إصلاحيو إيران والعلاقة الخفية مع ( الشيطان الأكبر)

 
 

شبكة المنصور

 

في خضم المنافسة الدائرة علىالسلطة في إيران بين المحافظين يدعمهم خامنئي والإصلاحيين برئاسة مير حسين موسوي نائب الرئيس الإيراني الأسبق اثناء الإنتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة تفجر الخلاف السياسي بين التيارين المحافظ والإصلاحي، وهذا الخلاف أدى الى فجوة عميقة وإنقسام داخل الشعوب الإيرانية التي ضاقت ذرعاً من سياسة ( ولاية الفقيه ) ووصل الأمر الى حد الإقتتال في الشارع والمواجهات الدامية بين أركان النظام مما حدا بحكومة نجاد الى إستخدام أقسى العنف والقوة المفرطة ضد أنصار( مير حسين موسوي) وزج الآلاف في السجون والمعتقلات وممارسة هوايات فيلق القدس الإيراني وأجهزة الأمن الأخرى المعروفة بإغتصاب الكثير منهم حسب تصريحات كبير الإصلاحيين ( مهدي كروبي ).


عززت السلطات الدينية والسياسية المطلقة التي يتمتع بها ( خامنئي) موقف المحافظين لما لها من مساحة تأثير روحي ونفسي لدى الكثير من أبناء الشعوب الإيرانية،ومن جهة اخرى أظهر الكثيرمن الإيرانيين رفضهم لمفاهيم ومنهج ولاية الفقيه بعد الإنحياز الذي أبداه خامنئي ( الولي الفقيه) لصالح المحافظين وضمن فوز نجاد المشكوك به من قبل الشعوب الإيرانية بعد ثبوت مئات حالات التزوير في مناطق إنتخابية كثيرة.


إن هذا الأمر زاد من قوة صفوف الإصلاحيين وإصرارهم على المواجهة والطعن بنزاهة الإنتخابات وبولاية الفقيه وتشكيل كتلة من رجال الدين دعت الى سحب الثقة من خامنئي وهذا يعتبر تحول نوعي وإن لم تحقق هذه الدعوة تغيير ملموس لحد الان إلا أنها تعتبر خطوة الى الأمام على طريق الخروج من تحت عباءة الولاية وممارسة التحولات الإصلاحية وإحترام قناعات الشعوب الإيرانية ، كما أن هذا التطور إعتبر ان سياسة ومنهج ولاية الفقيه سياق سياسي مغطى بغطاء الدين ضمن إستلهام الفلسفة الزرادشتية في الحكم من خلال إضفاء صفة الألوهية للحكام كونهم ظل الله في الارض وهذه الفلسفة تخالف المنهج الحقيقي للدين الإسلامي والشريعة الإسلامية في الحكم والتي دعت الى الشورى بقوله تعالى " وامرهم شورى بينهم"،وأما التغاضي من قبل خامنئي عن التزوير الحاصل في الإنتخابات والتصديق (على صحة رئاسة نجاد) فهو مصادرة لحق الشعوب الإيرانية وشهادة زور وفق الفقه الإسلامي .


الإصلاحيون من جانبهم ولمعرفتهم المسبقة بالتواطؤ والتنسيق خلف الكواليس بين ( السلطات الإيرانية والشيطان الاكبر والصهيونية ) حسب الخطاب الإيراني الذي تسوقه السلطات الإيرانية إعلامياً والذي إنكشف زيفه في التعاون المعلن بين أمريكا – وإيران ( طرفي الإحتلال ) للعراق ، هوما عزز من فرص الإصلاحيين في الطموح للسلطة والذين شعروا بأن أمريكا متورطة في المأزق العراقي وتخشى من إستمرار فشل ستراتيجياتها في العراق بسبب تزايد النفوذ إيراني في الخليج ودول عربية إخرى وهذا يعزز دور إيران وخاصة بعد إنجاز برنامجها النووي . مما دفع بأمريكا الى دعم الإصلاحيين وإعتماد خط المعارضة للوصول للسلطة من خلال الدعم الأمريكي– البريطاني والذي هم ادرى بتفاصيله عبر سنين من التعاون والتنسيق يبن الطرفين لا سيما وإن أغلب قادة الإصلاحيين كانوا في الحكم وبمراكز القرار في تسيير السياسة الإيرانية أثناء الحرب العراقية – الإيرانية التي شنتها إيران ضد العراق في عام 1980 وإنتهت بإنتصار العراق عام 1988 مثل ( مير حسين موسوي – ومحمد خاتمي – وهاشمي رفسنجاني – ومهدي كروبي ) وقيادات إخرى ، كل تلك العوامل والصراعت ساعدت في إضعاف سلطة ( ولاية الفقيه) وفقدان هيبتها ومصداقيتها وباتت الشعوب الإيرانية لا تحترمها ويمكن وصف إقدام الإصلاحيين على هذا الموقف كخطوة تثبت الإنفتاح على العالم من خلال تغيير وجهه السياسة الإيرانية التوسعي المكروه .


إن التواطؤ والتعاون والتنسيق الخفي بين المحافظين والإصلاحيين مع الولايات المتحدة الامريكية هو تسفيه وتكذيب لمضمون مقولة ( الخميني) التي يسوقها على الشعوب الإيرانية وبعض الآخرين [إقتلاع إسرائيل من المسجد الأقصى ] والتي وصفها بجرثومة الفساد.


لذا يتطلب من الأمة العربية أن تقوم بدراسة التوجهات المعاصرة في السياسة الإيرانية لكي تتهيأ لها من الآن بهدف تحجيم التعاون الإستراتيجي الأمريكي – الإيراني على حساب الامة العربية ووقف المد الصفوي في الأقطار العربية .

 

الأمانةالعامة
للجبهة الوطنية لمثقفي وجماهير العراق
٢٥ رمضان ١٤٣٠ هجرية
١٥ أيلول
٢٠٠٩

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ٢٧ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٧ / أيلول / ٢٠٠٩ م