ما هكذا تورد الإبل يا سيد عباس

 
 

شبكة المنصور

خليل الدليمي  - رئيس هيئة الدفاع في العراق
ونحن نتسمر أمام شاشات التلفزة ، ونتابع باهتمام كبير القائد العربي الهمّام وهو يلقي بحممه على أمريكا ودول البغي والعدوان ، وفي عقر دارهم ، ويمزق بيديه ميثاقهم الذي باسمه قتلوا واحتلوا الشعوب ، وباسمه مزقوا وحدة الأوطان واستباحوا الكرامة والشرف ، وباسمه اغتصبوا نهارا جهارا وبلا خجل أو وجل ، الرجال قبل النساء ، وباسمه استهترت أمريكا أبشع استهتار بقيم الأرض والسماء ، فكان موقف القائد القذافي بلسما يداوي الجروح ، وكان بحق موقفا لا يقوى عليه أحد . ومهما كتبنا وقلنا ، فلا نستطيع أن نعطيه حقه . وكانت ثكالى العراق وأطفاله ومرابطوه يهللون له لتمتزج دموع حزن الأرامل ويتامى الشهداء مع فرح المرابطين المقاومين لكل أشكال الاحتلال ومشاريعه القذرة .


وبينما نحن نتابع هذا الموقف المشرف من القائد القذافي ، يطل علينا من ذات المنبر المهان ، السيد محمود عباس ، وللأسف لتسرق كلماته الفرحة والابتسامة من شفاه اليتامى والثكالى في العراق ، ليقول وليته لم يقل ، إن فلسطين هي آخر بلد محتل ، أو هكذا قال ..


لا ، وألف لا يا سيد عباس ، فإن نسيت أو تناسيت ، تنكرت أو أنكرت كما تنكر من قبلك عبد ربه وبقية الجوقة ، فإننا نقول لك رضيت أم أبيت ، إن العراق هو آخر البلدان المحتلة وليس سواه . وبفضل رجاله نقول لك يا سيادة الرئيس ولغيرك، لن تجرؤ أمريكا المجرمة أن تتجاسر على بلد بعد العراق . إنكم تستطيعون يا سيادة الرئيس أن تمارسوا حياتكم بشكل أكثر من اعتيادي وأنتم في فلسطين ، ولكن في العراق الأبي ، سرق لقطاء المارينزحتى فرحة أطفال المدارس ودور الحضانات ، لا لشيء ، إلا لأنهم يخشون من طفل عراقي بريء يرفع يده ببراءة ، فيرديه أوغاد أمريكا طيرا من طيور الجنة . هذا ما يحصل لفلذات أكبادنا ، فماذا نقول عن الذي يحصل للرجال والنساء في العراق يا سيادة عباس ؟


أتدري يا فخامة الرئيس عباس لماذا عبروا المحيطات والقارات ، فحرقوا ودمروا وشرّدوا وذبحوا واغتصبوا العراق ؟ لأن فيه رجالا همهم تحرير فلسطين السليبة وقدسها مسرى سيد البشر ، صلوات الله وسلامه عليه ، وقد أعد العراق العـدة لتحريرها . أتدري يا سيادة الرئيس عباس لماذا اغتالوا العراق ؟ لأن سيد الرجال الشهيد الخالد صدام حسين كان يمنح أيتام أي شهيد عراقي مبلغ ألف دولار أو يزيد ، بينما يمنح شهيد فلسطين خمسة وعشرين ألف دولار . أتدري لماذا أحرقوا العراق يا سيادة عباس ، لأنه أعد ترسانة لأجل فلسطين لا لغيرها، وقال سأحرق نصف إسرائيل ، بينما أنت ترسل بالمنتخب الوطني الفلسطيني إلى مايسمى كردستان لتفك الحصار الرياضي عنها بينما فرق الموساد تسرح وتمرح هناك . وهل تدري بأن كبير المحققين الأمريكان ، كان يستجوب سيد الرجال ولسبعة أشهر وبمعدل سبع ساعات يوميا عام 2004 ويسأله : لماذا أعددت جيشا مليونيا وخمسة أضعافه من جيش القدس يا صدام ، أليس لتقتل به " المساكين الإسرائيليين " يا صدام ؟ أتدري ماذا قال لهم يا فخامة عباس ، وهل عندي أعداء غير الصهاينة الانجاس. ثم سألوه لماذا يا صدام كنت تعطي (الإرهابي الفلسطيني) مبلغ خمسة وعشرين ألف دولار بينما شعبك جائع ؟، فكان جواب الشهيد ، وهل لنا غير فلسطين وشعبها الأبي ومسرى الرسول أيها الظالم المحتل . هل نسيت من ضرب كيانهم الغاصب ب39 صاروخا ؟؟، ومن يجرؤ على فعل ذلك غير العراق ؟ فلا أرض أطهر من أرض العراق , ولاشعب أنبل وأطيب وأشجع من شعب العراق .


ربما بعد هذا الشيء اليسير مما ذكرته لك ، قد تدرك لماذا أحرقوا العراق ...
إن قلوبنا لتنزف ونحن ننتخي بالعرب الغيارى ألا يعترفوا بأزلام الاحتلال ، في حين تذهب أنت وتصافح هؤلاء الملطخة أيديهم بدم العراق ، والأنكى أنهم يفرشون لك سجادا أحمر، هؤلاء الذين يريدون أن يفصلوا الرأس عن جسد العراق لتشرعن لهم حلما سيبقى بهمة الأبطال حلما ، مجرد حلم .


أتعلم ماذا تعني زيارتك " الميمونة " لشمال العراق الحبيب ؟، لقد فتحت الجروح والقروح التي عصفت بنا بسبب مواقفنا من فلسطين الحبيبة ، وتأتي زيارتك لتفتح جروحا أخرى لن تندمل يا سيادة الرئيس . أهكذا يجازى العراق؟؟؟؟ في الحلق غصة، والجرح غائر ياسيد عباس . أتدري من يمنّ على العراقيين وهم في المهجر مهجرون ؟، والله ليس أهل الدار ، أتدري من يشمت بجرح العراق ، أتدري من الذي يؤذي العراقي في المهجر ؟، لن نقولها ، لكن والله لن ننساها ما دامت في عروقنا دماء . أتدري من يفتح مواقعه للإساءة للعراق ، ويشمت ويسيء لسيد الرجال ، وللعراق ، ويسيء لأيتام وثكالى العراق ، وعائلة الشهيد الخالد .

 

أتدري من يتنكر للعراق الآن ؟ أتدري ماذا دار في محكمة المحتلين الهزيلة ، قد ألتمس لك عذرا لأنك يقينا لم تتابع سيد الرجال في تلك المحاكم ، لكنني أكثر تيقـنـا بأن جل زعماء العالم يتابعوها . أتدري ماذا كان يقول الرئيس صدام حسين وهو يزأر في عرينه ( طز بشارون وبشمعون بيريز ) ، وفي أصعب المواقف ، لم يكن يهتف للعراق بل يقول عاشت فلسطين حرة عربية من البحر إلى النهر ، وحتى عندما وقف كالطود الشامخ أمام حبل الاغتيال ، لم يقل نفسي نفسي ، بل قال : الله أكبر ، نحن لها ، وعاشت فلسطين حرة عربية . وأهمس لك لكي لا يسمعنا أحد ، أتدري ماذا قالوا له وأنا شاهد على هذا ، قالوا له نريد منك كلمة فقط ، وأي كلمة ؟ ، أن تخفف من حديثك وخطبك عن فلسطين ، ونحن نعيدك ، ونعيد العراق ..


فلا تدفعني لأن أفرغ ما في جعبتي وهو كثير كثير ، فلنتق الله في العراق, فلقد بلغ السيل الزبى ، وبلغت القلوب الحناجر ، فلتعتذر وليعتذر الجميع من العراق .. عراقنا ، عراق العرب ..
الله أكبر وعاش العراق . حرا عربيا أبيا موحدا . الله أكبر وعاش العراق ..

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ١٠ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٩ / أيلول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور