نداء لقيادة المقاومة وكتابها ... لا تعلقوا استحقاق تحرير العراق على شرط مستحيل التحقق هو التوحد مع التكفيريين في جبهة واحدة

 
 

شبكة المنصور

المقاتل قصي الشمري  / بغداد العز والبطولة

بسم الله الرحمن الرحيم   

( ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين )   

صدق الله العظيم

 

منذ احتلال العراق وقيادة العراق الشرعية التي تتمثل الآن بالقائد المجاهد عزة الدوري حفظه الله والقيادة العليا للجهاد والتحرير (أكبر ائتلاف لفصائل المقاومة ومعها القوات المسلحة العراقية) لا يكفون عن العمل الدؤوب من أجل توحيد جميع فصائل المقاومة العراقية الفاعلة على الأرض في جبهة سياسية وعسكرية واحدة ، وبفضل الله فقد أثمرت جهودهم الطيبة لتحقيق هذا الهدف النبيل عن انجاز عظيم تمثل في جمع وتوحيد القسم الأكبر من فصائل المقاومة في ما أصبح يعرف بجبهة الجهاد والتحرير التي تمثل الآن أكثر من 90% من الجهد المقاوم وما يزيد عن الثلاثين فصيلا مقاتلا ينتشرون في شتى أنحاء العراق شمالا وجنوبا ووسطا وفي مختلف فئاته مدعومين بالقوات المسلحة العراقية بالإضافة للجبهة الوطنية والقومية والاسلامية التي تضم كل الشرائح الاجتماعية والفئوية في المجتمع العراقي وتحظى بدعم معظم العشائر العراقية.

 

لكن بطبيعة الحال ظلت هناك فصائل دينية طائفية تكفيرية معادية للبعث ولأي تشكيل سياسي أو عسكري مقاوم ينضوي فيه البعثيون فخطابها الإعلامي لا ينفك ينكر دورهم في الجهد المقاوم وتشويه صور رموزهم القيادية بساقط القول بل تتعدى ذلك إلى اتهامهم بتسليم بغداد وتخرجهم من الدين الإسلامي.

 

وبعد أكثر من ست سنوات من الاحتلال وبعد أن باءت محاولات التقارب وفتح قنوات حوار وتفاوض معهم  بالفشل الذريع ، بات من الضروري أن تعي كل قيادات المقاومة وأنصارها وكتابها أن "رضى الناس -بمعنى جميع الناس- هو غاية لا تدرك" كما يقول المثل العربي القديم ، وأن "ما لا يُدرك كله لا يُترك كله" كما تقول القاعدة الفقهية الشهيرة وأن تعليق معركة الحسم مع المحتلين الامريكيين والإيرانيين وأذنابهم على شرط مستحيل التحقق هو ظلم للنفس وأن قيادة المقاومة سوف تظلم نفسها إن هي أصرت  على التودد لمن يرفضهم ويكفرهم وينكر دورهم بعد أكثر من ست سنوات.

 

إن شرط توحيد الجهد المقاوم قد تحقق فعلا على الأرض بفضل جهود المؤسسين لجبهة الجهاد والتحرير وإن الفئات المتبقية ليست أكثر من حالات طائفية معزولة فإلى من توجهون نداءاتكم بالتوحد؟؟؟ إلى الذين لا يكفون عن مهاجمتكم وتوجيه الإساءات باستمرار لقيادتكم ولكم أم إلى الذين لا ينفك خطابهم الإعلامي عن إنكار جهدكم المقاوم وتضحياتكم كليا هل تطمحون بالتوحد مع الذين يحملون منطلقات فكرية تكفركم وتخرجكم من الملة والدين.  ألم يحن الوقت بعد لتجاوز هؤلاء الصغار وتجاهلهم بدلا من أن نمني أنفسنا ونوهمها بالمستحيل.

 

إن الخطاب الإعلامي لبعض فصائل المقاومة والذي بات يربط استحقاق التحرير بتوحيد جميع فصائل المقاومة واعتماد مبدأ : "كل شيء أو لا شيء" في هذا الصدد قد بات مقلقا لكثير من العراقيين في العراق بل وبات مدخلا لطعن مصداقية خطاب المقاومة من قبل أنصار الاحتلال والسائرين في ركابه لأنهم يعرفون أن هذا الطلب لن يتحقق ، وإن الشعب العراقي في الداخل وبجميع فئاته يتطلع إليكم لتغيروا واقع سيطرة الاحتلال وعملاء إيران وأمريكا على الأرض وإنهم واثقون جدا أن قادرون ومؤهلون لذلك وأن استعدادتكم لمعركة الحسم والتحرير قد بلغت مراحلها الأخيرة فتوكلوا على الله وامضوا ولا تلتفتوا لهؤلاء فهم لا يستحقون أن تلقوا إليهم بالمودة وأن تعلقوا استحقاق التحرير والاستقلال على رضا من لن يرضى عليكم مهما فعلتم لهم.

 

أخيرا أود أن أقول لكم جميعا سواء في قيادة المقاومة أم أنصارها أنكم إن كنتم مصرين وعازمين على التوحد مع هؤلاء في جبهة واحدة رغم كل ما يصدر عنهم من مواقف عدائية تجاهكم فنصيحتي لكم هي أن هذا الهدف يمكن تحقيقه فقط بعد التحرير لا قبله ، سيتحقق هذا الهدف عندما ترى هذه الفصائل سلطة الأمر الواقع لقيادة المقاومة متمثلة في جبهة الجهاد والتحرير والقوات المسلحة قد قامت على الأرض في شتى مدن وقرى وبلدات العراق وأصبحت أمرا واقعا بعد التحرير حينها فقط وبعد أن يروا قوتكم الحقيقية ظاهرة على الأرض سيأتون هم إليكم ويعرضون عليكم راجين الإنضمام للنظام السياسي الوطني الذي سيقوم إن شاء الله بعد التحرير من أجل إيجاد موطأ قدم لهم في مؤسسات الدولة والعملية الساسية.  أما سوى ذلك فهو ممارسة لخداع النفس وأنا أنزهكم عن ذلك كأعظم قيادة لأعظم مقاومة في التاريخ.

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة  / ١٤ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٤ / أيلول / ٢٠٠٩ م