حاشى ان تتنكر الشقيقة سورية لجذرها العربي ؟؟

 
 

شبكة المنصور

ضياء حسن

قبل أن أعاود الكلام عن خيبة المالكي بتورطه في لعبة أكبر منه , خيل له مستشاروه أنه يمتلك من الأدوات والخبر ما يؤهله الأضطلاع بأدوار هي أكبرمن مقاسه وربما مقاس أسياده المزدوجين , والا لما اقحموه بأداء دور يبدو فيه قرقوزا مترهل الهندام!


وأزدواج التبعية هي سمة ينفرد بها بحق الأن , وهو يمارس دورا مرحليا مرسوما له ويتلخص بالأجهازعلى ما تبقى من شواخص أنسانية عراقية ,أستكمالا لأدوار أداها من سبقوه ورسمها لهم نفس السيد,وهناك من ينتظر ,فالفصول كثيرة بحسب ما تقتضيه حبكة مشاهد مسرحية ( تدمير العراق وأجتثاث جذره العروبي الحضاري ).


أوليست عروبة سورية محسوبة ضمن أجندة الأجتثاث, ألذي بدأ بمحاصرة تجربة القائد الراحل عبد الناصر وأنتهى بغزو وأحتلال العراق وأستشهاد باني صرحه الحديث القائد صدام حسين ؟؟


وأعود للكلام المفيد وأبن الساعة والمتصل بمخطط قديم جديد , لطالما حذرت منه القوى الوطنية والقومية في عموم الوطن العربي , ولكنها وللأسف الشديد وبسبب من ضيق افق دخلت في نفق متاهات أختلافات ادت الى احتدام المواقف بينها , وانتقال الصراع بين أهل القضية العربية انفسهم , ليضعفوا , بدلا من أن يتوحدوا في مواجهة العدو الواحد الموحد , على الرغم من أنه واضح بين الأهداف يكاد يقول خذوني !


وبحكم المكابرة في تصور القدرة على الأنفراد في قيادة الجماهير ,مكنا المريب بأن يأخذنا بدلا من أن نأخذه؟!
فسبحنا جميعا وبارادة لا نحسد عليها في تيار لا يقبل أئتلافا مع شقيق حليف , ولا التعاون مع قوى صديقة يجمعنا معها هدف الأنتصار للشعب والنضال من أجل نيل حريته وتعزيزكرامته وضمان وحدة وطنه ,وتوفيرعيشه الرغيد ؟!! فماذا حدث ؟


تشتت قوانا , وضعفت جبهتنا مقابل بقاء الأعداء على موقفهم المعادي لأهلنا ,كما رسمته معاهدة تجزئة الوطن العربي ( سايكس بيكو ) الموقعة من دهاقنة الأستعماريين , لا لهدف مرحلي , بل لهدف دائم يستهدف أبقاء الوطن العربي اسير التجزئة .


وتوضحت هذه الحقيقة أكثر في ذهاب الدهاقنة الأستعماريين لمناهضة أي توجه قومي للتوحد أو تقارب بين الأشقاء يؤدي لهذا الهدف , بالأستعانة ببعض عملائهم الظاهرين والمستترين , وتجاربنا في هذا الصدد كثيرة ومعروفة , فهل من مستفيد ؟!


وأذا عدنا لحركة أبي أسماء وهو موضوع الساعة الفكاهي , فأول ما يتبادر الى الذهن أن نسأله ,هل يتوقع أن تتنكر سورية العربية لجذرها العربي ؟


وهل تقبل دمشق العروبة الأنحناء أمام ضجيج مفتعل رفض القبول به حلفاؤه في الطبخة السياسية الأميركية _ أقصد الثلاثي المرح _ الثلاثي الذي نصبته واشنطن ليكون مجلس رئاسه ( لايهش ولا ينش ) الا و الحق يقال بما ينال من وحدة الوطن ومن سيادة الشعب !!


لا نعتقد أن سورية تقبل على نفسها التجاوز على جذر كابد شعبها ومناضلوه في الدفاع عنه , ويكفيها فخرا أن أرضها أحتضنت أول ولادة لتجربة وحدوية شهدها التأريخ العربي المعاصر وتأمر عليها أسيادهم الحاقدون على امتنا العربية ؟!


كما لا نصدق أن أشقاءنا السوريين يقبلون أغراءات بمكاسب أقتصادية حملها لهم المالكي قبل يوم أو يومين من الأربعاء الدامية , في أطار ما سمي بمشروع تعاون أستراتيجي , وبدا من توقيته أنه سعي لكسب سكوتهم على تمرير لعبة تصفية الوجود الوطني العربي في بلاد الرافدين , بعد نفوق محاولات أجتثاث جذره القومي الأنساني , وعدت مذبحة الأربعاء خطوة على طريقه اللئيم ؟!


أما ممارسة الضغط على سورية ومحاولة أرهابها للتعاون مع المهزومين , على محاصرة المقاومة الوطنية التي تنهك قواهم وتهز اركان اسيادهم الذين لاذوا بالمعسكرات المحاطة بالجدران بعد أن طالتهم سواعد وبنادق المقاومين .


فلن يحصل هذا كما تتصور عبقرية المالكي ,وعبقرية مستشاريه بأن التصرف السوري سيرجح التعامل معه بحساب مصلحي خاص , وليس بحساب أعمق يقرأ المواقف بمدلول قومي مدرك بأن رأس العراق المطلوب هو نفسه رأس سورية ؟.


وأن أجتثاث المقاومين العراقيين , يعني فتح الأبواب على مصراعيها لأجتثاث أوسع يشمل المناضلين والمقاومين العرب في كل مكان .

 

وأفعال و مواقف الأشقاء السوريين ترفض ذلك وتزدريه , وأبلغ رد على جعجعة المالكي وردت على لسان الرئيس بشار الأسد , فقد وصفها ومن دون تردد _ وسيادته محق _ بغير الأخلاقية .


فقد ذهب المالكي الى دمشق زاحفا يطلب العون , ولم يلق استجابة فعاد الى بغداد ليتهم سوريا باطلا بالمسؤولية عن ذبح العراقيين الذي جرى بفعل جماعة خامنئي وبالتواطؤ مع قواته الأمنية وبأسناد من عناصر بدر الغادرة ؟!
ولا نعتقد ان أحدا من الرفاق السوريين يتصور أن( منجنيق ) الأجتثاث الذي طال البعثيين هو منصوب للعراقيين منهم حصرا.


فقد شمل جميع العرب الذين تواجدوا في العراق خلال عمليات الغزو و ما تلاها من تصفيات طائفية وخصوصا الفلسطينيين , وهو سلاح مشهر لأرعاب البعثيين في كل أرض يتواجدون فيها , و رفاقنا في سورية لا يستثنيهم العدو الواحد كما يظن البعض خطأ.


فقانون الأجتثاث العراقي الذي وضعه الحاكم الأميركي بريمر يمثل سابقة قابلة للتعميم , ولكن بتغيير للتأريخ والتسميات فقط , لا ليشمل البعثيين وحدهم بل جميع القوى المناهضة للأستعمار والرافضة للأحتلال وللوجود الأجنبي في بلادها !!


فهل يدرك هذا المالكي الفهمان جدا , ونظنه غير فهمان , ولو كان كذلك لما تورط في جعجعة المحكمة الدولية أعتقادا ساذجا منه , بأنها ستجعل سورية ترضخ لمطالبه المثيرة للسخرية !.


ألم يُنَبه الى أنفراط عقد المحكمة الدولية التي شكلت بأقتراح من طرف لبناني بهدف أيجاد تبريرات لمعاقبة سورية على ذنب لم ترتكبهُ ؟


وألم يقرأ في الصحف , وربما هو لا يقرا عادة حتى المفيد منها , أولم يسمع الأخبار التي تناقلت أمر تلك المحكمة ( ومعدوها والمراهنون عليها , كانوا أجبش منه) وكيف أنتهى بها الحال ؟


فقد أنكشفت لعبتها وأطيح بقاضيها لأتهامه بتسييسها قبل ان يتمكن من النطق بأي شيء ؟!
فما ألذي يريد من هذه المحكمة أن تفعله , هل الضغط على سورية لتمارس نيابة عنه دورا عجز وقبله أسياده عن الفلاح فيه , وهو يعرف جيدا أن المقاومين العراقيين متواجدون داخل ألأراضي العراقية , ولا سلطة لسورية عليهم , وليس من مبادئها أساسا التدخل في شؤونهم , لأنهم يمثلون أرادة شعب شقيق لا أحد يستطيع منع سورية من التضامن مع أبنائه , وهم ينهضون بمهمة قومية مقدسة , وهي التصدي لمحتل غاشم وللعملاء الكفرة .
وأذا كان المالكي حريصا على دماء العراقيين فلماذا يصمت ولم يحرك ساكنا علي القصف المنظم الذي تقوم به مدفعية عمامه المعممين الأيرانيين للقرى الحدودية الكردية في محافظتي السليمانية وأربيل ؟!!


ولا نريد الدخول في تفصيلات ما يفعله المجرمون من جيش القدس من أعمال شريرة وتفجيرات يومية في عموم العراق بواسطة أسلحة تهرب علانيةعبر حدودنا الشرقية المحاذية للجارة أيران ,وليس للشقيقة سورية وقد ضبطت قواته ألأمنية الكثير منها وكذلك فعلت القوات الأميركية .


فأين لسانه الطويل من كل هذا , أم هو التغاضي المقصود عن الجرم المشهود , أم هو عرفه الغادر الذي يبيح للفرس قتل اهلنا بدم بارد ,كما تُوجَ ذلك في أربعاء الدم والمجزرة , وما سبقها كثير وكثير؟
وهناك سؤال حول مستجد يتصل بالمالكي وصلاحياته ويتقصد مام جلال التجاوز عليها وخصوصا صلاحياته كمسؤول عن الملف ألأمني .


فكيف يرى أنفراد جلال ونائبه عادل الذي يهيئ نفسه ليكون بديلا له في رئاسة حكومة الأحتلال المقبلة , ينفرداهما بعقد أجتماع مع قائد فيلق القدس في أحدى منتجعات السليمانية لمناقشة مستجدات الأوضاع الأمنية في العراق والتطورات المتوقعة لاحقا في الساحة العراقية ؟!


فبأي أي صفة دعي هذا ألمسؤول , وعلى وفق أي قاعدة رسمية وحتى أي عرف أخلاقي جرى ذلك ؟
هل بتنسيق معه , أم لمتطلبات أخرى تقتضيها طبخة الأنتخابات المقبلة التي يراد لها أن تأتي صفوية النتائج , مما يتطلب تدابير تنهض بها عناصر جيش خمنئي قبل وخلال اجرائها ؟!


ونكرر السؤال أين ( ريس الوزارة ) من تجاوز مفضوح على السيادة الوطنية اذا تغاضينا عن تجاوزهما على صلاحياتك, وهل يجوز الاتصال مع الاجانب للتنسيق معهم بشأن داخلي يتعلق بأمن البلاد, وهم متهمون بذبح العراقيين ؟!


فعلام أذن .. فحيحك على سورية , وصمتك على القتلة من جيران شرقي العراق , أوليست اللعبة
مكشوفة الأن ؟!


فأنتم تؤدون دورا ضد سورية مناطا بكم أميركيا فشلت واشنطن في تمريره على السوريين مباشرة , فأستخدمتكم ( ولبئس الاستخدام ) لأدائه , فأرتفع ضجيجكم , تصورا بأن المعادلات الدولية ما زالت تسمح بتكرار مهازل بوش المستجابة بمجرد أشارة حمقاء منه!!


ويلاحظ , وهذا ما فات على المالكي أدراكه ان الحقائق العربية على الأرض لم تعد تقبل أن يستعدى العربي على أخيه العربي وأن ما حدث للعراق من غزو غادر , شارك فيه للأسف بعض العرب بطريقة أو أخرى , غير قابل لأن يتكرر , بعد أن أدرك الجميع بأن رؤوسهم هي المعنية بالجز , وليس رأس العراق وحده أو البعثيين منهم وحدهم .
وليدرك المالكي و اتباعه جيدا بأن سورية العربية لن تظل وحدها في ميدان النزال , فكل العرب سيكونون معها , ومع المقاومة الوطنية العراقية في وقفة التصدي للضغوط الأجنبية الممالئة لأعداء أمتنا من أمبرياليين ومحتلين لكل شبرمن أرضنا العربية في العراق وفلسطين وعربستان وجزر خليجنا العربي ..


أما الفحيح والنعيق والضجيج فلن يجدي مطلقيه نفعا , فهو كالزبد يذهب بهم جفاءا , ولن يمكث في الأرض العربية الأ ما ينفع أهلها , ويصنعه رجالها الطيبون مقاومو شرأعدائها .

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٢١ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١١ / أيلول / ٢٠٠٩ م