وطني دقة قديمة ووطني عالموضة من أنت بينهما ..؟

 
 

شبكة المنصور

شهد الجراح - كاتبة واديبة عراقية
يبدو بأننا نفهم الوطنية على نحو مختلف تماما عما يفهمه البعض ,فنحن نحمل فكر يرفض الاحتلال ايا كان نوعه وايا كانت شخوصه ومانتج عنه رفضا قاطعا ونحمل قناعة الجهاد سواء كان بالقلم او بالبندقية او حتى بالحذاء الذي انضم مؤخرا الى وسائل الجهاد التطبيقي الملموس على أرض الواقع , وحسبي ان رفض الاحتلال ولو كان بداخل النفس هو مقاومة وجهاد وان كان من النوع الفقير ,,,! ,

 

ونرفض من يتعامل مع الاحتلال ويخدمه ونصفه بالعميل كائنا من يكون ومهما كانت شعاراته ,ونحترم من يكون الوطن وحده بلا اسماء او احزاب او مناصب او شخوص هو همه الاوحد, وتكون كرامة المواطن وعزته هي غايته التي يسعى لها بصدق , وبهذه الامور نستطيع ان نقيم صدق الانتماء الحقيقي للوطن والامة , لكن يبدو ان البعض لاتروق له هذه القناعات التي احملها انا شخصيا وانا هنا لاأدعي الوطنية لأن الوطن والوطنية بدت لي وللأسف الشديد وكأنها اصبحت جدار ضئيل الحجم الكل يعبر عليه بسهولة ليصل الى مراده او قميص رخيص يستطيع ان يرتديه كل من هب ودب,وهذا مااكتشفته من خلال متابعتي للوضع العام ومن خلال ملامستي لأفكار عدد ليس بالهين من الناس , هي عبارة(نريد العيش فقط ) لطالما طرقت اذني وأعترف بأنها اشعرتني بالمرارة والحرقة بالرغم من أني افضل الصمت كرد فعل استعين به وخاصة في المواقف التي يكون فيها التطرف المذهبي او الحزبي او حتى الشخصي الناتج عن جهل او حقد هو سيد الموقف و في خضم الحوار ,

 

فمفهوم الوطنية التي يراها البعض هو ان توفرالعيش الرغيد لشعبك حتى ولو اضطررت الى تقبيل احذية اعدائك الطامعين وان تنحني لهم بذل في عقر دارك مادمت ستضمن انهم سيرمون لك فضلات من (خيرك)الذي استباحوه هم وان تدعوا لهم وتتملق وتدعوا لهم بطول العمر والصحة وتستجدي منهم كلمة شكر او حتى نظرة تعبر عن احترام هم لايكنوه لك اطلاقا ,فأنت بهذا التصرف (الذكي) تجنب نفسك وعائلتك وشعبك الويلات و الخراب الذي سيحصل بشكل مؤكد اذا لم تلتزم بشروط اللعبة ,وخير دليل على هذا الزعيم الفلاني او الشيخ الفلاني الذي اصبحت بلاده وشعبه هو من اكثر الشعوب رفاهية وعز وترف لأنه ببساطة تامة قدم الولاء لأميركا واعترف بأسرائيل وتخلى عن الشعارات الجوفاء المملة التي كلما زادت كلما زدنا نحن جوعا وفقرا,,!

 

والدليل الاخر للخراب والويلات والحروب والتشرد الذي حصل هو الزعيم الفلاني الذي كابر وتحدى ودافع وكان حائط الصد للعرب ومحامي بارع لقضايا الامة كيف انتهى به الامر وكيف انتهى بشعبه الذي يحيا يوميا الان حياة شبيهه بالموت,لاشك بأن اميركا لها يد في زراعة هذا المعتقدات لأنها تستخدم اسلوب التجويع ثم التركيع للشعوب وتضع خيار ان لم تكن معي فانت ضدي وسياسة الكيل بمكيالين حتى تحقق من خلاله هدفها الحقيقي بالاستيلاء على مقدرات الشعوب ومن ثم التحكم بمصيرها وتجعل من الاعتراف بأسرائيل هو خيار لابد منه شاء من شاء وأبى من أبى لانه الخيار الوحيد والمتاح الان الذي سيكفل راحة البال والبقاء اطول فترة ممكنة بالسلطة للرئيس (الخادم ) ولو على حساب الكرامة والتاريخ ,,؟ وهذا مانراه اليوم في مثال زعاماتنا (الاذكياء جدا) فهل هذه القناعة جأت من فراغ عند الناس ..؟ او انها شحة في الوطنية ...؟ او ربما انها وطنية من نوع مختلف ,,؟

 

ام انها نظرة واقعية للحالة العربية ,,؟ او حالة من اليأس والاستسلام التي لازمت البعض نتيجة الظروف الصعبة ,,؟ ام انها شلل تام في الحس القومي ,,,؟ او انها سذاجة يعتبرها البعض دهاء ووعي ,,؟ ام انها شحة بالكرامة ,,؟ اوغريزة الذل والتبعية الموجودة عند البعض ,,.؟ ام انها درس قد استوعب مما جرى في العراق وفلسطين من مآس على جميع المستويات ..؟ وهل هذه القناعات تشمل طبقة معينة من الشعب ام انها عدوى انتشرت واصابت حتى المثقفين ,,,؟وهل نحن ضعفاء الى هذه الدرجة حتى بتنا نرى ان الخيانة والركوع للاجنبي هو نصر مضمون ,,؟ ام انهم من القوة والجبروت والارادة مايستطيعون بها ان يجعلونا هباءا منثورا ,,؟

 

وهل العيب بنا ام بأميركا واسرائيل ,,؟ او بحكامنا الذين تساووا بالسوء مع اعدائنا ,,؟ ولم يتهم من ينادي للوحدة العربية والاسلامية بالفلسفة ,,,؟ ولم يتهم المقاوم الذي يجاهد ضد الاحتلال بأنه ارهابي ,,,؟ ولم يتهم من يحمل هم هذه الامة في قلبه بالبطر ..؟ ولم يسجن ويعذب ويهجر المنتمي الى وطنه بقوة ,,؟ ولم يكرم الخائن المنبطح الذي باع دينه وشرفه وعرضه في المزاد الوطني ,,,؟ الكلام موجع عموما والتساؤلات المزدحمة بالحسرات والم لاتنتهي فلربما اننا الان نعيش في حالة تشبه حالة الساعة الرملية عندما تنقلب , فكل شيء يسير الان عكس السير وربما فعلا اننا الان في زمن العار ,لكل واحد منا الان خيار الانضمام الى من ذكرتهم من الوطنيين الجدد الذي لايكلف الانضمام الى فئتهم اكثر من ان تمحى علامات الغضب على ملامحك عندما ترى عربي او مسلم يهان وان تتقبل ان يبصق في وجهك وتعتبر هذه البصقة هي رشة ماء ورد فقط عندما يعيرك احد ما بالجبن والخيانة وتغض النظر عن شرف اختك وهو ينتهك من قبل الاجنبي وتبرر فعلته بأن القصد منها هو شريف , وترضى ان تتناول الفضلات من تحت موائد اعدائك كالكلب وتعتبر الوصف هنا هو دليل وفاء طبعا , , وتبتسم بفرح وانت تلتقط صورة مع جنود الاحتلال بالحرية الشخصية ,ولاتعتبر رشقة حذائية طائرة تفاجئك على رأسك بأنها اهانة بل انها مظهر ديمقراطي واضح , وتمتم بكلمات المودة والعرفان والجميل وان تنحني بذل لبوش او ناتنياهو , الخلاصة هي ان تكون بلا غيرة او حمية وتكون بارد الاعصاب وبهذا تضمن المنصب والعز والمال , وان اخترت الانضمام الى الفئة الاخرى اي فئة وطنيين دقة قديمة اي فئتي فيجب ان تضع احتمال اصابتك بالجلطة على اي لحظة نتيجة لثوريتك , واحتمال اتهامك بالتحريض على العنف والارهاب والزج بك الى سجون الحكومة وتجربة جميع انواع التعذيب على جسدك هو أمر وارد جدا , واقتلاع جذورك العائلية من منابعها هو أمر محسوم , والاتهامات الجاهزة التي تتفاذفك الى التنظيم الفلاني او الحزب الفلاني هو أمر لامناص منه , والعيش بهاجس اللسان المقطوع او اليد المبتورة هو غذاء يومك , والفقر والاحباط الذي يلاحقك من مكان الى مكان كعقوبة لجرم لم يرتكب هو مصيرك ,, اما من اختار مسك العصا من الوسط واختار انصاف الحلول فهو متأرجح لا الى هذا ولا الى ذاك فهو وطني نص كوم وخائن نص كوم وكاذب نص كوم وصادق نص كوم .

 

فأختر ايها العربي المسلم اي فئة تختار واي فئة ستحفظ لك عزتك او تعدمها واي فئة تناسب قناعاتك واحلامك ,, اختر ولم تندم شيئا فـأنه اختبار للوطنية مفتوح للجميع والمكسب منه هو لقب نذل او لقب بطل فلك الحرية كل الحرية في الاختيار .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ٠٤ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٣ / أيلول / ٢٠٠٩ م