الجميع يستنكر التفجيرات في العراق فمن قام بها إذن ؟!!

 
 

شبكة المنصور

سعد السامرائي

موجة التفجيرات الأخيرة التي هزت بغداد والعراق راح ضحيتها منهم عراقيون أبرياء لا ذنب لهم إلا أنهم تواجدوا بمكان التفجير صدفة أو نتيجة استمرارية تفرضها عليهم أعمالهم وشؤونهم الخاصة قطّع الله أشلاء مرتكبيها وخلصنا منهم ومن عمالتهم , ورغم أن فصائل المقاومة كانت قد أعلنت في بيانات صريحة وواضحة على تحريمها استهداف الناس المدنيين من أبناء العراق ومن يعيش معهم وموارد رزقهم إلا إن هذه الفصائل عادت وأكدت شجبها لهذه الأعمال الإجرامية التي لم يكن لها ضلع فيها بل واستنكرت مثل هذه الأعمال وفاعليها و اعتبرتهم أعداء العراق وشعبه ..وفي نظرة فاحصة لردود أفعال هذه التفجيرات وجدنا وكأن جميع القوى الفاعلة في العراق وخارجه قد استنكرت وأدانت هذه التفجيرات , مما جعلنا نتساءل إذن من قام بهذه الجرائم وما هي أغراضه وأهدافه.فوجدنا انه لا مصلحة للمقاومة الوطنية في العراق على جميع فصائلها بمثل هذه الأفعال والسبب الرئيسي انك لا يمكن أن تقتل أبناء القاعدة التي تعتمد عليها وتحميك وتمدك بالقوة البشرية والمادية لان ذلك سيكون جنون وانتحار.


بيد أننا وجدنا كلمة لمقتدى الصدر بين أتباعه وهو يقول لهم :يوم أمس قد انتهى ولا نريدكم بعد اليوم أن تمارسون نفس الأسلوب الغير فني بان ترموا بقذائفكم دون تحديد ولا تصويب محترف (وهذا اعتراف علني وصريح على الجرائم التي كانت تقوم بها عناصر ما يسمى بجيش المهدي ضد العراقيين الآمنين في بيوتهم )!هؤلاء الصعاليك الذين أحيانا وحسب المزاج يدّعون أنهم ضد الاحتلال الأمريكي وأنهم مقاومة يخسئون فما هم إلا قتلة للشعب العراقي !وباعتراف زعيمهم مقطاطة وأشار إلى أن إحدى قذائفهم كادت أن تصيب احد بيوته ! وأمرهم بالتدريب و اكتساب الخبرة في صنع المتفجرات والتصويب وطبعا ليس أحسن من إيران أكبر بلد للإرهاب في العالم بعد أمريكيا يستطيع هؤلاء الرعاع إيجاد المكان المناسب للتدريب لهم. نستشف من هذا السياق فرضية قوية تحدد هذه الزمرة كمسئولة عن هذه التفجيرات لا سيما وان بعض الأنواع التي تم استخدامها في التفجيرات ثبت أنها إيرانية الصنع ,


دول الخارج والجوار أيضا قامت بشجب واستنكار تلك التفجيرات لكن الأمر هذا لا يخرجهم من هالة الاتهام فأمريكا دائما تحاول التلاعب في سياق الأحداث غرضها من ذلك هو تصعيب قراءة نهجها و منعا لاستكشاف التتالي ألانسياقي في أعمالها إضافة لتضارب الخطط بداخل البيت الأسود الأمريكي نفسه ولا يستبعد من أن تكون بداية لفوضى خلاقة أخرى تساهم فيها إيران هذه المرة بعدما تعلمت الدرس الأمريكي وتلك التفجيرات تخدمها في تحويل الأنظار ولو لبرهة عن الصراع الداخلي الذي ينهش في بنيتها التي أيضا يوجد احتمال قوي بان القيادة العليا في إيران قامت بتبني واحتضان الأحداث التي صاحبت ما يسمى بالانتخابات لغرض تمكين هذه الفوضى الخلاقة لإبعاد الضغط والأنظار عن برنامجها النووي !.سوريا كالعادة تستنكر أي صلة لها بالأمر حتى لو فعلته ! أما تركيا فلم يعهد بها أن مدت نفوذ استخباراتها ابعد من محافظة التأميم, أقطار غرب وجنوب العراق رغم توافر النية السيئة لدى الكويت أكثر من غيرها إلا أن هذه الدول تعلم إنها ستحفر قبرها بيدها إن قامت بمثل هذه الجرائم و انكشف أمرها ولن تخلص من العقاب القوى حتى من أي حكومة عميلة تنصبها أمريكا أو إيران .


الحكومة التي نصبها الأمريكان في العراق تضاربت أرائها كالعادة فكل واحد فيهم يصرح حسب ولاءه ومن يموله ويسوقه ففي الوقت الذي اتهم زنجاري قوى لها ارتباط بإيران اتهم الآخرون تنظيم حزب البعث والقاعدة رغم علمها بعدم وجود تنسيق بين الطرفين لكن لعل كثرة اتهامهما سوية يلين من رأس زعيم القاعدة السياسي في العراق وينخرط في الوحدة العسكرية للمقاومة, الاتهام هذا أصبح ملاحظ في الفترة السابقة أي : إلصاق أي تهمة إجرامية بهذين التنظيمين في العراق .بينما اتهم الآخرون قوى أخرى تساهم معهم في الخيانة والولاء للمحتلين الأمريكي والإيراني بسبب لوي ذراع أو لأغراض انتخابية فالمالكي يطمح في ولاية أخرى تحت مظلة أمريكية مبتعدا في ظاهره عن ولائه لإيران رغم ارتباطه الروحي معها بينما عملاء إيران الأكثر وضوحا يسعون لهذه السلطة الوهمية خصوصا بعد أن قبر سيدهم الحكيم الغير مأسوف عليه في التراب, أما خونة السنة العراقيين فهم على الهامش سيعيشون ويموتون هكذا غارقين في أحلامهم التي صورتها لهم أطماعهم الأنانية والشخصية .


في نظرة مهمة تدلل على غباء إدارة الدولة ففي الوقت الذي تلحس ... الآخرين وتتوسل فيهم لغرض فتح سفارات في العراق تقوم هذه الفئة العميلة باستدعاء سفيرها من سوريا الأمر الذي يقابله بالمثل سحب السفير السوري من العراق وتقوم بتصعيد الأمر وتقدم قائمة بمطلوبين عراقيين إلى سوريا..


مما سلف فالظاهر المبيت من القيام بمثل هذه التفجيرات هو استهداف تنظيم حزب البعث وربما معهم القاعدة في العراق .. ويظهر أن المسرحية الفاشلة في تقطيع أوصال حزب البعث قد انتهى مفعولها فأرادت أن تنهي هذا الجزء منه لتدعي في حملتها الانتخابية أنها قد قضت على تنظيمات حزب البعث وان المتبقين ما هم إلا مجموعة صغيرة ليس لها تأثير لكن الواقع يشير إلى العكس من هذا الأمر فالبعث اليوم ليس وحده في الساحة وقد التحقت ضمن جبهته فصائل مقاومة كثيرة ومؤثرة تنتظر غيرها ممن ركب رأسه !.


عليه فأن للإنسان عقل إذا استعمله فسيجد أن فرضيات الاتهام تصبح مثبتة بدون شك ضد حكومة العملاء بسبب تاريخهم الإجرامي بحق الشعب العراقي من قتل على الهوية واستعمال أبشع أنواع التعذيب الغير إنساني كالدرل وتهجير شعبنا والاستيلاء على ممتلكاتهم والقصف العشوائي وغيرها مما نعرفه جميعا و لربما وصل اليأس بهذه السلطة العميلة في محاولة التمني بتسيلم سوريا تحت أي ظرف آو ضغط أعضاء من تنظيم حزب البعث كالناطق الرسمي وغيره ممن يعيش في سوريا في محاولة مستميتة لمحاولة معرفة مواقع القيادة في العراق وبذلك فتستطيع الإعلان عن فوز الأشرار على الأبرار عندها تكون نكسة تحيق بالعراق والأمة العربية والإسلامية . ندعو للحذر ..

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت  / ٠٨ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٩ / أب / ٢٠٠٩ م