ماذا لو عاد البعث الى السلطة في العراق ؟
( اهداء الى محررّي وقرّاء موقع كتابات )

 
 

شبكة المنصور

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس - أكاديمي عراقي

( هذه رؤية شخصية ولا يتحمل اي طرف غيري اي شئ سلبي بسببها)

 

 

لحزب ثوري جماهيري قومي عروبي مسلم تأريخي كحزب البعث العربي الاشتراكي, لا تكون السلطة هدفا بحد ذاتها، بل هي وسيلة لتحقيق الاهداف النبيلة السامية للشعب والامة. واهداف حزب البعث معروفة لكل العالم وليس للعرب والعراقيين وحدهم فهو حزب يناضل من اجل تحقيق ذات الامة وبعث مجدها ودورها الانساني الحضاري وتحقيق وحدة الامة وحريتها وازدهار حياة ابناءها. هذه هي هوية البعث وغير ذلك هو تلفيق يحاول اعداء البعث ان يجعلوا منه لطخات تلوث اسم الحزب وتاريخه الكفاحي العظيم، مستفيدين من الغزو والاحتلال المجرم وافرازاته ونتائجه الكارثية.

 

*    لو عاد البعث الى السلطة .. فانه سيعود والعراق محررا من الاحتلال ولن يعود بغير التحرير. البعث ليس مجرد حزب .. انه حركة نضال فكري وعقائدي وميداني وعقيدته مستمدة من روح الامة وهي الاسلام الحنيف ومن كرامتها وشموخها وعزة نفسها، ولذلك فان البعث لا يمكن ان يعمل مع الاحتلال والقوى التي استخدمها الاحتلال في عمليته السياسية الاجرامية وخاصة الاحزاب والمليشيات الطائفية والعرقية المجرمة، واي ايحاء أو لغو بهذا الاتجاه من قبل عملاء الاحتلال هو نوع من الضرب بالرمال والخيال المتكلس بالبلادة. ان المستحيل بعينه ان يكون البعث ورجاله وتنظيماته جزءا من لوثة مخزية عابرة كسحابة صيف ستمر وسيتجاوزها شعب العجب رغم انها امطرت دماءا وخرابا وسموما وفسادا وشرذمة.

 

*    اذن .. لو عاد البعث فانه سيعود مع عراق يعود لأهله حرا سيدا موحدا. وسينفذ البعث استراتيجيته المجاهدة المقاتلة، حيث سيكون جزءا من الائتلاف العراقي الوطني والقومي والاسلامي المنصوص عليه والمقر في استراتيجية المقاومة العراقية الباسلة. لقد غادر البعث صيغة الحزب الواحد وغادر صيغة الحزب القائد التي كانت بنت ظروفها المحلية والاقليمية والدولية وما زالت معظم اقطار العرب تخضع لاطرها السياسية. ان الاحتلال والغزو وفعل المعارضة الخائنة التي جاءت بالاحتلال تفرض على البعث ان يتمسك بالنهج الائتلافي للسلطة والذي يتشكل من القوى السياسية والافراد الوطنيين الذين افرزتهم ظروف الجهاد والمقاومة الباسلة للغزو والاحتلال، ولن يكون خارج هذه المعادلة الائتلافية الاستراتيجية سوى مَن استقوى بالغزو ضد العراق وشعبه واخزاه الله خاسئا خاسرا مفسدا حراميا بعيون كل العراقيين، وهؤلاء هم من يرفضهم شعبنا اليوم ويجهدون انفسهم وتعاونهم الولايات المتحدة المجرمة وايران في البحث عن وسيلة تغطي عوراتهم التي تكشفت وما عادت هناك من وسيلة لسترها لا بتغيير اسماءهم الطائفية المقيتة ولا بتغيير تكتيكات تحالفاتهم العفنة.

 

*    سيُصدر البعث وحلفاءه في السلطة قانونا يحرم استخدام مصطلح (المناطق المتنازع عليها) لان مَن يستخدم هذا المصطلح ليس عراقي ولا يؤمن بوحدة العراق ارضا وشعبا. هذا المصطلح يمكن ان يُستخدم في خلافات (الدول المستقلة) على الحدود  وليس ضمن وحدات ادارية تابعة لنفس البلد. ان مَن يستخدم هذا المصطلح الآن هو مَن يعمل على تقسيم العراق من الاحزاب الكردية العميلة ومن الاحزاب والمليشيات الطائفية الفارسية المشاركة باحتلال العراق التي تعمل على فصل الفرات الاوسط والجنوب والحاقها تابعا قزما بايران. وهو وصمة عار في جبين عملاء الاحتلال ويعبّر عن كونهم اقزام لايصلحون لحكم العراق.

 

*    سيرفع البعث وحلفاءه حال عودتهم بعد تحرير العراق كل الحواجز الكونكريتية التي مزقت شوارع بغداد الحبيبة، وتلك التي فصلت بين احياءها تحت حراب الطائفية المجرمة.

 

*    سيعيد العراق المحرر كل ابناءه المهاجرين والمهجرين الى وظائفهم وديارهم معززين مكرمين وسيعوضون بطريقة او باخرى عن كل الاضرار المادية والمعنوية التي اصابتهم. وفي ذات الاطار سيُعالج فورا محن الارامل والايتام والعوائل المنكوبة.

 

*    سيُخرج العراق المحرر بحكومته الوطنية المنتخبة كل دخيل دخل العراق مع حراب الاحتلال المجرم الى حيث اتى من ايران او من سواها من الدول التي صدرت لنا القردة البشرية ومارس عملية قتل العراقيين وتمزيق نسيجهم الاجتماعي.

*    ستعمل قيادة الدولة على استرجاع اموال الشعب التي سرقها مقاولوا حزب الدعوة العميل والمجلس وبدر ومنظمة العمل والحزب الاسلامي ورموز العمالة الكردية الى خزينة الدولة وسيُحاسَب قانونيا كل مَن تجاسر على المال العام من كل عناوين العمالة التي استخدمها الاحتلال بدون استثناء.

 

*    سيجعل البعث وحلفاءه ثروات العراق كلها للعراق كما كانت في عهد الحكم الوطني قبل الاحتلال وستُجبر كل الاطراف التي نهبت نفط العراق على تعويض العراق.

 

*    سيطبق القانون والعدالة على السراق والفاسدين والخونة والعملاء ممَن تسببوا في تدمير العراق وايذاء شعبه وسرقة وتبذير ثرواته.

 

*    سيُعيد البعث العراق الى اهله وحاضنته العربية والاسلامية ويجعل كل عراقي يقوم بدوره الوطني والانساني, المعمم والافندي ولابس العقال، ولن تسمح الدولة باراقة قطرة دم واحدة، وسيكون القانون والقضاء والعدالة هي الفيصل في كل ماجرى.

 

*    ستعيد الدولة اسماء محافظاتنا وحاراتنا وشوارعنا وساحاتنا الى دلالاتها التاريخية العظيمة وشخوصها الذين بنوا وعمروا، وستعيد تماثيل الرموز التاريخية للعراق والامتين العربية والاسلامية التي هشمتها ايادي الجهل والحقد الاسوَد.

 

*    سيعيد البعث بناء وترميم وتشغيل مصانعنا ومنشآتنا الانتاجية العملاقة التي دمرها الاحتلال ونقلت مكائنها واجهزتها الى بعض دول الجوار. يعني انه سيعيد الاعتبار لمعنى الدولة العراقية التي تحترم العلاقة بينها وبين شعبها.

 

*    ستؤسس الدولة لعلاقات حسن جوار مع كل دول الجوار وتوقف كل تدخلات تلك الدول في الشأن الداخلي العراقي عن طريق حماية حدودها بنفسها. وكذلك مع المنظومة الدولية كلها. ولن تمارس الحكومة دور البلطجي مع غرب العراق ودور العبد الذليل مع شرق العراق.

 

*    ستصدر الدولة الديمقراطية قوانين للانتخابات وللاحزاب وتصدر دستورا وطنيا دائما وتعيد لشعب العراق صورته الحضارية المشرقة بعيدا عن افرازات الاحتلال واذنابه الاجرامية.

 

*    ستعزز الدولة صيغة الحكم الذاتي للاخوة الاكراد في شمال العراق وبما يكرس ممارستهم لحقوقهم القومية والوطنية ضمن اطار بلدهم الموحد (العراق).

 

*    ستعيد الدولة جيش العراق الباسل الى سابق وضعه مؤسساتيا وتجهيزا ومنعة وعزة بحيث يبقى كما عرفه العراقيون والعالم جيشا وطنيا مقتدرا يحمي امن العراق وسيادته ضد اي عدوان او تهديد خارجي. وكذلك ستعيد تشكيلات قوى الامن الوطنية بذات الاسلوب والى ذات الكفاءة المشهودة التي كانت عليها.

 

*    ستعيد الدولة الديمقراطية الامن الاجتماعي وسبل الحياة الطبيعية بعيدا عن الانفلات والاستهتار بحياة الناس .. تماما كما هو معمول به في اي بلد في العالم يحترم كيانه ومقومات القانون والنظام في كل مناحي الحياة.

 

*    ستعطي دولة البعث وحلفاءه المركزية المطلوبة للجامعات ومؤسسات البحث والتطوير لتمارس دورها في عملية بعث مظاهر الحياة من جديد. وستتعامل بوسائل العلم والتكنولوجيا لاعادة بعث الحياة في حقول الزراعة والاتصالات والتجارة والمياه والنقل والسياحة وغيرها.

 

سوف لن يكون الحزب وحلفاءه بعد الذي جرى مرغمين على التجنيد الاجباري ولا على قواطع الجيش الشعبي وستكون ساحة الخدمة العسكرية وفي قوى الامن لمن يهواها ويريد احترافها لان ما نعرفه ميدانيا ان بعض من حمل العداء للبعث وتصرف بعدوانية ضده قبل وبعد الاحتلال قد انطلق من جزئيات من هذا النوع وليس لاي سبب آخر( اكرر ... هذا رأي شخصي فلست انا مَن يقرر نهج الخدمة في الجيش بعد التحرير)

 

وأنا على يقين من ان الخائضين في برك التخويف من حزب البعث العربي الاشتراكي قد تضاءل زمنهم مثلما كلت اقدامهم من الخوض في الوحل ولم تعد مثالب تجنيد المواطنين في قواطع الجيش الشعبي او جيش القدس ولا حظر الاحزاب الطائفية العميلة للاجنبي ولا حتى اسطوانة الدكتاتورية المشروخة .. لم تعد هذه الاراجيف ولا سواها تؤثر قيد انملة من قناعات العراقيين بان البعث حزب وطني معطاء وباذل وشريف وصاحب رسالة عظيمة وانه حزب تاريخي وجذوره العقائدية وانتشاره الشعبي عصي تماما على الاجتثاث والاقصاء. ولن يكون الايحاء بعودته الى السلطة مع القوى الوطنية والقومية والاسلامية الا بارقة امل في ظلام الليل الدامس على العراق ارضا وشعب منذ يوم الاحتلال المجرم.

 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ١٣ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٢ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور