رسالة إلى صحيفة القدس العربي ومديرها الاستاذ عبد الباري عطوان

 
 

شبكة المنصور

د. صباح محمد سعيد الراوي / كييف – أوكرانيا

لن يهتم المؤمن للكافر إذا ما وصفه بالكفر، حاله كمن يمر بجانب حاوية القمامة، طبعا سيتجنبها ويبتعد عنها كي ينأى بنفسه عن روائحها الكريهة... وعلى كل حال ليس بعد الكفر ذنب، ولن يأخذ المؤمن شهادته الإيمانية من كافر.... كذلك... لايؤاخذ الجاهل على جهله، وليس باستطاعتك توجيه اللوم للجاهل على فعلته الجاهلية أو على كلام جاهلي تفوه به.....

 

الهالكي... رئيس المزبلة الخضراء... أثناء حزنه على شقيقه الخنزيري... العقورالزنيم... وصفنا بالكفار.... ووصف نظامنا الوطني بالنظام الكافر... وقال بأن العقور الزنيم كان مجاهدا ضد النظام الكافر وأعوانه!!!!!! ولن نهتم لوصف كافر لنا بالكفر... فنحن كفار بما يؤمن به هو... نحن نؤمن بالله وهو يؤمن ببوش وأمريكا والفرس، نحن نحب الوطن وهو يحب وطنه الاصلي ... بلاد الفرس.... نحن نقول بلاد العرب أوطاني.... وهو يقول بلاد العرب أعدائي... نحن دافعنا ويدافع رجالنا عن الوطن والعروبة... وهو يدافع بلا هوادة عن الفرس ومشروعهم الرامي إلى تفتيت بلاد العرب...

 

فلا عتب على كلب يعوي... فالقافلة تسير والكلاب تعوي... وقد عوت فعلا... حين ودعوا كلبا آخر سبقهم إلى جهنم....

 

والشيء بالشيء يذكر...

 

لن تلوم عميل لأجهزة استخبارات معادية على مديح عميلا آخر زميلا له... ولن يعزي بالعميل إلا العميل واسيادهما على السواء... ولن يثني على الكفر إلا الكافر، ولن يهلل للكلب إلا الكلب، ولن يبكي على الخنازير إلا الخنزير وحده، بينما لم يذكر التاريخ لنا أبدا أن أسدا أو ذئبا أو نمرا وقف حزينا لنفوق خنزير...

 

حين استشهد شهيد العراق الأول، الإمام صدام رضوان الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى باقي إخوانه الشهداء، قيل يومها إن الذي فرح باغتيال أبوعدي واحد من ثلاث: إما صفوي خميني كسروي خنزيري، أو صهيوني قاتل، أو صليبي سفاح.... على شاكلة بوش ورامسزفت وبلير!!!!

 

اما المؤمن، فقد حزن لاغتياله في ذلك اليوم المبارك، وفرح له بالشهادة بنفس الوقت، وإن أختلف معه أثناء حياته السياسية، وقرأنا الكثير الكثير مما كتب حينها، وسمعنا الأكثر أيضا، حتى من بعض من كانوا مختلفين مع الشهيد... إلا أنه وقت الشهادة تغيرت المواقف اربعمائة درجة، وحل المديح والثناء وطيب الكلام وغبط الشهادة محل أي انتقاد...

 

من هنا...

 

نفق عدو العزيز الحكيم وصار جيفة عفنة غير مأسوفا عليها جراء ما اقترفت يداه من جرائم بحق الشعب العراقي.... وإن شاء الله مقعده في وادي ويل، الذي تستغيث جهنم من حره، مع الخميني وأخوه الفاجر الزنيم، وكل من أجرم بحق العراق وساهم في العدوان عليه وأيده ومهد له....

 

والله ثم والله ثم والله... لايوجد عداوة شخصية ولا معرفة مع هذا الشخص ولله الحمد والمنة... وليس مثلي من يقبل معرفة مثله، ولله الفضل، إنما العداوة تولدت من عداوته هو للوطن أولا ثم الوطن ثانيا ثم الوطن ثالثا... ثم من خلال وقوفه إلى جانب المجوس في عدوانهم على العراق، ثم من خلال تعذيبه لأبطالنا الذين كانوا مرابطين في أقفاص الأسر المجوسية الكسروية، ثم من خلال التحريض على غزو العراق واحتلاله وتدميره عبر تسليمه وثائق مزورة عما يسمى سعي العراق لامتلاك أسلحة الدمار (حسبما ما اعترف هو بنفسه) وأخيرا تشكيل هذا الفيلق الخنزيري الذي روع وما زال يروع العراقيين الآمنين، وقيامه باغتيال عدد كبير من الضباط والطيارين العراقيين والعلماء والمثقفين والحزبيين وكبار رجالات الدولة في العهد الوطني المشرق...

 

إذن تمني وادي ويل لهذا الشخص أمر طبيعي من كل عراقي تلوع وتألم وحزن لما آل إليه حال العراق بعد الاحتلال، بل وما قبل الاحتلال أيضا... فهل ينسى العراقي أن فيلق الغدر الكسروي كان نواة التمرد الغوغائي الخنزيري المجوسي في عام 1991 وما حدث فيه من مجازر بحق رجالات الدولة ومحاولة لتدمير للبنية التحتية.... لولا لطف الله أولا... ثم لولا سواعد العراق الابية التي أعادت الأمور إلى وضعها الطبيعي وكسرت شوكة التمرد واقتلعته من جذوره....

 

لن أخوض في الكلمات التي قيلت من العملاء الاوغاد الذين ودعوا زميلا لهم سبقهم إلى حيث حطت رحالها أم قشعم، فالمنافق يمدح المنافق، وكما قلنا في البداية، لن يثني على الكفر إلا الكافر.... جعلوا من هذا الفطيس أحد مؤسسي العراق، وهو أحد مدمري العراق وأحد قاتلي أبناءه وواحد من سارقيه وناهبي ثرواته... هذا معروف للقاصي وللداني... كذلك لن نلتفت إلى رسالة التعزية التي ارسلها الحاخام الاكبر خامنئي، فعطفا على ماسبق، لن يحزن على الخنزير إلا الخنزير... وهكذا.... كذلك لفت نظري رسالة حسن نصر الفرس.... ولا أقول إلا تف على كل كلمة قيلت بحق عدو العزيز الحكيم....

 

لكن... وهنا مربط الفرس...

 

العتب كل العتب على صحيفة القدس العربي... واسميها بالاسم، وأسمي رئيس تحريرها الاستاذ عبد الباري عطوان، وهو الرجل الذي له كلمات مشهودة بحق العراق وشهيد العراق ورجالات العراق، ونذكر له منها مقالا رائعا كتبه بحق القائد العراقي الفذ طارق عزيز – فك الله اسره واخوانه –

 

نعتب على الصحيفة حين تنشر خبرا عن نفوق عدو العزيز الحكيم وتدس فيه بعض المغالطات التاريخية التي لا اساس لها من الصحة، ونستغرب كيف تقبل الصحيفة على نفسها نشر أكاذيب، وبنفس الوقت تمتنع عن نشر حقائق معينة!!! كيف تنشر الصحيفة أخبارا بكاملها بدون تدقيق أو تمحيص أو تأكد، وحين يأتيها مقال من كاتب وطني غيور على وطنه تقوم بحذف بعض ما فيه أو تلغي نشره نهائيا بحجة أنها لا تريد الاساءة لدولة ما أو جهات ما أو شخصيات ما !!!

 

في يومي 28 – 29/8/2009 نشرت الصحيفة عدة أخبار عن نفوق عدو العزيز الحكيم.. ما أثار استغرابي هذه الجملة التي وردت ضمن خبر برقية العزاء التي وجهها الحاخام الاكبر الدجال المجرم خامنئي الى كتكوت الحوزة الصفوية خمار الزنيم.... فقد ذكرت الصحيفة ما يلي:

 

وتوفي الحكيم الذي كان من ابرز قادة المعارضة العراقية في المنفى ضد نظام صدام حسين الذي شن حربا مدمرة على ايران بين 1980 و1988، بعد صراع مع سرطان الرئة استمر 28 شهرا!!!

 

حتى أنت يا استاذ عبد الباري تقبل على نفسك نشر الاكاذيب في صحيفتك؟؟ من الذي شن الحرب المدمرة على الآخر!!! هل العراق هو الذي شن الحرب على دولة الفرس أم أن الفرس اعتدوا علينا وقصفوا البلدات الحدودية المجاورة لهم؟؟ هل النظام الوطني الذي كان يحكم العراق هو الذي كفر الخميني أم أن الخميني كفر النظام الوطني حين عاد الى وطنه؟ الغريب يا استاذ عبد الباري أنه واضح من خلال مقالاتك أنك مطلع على كثير من المقالات والوثائق... فألم تطلع أو يخطر ببالك أن تطلع على عشرات الرسائل والاحتجاجات التي أرسلها العراق الى مجلس الامن والامم المتحدة يعلمهم فيها بالاختراقات الفارسية لحدوده والقصف الذي كانت تقوم به المدفعية الكسروية لمدن مندلي وخانقين وغيرها ؟؟

 

والغريب ايضا، ان الخبر ذكر اسم الشهيد رحمة الله عليه هكذا بدون أي مقدمات (صدام حسين) بينما في مقالك يا استاذ عبد الباري الذي نشر بعنوان: سورية والمصيدة العراقية كررت (وبشكل ممل) لقب السيد قبل اسم الهالكي عشر مرات!!!! فما برحت تقول السيد المالكي مع كل فقرة.. فهل هذه هي الامانة الصحفية؟؟ وهل هذا هو الوفاء لرجل قدم روحه فداءا لله والدين ثم الوطن ؟؟

 

كل الاخبار التي ذكرتها الصحيفة عن عدو العزيز الحكيم جعلت منه بطرف خفي معارض بارز وجعلت من شقيقه الفطيس "شهيد المحراب" وجعلت من والده "مرجع كبير للشيعة" ومن عائلتهم "المجوسية الاصل" عائلة مجاهدة دينية بارزة قدمت 63 قتيل خلال الحقبة الوطنية!!!!!

 

والله إن المرء ليشعر بالاسف الشديد من تزوير التاريخ على صفحات صحيفة مشهورة يقرأها ملايين العرب يوميا... والمفترض فيها، أنها إن لم تكن في الصف العروبي المجاهد، فعلى الاقل في الطرف المحايد بين هذا وذاك...

 

متى كان الزنيم معارضا ؟ وكيف صار شقيقه "شهيد المحراب" وكيف صار والدهم "مرجعا كبيرا للشيعة"؟ أما كانت الامانة تقتضي يا استاذ عبد الباري ان تنشر الصحيفة إلى جانب تلك الاخبار أخبارا أخرى تقول إن فيلق الغدر الخنزيري الخميني الكسروي كان نواة التخريب الغوغائي في عام 1991، وأنه قام بقتل مئات العلماء والطيارين والضباط العراقيين ونخبة المجتمع العراقي وبعض رجالات الدولة العراقية ؟ وأن عدو العزيز الحكيم قام بسرقة أموال العراق لصالح الفرس، وأنه تعهد بقطع يد كل عراقي أطلق طلقة باتجاه الفرس!!! وأنه كان المحرض الاكبر على الفتنة المذهبية بين أبناء الشعب الواحد، وأنه مجلسه الصفوي كان مجلسا تحريضيا تكفيريا بامتياز، يلغي الاخر ويمحوه من الوجود، وأن شقيقه الهالك فطيس المزراب دعا حين دنس بغداد مع من دنسوها الى محو البعثيين من الوجود.... وأنه طالب بمائة مليار دولار من العراق إلى قومه الفرس تعويضا عما يسمى حرب الثماني سنوات؟؟ أما كان من الامانة ايضا القول أن والدهم كان عميلا للشاه المقبور بامتياز مع مرتبة القرف؟ وأن ابنه بالمتعة كتكوت الحوزة يعتبر السارق الاول للنفط العراقي وللاراضي في كربلاء والنجف ؟

 

ثم بعد كل هذه الجرائم تجعل منه صحيفتك معارضا بارزا؟؟

 

يا استاذ عبد الباري

 

إن ما نشرته صحيفة القدس العربي عقب نفوق هذا المجرم الزنيم وما لفقته من أخبار لن يفرق كثيرا عما قاله زعيم دولة المجوس الكسروية الحاخام خامنئي من دجل وكذب، ولن يفرق أكثر عما قاله حسن نصر في برقيته التي ارسلها لعائلة العقور الزنيم.. فكما في بداية المقال لن يثني على الخنزير إلا الخنازير....

 

لانطلب منك الكثير... ولن نطلب منك أن تحب الشهيد وتهيم به غراما وهياما، لكن نطلب منك العدل في نشر الاخبار وتوخي الدقة والحقيقة، لاسيما وأن صحيفة القدس العربي واسعة الانتشار، وربما يقوم بعض من ليس لديهم علم بالتاريخ بأخذ ما ينشر في صحيفتك على أنه أرشيفا تاريخيا موثقا، وعلى أنه هذه هي الحقائق لالبس فيها ولاغموض...

 

أسفي عليك يا عراق وعلى نختلك البهية... كم حدثت جرائم بحقك... وكم ظلموك يا عراق... وكم جاءك الظلم من القريب قبل الغريب... وصدق المثل الذي يقول: وظلم ذوي القربى أشد مضاضة في النفس من وقع الحسام المهند...

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين  / ١٠ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣١ / أب / ٢٠٠٩ م