نحن والجارة ايران

 
 

شبكة المنصور

شامل عبد القادر  / كاتب عراقي

ايران او بلاد فارس القديمة الموغلة في الثقافة والحضارة والتي ترتبط بعلاقات تاريخية متينة مع العرب والعراقيين تحديدا جار لايمكن الاستغناء عنه مهما ارسل هذا الجار من اذى للعراق عبر مراحل متباينة من تاريخ العلاقة!


ربما تبدو  العلاقة بين ايران والعراق اليوم كالعلاقة المأزومة بين المانيا وفرنسا قبل نصف قرن او اكثرعندما كان قادة هذين البلدين يتبادلون الاحقاد والحروب معا!!


من غرائب العلاقات بين العراق وجيرانه ان تحسين هذه العلاقات لم تكن تتم الا عن طريق استبدال انظمة الحكم في العراق وحده!!


هناك تجارب كثيرة تؤكد كلامنا ولسنا معنيين الان في مناقشتها !
منذ ان تحولت ايران الى المذهب المعاكس لمذهب ال عثمان في الاستانة اندلعت عشرات الحروب والغزوات وكان الفرس والعثمانيون يتبادلون احتلال بغدادوكربلاء والنجف وسامراء!!


ترى هل من الصحيح ان الوضع بين العراق وايران لن يتحسن الا من خلال تصحيح انظمة الحكم في العراق فقط وترك الغطرسة الايرانية تمعن في ايذاء العراقيين ؟!!


لقد اكدت مراحل الصراع بين العراق وايران ان الاخيرة لم تكن تعير اهمية للصراع الطائفي بقدر اهتمامها بمصالحها القومية فالايرانيون ينظرون للمذهب كجزء من المكون القومي الفارسي وليس كما ينظر العراقيون  لعقيدتهم الجعفرية فهي طريقة اسلامية لفهم الدين الاسلامي  على اساس ديني وفقهي وثقافي خاليا من الهوس القومي والاحلام القومية!!
ايران ليس جارا في محلة او طرف عراقي حتى يتسنى لنا النزوح ومغادرة هذا الجارمتى شئناواردنا!!


ايران جار جغرافي من الصعب جدا الاستغناء عنه وفي كل الاحوال سلما او حربا!!كما اثبتت الوقائع ان لامكان للعقائد المذهبية في حروب ايران ضد العراق  عبر مراحل وحقب وعهود التاريخ المختلفة!!


لماذا لم تسجل على العراق في أي مرحلة من مراحل الصراع القديم والحديث تدخلات عراقية كارثية في ايران؟!ولماذا مازال العراق يعاني منذ اكثر من 400سنة من تدخلات كارثية ايرانية؟!


لقد قاتل الالمان بشراسة ضد فرنسا وعندما هجم هتلر على بلاد الفرنج انطلق مهووسا بهزائم التاريخ وانتصارته في الحروب الالمانية – الفرنسية ولم تتوقف جيوش هتلر الا بقرب عربة قطار قديمة من صنع فرنسي كانت مركونة تذكرها هتلر وهو يامر جيوشه باجتياح فرنسا بان هذه العربة هي التي اختارها الفرنسيون للالمان المهزومين في الحرب العالمية الاولى بالتوقيع على وثائق الاستسلام ولهذا امر هتلر تهيئة العربة القديمة نفسها لتوقيع وثائق استسلام فرنسا امام جيوش االرايخ!!


بالطبع لايمكن تجاوز حقيقة مؤداها ان الحرب العراقية الايرانية في القرن الماضي هي امتداد طبيعي لحروب اسماعيل الصفوي ومراد الرابع في ظل التنازع والتجاذب الطائفي والقومي وان تدخلات ايران الكارثية في الشأن العراقي الر اهن هي امتداد طبيعي للشوفينية القومية الايرانية منذ عهدالاخميني الى عصر خامنئي!!


لم تتحسن العلاقات الالمانية – الفرتسية بهزيمة هتلر وسقوط نظام الرايخ الثالث فحسب بل بسحق المانيا بدون رحمة حتى لاتقوم ابدا!!


واليوم تم سحق عظام العراق سحقا موجعا ومن دون اية رحمة فهل ستتحسن علاقات العراق مع عدوه التاريخي ايران؟!


ان الفارق الوحيد بين الايرانيين والفرنسيين في معالجة قضية حروبهم مع جارهم التاريخي هو في اختلاف نظرة الفرنسيين للضحية عن نظرة الايرانيين فبينما كان الفرنسيون يضمدون جراحات الشعب الالماني  ويشاركون في اعادة اعمار المانيا المكسورة المهدمة كان الايرانيون ...!!!!

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة  / ١٤ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٤ / أيلول / ٢٠٠٩ م