موسم تساقط الاقنعة و الاخلاق ؟؟... فقد ترك الخداع من كشف القناع

 
 

شبكة المنصور

نبيل ابراهيم

هو موسم الزيف الاخلاقي في أسوأ مراحله , ذلك الموسم الذي فيه  يمتطي ( البعض من الذين يرتدون الثوب البعثي ) للديمقراطية الامريكية في التصدي لمرحلة الـ35 سنة الماضية وشيطنتها وانتقادها سلبيا تحت ذريعة نقد الذات المزيف صحيح أنّ الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي للعراق  له تعقيداته وضبابية تداخلاته لا سيّما في معسكر الأعداء إلاّ أنّ النظرة الموضوعية لهذا الوضع تحسم كلّ ذلك عبر بروز ظاهرة حقيقية أفرزت كينونتها بوضوح تام من خلال عملية فرز بين خندقين اولهما خندق الشعب العراقي الأصيل ومقاومته المسلّحة الباسلة و حزبه حزب البعث العربي الاشتراكي, وثانيهما خندق أعداء العراق ممثلاً بالاحتلال الامريكي الصهيوصفوي وعملائه وفي ذلك لم يعد هناك من مبرر لهذا الطرف أو ذاك لأن يجهد نفسه بتعليلات أو تبريرات يغلفون بها خياناتهم للأمانة وللمبادئ ويدفعون عن أنفسهم جريمة الانزلاق في قاع الرذيلة والخنوع عندما ذهبوا طواعية او مدفوعين من جهات مشبوهة في طرح تحليلات و رؤى غريبة عجيبة بذريعة ضرورة الاستماع الى كل الافكار والرؤى والاطروحات مهما كانت توجهاتها  ومهما كانت ولاءاتها ومهما كانت اجندنها وبذلك حللوا وشرعنوا الى الاستماع الى من يكن بولائه الى ايران المجوسية او الى دولة الاحتلال الامريكي او الى العصابات البرزانية والطالبانية ودعاة التقسيم والترويج لهذه الافكار و تسويقها بل ذهبوا ابعد من ذلك فوصلوا الان الى مرحلة نقد سلبي بذئ قذر لمسيرة 35 عاما من الحكم الوطني وياليت كان نقدهم موضوعيا وايجابيا بل ان نقدهم اصبح تسقيطا وشيطتنة كل هذا والذريعة واحدة .. الديمقراطية

 

إنّ مرور اكثر من ست سنوات من التجربة المريرة والأحداث الدامية والدمار والخراب في العراق أثبتت بما لا يقبل الشك أو الارتداد أنّ قضية العراق لا تحسم إلاّ من خلال خط أساسي لا بديل عنه وهو المقاومة المسلّحة التي أسقطت كلّ رهانات الأعداء وشكوك الأصدقاء وبددت أحلام العملاء والخونة . وهذه المقاومة هي التي أنجزت المهام العظيمة التي كسرت ظهر إدارة دولة الاحتلال الامريكي  وأعادت الرشد لكثيرين ممن أغوتهم العنجهية الأمريكيّة المتغطرسة وضللتهم الدعاية الصهيونيّة، مثلما أيقظت الصحوة لدى الجماهير العربيّة والإسلاميّة، وحتى الرأي العام العالمي .

 

 وايضا فأنه من الواضح للعيان انه من افرازات ومن حصيلة سنوات الاحتلال هو  سقوط الأقنعة عن بعض من الوجوه الكالحة التي لطالما تشبثت بانتمائها لحزب البعث العربي الاشتراكي ولطالما تشدقت بكونها عناصر بعثية مؤمنة وكانت هي نفسها جراثيم عالقة بجسم البعث .

 

فنحن عندما نتحدث  عن الازدواجية الامريكية والكيل بمكيالين، فيجب علينا الانتباه ايضا الى ان هذه الازدواجية تنطبق علي معظم اللذين بدأوا بتسقيط و شيطنة المرحلة الوطنية الماضية خصوصا من اللذين يلبسون الثوب البعثي ويهاجمون الفترة الماضية التي كانوا فيها يوما من الايام من اشد المدافعين عنها.

 

 العراق محتل، وهناك مئة وخمسون الف جندي امريكي وبريطاني عدا فرق الموت والمرتزقة وعدا مئات الالاف من افراد عصابات بدر والمهدي والبيشمركة يجثمون علي ارضه، ويتحكمون بمقدراته، ويحاولون تغييرهويته العربية، وصياغة مستقبله على اساس التقسيم وعلى مر التاريخ لم يحدث احتلال بهكذا قسوة وبهكذا شراسة وبدل توحيد الجهد من اجل مساعدة المقاومة العراقية لتحرير البلد يذهب هؤلاء عن قصد او عن غير قصد الى المدى الذي يخدم اجندة المحتل , هذا المحتل الذي صرف المليارات وبذل الجهود العملاقة من اجل شيطنة البعث وشيطنة نظام الحكم الشرعي ومن اجل شرعنة الاحتلال , ثم  هل ان مفهوم الديمقراطية الجديدة في نظر هؤلاء هو التسقيط والشيطنة فقط؟؟ ام ياترى لديهم اجندة تخدم جهات معينة؟؟ .

 

لقد بات الجميع يدرك حجم زيف شعارات هذه القوى بكل الوانها وعقائدها وما تعانيه من أمراض سياسية وازدواجية مقيتة وانعكاسها الضار على مصالح الأمة، وكيف أن المبادىء والقيم قد ضاعت منها و وأمام استشراء الأحقاد، كما أدرك الناس حجم الهزال السياسي والفراغ الأخلاقي الذي يطبع سلوك هذه القوى وأتباعها ويجعلها أبعد ما تكون عن مناصرة الحق والعدل وأعجز ما تكون عن الارتقاء إلى مستويات الصدق والشرف في اتخاذ المواقف تجاه قضايا الأمة المصيرية، وهو ما يجعل منها مجرد جوقة من المتواطئين والمتعاونين مع الظلم والعدوان الأمريكي على العراق والأمة العربية وعلى قواها الوطنية والقومية الشريفة.

 

لقد أدى احتلال العراق الى سقوط كثير من الاقنعة منها اقنعة الوطنية التي كان يستتر خلفها هؤلاء الذين يرتدون الثوب البعثي وخلق صفحة هي أكثر الصحفات خسة وقذارة تلك التي تكتب بيد الخوارج من المتلبسين زورا بلباس البعث يعاضدهم بعض قوارض وجرذان اليسارية الفاسدة من الشيوعيين ,

 

 ومع مرور الوقت و تكشف الحقائق في العراق بات الجميع يدرك حجم زيف شعارات هذه القوى بكل الوانها وعقائدها وما تعانيه من أمراض سياسية وازدواجية مقيتة وانعكاسها الضار على مصالح الأمة، وكيف أن المبادىء والقيم قد ضاعت منها و وأمام استشراء الأحقاد، كما أدرك الناس حجم الهزال السياسي والفراغ الأخلاقي الذي يغلب سلوك هذه القوى وأتباعها ويجعلها أبعد ما تكون عن مناصرة الحق والعدل وأعجز ما تكون عن الارتقاء إلى مستويات الصدق والشرف في اتخاذ المواقف تجاه قضايا الأمة المصيرية، وهو ما يجعل منها مجرد جوقة من المتواطئين والمتعاونين مع  قوى الاحتلال الأمريكي الصهيوصفوي .

 

ان مراجعة اخطاء الفترة السابقة وانتقادها  من اجل الاستفادة منها هي عملية مرغوبة بل وواجبة شرط ان تكون نابعة عن حسن نية وعن شعور بالمسؤولية وانتماء حقيقي للبعث  لكن ان تتم بالصورة السلبية وبالشكل وبالاسلوب الذي تريده وتمارسه اجهزة اعلام الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي فهذا امر مرفوض بتاتا ولا يعطي ذريعة لما يدعونه لان هذا الاسلوب انما يكشف الحقيقة الانتهازية لهؤلاء .

 

والسؤال الذي نود أن نطرحه هنا , وخصوصا بعد كل هذه السنوات من ارتكاب جريمة احتلال وطن عظيم كالعراق المسلم العربي , وهو هل من مغزى ايجابي لسلوك هؤلاء الذين تساقطت اقنعتهم في اختيارهم لطريق من شانه خدمة اجندة اعداء البعث؟

 

المطلوب أن نستثمر قيم التضحية والبذل التي عبرت عنها الأمة، ونواصل جهود التأطير والتعبئة ضد العدوان المتواصل والمستمر عليها، ولهذا فإن الخيار المطروح على القوى الوطنية العراقية المخلصة هي أن تستعد لمعركة مقاومة طويلة الأمد حتى يكون حكم العراق بيد العراقيين.

 

لقد أدى احتلال العراق الى سقوط كثير من الاقنعة منها اقنعة الوطنية التي كان يستتر خلفها هؤلاء الذين يرتدون الثوب البعثي و يبدو أن قدر البعث  أن يخرج من بين صفوفه من المنتسبين اليهازوراً في كل مرحلة انكسار يمر بها (أبو رغال جديد) ـ يخرج من يبيع نفسه ووطنه إلى الأعداء ويقبل أن يكون ذليلا وتابعا لتدنيس فكر ومعتقدات البعث  والتسقيط بأبنائه وبقادنه وبتاريخه النضالي. ولكن التاريخ دائما لهم بالمرصاد إذ سرعان ما تدور الدوائر على الباغي والخائن ليسقط في وحل الهزيمة وتتساقط معه الأقنعة عن الوجوه التي تتخفى وراء مظاهر الورع والتقوى والنزاهة المزيفة وتتضح الحقائق عارية سافرة لتعيد الأمور إلى نصابها الصحيح والشخوص إلى أحجامها الطبيعية.

 

الخلاصة هي أن التفكير والفعل ينبغي أن ينصب على استيعاب تحديات المرحلة والتي كشف عدوان العراق عن مدى شراستها، فإذا كانت بغداد قد سقطت، فإن البعث لم يسقط ولن يسقط، وحتى يتحقق ذلك علينا أن نحارب قيم التساقط والاستسلام والتي تخوضها بعنف وسائل إعلام ومؤسسات الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي

 

عاش العراق حرا عربيا ابد الدهر

عاشت المقاومة العراقية بكل فصائلها وبكل صنوفها وبكل مسمياتها

عاشت حزب البعث العربي الاشتراكي ومناضلوه الحقيقيون اينما كانوا

المجد والخلود لشهداء البعث وفي مقدمتهم شهيد الحج الاكبر صدام حسين رحمه الله

الحرية لاسرى البعث والعراق في سجون الاحتلال

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٢٢ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٢ / أيلول / ٢٠٠٩ م