ديمقراطيات٨٧  :

مجرد الحديث عن اخطاء للدوله قبل الاحتلال جريمه ضد الوطن ... كيف ؟

 
 
 

شبكة المنصور

فيصل الجنيدي

ان الحديث الآن عن اخطاء ارتكبت للنظام الشرعي الوطني قبل الاحتلال يعد جريمه ضد الوطن بما تقتضيه المصالح الاستراتيجيه والمصيريه للوطن مما يتطلب الوقوف عند هذا الموضوع لخطورة نتائجه بسبب ترديد الكثير له نتيجة الكم الهائل من الاعلام الموجه لترسيخ هذا الامر لدى البعض حتى باتوا يرددونه ترديدا ببغاويا اضافه لاحقاد وخلافات لقوى معينه واشخاص مع النظام لان ذلك  يسوق لطروحات الاحتلال في اكذوبة تخليص الشعب من الدكتاتوريه  والاستبداد ويبرر له افعاله الشنيعه من المجازر التي ارتكبت بحق الشعب وتدمير الدولة والمجتمع , وبغض النظر عن رأي هذا الطرف او ذاك او صحة بعضها من عدمه , نقول انها جريمة بحق الوطن ينتج عنها التفريط بحقوقه المترتبة على الغزو الغير شرعي ولكن مع ذلك دعونا نمر بشكل سريع على صور منما يتخذه البعض ذريعة لترديد ما اعد في مطابخ المعاهد الاعلاميه الامريكيه والصهيونيه في مرحلة التهيأة لشن الغزو منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي .....

 

ان نظره سريعه لحال دول المنطقه يعزز مانذهب اليه فهاهم الاكراد يقمعون في تركيا وايران منذ عشرات السنين في حين ان اكراد العراق رغم ان نسبتهم ربع اكراد ايران وسدس اكراد تركيا قد حصلوا على حقوقهم القوميه عبر الحكم الذاتي في حين لايسمح لهم التكلم بلغتهم  ولا ارتداء زيهم الى وقت قريب في تركيا ويسمون اتراك الجبل وهي التي اختطفت قائدهم اوجلان عبر آلاف الكليوا مترات وحاكمته وهو اليوم يقبع في سجونها ومثل ذلك في ايران التي اغتالت قائد الحركه الكرديه الايرانيه عبدالرحمن قاسملوا ولم يهز شعره من الصهيونيه مدام ميتران التي ظلت تتباكى على اكراد العراق !!!  اين تريدون المقارنه هل هناك في دول الجوار او الاقليم  حريه اكبر مما كان في العراق ومعروف ان دولا منها استخدمت احدث الدبابات في قمع تمرد او عصيان لتنظيم معادي للنظام قتل منهم حينها اكثر من 25 الف مواطن خلال يومين لم لم تجيش الجيوش ضدهم  ام في ايران التي تستخدم الرافعات في اعدام المعارضيين والاحوازيين وتحتل اراضي الغير... وفي العام الماضي ابعدت قطر المئات من بني مره الى السعوديه واخرجتهم بثيابهم رغم ولادتهم في قطر بتهمة التآمر على الحكم لما لم تجيش الجيوش ضدها وتحتج منظمات حقوق الانسان هل هي الازدواجيه والكيل بمكيالين !!!  اما الذين يتباكون على حزب الدعوه الذي اعتبرمن الاحزاب الارهابيه حينها نتيجة اعمال تخريبيه معروفه للجميع ألئن جاء ببساطيل المحتل يتحول الى تنظيم وطني مضطهد ويعدم رئيس دوله لمعاقبته مجوعة من اعضاء الحزب الارهابي حاولوا اغتياله في ظل حرب يمر بها الوطن في حين اعترفوا بأن المحاولة بتكليف من دولة العدوان . الم يقاتل فيلق بدر الاجرامي ضد الجيش العراقي؟  في ظل اي شرائع تبرر افعالهم هذه وماذا يمكن ان يكون وصفهم في اي بلد من العالم منذ بداية التأريخ الى الآن ؟ أيوجد غير كلمة خونه بما مايترتب عليها من عقوبات في كل قوانيين الكون , ماذا نريد ان نسمي التمرد الحوثي في اليمن  المدعوم من دوله اجنبيه هل نسميه نضالا ام جهادا ام ماذا وكيف يمكن مقارنته بما كان يهدد امن العراق في تلك الحقبه بل كيف ننظر الى القوانيين والاجراءات التي اتخذتها امريكا نفسها حيال تفجير برجي التجارة العالميه ( رغم ضلوع عصابة المتصهنيين الجدد بها ) اذن كيف يجب ان تتعامل الدوله مع من يدمر المستشفيات والمدارس ودوائر الدوله ويشكل محاكم صوريه يعدم في اللحظه اعداد كبيره من المواطنيين وقوى الاجهزة الامنيه والضباط في فترة انسحاب الجيش من من حرب عالميه بما سمي باحداث الغوغاء ( الانتفاضه الشعبانيه ) هل تقف موقف المتفرج اما ماذا , ماذا يفعل رئيسا لمجموعه ترمي الرمانات اليدويه على مدارس للبنات افتونا يرحمكم الله فقد وصل التضليل مرحله تجعلنا نصف من يرددها اوصاف لايتمناها وان كان يرددها عن غير قصد , وهل حقيقه يتباكى هؤلاء الغزاة على الديمقراطيه واين هي ألان وهل ثمنها ان صحت مليونين قتيل وخمسة ملايين مشرد وربع مليون معتقل بلا تهم منذ ستة سنوات ومئات حالات الاغتصاب للنساء والرجال مما هم اعترفوا بها وتدمير الدوله وسرقة ثروات الشعب وتجويعه امجانين اولاءك الذين يتحدثون عن اخطاء للنظام الوطني الان هل نظام البعث استلم حكما من دولة ديمقراطيه وهل تطبق الديمقراطيه بقوة السلاح ام هي ثقافه يرافقها تطور اجتماعي واقتصادي اين المتباكون على تداول السلطه من كل انظمة الحكم في المنطقه فمبارك قارب على الثلاثة عقود في الحكم والفاتح اتم العام الاربعون والبقيه توارثوا الحكم فبأي مهزله يتحدث هؤلاء بل حتى اوربا هل وصلت الى هذا النظام تلقائيا أم مرت بعشرات السنيين من الاضطراب والصراعات الاجتماعيه والثقافيه تخللتها حروب داميه وهو حال دولة الغزاة  في صراعاتها الداخليه الدمويه المعروفه بعد ان ابادت شعبا كاملا من اجل الاستلاء على ثرواته  . اذن ماسوق للغزو هو باطل بطلان مردده وهنا نكرر مابدئنا به بأننا لا ننزه النظام الوطني من الاخطاء فمن يعمل يخطأ ومن بنى دولة مهابه في المنطقه ويعمل شعبه ليل نهار لابد ان يخطأ سيما انه كان يعمل في ظل حصار وتهديدات وعمل مسلح مستمر ضده .

 

حسنا ماذا لو ان شخصا غريبا قويا قتل ابا لديه اخطاء بحق عائلته ويستولي على اموالها بحجة ان له اخطاء اليس التصرف الطبيعي هو استحصال عائلته حقوقهم بكل الوسائل ام يرضخون الى تهم القاتل لابيهم ويرددوها وهو ماينطبق على الغزاة لو اخذنا هذا المثل بشكل اشمل مما يؤكد ان من يردد ادعاءات الغزاة لايقبل اكثر من تأويل بانهم متواطئين لحاجة في انفسهم  .

 

ان اهداف الغزو اعلن عنها اكثر من مصدر من داخل ادارة الغزاة ومنذ عام 1992 حين اشار احد دهاقنتهم ويدعى وليام جيفرسون كلنتون انه النفط ايها الاغبياء  في معرض حديثه عن دوافع امريكا في دارفور فلما تخلط الاوراق , ولماذا لانتمسك بحقوقنا التي هي حقوق اجيالنا ونردد اقوال عدونا  وهل يعتقد احدا ان خلاف مع النظام الوطني يتيح لمخلص ومنتمي اصيل لبلده ان يردد مايقولون دعكم من النفط  وأقرأوا محاضرة وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق (آفي ديختر) في سنة 2008 حول الدور الإسرائيلي في العراق فيقول : لقد حققنا في العراق أكثر مما خططنا وتوقعنا  (إنّ تحييد العراق عن طريق تكريس أوضاعه الحالية تشكل أهمية استراتيجية للأمن الصهيوني).و (إن العراق تلاشى كقوة عسكرية وكبلد متحد، وخيارنا الاستراتيجي بقاءه مجزءاً)..و*((ما زال هدفنا الإستراتيجى هو عدم السماح لهذا البلد أن يعود الى ممارسة دور عربى واقليمى).و*(ذروة اهداف اسرائيل هو دعم الاكراد بالسلاح والتدريب والشراكة الامنية من اجل تاسيس دولة كردية مستقلة فى شمال العراق تسيطر على نفط كركوك وكردستان).و*(ان تحليلنا النهائى و خيارانا الاستراتيجى هو أن العراق يجب أن يبقى مجزأ ومنقسما ومعزولا داخليا بعيدا عن البيئة الإقليمية).

 

لكل ماتقدم نقول بغض النظر من الموقف من حكم البعث اتقوا الله في شعبكم ووطنكم فأن التأريخ لايرحم .

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الأربعاء / ٢٦ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٦ / أيلول / ٢٠٠٩ م