من نصدق , من ثلاثيها المضطرب عادلها ... أم مالكها .. ام هوش يارها ؟!

 
 

شبكة المنصور

ضياء حسن

أختلطت علينا التصريحات , أقصد تصريحات  جوقة الدولة التي نصبها المحتل الأميركي لأدارة الحكم في العراق محاصصة على وفق ما يحب ويشتهي , وبما يؤمن ويضمن تحقيق مصالحه لأمد غير محدود!!


فقد كثرت هذه التصريحات المتقاطعة في تفسير ما حدث يوم الأربعاء الدامي , ولأن هذه الجوقة لا يجمعها جامع سوى أرضاء السيد الأميركي , فقد أهتزت وصارت تطلق كلاما تبريريا لا يستند لمنطق واحد , لا بل شابت أطرافها محاولات لتحميل بعضها البعض مسؤولية ماحدث , بمستوى معين أو أخر.


وفي المقدمة منها تبادل الأتهامات بتحميل كل طرف للأخرمسؤولية الأسهام في أنفراط عقد أئتلافهم الطائفي المشبوه , أو ما سادهم من تشف , لم يتردد المالك بألصاقه بأطراف أخرى من حلفائه , في أول ردة فعل له على خيبة عناصره الأمنية وتواطؤهم مع الجناة الأيرانيين ؟!


ولن نتحدث عن(طشار)الكلام المهزوزالذي أطلق هذرا و بدا متقاطعا ومتناقضا في توجيه الأتهام يمينا وشمالا من دون رابط منطقي أو دليل عملي , سوى ألأتفاق ضمنا على عدم الأتفاق في لصق الأتهام بجهة واحدة , غير أنهم أشتركوا في التعتيم جماعة على الفاعل الحقيقي , وأنفراد المجلس الأوطأ بتنظيم أجتماع الأربعين سفيها متحاصصا , لأبعاد الأنظارعن مدبري المذبحة الحقيقيين, وتبرئة عناصر أمن رئيس وزراء الأحتلال من دور مكشوف لا يمكن لمبصر أن ينكره أو يغطي عليه !!


واذا تجاوزنا فزع أطراف الحكم من ردة فعل المواطنين التي دانت بشدة المتحاصصين و طالبت بصراحة و بصوت عال برحيل الحكام العملاء أزاء ما أرتكبوه من جرائم فاضحة بحق الشعب .


فأن ما يستوقفتا حقا هو تهافتهم في الأستمرار على أطلاق التصريحات المثيرة لسخرية الناس منهم فهم يتناوبون على نثر الأتهامات هنا وهناك , مرة بتوجيهها الى مطاردهم ألتأريخي البعث في محاولة مكشوفة تستهدف الأساءة للبعثيين الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن شعبهم ,فقدموا ويقدمون غالي التضحيات دفاعا عنه,وعن وحده ترابه وعن شواخصه الحضارية , في تصد رائع وبطولي للمحتل الأميركي اللئيم ولعملائه الطائفيين قتلة اهله والمناهضين لوحدة العراق شعبا وأرضا .


ولأنهم يدركون بأن جعجعتهم هذه خاسرة , ذهبوا لفبركة مسرحية تعتمد حركة فرد واحد, بصوت مخنوق قصد في أظهاره على مسرح الجريمة, محاولة لحبك المشهد الدرامي , على الرغم من هشاشته !! .


فقد ذهبوا لأثارة زوبعة حملت ألتهمة هذه المرة لسورية الشقيقة بأدعاء أنها مصدر الشاحنات التي حملت الموت للعراقيين , في حين دلت الحقائق على الأرض انها قادمة من شرقي البلاد وليس من الغرب , كما ادعو في البداية؟
وقد أتفقت تحليلات الخبراء العرب والأجانب على أن ما دبر أستند الى أمكانيات دولة , والى تقنيات لوجستية عالية تؤمن سرعة الحركة ويتوفر لها قصرالمسافة , أضافه الى أرضية أمنية من عناصرها المتغلغلة في دوائر قنبر وعطا الأمنية الطائفية ,تسهل لها سلامة المرور من المنبع الحدودي الى مصب الجريمة من دون حسيب او رقيب ؟!


وتلك موصفات لا تمتلكها دمشق , بل حليفتهم طهران الملالي , ولا يجيدها سوى جيش خامنئي .


وواضح أن أندفاع المالكي والناطقين بأسمه لأخراج المسرحية بهذا الشكل , هدفه ذر الرماد في العيون وصرف الأنظار عن المجرمين الفعليين , ولكنهم خابوا ولم يصدقهم أحد حتى ان أسيادهم الأميركيين تخلوا عنهم مما دفعهم الى أعتماد أسلوب التهديد باللجوء الى مجلس الأمن لأستحصال موافقته على احالة شكواهم ضد سورية على محكمته الدولية , وكأن الأمر بسيط وفي متناول أيديهم , ولم يدركوا أنهم وميليشياتهم من ينتظرهم قصاص هذه المحكمة بعد ان فاحت رائحة جرائمهم , وصارت مقيدة في سجلات المنظمات الدولية المعنية بحقوق الأنسان بحروف سود.


ولعل أخر تقارير تلك المنظمات قضى قبل أيام بتقليد حكومة ( أبو أسراء ) وسام تسجيل أعلى رقم بين دول العالم بأصدار أحكام أعدام بحق المواطنين العراقيين عبر محاكمات سياسية صورية , وبأنتزاع للأعترفات تحت التعذيب ومن دون توفيرمحامين يتولون الدفاع عنهم !!


والغريب في سلوك ثلة دولة أخر زمان أصرارها على المضي في مسلسل ( أطلاق التصريحات المتضاددة التي يمسخ مطلق أحدها ما يطلقه صاحبه الأخر قبل وقت قليل !


والأغرب في سلوك هؤلاء , ان لكل واحد منهم دولة ومنابر خاصة يطلق منها أداعات بأدانة الأخرين ويمتلك الدليل والحجة على صحة ما يدعي و ولكن سرعان ما ينكشف زيفه , عندما يأتي ثالث بمعلومة تكذب سابقيه!!


ولعل في أبلاغ الخارجية السورية الوسيط التركي السيد اوغلو ما يفضح الفحيح المالكي بأمتلاك أدلة تدين سورية والبعثيين , فقد ظهر أن ما حمله أوغلو الى دمشق لا علاقة له بمذبحة الأربعاء ؟!


وهكذا يستمرالحال على هذا المنوال , وهم سادرون في غيهم , ظنا أن المواطنين لاهون عنهم , ويكفيهم ما يحيطهم من هم وأذى , وما دروا بأن العراقيين كشفوفهم , وهم الأن محط سخريتهم وازدائهم .


وأزداد شعورأهلنا بألرغبة في مشاهدة خاتمة مسرحيتهم المسخ ليعيشوا لحظات رحيلهم من العراق على الطريقة التراتيجية الأميركية كما حدث لأسيادهم المحتلين وعملائهم في سايغون الفيتنامية .


ولا أعتقد أننا نكون ظالمين لهم او مفترين عليهم أذا وقفنا عند أخر التناقضات الظاهرة بينهم على بساط الصراع ضمن مشهدهم السياسي المهزوز .


فقد وجه عادل عبد المهدي نائب المام صفعة يبدو أنها مقصودة لزمرة الحكومة عندما نفى ان تكون سورية لها ضلع في المذبحة , ولا للبعثيين صلة بها , هادرا ومسفها تلقائيا أدعاءات المالكي بامتلاكه أدلة تثبت ذلك !!


بينما سعى هوشيار زيباري وزير الخارجية لدغدغة عواطف المالكي بتلطيف تصريحات سابقة له أكد فيها وجود تعاون بين القتلة وعناصرالأمن , بالأعراب عن أنزعاجه من تصريحات عادل التي برأت سوريه والبعث ودعت الى عدم تصعيد الموقف مع دمشق , في حين دعا هوش الى العكس من ذلك ؟؟


وبين هذا وذاك تتقافز تصريحات كثيرة من أفواه المتورطين في طبخة بريمر ( السياسية ) , متقاطعة ولايعرف لها طعم رشد ولا أتزان .


وليس مستغربا أن يصفها المحللون بردود أفعال غير الواثقين بأنفسهم المرعوبين من مستقبل مجهول لا يبشرهم بغير الخيبة وألعودة في احسن الأحوال الى حيث بؤر قدموا منها , هذا أذا كانوا محظوظين , وخفت سيقانهم وهم يرحلون من وضع الهرولة خاسئين مذعورين تحف بهم لعنةالعراقيين !!


وأحس بسعادة غامرة وأنا أستعير كلاما لأحد صغار الجوقة يصف حالة هؤلاء المتشرذمين في أخر أيامهم  وأنا معذور أن نقلت عنه ما يكشف حقيقتهم وبلسان صاحبهم وليس أدعاءا عليهم !!


فقد عزا علي الموسوي احد مستشاري المالكي الكثر تضارب التصريحات حول المسؤولين عن تفجيرات الأربعاء وبحسب ما نقلته عنه وكالة الأخبارية العراقية _الدار العراقية _ أمس الأربعاء الى أختلافات بين المسؤولين الميدانيين ؟!


فهل يحتاج مثل هذا الكلام الواضخ الصريح الى تفسير غير ما يقره ,واقع حال الجوقة نفسها بلا أضافات أو تزويق لشهادة مستشار معتمد وحتما محلف ؟!


ونعتقد بأننا وفي ضوء هذه ( اللوصة ) من حقنا أن نسأل, من نصدق , عادلها أم مالكها أم الهوشيار , لأن بقية أطراف اللعبة لاذت بالحياد , فهم نيام , نيام والحمد لله ؟!

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس  / ١٣ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٣ / أيلول / ٢٠٠٩ م