القذافي البطل القادم لحلف الساتو

يذكرني الزعيم الأستثنائي معمر القذافي اليوم , بمعلمه الراحل جمال عبد الناصر , يوم أستطاع هذا المعلم وهو في بداية عقد الثلاثينات من العمر, أن يسامق كبار زعماء العالم الثالث , بمجرد تواجده في أول تجمع أممي لهذه الدول في باندونج بأندونيسيا . ليكون فارسا من فرسان تجمع دول عدم الأنحياز" الحياد الايجابي سابقا" . الى جانب سوكارنو ونهرو وتيتو ونيكروما وشوان لاي .

وهاهو القذافي بعد أن عجز في كل محاولاته الوحدوية , أن يؤسس لوحدة عربية بسبب عدم جدية كل الرؤساء العرب الذين فاتحهم بالأمر. أتجه الى أفريقيا وأستطاع مع كثير من الرؤساء الافارقة , أن يؤسس لبنية تحتية للوحدة الافريقية .

يبدو أن هذا الرجل ومع تقادم العمر , خاصة وهو على مشارف عقد السبعين . أن يعود الى المجتمع الدولي بتأثير أقوى من قبل . وهو محملا بأخطاء وتجارب كثير من زعماء العالم الثالث.

وكان يظن الجميع أن ليبيا سوف لن تتجاوز محنة الحصار الدولي عليها . ويبدو أيضا أنه أسوة بالليبي العادي , التي خبرته عن كثب بحكم تواجدي بينهم أكثر من خمس سنوات , يستطيع تقديم التنازل في الوقت المناسب , مادام هذا التنازل لصالح الامن القومي الليبي . وبمجرد أن أطمأن الى أنه أصبح زعيم دولة مرغوبا به دوليا , عاد الى الساحة الدولية كما لو أنه في الايام الاولى من حياته السياسية . في وقت خلت آسيا وأفريقيا بل والوطن العربي , من رموز ثورية تتحدى الامبريالية الامريكية البغيضة . وعادت أمريكا اللاتينية الى قيادة مواجهة أمريكا . بفضل تعاظم دور البطل هوغو شافيز .

ولعل الخطاب التأريخي الذي القاها الزعيم معمرفي قلب المنظمة الدولية , يفسر أن هذا الزعيم لايستطيع مهادنة دولة تعسفية مثل الولايات المتحدة الامريكية على طول . فطرح أفكارا أثلجت قلوب شعوب دول الجنوب برمتها . وعرى بخطابه هيمنة الدول الخمس الكبار على مقدرات الانسانية .

وفي فنزويلا معقل التحدي للامبريالية الامريكية , شكل القذافي ورفيقه الجديد شافيز , تحالفا رائعا لمواجهة الخمس الكبار ..

وقال القذافي في فنزويلا "يجب ان ننشىء حلف شمال اطلسي للجنوب. وهذا ليس تصرفا حربيا. لدينا حقوقنا، ويجب ان ننشىء منظمات".

واضاف ان "اميركا الشمالية مرتبطة في كل الميادين بأوروبا، فيما يوجد فراغ في جنوب المحيط الاطلسي. يجب ان ننشىء حلفا لنتمكن من ضمان القيام بخطوة تاريخية واستراتيجية تتيح ملء هذا الفراغ"..

وأكد أن هدف إنشاء "الساتو" لأغراض اقتصادية وتنموية، وليس حربية أو إرهابية أو عدوانية، ولا يدخل في سياق سباق التسلح، كما اقترح القذافي أن تكون فنزويلا مقرا دائما لأمانة الحلف المقترح.

وأكد الزعيم الليبي، أن الجنوب الذي يضم آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية، هو القوة الأممية الغالبة التي تستطيع أن تغير العالم وتخلق التوازن وتصنع السلام العالمي وتخلق التنمية لإنعاش الاقتصاد العالمي، لما تملكه من ثروات وقوة بشرية هائلة،

وهدف الزعيم الليبي ان يكون هذا الحلف عمليا في 2011، عندما سيستضيف القمة الثالثة بين اميركا الجنوبية وافريقيا.

أستطيع أن أؤكد أن بمقدور القذافي بما عرف عنه من تصميم وأصرار, أن يبرز الى حيز الوجود مثل هذا الحلف لدول الجنوب .

للاسباب التالية :

1 / انه يحظى اليوم بتقدير زعماء دول الجنوب وفي مقدمتهم شافيز.

2 / بين دول الجنوب دولا غنية جدا , خاصة الدول النفطية في آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية .

3 / أصبحت منظمة دول عدم الانحياز في عداد المنتهية , كقوة مؤثرة وفاعلة على الساحة الدولية . خاصة يوم ان ظفرت الصين بمقعد الدولة الكبرى بمجلس الامن . وسعي الهند الى ان تكون دولة كبرى بعيدا عن مشاكل دول عدم الانحياز .

4 / الوجوه التي صنعت منظمة دول عدم الانحياز غابت عن هذا التجمع , ما أضعف دور المنظمة عالميا . بل اصبحت منظمة آيلة للسقوط .

5 / بروز شخصيات ثورية ومتحدية في دول الجنوب , مثل شافيز والقذافي وغيرهما يسعون بما لديهم من افكار, الى تنظيم عالمي يكون بديلا لدول عدم الانحياز. ومن حقهم ان يسعون مثل ما سع من قبل شوان لاي و نهرو وتيتو وعبد الناصر وسوكارنو , وأسسوا حركة دول عدم الانحياز .

كما كان تأثير عبد الناصر قويا في تأسيس حركة عدم الانحياز , سيكون حتما دور القذافي مؤثرا هو الاخر في تأسيس حلف " الساتو " .

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال