سد بخمة في محافظة اربيل واستغلاله من قبل قيادة الحزبين العميلين البارتي والأتحاد لتشويه سمعة القيادة السياسية الوطنية في العراق

 
 

شبكة المنصور

الدكتور صباح الجبوري / أستاذ سابق في جامعة صلاح الدين في اربيل بالعراق
الموصل ــ نينوى ــ العراق
مقدمة


في الحقيقة لا اريد ان اكتب عن سد بخمة في محافظة اربيل بكردستان العراق من الناحية الفنية، وانمـا من نـاحية معينة وهي،، استغلاله من قبل قيادة الحزبين العميلين البارتي والأتحاد لتشويه سمعة القيادة السياسية الوطنية في العراق بقيادة حزب البعث العربي الأشتراكي بنظر الشعب الكردي المكون الثاني للشعب العراقي، حيث ثقفوا من خلال اجهزتهمـا الحزبية بان انشاء السد هو مؤامرة بعثية للأستيلاء على مساحـات شاسعة من اراضي المنطقة، وحـاجز مـائي منيع لعزل المسلحين الأكراد ومنعهم من القيام بمهامهم الثورية ضد السلطـات الحكومية في المنطقة، والى اخره من الخزعبلات التي لا يصدقهـا اي انسان عـاقل، وقد اقتنع بهذا الرأي أنـاس كثيرون وبضمنهم الأكاديميين الذين دخلت في نقـاشات معهم في جـامعة صلاح صلاح الدين التي كنت أستاذا فيهـا لسنوات.


حقائق دامغة تدحض هذا التصور الخاطئ...


1 ــ أن السد مخطط له في العهد الملكي، ومصمم من قبل مجلس الأعمار في عام 1950.
2 ــ تـأخر تنفيذه لسنوات طويلة رغم تعاقب الحكومـات في أنظمة مختلفة حكمت العراق.

3 ــ بدء بتنفيذه بـأمر من مهندس الأعمار في العراق صدام حسين رئيس جمهورية العراق رغم صعوبة الحروب التي اجبر العراق على خوضهـا، والحصار الأقتصادي الجائر الذي استمر،، 13،، عـامـا،
اكتمال السد الأمامي وصفحة الغدر والخيانة في اذار 1991، التي يحلو للعملاء والخونة والمرتزقة تسميتهـا،، بالأنتفاضة،،.


اكتملت المرحلة الأخيرة في السد الأمامي وشرع بخزن المياه فيه من نهر الزاب الكبير الذي ينبع 95% من الأراضي العراقية، وشكلت لجنة لأتخاذ مشأت السد المدنية مدينة سياحية وكنت عضوا في لجنة تشجيرهـا وزراعة حدائق ومتنزهـات فيهـا، وفعلا قمت مع لجنة السياحة بزيارة السد مرات عديدة، حيث اطلعنا على اقسامه المختلفة ومنها،، 15،، كيلومترا من الأنفاق العملاقة المسلحة، ولكن حدوث صفحة الغدر والخيانة كان سببا لقيام احد المتنفذين الأكراد في المنطقة بالأستيلاء على جميع المواد المنقولة في المشروع وبيعهـا الى ايران امـام انظار مـاكان يسمى بالجبهة الكردستانية التي كانت تحكم المنطقة انذاك،، اذار 1991،، فتوقف العمل نهائيـا في السد.


فوائد السد ...


لا يخفى على احد وخاصة في الوقت الحاضر الحاجة الملحة للمياه، وضرورة انشاء السدود على الأنهر للأستفادة القصوى من مياههـا في العالم كله، فبالأضافة الى خزن المياه في موسم هطول الأمطـار وتساقط الثلوج في فصل الشتاء وذوبانهـا في فصل الربيع والأستفادة منهـا في فصل الصيف الحار جدا في العراق لأغراض الري وخاصة تحويل منطقة القراج بقضاء مخمور الزراعية المعروفة بخصوبتمـا من ديمية الى سيحية والتي بامكانهـا توفير جزء كبير من سلة الخبز للشعب العراقي حيث يصل انتاج الحبة الواحدة من الحنطة والشعير الى،، 70،، ضعفـا، وكذلك المناطق الأخرى في الطريق من بخمة الى القراج، والشرب للبشر والحيوانـات وغير ذلك، وتوليد الطـاقة الكهربـائية، وتلطيف المناخ، والسياحة، بالأضافة الى تشغيل عدد كبير من الموظفين والعمال والفلاحين وغيرهم، علمـا بان التصميم الأساسي كان يتضمن انشاء سد خلفي فوق منطقة اسكي كلك،، بين عنكاوا والكلك،، يستفاد منه للأغراض ذاتهـا وتشمل مساحـات اوسع، تخصيص مبلغ،، 34،، مليار دولار امريكي لأكمال السد...


قرأت مؤخرا في وسائل الأعلام المختلفة بـأن حكومة الأحتلال الرابعة في العراق الجديد إ خصصت مبلغـا قدره،، 34،، مليار دولا امريكي لأكمال السد، وهنـا يظهر جليـا عدم مصداقية قيادة الحزبين الكرديين العميلين مع شعبهمـا، وكذلك سؤال يطرح نفسه بقوة... كيف تغيرت الحالة من مؤامرة الى فـائدة....؟؟؟ وليسى لنـا الا ان نقول لهؤلاء... ان حبل الكذب قصير، وان الشعب الكردي ليسى ساذجـا كما تتصورون، بل هو شعب حي وواع عرف حقيقتكم جيدا بعد حكمكم منذ عام 1991 ولحد الآن، وخاصة استغلالكم الأوضاع لأكتناز المليارات من الدولارات في ظل احتلال اسيادكم الأمريكان، والبريطـانيين، والفرس المجوس، والصهاينة، ومن لف لفهم، ومن المؤكد بـان المبلغ المخصص لأكمال السد سيكون نصفه على الأقل من نصيبكم ونصيب شركائكم في الحكم في حكومة بغداد، ولكن سوف لن يدوم لكم هذا الوضع الى مـا لا نهاية، والشعب العراقي معروف بنضاله ومفاجئاته الثورية، وان غد لناظره قريب انشاء الله.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٠١ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٠ / أيلول / ٢٠٠٩ م