الرابطة الوطنية لابناء وعوائل الشهداء الابرار
العراق – بغداد

 

شـهـــــداء ألـغــــــــــــــــــــــــدر

﴿ الحلقة الثانية والعشرون ﴾

 
 

شبكة المنصور

احمد شاكر البصري / رئيس الرابطة الوطنية لأبناء وعوائل الشهداء الأبرار
تقدم الرابطة الوطنية لأبناء وعوائل الشهداء الإبرار على شكل حلقات  بعضا من جرائم حكومتي الجعفري والمالكي وإجرام ميليشيات أحزابهم العميلة منظمة غدر وحزب الدعوة وزمر مقتدى الرذيلة والجهل والقوات  الغازية  المحتلة التي طالت الكثير من أبناء شعبنا الجريح في حكمهم الدموي الأسود والتي تكون كافية لإحالة رؤساء ومسئولي هذه الميليشيات إلى محكمة الجنايات الدولية كمجرمي حرب وإبادة بشرية لاطلاع المنظمات الإنسانية والحقوقية العربية والدولية على جرائم الاحتلال وإذنابه تحت يافطة (العراق الجديد والديمقراطية) كما سنقوم بنشر إجرام اسايش جلال ومسعود بحق أبناء شعبنا من الكرد والعرب والتركمان والمسيح واليزيديه

 

هكذا قتل الغوغاء السود الشيخ عبد المجيد الجنابي: صورة لأحد أحياء بغداد يوم الأربعاء الأسود  عام 2005– بقلم مواطن شاهد إثبات

 

أخوتي الأعزاء السلام عليكم


أدناه مقالة كتبتها عن أحداث عشتها وأخوتي بالتفاصيل عن ماجرى يومي الأربعاء والخميس في منطقتنا في حي المستنصرية محلة 502 راجياّ نشرها وجزآكم الله خير الجزاء


الوقت هو الثانية الأ ربع من بعد ظهر يوم الأربعاء والمكان هو حي المستنصرية أحد الأحياء القريبة من مدينة( الصدر) وتحديداّ جامع الحاج حميد الجنابي المطل على أحد الشوارع الرئيسية في شرق العاصمة بغداد.


إمام الجامع وخطيبه الشيخ عبد المجيد الابن الذكر البكر وأحد التوأمين لباني ومشيد الجامع في أواسط السبعينيات المرحوم الحاج حميد الجنابي , ابن الاثنين وأربعين عاما الطويل القامة والأبيض البشرة التقي الورع والذي اتخذ من نهج الرسول الكريم وسيرته وأخلاقه نهجاّ لحياته وحياة عائلته.


الشيخ عبد المجيد هو ابن الأب السني والأم الشيعية من منطقة الصويرة جنوب بغداد والمتزوج من امرأة شيعية من ناحية الإسكندرية التابعة لمحافظة بابل وكما عرفه كل من كان قريباّ منه نأى بنفسه عن الدنيا وجند نفسه للدعوة إلى دين الله ونهج وتعاليم رسوله وكان ممن لا يخافون من قول الحق وكان يعرف بفطنته وعلمه وذكائه الحاد ما يمكن أن يحدث له في عراق اليوم .وأخبر عن ذلك كل محبيه مراراّ .


في الوقت والزمان المذكورين وخلال دقائق معدودة امتلئ الشارعين المحيطين بالجامع الصغير بعدد كبير من السيارات تم تقديره بحوالي 15 سيارة حديثة مليئة بأشخاص يرتدون الزى الأسود ومعظمهم يرتدي الستر الواقية ويحملون الرشاشات الحديثة وقاذفات الأر بي جي وفي نهاية الرتل كانت هناك إحدى سيارات الشرطة (التويوتا اللندكروز) .


كان الشيخ يتوقع هذا اليوم ويحذر محيطيه دائما من يوم مشئوم , خرج لهم الشيخ بدشداشته الناصعة البياض من بيته المجاور مع أخيه التوأم والأخ الأوسط رافعاّ رشاشته وساحباّ أقسامها عليهم انبطح المهاجمون وكانوا أكثر من ثلاثين على الأرض وتناثروا يميناّ ويساراّ استعدادا لمواجهة الرشاشة الوحيدة أمامهم , تقدم حامل الأر بي جي موجهاّ سلاحه إلى الشيخ وأخويه والمنزل , أدرك الشيخ أن المواجهة غير متكافئة... قال لهم ماذا تريدون, قالوا له... تأتي معنا , نظر إلى أخويه وردّ عليهم... آتي معكم واتركوا الآخرين, تقربوا منه وقيدوه وكانوا كلهم ملتحين ولا تكاد تفرق لون بشرتهم عن لون ملابسهم السوداء.


أوفوا بوعدهم.. فقيدوا أخويه وغطوا رؤوسهم بأكياس كتلك التي نشاهدها في الأخبار , دخلوا المنزل وكان ابنه زيدون ابن الثالثة عشرة يشاهد ما يجري من سطح المنزل لمحه احدهم فأطلق النار عليه فشطحت وجرحت أحدى أذنيه, فتشوا كل شيء وحملوا معهم كل ما وجدوه من مال وأجهزة ثمينة , لم ينفع استنجاد أمهم الشيعية ولا صرخات زوجاتهم وبكاء أطفالهم. حطموا السيارات بعد أن عجزوا عن تشغيلها عدا واحدة , فأخذوها معهم.


اختفى الشيخ وأخويه وانسحبت السيارات إلى مكان آخر وكانت سيارة الشرطة في نهاية القافلة والهدف الآن آخرين يجمعهم الصلاة في الجامع والسكن في المنطقة و وجود أسمائهم في قائمة طويلة كانوا يحملونها معهم .


في هذه الأثناء اختفت وبشكل غريب عشرات السيارات من سيارات الشرطة التي كنا نراها تجوب الشارع ذهاباّ وإيابا طوال ساعات الليل والنهار بصفاراتها التي كانت تبعث الخوف والطمأنينة معاّ, اختفت الشرطة ولم نعد نسمع أي صفارة .


اختفت الشرطة ليبدأ فصلاّ آخر .


حي المستنصرية الذي يتعايش فيه الشيعة والسنة والأكراد منذ نهاية الستينيات من العقد الماضي تزاوجوا وتآلفوا وتحابوا فيه وكان والى وقت قريب أحد أجمل وأنظف أحياء بغداد وأكثرها حصولاّ على الخدمات العامة, هذا الحي تملأه الآن الأزبال ودخان مولدات الكهرباء ووجوه كثيرة لم نألفها ولم نعرفها من قبل وبعضهم حديثي النعمة ممن سلخ نفسه من الفقر المدقع إلى مصاف الأثرياء الكبار وبعد سقوط بغداد مباشرة.


انتشر الخبر وبدأت الأخبار الأخرى تتوالى بسرعة, خطفوا طارق , يبحثون عن نادر , قتلوا فلان يبحثون عن الأخوين فلان وفلان هجموا على المسجد القريب الأخر وفجروه بالقذائف , يسبون ويشتمون الشباب الشيعة من سكان المنطقة ممن حاولوا التفاهم معهم ووقفهم , أصوات الرشاشات والقاذفات بدأ يتصاعد والصراخ والاستنجاد يتعالى من البيوت التي يهجمون عليها , أين هم ؟ أين الكلاب ؟ انظم إليهم البعض من الوافدين الجدد على الحي بعد أن ارتدوا الزى الأسود بسرعة وحاولوا وبغباء أخفاء وجوههم ولكن كل أهل الحي تعرفوا عليهم.


بعد أن اتضحت الصورة وتواردت الأخبار من المناطق الأخرى وبحلول الرابعة عصرا أقفرت الشوارع المحيطة بالحي وهي تؤدي إلى ساحات وشوارع رئيسية في بغداد بل لا يفصلها عن نصب التحرير الشهير سوى جسر واحد لكي تعبره عليك أن تمر من أمام واحد من اكبر قواطع النجدة التي تتمركز فيه وتنطلق منه سيارات الشرطة وهو لا يبعد عن الجامع أكثر من مأتي متر !! خلت الشوارع من السيارات.... ومن قوات الشرطة والتي تعرف الآن بقوات الداخلية... والجيش والذي بات يعرف بالحرس الوطني.... ومن الأمريكان أيضاّ !!! ولا حراك سوى لأصحاب الزى الأسود بلحاهم وسياراتهم الحديثة ودروعهم التي يلبسونها .


تحرك البعض واشتغلت أجهزة الهواتف النقالة , يتصل الصديق بصديقه والجار بجاره.. أين أخذوهم؟ هل تعرف أحد من مكتب الشهيد الصدر؟ . تتوارد الإجابات . لا أعرف , ربما فلان يعرف , نعم أعرف . دعني أتصل بفلان لأن له علاقة بفلان لعله يعرف . مئات الاتصالات وسيل من الدموع والحسرة , لقد تحركت المليشيات السوداء بسرعة , لقد أخذوا الجوامع وأئمتها ومن يصلي فيها على حين غرّة.


الأخ التوأم للشيخ ينظر إلى أخيه وهو يعذب في غرفة أمام عينيه بدئوا بكيه بالسكائر وبدأ الشيخ بقرآة القرآن الذي يحفظ ثلاثة من أجزاءه عن ظهر قلب . لم يتوسل ولم يحنى رأسه أبداّ .


انتقلوا إلى الكهرباء وبدأوا يصعقونه حيث تطال يدهم من قامته الطويلة , في صدره, وبدأ صوت الشيخ يعلوا بقرآة سورة ياسين كانوا كلما زادوا بتعذيبهم كان الشيخ يعمد إلى رفع صوته في تلاوته للقرآن و كان ذلك يغيظهم أكثر فانتقلوا إلى يديه ليشبعوها ضربا و تكسرت يديه وظل يقرأ القرآن , شغلوا المثقب الكهربائي والذي يدعوه العراقيون بالدر يل . الشيخ يقرأ ويتألم وحركة لا تهدأ في المنزل الذي يتواجد فيه فنسوة تذهب وأطفال يجيئون ويذهبون ويطلون برؤوسهم ليشاهدوا بعض المشاهد الحقيقية وهي تجري في يوم عاشوراء جديد .. يوم أربعاء أسود.. وحسين ابيض بملابس بيضاء... ويزيد جديد بلحية سوداء وزى أسود.


أخوه التوأم بدأ يبكي بصوت عالي ويسترحمهم بأن كفى .. رد عليه الشيخ بأعلى صوته.. لا تبكي.. أخي .. لا تبكي .... ويلتفت إليهم قائلاّ أفعلوا ماتشاؤون ... استجاب ذوي الزى الأسود لنداء أخيه سريعاّ بعد أن يأسوا من إيقاف الشيخ عن قرآه القرآن ... استجابوا له.. وأطلقوا رصاصة الرحمة في رأسه.


المستغيثون عرفوا الخبر وجثته لم تصل بعد إلى الطب العدلي فهواتف الحرية الجديدة نقلت الخبر , لا أمل في الشيخ ... لأن السيد أصدر حكمه... ولكن تم قبول الأسترحامات التي وصلت بشأن أخويه .


بعد نصف ساعة من اختطافه تعود الفرقة السوداء إلى الجامع , تدخله بدون مقاومة لتحرقه... بكل ما فيــه .


بعد ساعة أخرى قوات من الحرس الوطني تنتشر حول الجامع المحترق ... تعود فرقة سوداء أخرى .... يتهيأ لهم رجال الحرس بتوجيه أسلحتهم نحوهم، ينزل أحدهم مع رشاشته , يطلب منه الضابط الابتعاد والأ أطلق النار , ينزل ذوي الملابس السوداء ولكن هذه المرة مع رشاشات ألبي كي سي وقاذفات الآر بي جي , يلين الضابط ويسال ماذا تريدون , والجواب.. حرق الجامع, يردّ الضابط ... الجامع محروق, تغادر الفرقة... ولكن بعد أن دخلوا وتأكدوا أن لا شيء آخر يمكن حرقه .


مع عمره الصغير إلاّ انه كان يعد عدته لمواجهة ربه.. فأوصى قبل استشهاده عن تفاصيل غسله ودفنه .


من غسله شوهدت علامات الصعق الكهربائي في صدره , شوهدت ذراعيه المحطمتين, شوهدت كيات السكائر، شوهدت علامات رصاصة الرحمة في رأسه ... شوهدت حسين جديد في كربلاء جديدة . لم يتسنى سوى لثلاثة أن يرافقوه من الطب العدلي إلى مثواه الأخير فبغداد تخضع لحظر التجول.


في الطب العدلي شاهدوا مئات الجثث قبل أن يتعرفوا على عبد المجيد حميد الجنابي , كل الجثث مشوهه والكثير منها محروقة وبينها عشرات الجثث لصبية بين العاشرة والخامسة عشرة.


يوم دفنه تخضع عاصمة الرشيد لحظر التجوال وتنتشر فيها قوات الداخلية والجيش ... والأمريكان !!.. يستغرب أهالي بغداد لماذا هذا الحظر بعد أن أصدر السيستاني فتواه بالتظاهر السلمي... وبعد أن وجه السيد مقتدى أوامره لأتباعه..... لحماية المساجد والجوامع!! ؟


إنا لله وأنا إليه راجعون ورحمكم الله يا شهداء المساجد والحق ورحمك الله يا حسين يا أبا عبد الله.


كتب التقرير شهود عيان


بسم الله الرحمن الرحيم
ومَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خائفين لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ
صدق الله العظيم

 

نرجو بعد الانتهاء من قراءة المقال , قراءة سورة الفاتحة على روح المرحوم الشهيد عبد المجيد حميد زويد خلف الجنابي وعلى أرواح كل شهداء العراق والأمة العربية الذين انتقلوا إلى جوار ربهم و جزآكم الله خير الجزاء.


والله إنها قصة مؤلمة تصلح أن تكون فلما وثائقيا كفلم الرسالة و عمر المختار

لتبيين حقيقة هؤلاء المجرمون في العراق !!

 

احمد شاكر البصري
رئيس الرابطة الوطنية لأبناء وعوائل الشهداء الأبرار
العراق - بغداد

 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٢١ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٠ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية |دليل كتاب شبكة المنصور