فتى العراق الأول ... الشهيد مصطفى قصي صدام حسين

 
 

شبكة المنصور

د. صباح محمد سعيد الراوي - كييف – أوكرانيا

أن تصف صحيفة أمريكية كبرى، الشهيد مصطفى ابن الشهيد قصي وحفيد شهيد الحج الأكبر صدام، بأنه أبرز أطفال القرن العشرين فهذا مدعاة فخر لكل عراقي وعربي من المحيط إلى الخليج... وهو دليل على انصاف بعض الأمريكيين أيضا، وأن كانت حكومتهم غير منصفة على الاطلاق بحق العراق والعرب عامة...

 

هناك ملاحظة لابد منها، فالصحيفة مشهورة على نطاق واسع في أمريكا، وهي تحدثت عن فتى عراقي قتل جنودا أمريكيين، ومع ذلك وصفته بالشجاعة، ثم ان الفتى الشهيد يعتبر حفيد من اعتبرته الادارة الامريكية العدو الأول لها، ومع ذلك فإنها لم تجد أي حرج في وصف الشهيد مصطفى بأنه أبرز أطفال القرن العشرين... يعني بصراحة وبكل أمانة تشكر الصحيفة على هذه الشهادة وهي وسام فخر للعراقيين كافة.... أقول العراقيين فقط... ولاشك أنهم سيعرفون أنفسهم، ولا أتحدث عمن يدعي أنه عراقي، بينما هو حثالة صفوية كسروية خمينية نجسة....

 

قبل أن تشهد الصحيفة بهذه الشهادة، كان هناك صحفي بريطاني منصف، اسمه روبرت فيسك، هذا الصحفي اشتهر بكتاب ألفه عن الحرب الأهلية اللبنانية اسمه ويلات وطن، حيث عاش ويلات تلك الحرب وعاش ويلات الاجتياح الصهيوني لجنوب لبنان عام 1982، وقتها جعجع الفرس والمقبور الخميني بأنهم سيرسلون جيشهم للمقاتلة إلى جانب الجيش العربي السوري ولفك الحصار عن بيروت، ولكنه كلامه كان قرقعة على البلاط... كلام فارغ تافه، مثل شخصيته وشخصيات معجبيه وملاليه... فقد كانت خنازيره في ذلك العام تعتدي على العراق العظيم، وكان جيش العراق يسجل ملاحم بطولات القادسية الصدامية العظيمة، بصد ذلك العدوان الكسروي الخميني...

 

المهم.... وآسف للخروج عن الموضوع...

 

إن الصحفي روبرت فيسك، حين واقعة معركة الموصل العظيمة، التي استشهد فيها الابطال قصي وعدي ومصطفى وعبد الصمد كتب عن هذه المعركة مفصلا التي استمرت ست ساعات متواصلة، استخدمت فيها أمريكا الصواريخ المضادة للدروع، وقالوا إنها حشدت اربعمائة جندي لحصار المنزل الذي كان يقيم فيه الابطال الاربعة... يعني بالحساب كل بطل يقابله مائة جندي... ومع كل هذا العدد من الجنود والاسلحة الفتاكة استمرت المعركة لمدة ست ساعات متواصلة بدون توقف!!! وقد قرأت تقريرا عنها يقول أن أمريكا خسرت عددا لايستهان به من الجنود أثناءها...

 

الصحفي روبرت فيسك أشاد بالابطال في مقالته، وكانت الاشادة الكبرى بمصطفى، الذي قال عنه كلمة ذات مغزى، أنه لو كان لدينا في بريطانيا مثله وقام بما قام به لصنعت له بريطانيا تمثالا في كل مدينة بريطانية، ولجعلت من بطولته النادرة مساق بحث يقرأه تلاميذ المدارس كي يكونوا على بينة من الصغر كيف تكون الرجولة وكيف تكون الشجاعة...

 

مصطفى يا أيها القراء تربى في عرين الأسود وفي قلعة الأسود وفي بيت الأسود، مصطفى نشأ نشأة عربية عراقية أصيلة، تربى على حب العراق ونشأ في العراق ودرس في العراق ولم يرسله والده للدراسة خارج العراق، ليعود فتى مغنج مدلع يعوج لسانه بلكنة فرنسية أو إنجليزية.... مصطفى درس في مدارس العراق، وكان له أصدقاء عراقيون...

 

مصطفى لم يرسله والده للتدريب في كلية عسكرية تافهة اسمها ساندهرست تعلم الناس التعالي على الناس... تخرج منها أصحاب السمو الشيوخ والامراء ليقال عنهم أنهم خريجي ساند هرست!!!! لا ... مصطفى أكبر من أن يدرس في هذه الكلية التافهة.... مصطفى تخرج من أعظم مدرسة عسكرية عربية... اسمها مدرسة العراق... التي تخرج فيها أبطال العراق والعروبة على السواء... تخرج فيها رجال اعتبروا بأنهم خيرة الضباط العرب في العصر الحديث...

 

هذا الفتى نشأ في بيت عراقي أصيل.... والده عراقي وأمه عراقية بنت أصول وحسب ونسب، جمع المجد من طرفيه، فجده لأبيه كان أشرف وأنزه وأطهر وأفضل حاكم عربي على الاطلاق، كان كبيرا في حياته وكبيرا حين استشهاده، ختم حياته شجاعا شهيدا، لم يهادن ولم يساوم ولم يتنازل عن العراق ووحدة العراق وحب العراق... أما جده لأمه، فقد كان بطلا عراقيا أصيلا مغوارا شجاعا شهدت له القادسية الصدامية العظيمة الخالدة، وكان أهل العراق يرونه على التلفاز يوجه الجنود في ساحات البطولة... فاستحق لقب بطل من أبطال القادسية عن جدارة وكفاءة.... وحين حمل ماهر عبد الرشيد الاوسمة على صدره، فإنه حملها بجدارة ولم يحملها بالتزكية وبالمراسيم الاميرية والشيوخية.... لم يحمل الأوسمة لأن ابنته تزوجت من ابن رئيس الجمهورية، يعني بالواسطة، وإنما كل وسام حمله كان يحكي حكاية بطولة عراقية وملحمة عراقية اسمها القادسية الثانية الخالدة...

 

فكان أمرا طبيعيا جدا أن ينشأ مصطفى نشأة بطولية وحال أجداده هذا...

 

مصطفى نشأ وفي بيتهم مربية عراقية وليست سريلانكية أو فلبينية، نشأ على الطعام العراقي وليس على الطعام الهندي، كان يتناول طعامه من بين يدي الطاهية العراقية وليس "البشكار الهندي"!!!!

 

حين تفتحت عينا مصطفى على النور، كان يرى على باب بيتهم حرس عراقي... رجال عراقيون يقفون حول بيته أهله وليس حرس نيبالي.... وحين كان يذهب مع والده إلى ميادين التدريب والرماية، كان يرى المدربين العسكريين العراقيين، وليس المدربين الامريكان أو البريطانيين، ولذلك لم يخف حين واجه مع أبوه وعمه علوج األأمريكان، لأنه عراقي ولأن من دربه عراقيا... فواجه العلوج بشجاعة عراقية أسطورية فائقة، بينما غيره، الذي يتبجح بأنه تخرج من الاكاديمية العسكرية الامريكية أو البريطانية وعلق على صدره أوسمة ونياشين وحمل رتبة لواء أو فريق أو مشير ولما يبلغ الثلاثين من العمر، لايجرؤ على السير لوحده لمسافة عشرون مترا!!! ما بالك حين يرى العشرات من الجنود محيطين بالمنزل الذي يقيم فيه!!

 

مصطفى كان يقضي اجازته مع والديه وجده وفي أرجاء العراق، يتجول بين مدنه وقراه، علمه أبوه وجده حب الوطن والتضحية من أجله.... لذلك لما رأى الجثث الطاهرة لأبيه وعمه والمرافق لم يخف ولم يجزع ولم يصب بالذعر، بل بقي يقاتل وحده لمدة خمسة وثلاثون دقيقة، حسب ما قال العلج فرنانديز، الذي كان يقود العلوج الامريكان في تلك الفترة من سنوات الاحتلال!!!

 

تخيل أيها القاريء.... فتى عمره خمسة عشر عاما... يمسك رشاشا بيديه، يقاتل لوحده عشرات العلوج المدججين بأحدث أنواع الأسلحة، وأمامه جثامين طاهرة لأبوه وعمه ورفيقهم ويبقى يقاتلهم لمدة خمسة وثلاثون دقيقة!!! خمسة وثلاثون دقيقة وهو يسمع صوت الرصاص يلعلع هنا وهناك والجدران تتساقط أمام عينيه ولازال يقاتل حتى قتل ثلاثة عشر علجا أمريكا وارتقى بعدها شهيدا سعيدا إن شاء الله...

 

والله إن صمود مصطفى هذا الصمود الاسطوري هو معجزة إلهية... هدية ربانية من الله عز وجل إلى الشهيد قصي والى الشهيد صدام.... وهو صفعة على وجه كل من تطاول على الشهيد واسرته واتهمهم اتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة.... بصاق على وجه كل خائن وكل مستعرب وكل عميل وكل صاحب قلم مأجور... وهي مقولة من الشهيد رحمة الله عليه، أن هذا هو حفيدي، فأروني أحفادكم كيف يعيشون وأين يصرفون أوقاتهم وأموالهم ومن يصادقون وأين يتلقون تعليمهم ؟؟

 

الصمود الأسطوري للشهيد مصطفى ركلة حذاء من الشهيد صدام حسين على رأس كل خائن وكل عميل وكل من ساند وأيد احتلال العراق وساهم به بشكل مباشر أو غير مباشر... وخاصة من الحكام المستعربين الخونة... هي مقولة من الشهيد رحمة الله عليه... هذا حفيدي... وهؤلاء ولداي... وهذه هي أفعالهم وتلك هي أوراق اعتمادهم ؟؟ فماذا عن أبناءكم وأحفادكم أنتم ؟؟

 

لي صديق عراقي، طبيب قلب، يعمل في إحدى دويلات الخليج، كان ضمن فريق طبي رافق أحد أحفاد حاكم الدولة إلى عيادة مايوكلينيك في أمريكا لأجل إجراء عملية جراحية، كان الفتى مريضا وبحاجة إلى عملية جراحية ضرورية... المهم، تم إجراء العملية له، وتكللت بالنجاح، وعادوا إلى الدولة..... تابع مع الفريق الطبي حالة الفتى بعد العملية، فكان لابد من الذهاب إليه في المنزل، حيث إن فترة النقاهة ستكون هناك وليس في المستشفى.....

 

يا أيها القراء...

 

الفتى،.. وكما يقال، ولد وفي فمه ملعقة من ذهب، ولن استرسل بالحديث عما وصفه لي الصديق من ألوان الحياة الباذخة المترفة التي يحياها الفتى (عمره خمسة عشر عاما)، فليس هذا من شأننا...... لكن لفت نظري في كل ماقاله الصديق ما يلي:

 

الخادمات سيرلانكيات.... والطباخين هندي وهندية،.. والسفرجيات اللواتي يقدمن الطعام فلبينيات... والسائق هندي... والمرافق الشخصي باكستاني من قومية البلوش (الذين يقال أن أصولهم عربية)، وعلى باب الفيلا حرس من نيبال، وهناك في نفس الفيلا التي يقيم فيها سيدة بريطانية تجاوزت الخمسين من عمرها تعتبر بمثابة المشرفة على الفيلا وما فيها ومن فيها، وعلى الفلل الأخرى في نفس المجمع حيث يقيم باقي اخوانه ووالدته.....  وفي نفس الفيلا أيضا، يوجد مكان لرقص الديسكو، مع قاعة سينما كبيرة، ومسبح زجاجي صمم بطريقة الاكواريوم، أي أنك إذا كنت تجلس في قاعة السينما تحت، تستطيع رؤية من بداخل حوض السباحة، ناهيك عن غرفة كبيرة فيها شاشة عرض LCD يبدو أنها تلفزيون موصول مع الستالايت!!!

 

الفتى، وكما قال الطبيب، يتحدث اللغة الانجليزية ولايستخدم العربية إلا قليلا، حتى مع العرب يخلط كلامه بالانجليزية، ذلك أن الاستاذ المشرف عليه وعلى دراسته بريطاني!! على اعتبار أن المدرسة التي يتابع فيها دراسته تتبع المنهاج البريطاني..

 

اقول،

 

إذا كان هذا حال منزل يسكن فيه فتى لوحده... فما حال باقي البيوت في نفس المجمع يا ترى، وكيف حال بيوت باقي اخوانه واقرباءه.... وأبوه مثلا ؟؟ هذا من جهة...

 

من جهة أخرى... فتى بهذا العمر محاط بهذا الكم البشري من غير العرب، كيف سيكون حاله مع العرب والعروبة حين يكبر ويستلم منصبا أو مسؤولية في بلده ؟؟ ويا ترى أي تعليم يتلقاه من معلمه البريطاني ؟؟ هل يعلمه حب العرب والعروبة أم كراهيتهم والعمل ضدهم ؟

 

سؤال... لا أظن أن أجابته صعبة....

 

حين استشهد الشهيد مصطفى مع أبيه وعمه ورفيقهم... كتب الشاعر لطفي الياسيني هذه القصيدة:

أحقا مات….. ابن الماجدينا
حفيد القائد….. الغالي علينا
انا ما جئت.. كي ارثي حبيبا
فطوبى …. للاسود الثائرينا
سألت الله ….بالنعمى مقاما
مع الشهداء عند الصالحينا
الى بغداد من قدسي عزائي
لوالده.. واهل الميت… فينا
فهذا الشبل من اسد عريق
له ماض…. سليل الفائزينا
بجنات النعيم…. جوار رب
كريم وهو خير الوارثينا
بكيت عليك حتى قيل صبرا
اتبكي… ابن خير الراحلينا
فقلت بلى ومن الاه.. ابكي
حفيد رفيق درب الحزب فينا
فنم… يا شبل صدام المفدى
الى مثواك.. مسك الخالدينا
الى ان التقيك… اليك مني
سلام الله……. حتى تلتقينا


 

وأرسل لي صديق عزيز من مصر العربية هذه الكلمات التي غنتها المطربة الراحلة أم كلثوم للعراق يوما ما...
 
شعب العراق الحر ثار
وعلى العراق طلع النهار
حسيت وأنا في قلب العروبة بنصرته
وشاركته فرحة رجعته لحريته
وهتفت من قلبي السعيد بغداد في عيد
والعالم العربي في عيد
أصل الشعوب لما تريد
تقوى على النار والحديد
 
طلع النهار عدل وأمان وأمل مضيء
شاف العراق الحر من فين الطريق
ورجع لخوانه العرب
عربي شقي ثائر جريء
أصل الشعوب لما تريد
تقوى على النار والحديد
 
شعب العراق الحر الثار
وبجيشه حقق الانتصار
عقبال ما يمتد النهار
ياخذ بثار أحرار ودار
في العالم العربي المجيد
أصل الشعوب لما تريد
تقوى على النار والحديد
 
 
صبرا يا عراق... فلا لليل أن ينجلي.. ولابد للقيد أن ينكسر...
 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ١٠ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٩ / أيلول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور