عندما يعانق القرآن الانجيل

 
 

شبكة المنصور

ججو متى موميكا - كندا

كثيرة هى المناسبات التى كنا نحتفل بها ونفرح ونستذكرها دائما لخصوصية فى طعمها مذ نشاتنا وحتى دخول الاحتلال بلدنا واغتصابه فى 2003 هذه الاعياد. لازال طعم ومذاق اغلبها فى نفوسنا وذاكرتنا نذكرها ولايمكن ان ننساها ابدا فمن هذه المناسبات دينيه كاعياد الميلاد وراس السنه وعيد الفصح المجيد واعياد الفطر والاضحى عند اخواننا المسلمين ولاننسى اعياد الطوائف الاخرى كالطواف عند اليزيديين وعيد التعميذ والتغطيس عند اخوتنا الصابئه وغيره الكثير من الاعياد الاخرى والتى لاتزال نكهتها مطبوعه وراسخه فى اذهاننا وعقولنا ولايمكن للتاريخ ان يمحوها لانها جزء من تراث عشناه وعشنا فصوله.هذا من جانب ومن جانب آخر كان هناك نوع آخر من الاعياد والمناسبات الوطنيه سجلها تاريخ العراق قديما وحديثا فى اسفاره هذه المناسبات لاتعد ولاتحصى منها اعياد الاستقلال وثورتى تموز الخالدتين ويوم التاميم واعياد نوروز وعيد تاسيس الجيش العراقى الباسل فى السادس من كانون هذا الجيش العرمرم الذى رفع رؤوس العراقيين والعرب فى صولاته ودفاعه عن الوطن وحمايته الحياض والشرف فى كل منازلاته اضف الى ذلك الاعياد الاخرى كيوم الشهيد فى 1كانون الاول وعيد 11 آذارواعياد 28 نيسان والسابع منه واعياد اخرى يفتخر العراقيون بها لكن الغزاة سرقوا حلاوتها اغتصبوها ايضا وسلبوا بهجتها وزهوها.


وفى مدارسنا اعتاد طلبتنا قبل الاحتلال الاحتفال ايام الخميس بمراسيم رفع العلم العراقى شرف وراية العراقيين باحتفال وكرنفال يجرى كل صباح الخميس ببرامج وقصائد تتغنى بحب الوطن والتفانى من اجله ايضا كان طلبتنا الاعزاء يحتفلون بيوم المعلم فى 1 آذار من كل عام وتخصص الحصة الاولى من ذلك اليوم للمربى والقائد والمعلم الشمعه التى تحترق لتضىء الاجيال الصاعده هذه الشريحه المتميزه فى تنشئة الجيل وتربيته لحب الوطن المعلم كرم بهذا اليوم ليحتفل به تلامذتنا كى يعبرو عن مشاعرهم لاساتذتهم ومعلميهم كرد الفضل والدين فى اعناقهم.


حدث فى 1 آذار من عام 1985 فى متوسطة ضرار بن الازور فى بغداد بالدوره فى احدى صباحات ذلك اليوم المشمس ان احتفت مدرستنا بهذه المناسبه وبعد القاء الكلمات والقصائد تمجد الوطن والارض والعراق كان هناك فقره فى منهاج الحفل بتكريم اقدم مدرس فى المتوسطه فكانت الجائزه من نصيبى حيث تقدم احد طلبتنا واذكره بالتحديد ابن لاحد زملائى المدرسين الاستاذ المرحوم احمد عبود الجميلى حيث قدم ولده عبد الحافظ ليناولنى هدية اقدم مدرس وكانت عباره عن كتاب مغلف فشكرت الطالب على هديته دون ان اعرف نوع الكتاب...وبعد ان فض الاحتفال وانصرفنا الى دروسنا فتحت هدية الطالب واذا بها اعظم كتاب قراته ففرحت به فكان نسخة من القرآن الكريم هدية من الاستاذ زميلى مدرس اللغه العربيه هذا الرجل الذى يستحق الرحمه والذكر الطيب لانه كان رجلا وفيا مخلصا صديقا حميما لزملائه محبا لوطنه وبلده رغم كونه مستقلا لم ينتم لاى حزب فقد احب وطنه وبلده ومدرسته حد النخاع...احببت هذا الرجل الوطنى لا لكونه من ابناء الموصل مدينى وبالذات من قضاء الشرقاط لكن الوطنيه كانت تنبع من عيونه وجبينه وناصع فى آرائه محق...مؤمن بالله وفى للعراق...دمث الاخلاق...هذا الرجل مااستقرت مشاعرى فى حينها الا برد جميله والهدية بالهدية تذكر والبادى اكرم...هكذا انتهزت فرصة حلول مناسبة لاحقه لاشكر الرجل على هديته فلا املك اثمن من الكتاب المقدس ((الانجيل)) لاغلفه واكتب عليه ملاحظه اهداء للرجل وتقبل الهديه بكل فرح وسرور وهكذا احتفظنا فى مكتباتنا باغلى كتاب واثمنه واقدسه نضعه فى خزانة مكتباتنا لنفتخر بهما ولازال المصحف مصطفا بجانب الانجيل فى مكتبتى ولايمكن ان انسى هذه الحادثه ابد الدهر... هكذا كنا نعيش اسلاما ومسيحيين فى بغداد ومدن العراق فهل يستطيع المحتل والغازى فعل ذلك اليوم؟

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٢١ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١١ / أيلول / ٢٠٠٩ م