أصبح قبرك ياشهيد مزارا ( يرعب أعداءك )

 
 

شبكة المنصور

د. يوسف اليوسفي

العظام عبر التاريخ يتألقون دوما في حياتهم وبعد مماتهم وذكراهم العطرة تصبح نبراسا للأجيال القادمة،تقتدي بهم وبأفعالهم ومواقفهم المشرفة الأمم،وتروي سيرتهم المجلدات..وقصص البطولات..والروايات المكتوبة والممثلة ووسائل الإعلام السمعية والمرئية،ويتغنوا الشعراء بقصائدهم..وتنثر الزهور على قبورهم..وتمجدهم الدراسات والبحوث والحلقات الدراسية،وتخلدهم اطاريح الدكتوراه ورسائل الماجستير وتملى شوارع المدن رسوم وتماثيل هؤلاء الرموز لتروي قصصهم لتقتدي بهم شعوبهم.


الشهداء عبر التاريخ هم من يكونوا في مقدمة هؤلاء..أذا ما اقترن استشهادهم دفاعا عن ألامه العربية وعن بلدهم من أي اعتداء خارجي أو بمساعدة الأجنبي على أبناء جلدتهم،أو دفاعا عن قضيه مركزيه تهم مصير الجميع..لينبري هؤلاء من قيادة جحافل التحرير دفاعا عن العرض والأرض والمقدسات حتى الشهادة،دون مراوغة..أو مداهنه..أو تزلف اوتنازل عن المبادئ التي ضحوا من اجلها.


التاريخ يقف بعظمته وشموخه لهؤلاء،وإنصافهم مهما حاولوا الأعداء تشويه هذا النضال..وهذا الصمود والتضحية ومهما زوقت وسائل دعايتهم الخبيثة لذلك،وزورت الحقائق لفترة من الزمن..سرعان ماينجلي الليل المظلم،وتظهر الحقيقة لترى النور يعم إرجاء المعمورة.


وصدق من قال (الرائعون كالأحجار الكريمة لانبحث عنهم وإنما نكتشفهم).


البطل الشهيد صدام حسين انتزع الشهادة انتزاعا من عيون أعداء العراق بعد احتلاله عام 2003،وقاد المقاومة العسكرية من اليوم الأول لدخول الأمريكان القتلة إلى بغداد واحتلالها،لشهور طويلة قبل أن يوشي به العملاء والخونة من المقربين له.


ويفبرك الأعلام الأمريكي والصهيوني وأعلام النظاميين الإيراني والكويتي،على الطريقة (الهولوديه) في أفلام الخيال والحيل الأمريكية،بأنه قد تم ألقاء القبض عليه في حفرة وسط مزرعة،وهذا الافتراء والكذب لا يضفي على هذه (الكذبة) نوعا من المصداقية،بل على العكس لقد سمع..وعلم..ورأى الجميع تفاهة هذه اللعبة القذرة.


ورغم المفبركات الاعلاميه وصناعة الإخبار الكاذبة،وضحالة التهم الموجهة أليه من خلال المحاكم (المهزلة) كان موقفه البطولي ورفاقه ينم عن صلابة للموقف المبدئي والتزاما بالقيم والمبادئ ليس مجرد كلام،ولكن القائد اثبت عكس ذلك.


ورغم كل ما لفق عليه من تهم رخيصة،والجميع يستذكر هذه المواقف وصلابة وصمود قائد العراق وهو يجسد قول الشاعر حينما يقول(لما اعتنقنا البعث كنا نعلموا أن المشانق للعقيدة سلموا)وكيف جسد الدور البطولي عندما ارتقى منصة المشنقة في أول أيام العيد الأضحى بصلابة المؤمن وهو يتلو الشهادة (اشهد أن لا اله ألا الله واشهد أن محمدا رسول الله) ويحي شعب العراق العظيم ويهتف باسم آلامه العربية ويحي قضية شعب فلسطين عندما قال بعد الشهادة(عاشت فلسطين حرة عربية).


هنا تتجسد القيم ومبادئ وأخلاق الفرسان على أكمل وجه عندما يتحدى الموت وهو يستذكر هذه القيم والأهداف النبيلة التي دافع عنها طيلة حياته النضالية.


أمريكا والصهيونية العالمية والنظاميين الفارسي والكويتي راهنوا على السيطرة وتمزيق العراق وتمزيق آلامه العربية،لايتم ألا بإعدام صدام حسين (رحمه الله) وجعلوه مطلبهم الأول في القضاء على البعث العظيم وحل الجيش العراقي البطل،ومن ثم راهنوا على سرقة والسيطرة على النفط العراقي،هذا الرعب والخوف والهيستيريه هي التي كانت وراء إعدام صدام حسين من قبل هذا المحور الإجرامي الخبيث.


وبعد إعدامه ظل الخوف والقلق يساور أعداء العراق ويرعبهم وخير دليل على ذلك عندما يصدر المالكي وأعوانه قرارا يعمم على وزارة التربية والمديريات التابعة لها والوزارات الأخرى في جميع محافظات القطر وخصوصا صلاح الدين بمنع زيارة (مزار الشهيد البطل أبو عدي).


وهذا يدلل بدون شك على أن القائد وشجاعته واسمه يحاصر المجرمين من القتلة في المنطقة الخضراء وخارجها،وأكثر ما تخشاه هذه الحكومة هو من أن يصبح(قبر الشهيد البطل مزارا) لكل العراقيون،وفعلا هذا الذي حصل حيث وأنت تزور القبر يأخذك العجب العجاب من خلال الحشود القادمة من جميع أنحاء العراق لقراءة سورة الفاتحة ويزورو قبر المجاهد الشهيد رحمه الله بل أصبحت الوفود تزداد يوما بعد يوم وخصوصا بعد قرار المنع مما يدلل أن قبر الشهيد صدام حسين أصبح مزارا لكل العراقيين والعرب وليخساء الخاسئون.

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ١٢ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٢ / أيلول / ٢٠٠٩ م