من الفائز بسباق المارثون الانتخابي القادم ؟

 
 
 

شبكة المنصور

د. يوسف اليوسفي
احزاب العملية السياسية المشاركون فيها والخارجون العائدون اليها والراغبون بالسير في طريق العمالة هم في سباق محموم مع الزمن المتبقي للانتخابات فمن هذه الكتل والاحزاب من بدأ ينفتح على اصدقاء الامس اعداء اليوم وبالعكس ومنهم من اخذ يعيد حساباته بدقة لمصلحة حزبه وليس لمصلحة الوطن .. ومن خلال هذه الائتلافات والتكتلات ... منهم من انشق واسس كيانا له وهو يبحث عن (( معاميل )) جدد لكيانه الجديد ومنهم من يحاول اعادة من انشق عنه من خلال المغريات والامتيازات ... ومنهم من يبحث عن عناصره التي فصلت من حزبه او ابعدت عن الساحة السياسية بسبب .. السرقة والفساد وبكل انواعه والقتل والتشريد ولان يحاول ترميم ما خربه هؤلاء واعادتهم الى الواجهة ومنهم من فشل في الانتخابات السابقة او فشلوا في رئاسة الوزراء بعد ان حصلوا طيلة الفترة الماضية على الامتيازات الكبيرة التي لا يحلم بها احد منهم


وبعد فترة ( النقاهة) و( الاستراحة) وجمع المال الحرام يريدون ان يعودوا ( الكره) للمشاركة في العملية السياسية ومن هذه الكتل والاحزاب العريقة في ( العمالة والتأمر) من يعيق القوى الوطنية للحيلولة دون اشراكها في عملية الانتخابات التي صنعتها امريكا وتدعمها ايران وحتى لا تفوز هذه الاحزاب والقوى والشخصيات برضى الناخب العراقي الاحزاب الدينية هي الان في ( ورطة) و(حيرة) والشارع العراقي يرفضها وهي تحاول باي شكل اعادة الاحداث الى مربع القتل والتهميش والتدمير والنهب والسلب لانها مقتنعة تماما بانها سوف ( تخرج من المولد بلا حمص) بعد الانتخابات القادمة احزاب الشمال ( الكردية) تصعد الموقف بعد فوزها الهزيل في الانتخابات فهي ( تتغازل) مع بعض احزاب الجنوب المجلس الاعلى , الدعوة, الصدريين , الفضيلة ... اما المالكي فقد عقد مع الحزبين الكرديين ( صفقة) واعطى الضوء الاخضر لخلق المزيد من ( الفوضى الخلاقة) في شمال ووسط وجنوب العراق .


من جانب اخر فان ( احزاب الشمال) تدخل على الخط مع الحزب الاسلامي وتدعمه حتى  ( النخاع) لتمرير ما تريده هذه الاحزاب من خلال هذه العلاقات الشكلية التي تعود على هذه الاحزاب بالفائدة قبل الانتخابات الموعودة ! وهؤلاء جميعا من احزاب الشمال والوسط والجنوب والغريبة المشتركين في عملية نهب وسلب العراق هم من يريد للعراق (( التقسيم)) و(( الضعف)) على ضوء نظرية جوبايدن التي تقر تقسيم العراق الى ثلاث دويلات شيعية – سنية – كردية وبقية العراقيين ( ليشربوا من ماء البحر) احزاب الشمال الكردية نداءات تلوح بورقة القوة العسكرية والامتناع عن المشاركة في عملية ادارة مدينة الموصل وتلوح من جديد بضم بعض اراضي الموصل العربية وضم مدينة كركوك وجعلها العاصمة الاقتصادية لاقليم الشمال وكذلك ضم مدينة ديالى واجزاء من محافظة صلاح الدين اما الاحزاب الجنوب فهي تقاتل لضم ( النخيب التابعة للانبار .. ضمها الى كربلاء واقامة فدرالية الجنوب وعاصمتها النجف . اما احزاب الوسط والمنطقة الغربية وبعض المناطق القريبة من جنوب بغداد فهي ايضا تريد تطبيق ( نظرية بايدن) وتكون لها دولة مستقلة هذا المخطط الامريكي – الصهيوني – الايراني , تسعى الادارة الامريكية لتنفيذه في العراق وعلى هذا الاساس سحبت قواتها من المدن بشكل مؤقت حتى تضمن سلامة قواتها عندما يبدا مسلسل التفجيرات والقتل على الهوية من جديد والسرقة والنهب وفعلا فقد بدأ هذا المسلسل !!!


فالسباق الماراثوني بدأ ولا ينتهي بين الاحزاب المتصارعة على السلطة وقادة هذه الاحزاب لا وقت لديهم للتفكير خارج هذه ( المنظومة) فهم منشغلون بالمهم من خلال رفع الشعارات واقامة الندوات و( نشر الغسيل) فيما بينهم وطرح الفضائح على الطريقة الغربية قبل الانتخابات وشعارهم جميعا قبل الانتخابات يتلخص بما يلي : ( اكذب .. اكذب .. اكذب حتى يصدقك لناس ) الاحزاب الكردية غايتها الاساسية الانفصال عن العراق الموحد العربي وبدأت منذ عام 1991 تؤسس لهذا الانفصال وبدعم امريكي منذ فرض حظر الطيران شمال وجنوب العراق ( خطوط الطول والعرض) وهذه الاحزاب تحالفت بعد الاحتلال مع الائتلاف الموحد ( الشيعي) ومع الحزب الاسلامي ( السني) ومع القوى التي جاءت مع المحتل لا ( لسواد عيون العراقيين) ولكن لتمرير دستور عراق مهلهل كتب ( بيد صهيونية) لتستطيع من خلاله تمرير ما تريد وتفرض ما تريد وفعلا هذا ما حصل فالاحزاب الكردية حصلت على امتيازات لم تكن لتحلم بها يوما ما مستغلة ضعف الاحزاب السياسية العملية التي جاءت مع المحتل وثانيا من خلال اعطاء المجال لها ودعمها من قبل الامريكان وايران .


عودة اخرى للاحزاب السياسية المغلقة بغلاف الدين والاحزاب التي تدعي ( العلمانية) فهي من سهل عملية ( تلغيم) الدستور العراقي ذي المنشأ الامريكي الصهيوني الايراني لتضمن لنفسها البقاء في السلطة وقد عملت هذه الاحزاب والشخصيات التي جاءت مع المحتل على ان يبتعد العراق عن ( حاضنته الاصلية) الامة العربية ومن باب اخر سهلت عملية دخول وتدخل ايران في الشأن العراقي وامام هذا الوضع ( السوداوي) المأساوي الذي تركه المحتل ليرحل بنفسه وبجنوده عن ارض العراق ليترك الباب مفتوحا امام احتمالات كثيرة وخطيرة للمتسابقون من الاحزاب المستفيدة من هذا الوضع لاهم لهم الا التشبث بمواقعها من خلال المكاسب والامتيازات التي حصلت عليها ... ومن خلال المزيد من القتل والتدمير وتشريد العراقيين واضعاف العراق حتى لن يقوى على مجابهة العدو ويكون عائقا امام مشاريع محور الشر الرباعي امريكا – ايران – الكيان الصهيوني – الكويت والجميع يعلم ان دور النظام الكويتي كان بعد انتصار العراق على ايران في 8/8/1988 دورا سيئا جدا ومخربا للاقتصاد العراقي وهو الان وبعد انتهاء مفعول قرارات الامم المتحدة ضد العراق يصر على ابقاء العراق تحت البند السابع اذن السباق الماراثوني لا يزال ياخذ دوره في الوصول بهؤلاء المتنافسين على قتل وذبح العراقيين لتحقيق هدف واحد هو الحفاظ على المناصب والمكاسب و( المسؤوليات) التي منحت لهم لتعزيز ضعف العراق من قبل اسيادهم الامريكان والتابعين لهم من النظام الايراني لتبقى ( البوابة العراقية ) مفتوحة على مصراعيها وبشكل يضمن بقاء الاحتلال .. أي بقاء الفوضى والاحتراق بين ابناء الشعب الواحد , وابقاء بؤر الفساد السياسي والمالي والاداري تتحكم في مفاصل الدولة العراقية الضعيفة اصلا لتنفيذ جميع الاهداف المطروحة على طاولة البحث لتقسيم العراق طائفيا وعرقيا وحسب نظرية ( جوبايدن ) .


في هذه الاثناء تتصاعد حدة الصراعات بين الكتل والقوى السياسية وعلى سبيل المثال , المجلس الاعلى بعد فشله في الانتخابات الاخيرة وخروج الاحزاب الدينية من ( حلبة ) الصراع ( المرئي ) وانتقالها الى الصراع ( الخفي ) الداخلي , بدا يحاول لملمة اشلائه لاعادة الائتلاف الموحد بعد ان تمزق الى شيعا متناحرة ...... حزب الدعوة بزعامة المالكي يرفظ العودة الى الاتلاف بعد فوزه( الساحق ) من خلال قائمة ( دولة القانون ) بالتزوير .... وانفرد في سياسته الانفرادية من خلال حزبه الذي شهد هو الاخر انشقاقا من جانب اخر الصدريين والفظيلة خرجوا والان تجري عملية ترقيع ثانية بزعامة ( الجعفري ) الخاسر الاكبر مع ( احمد الجلب .. ي ) صانع التحالفات والمؤامرات ليعيدوا ماء الوجه لهذا الائتالف ولكن دون جدوى لان المالكي بعد ان قدم تنازالت كبيرة للاكراد شعر بانه هو الاقوى واخذ يطالب بـ (51%) مقعد في الاتلاف وبراسة الائتلاف الي يعارظه عليها المجلس الاعلى لانهم يعتبروا ان ( عمار الحكيم ) هو الوريث الديني الشرعي لوالده ( عبد العزيز الحكيم ) بقي الحزب الاسلامي والاحزاب الاخرى مثل حزب الامة الضعيف قياديا وجماهيريا وسلوكيا في المجتمع العراقي وغيرها من ( الكيانات الهزيلة ) الاخرى والتي كانت تنظر الى الحزب الاسلامي كمنقذ لها من خلال دخولها في ائتلاف معه هو الاخر واصبح طارق الهاشمي يبحث عن منقذ له ولا من مجيب وهذه الانشقاقات تنسحب على جبهة التوافق التي هي الاخرى ( انشقت) واصبحت في خبر كان .

 

والجميع يحاول العودة الى ( ائتلافهم) او ( جبهاتهم) او احزابهم بشكل او بأخر وبثوب جديد وجميعهم ( يستجدي) من اهل الرحم ( الصدقة) ليعيدوها الى ما كانوا عليه بعد الاحتلال .

 

من خلال هذه ( الطبخات) السياسية الانتخابية نراهم يلهثُ وراء امجاد زائفة وسراب وخيال مريض ليعيدوا الكرة الى ملعب المحتل واجباره على البحث عن اساليب اكثر خبثا ودهاءا ( ليزيدوا الطين بله) اذن السؤال المطروح على طاولة البحث في الشارع العراقي مفادته من سيفوز بسباق المارثون الانتخابي القادم ؟ وسنترك الاجابة للشعب العراقي الذي هو من سيفرض النتيجة على هؤلاء وسوف يفرضها العراقيون الصامدون الساهرون على حماية وطنهم الرافضون للقتل والتشريد والطائفية .. الوطنيون الشرفاء الذين يريدوا توحيد العراق شماله وجنوبه ... رافضين الاحتلال لعراقنا العظيم ووجود العملاء والعنصريين والطائفيين والسراق والمهربين للسموم القاتلة الى عراق العز ... هؤلاء النشامى ابطال المقاومة العراقية الذين سيقررون الفوز العظيم للعراق وشعبه الصامد ... والله اكبر وليخسأ الخاسئون .

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٢٤ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٤ / أيلول / ٢٠٠٩ م