الترحيب ببايدن بالصواريخ ماذا يعني ؟

 
 
 

شبكة المنصور

 صلاح المختار
حينما وصل جو بايدن ، نائب الرئيس الامريكي ، الى بغداد سرا يوم 15 / 9 / 2009 وبدون اعلان فوجئ بقصف المنطقة الخضراء ما ان حل بها ، فاصابه ذلك بغم وقلق لانه اعتقد بان بيانات حكومته وجيشه في العراق حول ( تراجع ) عمليات المقاومة العراقية صحيحة ، والاهم لانه عرف ان مخابرات المقاومة العراقية مازالت تخترق قوات الاحتلال والاجهزة الحكومية التابعة له ! لقد هزت المنطقة الخضراء ومحيطها بل كل بغداد تقريبا اصوات انفجار صواريخ هطلت عليها من اماكن مختلفة في وقت واحد ، وهو حدث له دلالات مهمة منها :

 

1 – ان كل بيانات الجيش الامريكي والحكومة الامريكية حول تراجع عمليات المقاومة كاذبة ، فضرب المنطقة الخضراء بالذات له دلالة خاصة لانها تقع في نفس منطقة التفجيرات التي وقعت مؤخرا ، مما يعني ان حراستها قد ازدادت وان عمليات تمشيط قد حصلت لمنع وقوع حدث عسكري اخر فيها ومع ذلك نجحت المقاومة في توجيه ضربات قوتها المعنوية اكبر من تأثيراتها التدميرية رغم ان الاخيرة غير قليلة .

 

2 – اكدت العملية ان المقاومة مازالت تملك قدرة استخبارية فعالة حتى داخل المنطقة الخضراء مع انها تخضع لاشد انواع الحماية قوة ، وان كل ما سمي ب ( عمليات التطهير ) التي تعرضت لها قوات الامن والجيش الجديدة لم تنفع ، بدليل انها قصفتها مع زيارة بايدن لها وحددت مكانه بدقة وقصفته .

 

3 – ان امكانيات المقاومة التسليحية مازالت فعالة وكبيرة ، بل انها تحسنت وتعاظمت بدليل استخدام صواريخ في القصف في العام السابع للغزو مع ان احدا لا يقدم دعما للمقاومة من خارج العراق .

 

4 – ان اتهام حكومة المالكي لسوريا بالوقوف خلف التفجيرات كذبة ارادت بها تبرير فشلها الامني من جهة ، وتبرئة ايران من جريمة تفجيرات يوم الاربعاء الدامي مع انها هي من قامت بها دون غيرها جهة ثانية ، فضرب المنطقة الخضراء مجددا بعد كل العمليات الاجرامية ضد المقاومة ، مثل القتل والاسر وافراغ المحيط السكاني القريب من المنطقة الخضراء من السكان لحمايتها ، يعني اول ما يعني ان المقاومة ليست بحاجة للدعم الخارجي للقيام بعملها المشروع وانما هي تعتمد على نفسها وامكانياتها الخاصة كما كانت منذ انطلاقتها المباركة يوم 10 – 11 / 4 / 2003 .

 

5 – اكدت العملية بان الدعم الشعبي للمقاومة ازداد على نحو واضح بدليل التغطية الشعبية الكاملة لمن نفذ عملية اليوم في المنطقة الخضراء .

 

هذه بعض معاني ودلالات قصف المنطقة الخضراء ، وهي بمجملها تقود الى تأكيد ان المقاومة العراقية مازالت القوة الاساسية الضاربة في العراق في وقت اصبحت الاحزاب والكتل العميلة التابعة للاحتلال تواجه تفككا واضحا ورسميا ، رايناه في تناقض مواقف الحكم من اتهام سوريا بدعم العملية الاجرامية ليوم الاربعاء الاسود ، فما يسمى ( رئاسة الجمهورية ) ومدير المخابرات ووزير الداخلية أنكروا قيام سوريا بدعم الارهابيين وحملوا الاجهزة الامنية وايران مسئوليتها ، فيما اتهم رئيس الوزراء سوريا .

 

واذا اخذنا بنظر الاعتبار تزامن هذا الحدث مع اضطرار قوات الاحتلال للاعتراف بقتل اربعة جنود وجرح اخرين والاعتراف ايضا بقتل اخرين بعمليات ( غير قتالية ) ، وهي محاولة للتمويه على الاصابة اثناء هجمات المقاومة ، يتأكد بشكل قاطع بان المقاومة المسلحة كانت ومازالت هي القوة الحاسمة والرئيسية في الساحة العراقية بعد مرور اكثر من 6 اعوام على بدء الغزو ، رغم كل الاساليب الفاشية التي اتبعتها قوات الاحتلال ضد المقاومين من قتل واسر وعمليات دهم واعتقال طالت الالاف من العراقيين ، مؤخرا خصوصا ضباط القوات المسلحة الوطنية ، التي تشكل الحاضنة الرئيسية للمقاومة المسلحة ، والذين يقودون المقاومة ميدانيا .

 

المقاومة تتقدم والاحتلال يتراجع ويزداد مأزقه القاتل ، المطلوب الان لزيادة تأزم وضع الاحتلال هو التعجيل بتوحيد فصائل المقاومة وتعزيز وحدة القوى الوطنية الداعمة للمقاومة .

 

تحية لابناء الكرخ الابطال فلولا دعمهم لما نجحت المقاومة في عملية اليوم .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٢٥ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٤ / أيلول / ٢٠٠٩ م