إنتصار الشعب العراقي على المشروع الطائفي ووصية الحكيم التي كتبت وصدقت في إيران

 
 

شبكة المنصور

الجبهة الوطنية لمثقفي وجماهير العراق

أحد اهم الكيانات السياسية التي تم تشكيلها في العراق بعد الإحتلال عام 2003 هو مايطلق عليه ( المجلس الاعلى الإسلامي العراقي ) والذي يتكون من عدة مسميات جميعها حليفة لإيران وتعمل تحت إمر وتوجيه المخابرات الإيرانية والإحتلال الأمريكي إضافة الى شخوص وأحزاب ليبرالية تعمل بصفة تجسس لخدمة وكالات المخابرات لعدة دول منها أمريكا وبريطانيا وإيران وهذا النوع من التحالف على وفق الإصطفافات الطائفية طبقاً لرغبة طرفي الإحتلال الأمريكي – الإيراني الدولتين المتحالفتين استراتيجيا ضد العراق والامة العربية كما اعترف بذلك جلال الطلباني رئيس حزب الإتحاد الوطني الذي  شكل بدوره نمط العملية السياسية إبتداءً من تشكيل مجلس الحكم برعاية بول بريمر في 13 تموز 2003 ومن هنا بدأت الخطوة الأولى لزرع الطائفية والمحاصصة والعرقية والمذهبية والمناطقية في حكومة وبرلمان العراق المحتل ، تلك الخطوة جاءت بعد الجريمة التي إرتكبها بول بريمر وإقدامه على حل الجيش العراقي وجميع مؤسسات الدولة العراقية وجعل السلطات مطلقة بيد قوات الإحتلال الامريكي وسلطة الإحتلال بالشراكة مع البريطانيين .

 

برز دور ما يسمى المجلس الأعلى حينها برئاسة عبد العزيز الحكيم الذي تم تنظيمه  وتمويله في إيران وله الدور الفاعل في ترتيب مجلس الحكم لأنه يملك جناح مسلح يعرف (( فيلق بدر )) الذي ساند القوات النظامية الإيرانية في هجومها على العراق وقاتل الى جانبها ضد العراق ارضا وشعباً وساهم بإعدام الأسرى العراقيين في جريمة البسيتين عام 1981 حيث تم إعدام ( 1500 ) أسير عراقي والتي إعتبرها الشعب العراقي فيما بعد بذكرى (يوم الشهيد) المصادف 2/ 12 / من كل عام  ، وهذا التشكيل مدرب عسكرياً وإستخبارياً وممول بشكل جيد ومدعوم ليؤدي الدور المرسوم له في تنفيذ السياسة الإيرانية في داخل العراق من زرع الطائفية وصولاً لتحقيق الهدف الأكبر هو تقسيم العراق وفق ما يسمى ( الفيدرالية) من خلال القتل والتهجير الذي بدأ مباشرة بعد الإحتلال وبشكل منظم في قتل الضباط الطيارين وقادة الجيش العراقي وآمري التشكيلات العراقية في القوات المسلحة العراقية والكفاءات والخبرات والوطنيين من أبناء العراق وكل من  له  دور في تحقيق النصر على القوات الإيرانية في حرب دامت ثمان سنوات فرضتها إيران لتصدير مشروع الشر المتمثل بما يسمى ( تصدير الثورة الإسلامية ) التي نادى بها الخميني عند إستلامه السلطة إذ تتوسع حكومة طهران في تطبيق هذا الشعار داخل الأقطار العريبة بعد إحتلال العراق عام 2003 .

 

· عبد العزيز الحكيم ورئاسة المجلس ودور الوصية في توريث ولده عمار في تولي تنفيذ الاجندة الإيرانية في العراق .

 

بحكم كونه رئيس المجلس الأعلى رأس عبد العزيز مجلس الحكم تحت ولاية الحاكم الامريكي بريمر وحينها دعا عبد العزيز الحكيم (المقصود بعائلة الحكيم  طبيب الحاكم الصفوي الايراني للذي لايعرف تاريخ عائلته) الى تعويض ( الجارة إيران ) مبلغ 100 مليار دولار أمريكي من مال العراق مكافأة لها عن الحرب التي شنتها على العراق وإعتبار العراق هو المعتدي وهو ما يعني اعلان وفاءه لإيران وولائه المطلق لها دون مراعاة الأعراف الدولية والوثائق والادلة التي تثبت اعتداء إيران وأطماعها في العراق والأمة ، كذلك دعا عبد العزيز الى تقسيم العراق وتفتيت وحدة شعب العراق على شكل دويلات وأقاليم  مسيسة طائفياً وعزل العراق عن محيطه العربي والإسلامي وتعطيل نهضته ووفق الاستراتيجية الصهيونية اخراج العراق كدولة من الدول المؤثرة في المنطقة ، ولأغراض الوضع الإنتخابي شكل ما يسمى الإئتلاف العراقي الموحد برئاسته أيضاً وضمن اللون الطائفي ، وهذا التشكيل يُعد المرحلة الاولى التي مهدت لتكريس الطائفية بينه وبين ما يسمى الحزب الإسلامي بزعامة محسن عبد الحميد وطارق الهاشمي ومن تحالف معهم فيما بعد وبدء تنفيذ عمليات القتل على الهوية والتهجير القسري والقتل الذي أودى بحياة أكثر من ( 1,5) مليون عراقي شهيد ، وصمم المسرح السياسي لحكومات الإحتلال على أساس رغبة طرفي الإحتلال ( أمريكا – أيران) الطائفية والعرقية والمذهبية والمحاصصة وجميع اشكال المكونات تعمل لخدمة المحتل وتنفيذ أجندات خارجية تدفع بالعراق للتقسيم والدمار والصراعات الداخلية وإبقاء الإحتلال أمداً طويلاً ، وإستمر الأمر على هذا الحال لحين إنتخابات مجالس المحافظات التي أثبت فيها الشعب العراقي قوة تماسكه ووحدته وقدرته على نبذ الطائفية وكل مشاريع التقسيم التي تبناها عملاء الإحتلال  ونظراً لقوة العلاقة بين الإئتلاف العراقي الموحد وإرتباطه بالأجندة الأمريكية – الإيرانية وبعد إن أيقن الأمريكان ومراكز بحوثهم مدى صعوبة موقفهم وعدم إمكانية بقائهم في العراق وفشل آلية العزف على وتر الطائفية قامت أمريكا بتقديم النصيحة لحكومة المالكي بالخروج من الإئتلاف العراقي الموحد وإعتماد خطاب الوطنية والإدعاء بالوحدة الوطنية لأنها المنقذ الوحيد لحكومة المالكي وحزب الدعوة  من السقوط والإنهيار في خوض الإنتخابات وسمي إئتلاف دولة القانون وهو عبارة عن كلام حق يراد به باطل لأن هذا الإئتلاف لايمت بصلة للقانون ولا تتوفر فيه عناصر ومقومات القانون لان القانون الذي يحمي حقوق الإنسان العراقي وحرية العراق والإستقلال الكامل للمؤسسات التشريعية والقانونية وهو إداة رادعه تحد من الفساد المالي والإداري  والمفروض في ظل القانون عدم وجود سجناء رأي كما يحصل الآن حيث هناك آلاف  السجناء وودولة القانون تعني عدم  وجود لميليشيات متنفذة في دوائر ومؤسسات الدولة أو مخابرات دولة مجاورة مثل إيران تتحكم بمجريات الأمور في العراق على علم ومسمع من حكومة المالكي وكل الكيانات السياسية الاخرى المتحالفه معها ، أي ان إئتلاف دولة القانون مجرد إصطفاف من أجل القبض على مقاليد السلطة واطالة عمر حكومة الاحتلال التي بدا الشعب ينفر من سماع حتى اخبارها وادعائتها، وعلى هذا الأساس إستطاع المالكي أن يحقق  تقدم على كيان عبد العزيز الحكيم ، وحين مرض عبد العزيز أدرك صعوبة موقف سلطته ومن بعده إبنه عمار وإحتمالية تلاشي نفوذه وبالتالي تهميشه من قبل الكيانات الاخرى لذا تدارك الموقف وخطط لمستقبل المجلس وبقائه  تحت زعامة ولده عمار فكتب وصية ورَث فيها له  قيادة المجلس للمحافظة على مكانة عائلة آل الحكيم في صدارة المشهد السياسي في ظل المنافسة وتضمنت الوصية خطاباً يبدو مقبولاً من قبل أتباعه وهذا الامر جاء مشابهاً لما قاله الخميني عند قبوله وقف إطلاق النار مع العراق بأنه ( تجرع كأس السم ) بهذه الموافقة ولكن يبدو أن عبد العزيز الحكيم أجَل تجرع السم الى ما بعد وفاته ولأهداف إنتخابية ومن الملاحظ أن الوصية كتبت وتم المصادقة على مضمونها في إيران وقرأت في العراق هو اكبر دليل على إنتصار الشعب العراقي على مشروع الطائفية والقائمين به وفشل كل المرتبطين في الاجندة الامريكية – الايرانية كما أن الوصية تخالف تماماً ما يدعون من ديمقراطية تداول السلطة وشفافية الرأي فهي مبدأ التوريث الذي  يعتمدون عليه لتسهيل مهمة المزج بين السياق الليبرالي والديني أي توظيف الدين لخدمة السياسة .

 

إن القوى العميلة والموالية لإيران وأمريكا تحاول الإستمرار باللعب على مشاعر العراقيين وبأساليب جديدة وإبقاء الشعب يرزح تحت وطأة الخطابات الرنانة الكاذبة مع وجود الإحتلال والعبودية وما على الشعب إلا التمسك بالمشروع الوطني الذي تقوده المقاومة العراقية والقوى الوطنية المناهضة للاحتلال التي أجبرت الإحتلال البريطاني على الهروب من أرض العراق تحت جبروت نيرانها وأجبرت الأمريكان  على الإنسحاب من المدن الى القواعد العسكرية لكي تكون خارج مرمى اسلحة المقاومة واللجوء الى توقيع إتفاقيات لتغطية الهزيمة والآن نشهد هزيمة الفكر العنصري الطائفي من خلال تراجع المجلس الإسلامي العراقي عن المطالبة بتقسيم العراق والتلويح بتجاوز الخطاب الطائفي وسمى نفسه الإئتلاف الوطني العراقي  وسوف يزف الشعب العراقي وأبناء شمال العراق بعون الله قريباً النصر من خلال إسقاط الطائفية و العنصرية وفشل الحزبين الإنفصاليين في شمال العراق   ... وبات يوم الهزيمة الكبرى للمحتل وأعوانه  قريباً ( وإن غداً لناظره قريب ) .

 

الأمانة العامة
للجبهة الوطنية لمثقفي وجماهير العراق
الإثنين ٠٩ شـوال ١٤٣٠هجرية
٢٨ أيلول ٢٠٠٩

 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ١٤ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٣ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور