لاتفسير لدي عما اصاب العراق من دمار ونهب وسلب وحقوق مضيعة وسرقات في وضح النهار وقتل على الهوية والاسم والانتماء وتفجيرات عبثية وبطالة وازمات كثيرة ومتعددة وتكسر هيبة القانون منذ عام 2003 الا عقوبة ربانية لنا جميعا واختبار رباني لنا جميعا فقد صدق سيدنا المسيح عندما توسل ربه ان لايدخله التجربة أي المحنة والامتحان ونحن في العراق دخلنا جميعا مسلمين ومسيحيين التجربة المرة وليس اخرها ازمة المياه  وعسى ان نخرج منها كما يخرج طائر العنقاء من رماد الموت!

احد ابرز اوجه الماساة العراقية الراهنة الضاربة في بطون العراقيين وعقولهم هي ازمة المياه المميتة التي تهدد الحرث والنسل بالفناء!!

منطقة شط العرب في البصرة على سبيل المثال وليس الحصر تعيش ماساة انسانية  بسبب انقطاع  مياه نهر الكارون الذي تاتي مياهه من الجارة المسلمة ايران  وتصب في شط العرب حيث تغذي اكثر من 50% من حاجة اهل البصرة الطيبين !

المفاجاة ان ايران باشرت بتحويل مجرى الكارون بعد تسلم الاحزاب الاسلامية  الصديقة لايران نفسها للسلطة في العراق بينما لم تجرأ ايران  على تحويل قطرة واحدة من الكارون في عهد الرئيس السابق المعادي لايران !!

اتساءل هل صار الكارون وغيره من الانهار  التي تنبع من دول الجوار ادوات خنق لرقاب العراقيين ؟!

ان الاحزاب الاسلامية الصديقة لايران الاسلامية  التي تحكم العراق اليوم كانت تتوقع من ايران تعاونا كبيرا  في مساعدتها في حل مشكلة المياه التي يعاني منها اهل البصرة والمدن والقصبات العراقية الحدودية  ..ماذا نسمي هذا التصرف الاخرق البعيد عن الانسانية وروح الاسلام ؟!

ايران خلقت كوارث بيئية وانسانية مفجعة في البصرة لاتليق ابدا بالتصريحات العلنية التي يطلقها قادتها  بين حين واخرلتطمين العراق !

احد القراء بعث لي برسالة وانا اتوقع انها ليست رسالة من قارىء عادي يعتب علي قسوتي على ايران في مقالة سابقة ويتساءل القارىء الدبلوماسي(!!) في رسالته لي: لماذا تتهم دائما ايران في ما حل علينا نحن اهل العراق من كوارث ومصائب؟! وانا احيل هذا القارىء (الدبلوماسي!!) الى كوارث المياه التي نجمت عن قيام ايران نفسها بقطع مياه الكارون عن البصرة وقطعها روافد اخري عن بلدروز وغيرها من مدن وقصبات العراق واسال هذا القارىء المخلص في دفاعه عن الجارة ايران : 

من يصنع لنا الكوارث اذا على حدودنا الشرقية؟!