الأكراد ... الورقة المحروقة دائماً !

 
 

شبكة المنصور

سيف الدين العراقي - محامي عراقي

كتب الكثير الكثير عن مايسمى المسألة الكردية وتناولها من كتب عنها ومن تناولها من سياسيين وعلى كافة الأصعدة ، منهم من وصفها القضية العقيمة وآخرون اعتبرها مسألة مصير وقسم آخر اعتبرها المسألة الأكثر تعقيداً في تاريخ السياسة العراقية عبر التاريخ القريب .

 

الا ان معظم من تناولها من بعيد ومن قريب لايختلف في انها كانت دائماً الورقة المحروقة سلفاً !!! . لماذا ؟

يكاد لايختلف اثنان في ان الأكراد كأقلية منتشرة في شمال العراق وسوريا وتركيا وايران تم استخدامهم كقضية عابرة لحالة طارئة أو ظروف تستجد على هذه البلدان أعلاه نتيجة عوامل خارجية حيث يتم استخدام أشخاص نصبوا أنفسهم على هذه الأقلية بحكم قوة العشيرة ونفوذهم وأستعدادهم لأنزال العقاب لمن لايتبعهم وهذا حدث في العراق كذلك تركيا اضافة الى انتشار الأفكار الشوفينية لهذه الأقلية رغم انتشار الفكر الماركسي بجناحيه الصيني (العقيدة الماوية) وجناح موسكو وحينها ظهرت أحزاب أمثال حزب العمال الشيوعي وهو وحسب الكثير من الكتاب والسياسيين أكدوا انتساب جلال الطالباني للجناح الصيني ومنه اطلق عليه في حينها ماو جلال والذي تحول فيما بعد الى مام جلال ! .

 

كما ذكرت ان مسألة الأكراد كان يستخدمها ناس من جلدتهم لأسباب نفعية ولم ولن تكن يوماً مسألة مبدأ أو مصير كما يروج لها والتاريخ لموضوع الأكراد حافل بالشواهد التاريخية السابقة والحاضرة وخير مثال استخدام الأقلية الكردية في العراق من قبل عائلة برزاني استخداماً بشعاً حتى أصبحوا بضاعة معروضة لمن يقدم أكثر بلغة السوق !!! .

 

والويل لمن يعصي أوامر المله مصطفى البرزاني فالقتل وأنتهاك الأعراض سمتهم في ترويض هذه الأقلية التي لم تعرف يوماً في  أي طريق تسير ولهذا كانت أسيرة رعونة عائلة البرزاني أبتداء من المله مصطفى الى هذا مسعود البرزاني رغم ان عائلة البرزاني لا تمت بأي صلة بأرض العراق  لكونها وافدة من مدينة مهاباد الأيرانية بما فيهم مسعود المولود فيها عام 1946 !! ولكن الظروف الدولية والأقليمية فرضت نفسها على الحكومات العراقية المتعاقبة ! .

 

فكان الأكراد دوماً مشروع مساومة لعصابة ليس لها في السياسة شيء يذكره التاريخ الحديث ... سوى أعمال السطو على المواطنين الآمنين وقطع الطرق والهروب الى جحور الجبال ،  أقول مشروع مساومة لأن  لم تكن  يوماً من الأيام ثابتة على نهج معلوم وخير شاهد بل شواهد ان الذين يدعون بتبني موضوع الأكراد كانوا يوماً مع الروس ومن ثم مع نظام شاه ايران ومن ثم مع الدولة العراقية التي كانت دوماً تتسامح مع هؤلاء العناصر عبر فترات مختلفة .

 

الأكراد لم يحصلوا على مكسب سياسي عبر تاريخهم سواء في ايران وتركيا وسوريا مثل ما حصلوا عليه في العراق رغماً انهم أقلية لاتتجاوز المليونين مقارنة في تركيا 12 مليون وفي ايران 9 مليون وهذه المكاسب التي أعطيت لهم كانت ناتجة لنظرة حزب البعث العربي الأشتراكي للأقليات التي تعيش في الوطن العربي وهي حالة طبيعية ولن تكن هذه المكاسب التي منحتها ثورة 17 تموز 1968 رضوخاً لما تسمي نفسها أحزاب كردية وخير مثال على ذلك ماحدث عام 1975 الذي انهار الجيب الكردي العميل خلال ساعات وقد راى العراقيون عبر شاشة التلفاز مئات الأكراد يرمون سلاحهم ويعودون الى سيادة القانون ولاأريد أن أدخل في تفاصيل أكثر فالوثائق على ذلك كبيرة ، ولكن نحن هنا بصدد توضيح لمن يجهل موضوع الأقلية الكردية في شمال العراق الذي غالبيته من التركمان والعرب خاصة في محافظة اربيل  ودهوك  الا  أنهم استطاعوا وبغفلة من الزمن أن يستغلوا حالة طارئة تمر على العراق وفيها استطاعت ماتسمى الأحزاب الكردية متمثلة بالبرزاني والطالباني بتسهيل دخول القوات الغازية الأمريكية ودعمهم لوجستياً وجعل أرض شمال العراق أرض تنطلق منه قو ات الغزو لتدمير البنية التحتية للعراق فيما قامت عصابات البيشمركه وعصابات الأسايش بأعمال النهب والقتل وسرقة دوائر الدولة العراقية  وتهجير العوائل العربية وسجن شباب العرب في سجون سوسة في السليمانية وسجون اربيل العلنية منها والسرية ، ان هذا الوصف لما قامت به عصابات الأقلية الكردية المتواجدة على أرض العراق أقل مايقال عنه هو جريمة الخيانة العظمى  وأول من يعرف هذا الحكم هم الغزاة الأمريكان والأنكليز فجميع القوانين الوضعية الدولية منها والقوانين الوطنية الداخلية بما فيها قانون العقوبات العراقي ذو الرقم 111 لعام 1969 يجسد حالة الخيانة العظمى لهولاء المجرمون

وبهذا نصل الى ان العصابات الكردية وقعت في مأزق تاريخي سيذكره الجميع وأولهم الولايات المتحدة الأمريكية في انهم جعلوا من قضيتهم الوهمية ورقة محروقة .... وللحديث بقية حول أكراد تركيا والخائن عبدالله اوجلان ..

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٠١ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٠ / أيلول / ٢٠٠٩ م