وانا اتابع مراسيم تشييع ايطاليا قتلاها الجنود السته فى افغانستان يوم امس والذين قتلو فى تفجير انتحارى بأفغانستان حيث صادف الحادث وبنفس اليوم سقوط طائرة هيلوكوبتر امريكيه فى شمال بغداد وبمطار بلد تحديدا ادّى الى مصرع قائدها وجرح اثنى عشر جنديا آخر حسب الناطق الرسمى الامريكى دون الافصاح عن حراجة الاصابات وخطورتها لاسباب امنيه وخوفا من نقمة الراى العام الامريكى .

عزيزى القارىْ: ربّ سائل يسأل لماذا يدفع الايطاليون والامريكيون وحلفائهم هذه الدماء رخيصة وبلا هدف كل يوم وكل ساعه بزجهم الالوف من شبابهم وجنودهم فى اتون معارك ضاريه ويحرقون مليارات الدولارات بمعارك واقتتال لم يجن منه سوى الفشل والخيبه والخسران خصوصا ايطاليا بعد ان انقذت جنودها وسحبتهم وقبل فوات الاوان من الورطه التى وقعت فيها بمشاركة الاحتلال الامريكى للعراق واسرعت بسحب كل قواتها من ساحة المعركه نتيجة الدروس والعبر فى ساحة المعارك والاثمان الغاليه التى دفعتها من دماء جنودها وكان آخرها حادثة الاختطاف التى قتل فيها ضباط امنيون من قبل قوات امريكيه عند تحريرهم الصحفيه المختطفه بسياره عسكريه فكانت تلك الحادثه القشّه التى قصمت ظهر البعير حيث انهت مشاركة ايطاليا بالحرب المجنونه ضد العراق البلد الآمن والمعتدى عليه... ثم توالت الانسحابات الاخرى المخزيه من البلدان الاوربيه المشاركه فى التآمر على العراق وقتل ابناءه ففعلت اسبانيا واستراليا وبولندا ورومانيا وبلغاريا وبريطانيا ودول اوربا الشرقيه حتى بقيت امريكا وحدها فى الساحه تصارع من اجل البقاء بعد هزيمتها من المدن وبناء قواعد عسكريه فى الصحارى والفيافى واطراف المدن .

وانا اشاهد مراسيم تشييع الجنود القتلى والذين زجت بهم ايطاليا وبالالاف من زملائهم فى مستنقع افغانستان الذى لامفر منه ولامخرج الا بدماء تهدر وارواح تزهق بسبب اخطاء الحكومات وعنجهية بوش ومن شابهه وبعض المتطرفين والحاقدين على حرية الشعوب بتقرير مصيرها ...كل انسان يتألم لمقتل ناس ابرياء لاحول لهم ولاقوة سوى الاذعان لحكوماتهم فى التسلط على مقدرات الشعوب وسلب ثرواتها وتغيير طريقة عيشها .

وانت تشاهد مراسيم التشييع لستة جثامين وعشرات الالوف من الايطاليين مشاركين فى المراسيم بضمنهم رجال السلطه باستعرض عسكرى حيث لفت الجثامين بالعلم الايطالى ...لماذا قتل هؤلاء ولمصلحة من وما الهدف من ذلك هل اعتدت افغانستان على ايطاليا وغزت ارضها ...ام العراقيون غزو امريكا وعبرو حدودها انها ابشع جريمه وظلم مابعده ظلائم مانشاهده اليوم على ساحة افغانستان والعراق من انتهاك حرمات واغتصاب وقتل وتصفيات جسديه وتهجير وسلب ونهب وتدمير بنى تحتيه وبلا ضمير ...كم منظرا ماساويا نشاهد يوميا ونرى كهذا المشهد وذوى القتلى من الآباء والأمهات وهن يتوشحن بالسواد ودموعهن تسيل وهن ينظرن الى فلذّات اكبادهن صرعى بسبب حرب ضروس لاطائل منها زجت بها دولتهم والقادم اعظم ان لم ينسحبو من هذا المستنقع القذر الذى ورطهم به بوش وزبانيته بعد اعتراف قادة التحالف فى افغانستان اخيرا بفشل الحرب بأفغانستان حين حذر الجنرال ستانلى ماكريستال قائد القوات الامريكيه فى افغانستان من ان بلاده ستواجه الفشل على الارجح مالم تتم

زيادة عدد القوات هناك خلال عام .كما دعا الى اجراء تعديل على الاستراتيجيه العسكريه هناك وبعد اضافة 30 الف جندى منذ ايار الماضى ويريدون زيادتها الى 68 الف جندى ((من الخاسر غير الشعوب ومن الذى يقتل غير الفقراء والمساكين )).

نسال امريكا وحكامها الجدد ومنظمة حلف شمال الاطلسى :
الى متى يبقى الجنون يلازمكم والعنجهيه التى اصابت رؤوسكم ؟ فتطيعون الشياطين بحرب تحرقكم وتحرق شعوب المنطق وانتم تعبرون الاف الاميال لاحتلال الدول وقتل شعوبها وسفك دماء ابنائها ونهب ثرواتها وتدمير حضاراتها وانتم تزيدون لهيب المعارك بزيادة عديد قواتكم بلا جدوى فى حرب خاسره اثبتت سنواتها بالدليل القاطع .الى متى تزيدون النار حطبا بأرواح الشعوب المغلوبه على امرها بحرب اثبتت السنين فشلها لان الكلمه الفصل والاراده والكرامه والسياده للشعوب وليس للغاصبين الغزاة وستتحرر هذه البلدان من بطشكم ان عاجلا او آجلا وانتم الفاشلون الخائبون تسحبون ذيول الهزيمه ليلحقكم العار والشنار ابد الدهر لان هذه الدماء فى رقابكم .

انسحبوا وخذو اساطيلكم وجنودكم وعملاءكم قبل فوات الاوان لان الشعوب ترفضكم فانتم ادران فى جسم العراق وافغانستان . الم تتعلمو دروسا وعبرا من فيتنام وكوريا والصومال ولبنان ودول امريكا اللاتينيه وافريقيا وآسيا ؟...تاريخكم اسود وملطخ بدماء الابرياء انسحبو قبل فوات الاوان وقبل ان ينتحر جنودكم على اسوار كابول وبغداد وتدفعو مزيدا من الدماء .

انسحبو قبل ان ينقلب السحر على الساحر وتضيّعون الخيط والعصفور وتخسرون كل شىْ لان النصر للشعوب وانتم الزائلون :

وما النصر الا من عند الله والخيبة والخسران لمن استباح كرامة الشعوب وعلى الباغى تدور الدوائر