شاهد عيان من داخل محكمة جنايات كربلاء ..

ماذا قال السارق وأيده من كان متواجد في قاعة المحكمة ؟

 
 

شبكة المنصور

منهل سلطان كريم

لا يكتفي السراق والمختلسين اليوم بمبالغ قليلة وان السرقات استشرت ووصلت الى صغار العاملين في دوائر الدولة فمن كل مشروع يخصص تتم سرقة النسبة الأكبر منه ويتوقف انجاز المشاريع ويدور من إدارة إلى أخرى كل ذلك سببه الفساد الإداري والمالي، فالفساد يضرب في كل مفاصل الحياة دون أدنى خجل أو خوف من محاسبة ففي حادثة باتت اليوم مألوفة في عراق اليوم فقد تم إلقاء القبض على ثلاثة متهمين من موظفي الإدارة المحلية في محافظة كربلاء بتهمة اختلاس ما يقارب من مليار دينار واعترفوا صراحة بذلك ولكن احد المتهمين أثار زوبعة وفوضى داخل قاعة المحكمة أدت إلى تعاطف مع موقفه وتأييد من كان متواجدا في قاعة المحكمة بسبب صحة ماذهب إليه ففي بداية إفادته طلب الكلام وسمح له رئيس الجلسة فتطرق إلى القصة المعروفة للفنان الكبير ( دريد لحام ) حينما سرق ليرة وغيره سرق مالا يعد ولا يحصى وتمت محاسبته هو وليس هم فطلب منه رئيس الجلسة الدخول بصلب الموضوع فقال بدون إي تحفظ ان محافظ كربلاء السابق الدكتور عقيل الخزعلي سبق وان سرق خمسة مليارات خصصت لخدمات المحافظة في احد المناسبات الدينية ومرت حادثة السرقة رغم افتضاح أمرها ومخاطبات من رئيس المجلس السابق عبد العال الياسري إلى مجلس الوزراء دون جدوى فقاطعه رئيس الجلسة إلا انه وتحت ضغط الحضور والرأي العام على جرأة هذا المتهم ومن اجل فضح من تستر بالدين لفترات طويلة سمح له بالاستمرار في كلامه وقال انتم تعرفون تاريخ هذا الرجل منذ كان مدرسا في المدارس المهنية المسائية التي كان يشرف عليها حزب البعث في حينه والتي ألغيت بعد الاحتلال ولغاية هروبه إلى إيران بسبب صدور حكم قضائي ضده وعودته منها ( مجاهدا مقاتلا مقاوما ) والقصة معروفة ليس هذا مجال ذكرها وبالمقابل قيام رئيس المجلس السابق عبد العال الياسري بتأسيس شركة إعلانات عالمية كبرى وهو كان يعمل  بتصريف الدولار ولم يسأل احد من أين له كل هذه الأموال أما أعضاء المجلس فما حصلوا عليه أصبح معروفا للقاصي والداني من قطع أراضي بمواقع متميزة ومصالح مع أصحاب المشاريع ولا يستثنى منهم احد فلماذا يترك كل هؤلاء وتمسكون بي وان ماجنيته لا يشكل إي نسبة إذا ماتمت مقارنته بما جناه الجميع..

 

وان رغبتم بإثبات ذلك فأمهلني لساعات لكي اجلب أدلتي ولكن قبلها أريد عهدا منكم يارجال القضاء أن تتخذوا ما تمليه عليكم ضمائركم في محاسبة كل من ارتكب جريمة بحق هذا الشعب المظلوم وأنا منهم..هذا ما قاله المتهم الذي يشير إلى صحوة ضميره وحينها حصل ما لم يكن في الحسبان إذ قام رئيس الجلسة بأمر المتهم السكوت وإنهاء كلامه وانتظار صدور الحكم وكل الذي تم ذكره لا قيمة له.. وحين تم النطق بالحكم تم الحكم على الثلاثة بالسجن وعدم المبالاة بكلام المتهم وحينها اخذ يصرخ في قاعة المحكمة بان ما يمليه عليه الواجب قد ابلغه للقضاء وسيعمل جاهدا لفضح من يتستر بالوطنية والدين واقتادوه ومن معه أفراد الشرطة إلى بناية مديرية شرطة محافظة كربلاء حيث الموقف والتسفيرات وحيث أن كلام المتهم قد سمع به الجميع وانتقل إلى خارج قاعة المحكمة فقد بادر عدد من الإعلاميين وذهبوا إليه في سجنه ليتحدث لهم عن هذه الحقائق كل يبحث عن سبق صحفي إلا أنهم فوجئوا بصدور أمر يمنع مواجهته ومن أعلى السلطات لأن حديثه يعني بداية فتح هذه الملفات ولكونه موظف حكومي يمتلك أدلة ووثائق تدعم كلامه بحكم عمله..

 

هذه هي سياسة تكميم الأفواه في عراقنا الجديد فالسراق يغطي احدهم على الأخر لذا أدعو دعوة مخلصة إلى أن تكون هذه المحاكمات ومنها محكمة سرقة المصرف في بغداد وغيرها علنية ويسمح للرأي العام والإعلام الحر من متابعتها والسماح للمتهمين بالحديث بحرية دون تهديد وخوف كل هذا من اجل العراق ومن اجل هذا الشعب المظلوم... وما تبقي لنا من أمل في كشف الحقائق هو ما تعاهد عليه عدد من الكتاب والإعلاميين في المحافظة من فضح كل من ورد ذكره في قضايا الفساد والعمل على اخذ هذه الأدلة ونشرها وأن غدا لناضره قريب.. والله من وراء القصد 

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ١١ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠١ / أيلول / ٢٠٠٩ م