تأملات في مصدر النصوص على الامامة

 
 

شبكة المنصور

طالب السنجري
يخلوالقرآن الكريم من التصريح حول الامامة أعني إمامة الإمام علي بن أبي طالب(ع) الاّ مايمكن استفادته من خلال التأويل في اثباتها.


وأما السنة المطهرة فقد ثبت في أحاديث صحاح أنّها  تشير اليها، وهو ما يعتبر حقّا طبيعيا له (ع)، ومع كل ذلك فقد اختلف المسلمون في تخصيصها حوله وبقي الشيعة وحدهم ينفردون بالرأي بها، معتمدين في فهمهم للنصوص المخصّصة للامامة والحاصرة لها في عليّ وأولاده.


وهذا المعنى وافتنا به الأخبار التي تتحدث عن تلك المرحلة، غير ناسين ما للغلاة من دخل كبير في وضع الاخبار والروايات في هذا الاتجاه.


وأبرز ما في أيدينا هو كتاب الكافي للكليني رحمه الله هذا الكتاب الذي مدحه الكثير وعدّ البعض أحاديثه برمتها من الصحاح لا يرقى اليها الطير، الاّ أن آخرين لم يسمح لهم عقلهم العلمي أن يقفوا مكتوفي الايدي ازاء مافيه من روايات ضعاف ورواة غلاة وكذّابين فقالوافيه مايخفّف وزنه.


ولعلّ أبرز من شرحه العلامة المجلسي في كتابه( مرآة العقول)، اذ قام الرجل بنقد رجال سنده ممّا أظهر أن ثلاثة أرباع الكافي أخبار مشكوك فيها فمن بين (16199) حديثا لم يبق منها الا الربع تقريبا، مع أنّ المجلسي كان يحاول جاهدا تسويغ ما يرفضه العقل ويصرف ما يخالف القرآن صراحة الى معاني اخرى.


ومع كلّ هذه المحاولات النقدية فالكافي يعدّ اليوم المصدر الاساس أو المنبع الذي يستقى منه، وقد احيط بهالة من القداسة كأنه منزل من ربّ العالمين!.


وقد شاع في أوساط الشيعة حتى تسرّب شيوعه الى بعض أصحاب السماحة فقالوابأنّ الكافي عرض على الامام الحجّة المنتظر فقال فيه(الكافي كاف لشيعتنا).


يقول العلامة المجلسي في مرآة العقول: وأما جزم بعض المجازفين بكون الكافي معروضا على القائم فلا يخفى مافيه على ذي لبّ.


ولعلّ اهتمام الاعمّ الاغلب في الكتابة حول هذا الموضوع قد فاق كثيرا اهتمامهم بمواضيع اخرى مما فوّت على أبناء الشيعة فرصة الاستفادة من القرآن الكريم والتعايش معه والانفتاح على أفكار الآخرين وجعلهم على مرّ الزمن يعيشون في زوايا لا يصلها الضوء الاّ قليلا.


فقد جعل منهم هذا الاهتمام المتزايد بالامامة في معارضة سلبية على الدوام مما عرّض الجسد الشيعي للتصفية من قبل الحكومات المتعاقبة فخلق هذا الجوّ الخانق مجموعة أفكار ومنظومة متبنيات زادت في الطين بلّة من أمثال التقية وغيرها.


وفي هذا المجال لاأدعوا الخط الشيعي الى نسيان فضائل وكرامات أهل البيت(ع) بل أدعوهم أن يترافق اهتمامهم بهذه الفضائل والكرامات بتزايد اهتمامهم بالحديث عن القرآن الكريم ومعالجاته لقضايا الساعة ففي هذا الإهتمام ما يدعوا الى الإنسجام مع الجسد الاسلامي الكبير والعمل على خلق مناخ أخوي.


فالمسألةلا تتعدى حتى الامامة ومن يقول بالنص عليها أنها مسألة عقدية اخروية وليس لها مساس بحركة الواقع الذي يعيشه المسلم اليوم بمعنى أنه لا يترتب أثر شرعي على من يعتقد ومن لا يعتقد في الدنيا.


ومن هنا فالنصوص الواردة في المصادر قديما وحديثا تؤكد على أنّ الامامة مسألة عقدية لا يجوز التقليد بها بل يتأملها الانسان ويدركها ويصل اليها عن طريق النظر.


وأمّا الأزمة التي يخلقها بعض الناس ناشئة من توتّر في العصب الطائفي ومن الموروث السييء الذي تلقته الاجيال من دون وعي وادراك.


ثمّ لماذا لا تكون أحاديث الامامة الايجابية الجامعة هي الغذاء الذي تتغذى عليه الشيعة من دون النظر الى منظومة الروايات السيئة التي تفرّق وحدة المسلمين وتخلق في نفوس الناشئة تفكيرا في العزلة والانفراد!؟.


وفي هذا كلنا نراقب المطبوعات المتشنجة تحتل الصدارة الاولى والاهتمام الاوفى وتصرف على نشرها الاموال الطائلة.


أفي ذلك دعوة الى تركيز الامامة في الذهن أم دعوة الى مرجعية عليّ بن أبي طالب وهو في رحاب الله أم ماذا؟

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ١٥ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٤ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور