ذاك الفارس من بلادي

 
 
 

شبكة المنصور

شهد الجراح كاتبة واديبة عراقية

أنه الحر في يوم قل فيه الاحرار ,أنه الصارخ في يوم كثر فيه الصامتون , أنه المتهم بالبطولة في يوم أصبح فيه الجبنّ ميزة , أنه المقاوم في يوم أنبطح فيه الاغلبية , أنه البطل في يوم الهوان , أنه الرجل الحق في يوم حكمّ فيه أرباع الرجال البلاد , أنه دموع الثكالى , أنه أنين اليتامى , أنه وجع المحرومين , أنه ثأر كل عراقية حرة , أنه الرمز الجميل في يوم توشح بالقبح والعمالة , أنه هلال عيد الاحرار , أنه صوت بغداد , وشموخ نخيل البصرة , وجمال ربيع الموصل ,أنه طهر كربلاء , أنه عذوبة اربيل , أنه لون برتقال بعقوبة , أنه أنفة تكريت ,أنه شمس الانبار , أنه سر العراق , أنه بطل الامة , أنه رصاصة المجاهدين في كل مكان , أنه منتظر الزيدي,,


اعلم جيدا بأني فقيرة التعبير عما يدور بداخلي دائما ,وخصوصا بمثل هذه المواقف ,وتأكدت من هذا عندما استعنت بدموعي وانا اشاهد النشمي الاصيل الغالي منتظر على شاشة التلفاز وهو يضع العلم العراقي ذي النجمات الثلاث على كتفه ويكشف ببسالة عما تعرض له من حكومة الاحتلال من تعذيب نفسي وجسدي ويوصل رسالة اخوانه المعتقلين القابعين في سجون الحكومة العملية بلا تهمة الا تهمة الشرف والغيرة والوطنية والتي لايعرف معناها الا كل اصيل وغيور على وجه الارض , لااعلم ان كانت دموعي هذه هي دموع حزن او دموع فرح الا ان الحمية أخذتني حدّ الغضب ربما لأني سئمت من الاحتلال ومن عملاءه ومن هذا الوضع التعيس الذي يدفع فاتورته الشرفاء والاحرار من العراقيين , وتذكرت احساسي قبل تسعة أشهر من الان حينما هلهلت وصفقت وطرت في الهواء بحماس كطفلة صغيرة وانا ارى بوش وهو منحني امام هيبة حذاء هذا البطل وان لم يصبه فيكفي أنه اصاب العلم الامريكي وحتى ان لم يصبه فتكفي هذه الرصاصة الحذائية التي اطلقت عليه أمام انظار العالم جميعا ,خرج منتظر اليوم كالاسد زائرا شامخا مهيبا رغم علامات التعب الواضحة على ملامح وجهه الذي يضج بالكبرياء ,طالبا من المالكي الاعتذار له,و واصفا بوش بالمجرم الذي يحاول استغفال التاريخ , ومعبرا عن تصرفه هذا عن رفضه للاحتلال الذي سلب البلاد ونهب العباد واستباح عراقه تاريخه بأستهتار واضح وعبر عن عزه نفسه عندما قال انا لم اطلب شهرة او احاول ان ادخل التاريخ او ابغي من كل هذا المكاسب فائدة بعينها الا ان مادفعني هو غيرتي على وطني الجريح وهو بهذا الكلام قد نطق بلسان كل العراقيين الشرفاء الرافضين للاحتلال وعملاءه وواعدا بكشف اسماء المجرمين الذين لهم اليد الطولى في تعذيبه , قطعت ايديهم ان شاء الله , انا اليوم كعراقية وحسبي ان هناك الكثير من الناس يتشاركون معي في هذا الطلب , اطلب وبشدة وبألحاح الى تأمين الحماية الى منتظر وعائلته وتحميل الحكومة المنصبة مسؤولية اي أذى نفسي او جسدي او مهني قد يتعرض له , وأتمنى بصدق ان تفتح الدول العربية له ابوابها فمنتظر هو ابن الامة أجمع , ونحن هنا لانختبر كرم وضيافة واصالة اخواننا من الشعوب العربية لأننا نعرف ماهو ديدن أبن الاصول اينما كان, الا أننا نغار ونخاف على رمز وطني كبير اعاد للامة بعضا من كرامتها التي بعثرها العملاء من التصفية التي قد يتعرض لها , ونطالب بمحاكمة كل من سولت له نفسه المريضة التسبب بأذى لمنتظر ولكل عراقي ولو كان رئيس الجمهورية بحد ذاته او اي شخصا كائنا من يكون , فكرامة العراقي وأنسانيته اغلى بكثير من اي منصب في هذه الدنيا , اليوم انكشفت أسماء كلاب الفرس والاميركان المتطورين بالتعذيب عموما ومنتظر هو خير شاهدا عليهم ,هكذا نريد من أبناء الشعوب ان يكونوا , ان يكونوا ثائرين متحدين لاينامون على ضيم ولايسكتون على حق ضائع ووطن مغتصب , عشت يامنتظر وسلمت يداك وبورك بك من رجل , هنيئا لنا بخروجك فقد تكحلت أعيننا برؤياك ايها الصنديد ,محروس يأبن العراق كما العراق من شماله الى جنوبه , وحياك الله وحيا الله المقاومة الشريفة الباسلة,ولعن الله وأخزى كل عميل خائن أنه سميع مجيب.

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الأربعاء / ٢٦ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٦ / أيلول / ٢٠٠٩ م