أبو جهل وعلاقته بتنظيم القاعدة في العراق !

* بالأمس صاع صيتها وبدت كأنها بداية لولادة جديدة تخرج من رحم الأمة العربية لتعيد للإسلام مكانته المندثرة والتي شوهها من حملوا اسمه أو استهانوا به ممن اتخذه وسيلة لتحقيق مآربه الدنيوية.. وفي حديث لرسولنا الأمين قال فيه( طوبى للغرباء ,قيل ومن الغرباء يا رسول الله ؟ قال ناس صالحون قليل في ناس كثير, من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم )..وهكذا هم اليوم أهل الحق وهذه هي حالهم ..

.. المتتبع للخطاب الإعلامي لتنظيم القاعدة يجده خطابا جهاديا وفلسفيا يعتمد الإسلام كحل لا بديل له  ينشط في الجهاد القتالي لكنه ضعيف أو مهمل لأنواع مسارب الجهاد الأخرى  ,أما عمل هذا التنظيم فكأنه فيعتمد على نص الآية القرآنية التي تقول ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة.. ) بيد انه لم ينجح في تطبيق جوهر ومعنى هذه الآية الكريمة من خلال تعطيل وعدم استخدام المستطاع المتوفر من الموارد البشرية للأمة العربية.  ومن اللافت للنظر أن مؤسسي هذا التنظيم هم من العرب الذين أطلق عليهم بالعرب الأفغان نسبة لمشاركتهم في الجهاد مع إخوانهم الأفغان ضد الملحدين الروس و مشاركتهم قوات الملا عمر في المعارك الحاسمة التي مهدت لحركة طالبان أن تبايع الملا عمر أميرا لها وتبسط نفوذها على معظم أفغانستان قبل أن يحتلها الامبرياليون .ثم اختار أمراء العرب هناك من تنظيم الجماعة الإسلامية والجهاد الإسلامي مثل الدكتور أيمن الظواهري وأبو حفص المصري الانضواء تحت إمرة الشيخ أسامة بن لادن. وغرض الاندماج حسبما يقولون هو الجهاد ضد الحكومات الكافرة وتحرير بلاد المسلمين من الوجود الأجنبي أيا كان .. لا شك أن هذا الغرض جميل.. , و لا شك أن من أسسوا لهذا التنظيم  بداية انطلاقته هم عرب وفي الغالب لم تكن ولادة التنظيم نتيجة خطة طويلة موضوعة بل على الأكثر كانت نشأتهم بالصدفة أو بترتيب رباني  ..  

لا يختلف اثنان على غلبة صفة العروبة على مجمل قيادة هذا التنظيم وتنظيماته. ,, هؤلاء العرب ولنقف هنا برهة لنقول لا ندري لماذا ينكرون القومية العربية ويعتبرون مناصريها ملحدين !, بالأمس شاهدنا الخميني يوزع مفاتيح للجنة في تعد صارخ لإرادة الله سبحانه وباستصغار للعقل الإنساني , والقاعدة  بهذا (أي أطلاق كلمة ملحد على الإنسان المسلم القومي ) تقوم  بتوزيع مفاتيح للنار في تحدي آخر لإرادة الله سبحانه علام القلوب والغيب , متناسين أنفسهم من أين أتوا وما هي خلفيتهم ونشأتهم الثقافية ومن أين جاء سيدنا ونبينا عليه أفضل الصلوات والسلام  , و في أين ولدت و انطلقت الرسالة المحمدية ولماذا اختارها الله سبحانه ومن حمل لوائها و مسؤولية انتشارها .

يا عقلاء  تحرير بلاد المسلمين من الوجود الأجنبي إذا كان هو الهدف فانه لن يكون إلا إذا كانت قاعدته الأمة العربية الموحدة أو جزء كبير وفعال منها ولن تجدوا ونعيدها هنا إذا كان هدفكم تحرير بلاد المسلمين فلن تجدوا خير واصدق وأجدر من العرب في حمل هذه الراية وتنفيذها بعقلانية متفانية وهكذا بدأت الرسالة المحمدية ولهذا السبب نعتقد قد تم اختيارهم من قبل المولى عز وجل لا عنصرية في الأمر ولا تفضيل متكبر وإنما هي فهم لإرادة ربانية في أن يكون القران الكريم بكل ما يحمله من معجزات الاهية باللغة العربية لغة أهل الجنة .  الساعون لتوحيد الأمة العربية اكتشفوا من زمن بعيد إن الوحدة هي الطريق الأمثل لتحقيق السعادة والقوة والرخاء والعدل السماوي لكن في الوقت نفسه اكتشف ذلك أيضا للأسف أعدائهم بل أنهم ما فتئوا يحيكوا المؤامرات تلو الأخرى منذ سقوط الدولة العثمانية - التي كانت تمثل المسلمين - إلى يومنا هذا لأنهم اكتشفوا سر اللغز في قيام الأمة ونهضتها  الذي لا يمكن ليتم إلا من خلال قاعدتها ..القاعدة التي نشأ منها الإسلام وانتشر لذلك فان الجميع بدأ يكتشف السر الدفين في شراسة استهداف هذه الفئة من الأمة : الصبورة الحريصة على أمتها الواحدة ...

* عرف أبو جهل كأحد أشراف رجال قريش المعروفين بإطعام الطعام وإكرام الحجيج، وبرز كواحد من شجعان قومه  قاده لأفعاله تلك أنه كان يبحث باستمرار عن مجد شخصي  وكان يرى نفسه مؤهَّلا لنيل هذا المجد بمواهبه وشرف آبائه لذلك فانه حين رفض الإسلام فانه رفضه لأنه لا يطيق أن يكون تابعا لأحد ساقه إلى ذلك الكِبر, كبر الجاهلية المتجذر في نفسيته المريضة التي تخبره على الدوام بلا محالة من أن يبقى هو متبوعًا و سيدًا على الدوام لا تابعا أو حليفا .. لا احد يصل لمنزلته الشخصية رغم انه كان يعلم صدق نوايا الآخرين والرسالة التي يحملوها..  روى الحاكم بإسناد صححه، أن أبا جهل قال للنبي (صلى الله عليه وسلم): إنا لا نكذبك ولكن نكذب ما جئتَ به !!، فأنزل الله تعالى هذه الآية{فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} (الأنعام: 33).

يا سادة  يا رجال : عراقنا اليوم محتلا من عدة دول امبريالية اتحدت مع خونة الأمة تكالبت علينا كأكلة القصعة , تذبح في أوصالنا وتهين أبنائنا.. نذكركم بالآية الكريمة ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة.. ) , ونقول لا وقت اليوم للمهاترات و لا مصلحة للمخلصين في إطالة أكثر لفترة الاحتلال نتيجة لان البعض قد ورث بعض من صفا ت أبو جهل .! سحقا لمن كان وريثا لأبي جهل في زماننا هذا , ليس بالضرورة بالمعنى المطلق ولكن بأسلوب التنافس الجاهلي المقيت والكبر المستكين الذي عرف فيه ,هذا المرض الذي تحمله بعض  النفوس  المريضة الرافضة للآخرين التي لا تفرق في رؤى الشر والخير من ذوي العقول المنغلقة على نفسها , الرفض الذي  يقلب حب المسلمين العرب لبعضهم البعض إلى كراهية وعداوة كما حملها أبو جهل لابن أخيه محمد صلى الله عليه وسلم .

قال شاعر  وعادت الناس للأصنام تعبدها ......... من خسة الناس لا من رفعة الصنم  ووفقا لهذا  المنطلق فان من يقف ضد توحيد المقاومة المسلحة العراقية هو بالنتيجة وان لم يرغب فانه يخدم مصلحة أعدائنا من استعماريين و طائفيين وامبرياليين  في تحقيق هدفهم فرق تسد .  

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال