهم وليس إلى جيوب المتنفذين السارقين، أهل السلطة المنافقة، من أمثال كاسر بسطار الصهاينة على رأسه ودحلان والرجوب وغيرهم.... هذا الشخص كان هو الامام المجاهد الشهيد صدام، رضوان الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى باقي اخوانه الشهداء.... كان يدعم أهل فلسطين بالآف الدولارات لقاء قيامهم بالعمليات الاستشهادية البطولية... وجثامين الشهداء العراقيين الابرار الاطهار في جنين وغيرها شاهدة على بطولة الجيش العراقي ونخوته تجاه أهل فلسطين وفلسطين الحبيبة....

 

حين شكل الامام صدام جيش القدس من أجل يوم تحرير القدس، تآمر عليه المتآمرون من العرب والغرب ودمروا العراق وقتلوا الشهيد رحمة الله عليه وحلوا جيش القدس!!!

 

حين شكلت دولة الفرس ما يسمى بـ فيلق القدس، فإنها لم تشكله لمهمة تحرير القدس كما زعمت وخدعت العرب، بل ارسلته للتخريب في العراق ولقتل أبناء الشعب العراقي ونخبة المجتمع العراقي من علماء وأطباء ومهندسين وطيارين وضباط... فصفق لها المتآمرين من العرب وصفق لها الموساد الصهيوني طويلا... فقد قامت نيابة عنه بالمهمة التي كان يحلم فيها عناصر الموساد من عشرات السنين!!!

 

إنها مفارقة غريبة ولاشك....

والاغرب منها...

أنه حين يتحدث العقيد معمر القذافي من على منبر الامم المتحدة بالحق.... يصفه بعض العرب بالمجنون.... وحين يتحدث الآخرين بلغة انبطاحية انهزامية.... لغة ذليلة مكسورة... لغة تذلل وخنوع واستسلام... يقال عنهم عرب الاعتدل والوسطية...

 

بالفعل نحن نعيش في عالم يسير بالمقلوب ولاشك....

رفعت الاقلام وجفت الصحف...  وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم...

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ٠٨ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٧ / أيلول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور